دعوة للتفكير

الدكتور المقريزي

تقديم

عزيزي القارئ

يسعدني أن أقدم لك كتاب دعوة للتفكير بعد أن قرأته ووجدت فيه الكثير من الإجابات الواضحة والمنطقية على العديد من الأسئلة التي دارت في رأسي وأنا في الإسلام ولازالت تدور في رؤوس الكثير من المسلمين .

نعم انه كتاب يطرح الكثير من المواضيع التي تهم كل إنسان يؤمن بوجود الله والبعث والآخرة وهو أيضا سيساعد الكثير من المسلمين والمسيحيين في فهم عقيدة الآخر ويزيح الستار عن الكثير من الجوانب التي يتجنبها الكثير من رجال الدين المسلمين أو يدورون حول تبريرها وتعليلها دون أن يعطوا جوبا شافيا.

نعم هذا كتاب أتركه بين يديك لتستمتع بطريقته في مناقشه المواضع التي تهمنا جميعا.

 

ناهد متولي

 

 

 

إهداء

 

قرأت بعيني

فهمت بعقلي

ناقشته  حاورته    سألته

أجابني  عرفت   شكرته

نعمة عظيمة منحها لنا الله  العقل

إلى أصحاب العقول أهدي ما كتبت

                                       المقريزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 لقد تلقيت دعوة من أخ مسلم لدخول الإسلام لكنني وافقت بشرط أن أقرأ وأفهم وأسأل ولأنني لست بالشخص السطحي ولا أقبل أن أتلقى الديانة والعقيدة من الأفواه والأقوال لأن الأمر جدا خطير حيث أنه لا يتعلق بمنهج حياة الإنسان القصيرة على الأرض لكن الأهم والأخطر هو ما بعد الموت وإلى ما يقودني الطريق الذي أسلك .

قرأت العديد من الكتب والمراجع التي تشرح وتوضح الإسلام كعقيدة  وطريق حياة وكان مرجعي الأساسي والأهم القرآن الذي  لا يختلف حوله المسلمون كثيرا كباقي الكتب التي قد تقبلها السنة ويرفضها الشيعة أو تقبلها الشيعة  ويرفضها البعض الآخر كما أن هناك من المراجع التي تختلف حولها مذاهب السنة والبعض تقول به المعتزلة وتنفيه السنة فالفرق الإسلامية أكثر من ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار والناجية  واحدة(أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أبي داود من حديث معاوية وأبن ماجة من حديث أنس وعوف أبن مالك)

لكن بعد بحث عميق مضغ من حياتي سنين شبابها وأخذ من وقتي ما لم يعد لكنني لست نادما على فترات أسري وكتبي ولا عن ما أنفقت من مال وجهد فماذا تفيدني كنوز العالم وألقابها لو سلكت طريقا قادني في نهايته إلى جهنم وبئس المصير والآن جاء دوري في دعوة المسلم للتفكير فبكل الحب أطرح أمامه أسئلتي التي دارت في رأسي . 

أرجو أن يتسع صدرك يا أخي لأسئلتي وتقبل دعوتي كما قبلتها أنا من قبل ‎‎‎، حاول أن تجاوبني بالكلمة لا بالطلقة فأسئلتي بحبر كتبتها لا ببرود ورصاص  .

لا أقبل منك أن تجاملني ولا أقبل أن أكون كاذبا منافقا وأجاملك فالحق هو الحق والباطل هو الباطل والدين والسياسة لا يتفقا ولا يمتزجا فلا شراكه بين النور والظلام فالنور ناصع بياضه والأسود حالك ظلامه وللإنسان روح وعقل .

 

أكل آدم من الشجرة فعرف أنه عريان وأكلنا معه بالوراثة فلكل منا ضمير لعله ذلك الذي يوخز كل مخطئ يسير في طريق الظلام ويشعر بالراحة من يتبع النور ، دع العقل حكما ودع العواطف جانبا فكثيرا ما كان الإندفاع ورائها مهلكا .

 

 

دعوة للتفكير

في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟  ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  (الأنعام 6 :125)

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)

أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)

من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)

من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟

جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)

قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

جاء أيضا في المرجع السابق  حديث رقم (15)

قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .

إذا كان الإسلام  هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟

 

المسلمون قبل الإسلام

وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67)

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)

في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )

قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 : 90 )

ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:

 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)   

وملكة سبأ قالت :

رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )

والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )

قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )

لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :

وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)

وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .

أما في الحديث عن محمد :

قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )

قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )

إذا كان  محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟

لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة  ؟

لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين

قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )         

ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟

وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )

ولكن قد يقول قائل :

من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )

كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟

 

الإسلام والحنيفية

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )

ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )

ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )

هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .

ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة  وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )

في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟

 

الإسلام والأيمان

الآن ندخل منطقة أكثر غرابة وهي هل هناك فارق بين الإيمان والإسلام ؟

قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات 49 : 14 )

وهنا فارق كبير بين الإيمان والإسلام فالأعراب مسلمين ولكن غير مؤمنين رغم تلك الآيات العجيبة التي توحد بين الإيمان والإسلام .

ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا (النساء4: 94)

ما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (الروم 30 : 53 )     

إن منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا  ( الجن 72 : 14 )

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة (الزخرف 43 : 68-69 )

من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما .

وفي الحديث عن أهل الكتاب وعرب الجاهلية الأميين :

قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )

وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى يقول القرآن :

يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته ( الحديد 57 :28 )

الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد  وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله ، وفي الحديث عن موسى :

لما جاء موسى  لميقاتنا وكلمه ربه .... قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (الأعراف 7 : 143 )

 

من هم الأعراب ؟

من  المهم أن نعرف من هم الأعراب حتى ينجلي لنا الفارق بين الإيمان والإسلام حيث أن الأعراب مسلمين وليسوا مؤمنين  .

الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله  (التوبة 9 : 97 )

هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )

ولكي تكتمل صورة الأعراب المسلمين المنافقين الكفار غير المؤمنين إليك تلك الآية التي ربما تريح حيرتنا :

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )

الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟

من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟  هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين

 

أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون (القلم 68 : 35-36 )

ولا نعرف أي إجرام أكبر من النفاق والكفر الذي وصف به الأعراب المسلمين ؟ أما النصارى فهم ليسوا مسلمين لكن مؤمنين ولهم نصيب من رحمة الله رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ، هنا يسقط المرء في أعمق هوة عندما يحاول جاهدا معرفة ما الفارق بين الإسلام؛ الكفر ، النفاق ، الإيمان ؟

من يحل اللغز من يفك الطلسم ما هو الإيمان ومن هو المؤمن ما هو الإسلام ومن هو المسلم من هو أول من عملهاوأسلم ؟

 

 

 

إسماعيل واسحق

حكى القرآن في قصصه عن إبراهيم وابنيه إسماعيل واسحق ، لكن القارئ المدقق الفاهم يستطيع أن يعرف على من كان الفداء ؟ من من ابنيه الصالح ومن الظالم ؟ بمن كانت البشرى والهبة ؟ في ذرية من الكتاب والحكم والنبوة ؟

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

الضحية من شعائر الله في الإسلام :

لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام (الحج 22 :34 )

هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي ( الضحية ) معكوفا أن يبلغ محله (الفتح 48 : 25 )

والبدنة ( الإبل ) جعلناها لكم  من شعائر الله لكم فيها خير ....(الحج 22 : 36 )

من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( الحج 22 : 32 )

إذا كان تقديم الأضحية من شعائر الله ومن تقوى القلوب فهو من أهم الموضوعات التي تهم المسلم حيث يحج الملايين من المسلمين إلى الكعبة كل عام يقدمون الأضحية فكان ضروريا أن يعرفوا على من تم الفداء ؟.

لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه  لافتدوا به ( الرعد 13 : 18 )

لو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة..( يونس 10 : 54 )

من هنا فداء النفوس أغلى من ملئ الأرض ذهبا ومع ذلك كان فداء ابن سيدنا إبراهيم بكبش عظيم .

.....وفديناه بذبح عظيم ( الصفات 37 : 107 )

 

مغزى الفداء وتاريخه:

لقد جرى الفداء وتقديم الأضحية والقرابين في دم الجنس البشري منذ ابني آدم حتى عباد الأصنام كانوا يقربون لأصنامهم الذبائح منها الحيواني والبشري .

واتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر ( المائدة 5 : 27 )

هذا ما حدث مع ابني آدم أبو البشر تقبل من أحدهما ورفض الآخر وهذا أيضا حدث مع ابني إبراهيم أبو الأنبياء .

 

قصة الفداء:

رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك .... فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ....وفديناه بذبح عظيم ( الصافات 37 : 100-107 ).

تلك هي القصة الوحيدة في القرآن التي تحكي فداء ابن سيدنا إبراهيم ، لم يذكر الاسم صراحة لكن هناك ألفاظ مهمة وهي بشرناه ، فلما بلغ معه السعي، فديناه بذبح عظيم

لكن من هو الغلام الذي بشر به الله سيدنا إبراهيم وهو نفس الغلام الذي بلغ معه السعي وهو نفس الغلام الذي فداه الله بالذبح العظيم رغم أن فداء النفس أغلى من ملئ الأرض ذهبا  ، من هو ذلك الذبح الذي وصف بالعظيم ؟ من أين جاء هل جاء من السماء ؟ إلى من يشير؟

 

عهد الله مع إبراهيم وبعض ذريته:

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 )

لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون (الحديد 57 :26 )

الواضح أن لله عهدا مع إبراهيم وأراد إبراهيم من الله أن يستمر عهده مع ذريته لكن الله خاطبه قائلا بعض من ذريتك فاسق وظالم فلا ينال عهد الله الظالمين، لكن ترى من منهما الصالح المحسن ومن هو الفاسق الظالم الذي     ليس له عهد مع الله؟

 

البشرى لإبراهيم وزوجته باسحق:

نبئهم عن ضيف إبراهيم .... قالوا لا توجل ( تخف ) إنا نبشرك بغلام عليم ( الحجر 15 : 51-53 )

نلاحظ هنا أن البشرى بغلام واحد وليس اثنين لكن ترى من هو ؟

هل أتاك حديث ضيف إبراهيم . فأوجس منهم خفية قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت إمرأته في صرة فصكت وجهها  وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك أنه هو الحكيم العليم (الذاريات 51 : 24-30 )

الواضح هنا تكرار البشرى بغلام واحد وهو ابن العاقر العقيم ولكي  تذداد الصورة وضوحا لك تلك الآية :

وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت ياويلتي أألد وأنا عجوز ....قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ( هود 11 : 71-73 ) .

وهنا جاء التصريح بالبشرى باسحق وذريته يعقوب وفي النهاية رحمة الله وبركاته على ذلك البيت وتلك الذرية ، نعم كانت البشرى لأم اسحق ولم يذكر القرآن قط أنه بشر إبراهيم بإسماعيل ولا ذكر لأمه أو ذريته ، والملاحظ أن البشرى في القرآن لم ترد عن ولادة أحد إلا اسحق ويحيى والمسيح .

يا ذكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ( مريم 19 : 7-8 )

وهنا نلاحظ أن البشرى كانت للعجوز ذكريا بغلام اسمه يحيى رغم انه عجوز وامرأته عاقر نعم إنها عظمة الله التي هي فوق الطبيعة .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( آل عمران 3 : 45 )

وهنا جاءت البشرى بالمعجزة الفريدة التي لم تحدث ولن تحدث وهى المولود العجيب ، نعم هؤلاء فقط هم الثلاثة في القران الذين كانت البشرى من الله بميلادهم  .

 

إسماعيل واسحق في الميزان:

سلام على إبراهيم .... وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( الصافات 37: 109-113 ) .

تلك الآيات محورية وهامة جدا فالبركة على إبراهيم واسحق  ولكل من إبراهيم واسحق ابنان أحدهما محسن والأخر ظالم لنفسه ، فإذا كان اسحق نبيا من الصالحين فترى من يكون إسماعيل ؟ ظالم . نعم ومن أول عهد الله مع إبراهيم قال

لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 ) .

هنا أصبح لا عهد مع إسماعيل وذريته ؛ أما اسحق فله البركة ولواحد من ابنيه البركة أيضا وهو يعقوب الصالح الذي تكرر ذكره في القرآن كثيرا أما عيسو فهو ظالم ولم يذكره القرآن . هل إتضحت الرؤيا الآن ؟ لكن سنستمر في البحث سويا والحقيقة وحدها مقصدنا.

 

اسحق هو هبة الله لإبراهيم:

لقد خاطب إبراهيم الله طالبا نسلا :

قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين ( الصافات 37 :99- 100 )

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و اسحق ( إبراهيم 14 : 39 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا ....( الأنعام 6 : 84 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب . كلا جعلنا الصالحين (الأنبياء 21 : 72 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ( العنكبوت 29 : 27 )

فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم .... لسان صدق عليا ( مريم 19 : 49-50 )

الواضح هنا أن الهبة من الله تكررت كثيرا بإسحق ويعقوب بينما لم يذكر القرآن أبدا أن الله وهب له إسماعيل ففي الآية الثانية إبراهيم يشكر الله الذي وهب له إسماعيل واسحق أما الهبة من الله التي جاءت في القرآن خصة اسحق فقط ولم تذكر أن الله وهب له إسماعيل ولم يرد ذكر لذرية إسماعيل .

 

إسماعيل نبي وليس نبي:

أ ذكر في الكتاب إسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا (مريم 19 : 54 )

قولوا آمنا بالله.  وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (البقرة 2 : 136 )

وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا ( الأنبياء 21 : 85-86 )

تحدث القرآن في هذه الآيات عن إسماعيل نبيا كما أنه تحدث عن ذرية اسحق ، يعقوب والأسباط أما إسماعيل لم يذكر عن ذريته شيئا كما تحدث عن إسماعيل وإدريس وذا الكفل فقال أدخلناهم في رحمتنا أي هو شئ جانبي لكن هناك آيات ألغت دور إسماعيل نهائيا .

في الحديث عن عرب الجاهلية ونبيهم محمد قال القرآن :

رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم .( القصص 28 :46 )

لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ( السجدة 32 : 3 )

ما أتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ( سبأ 34 : 44 )

أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو انزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم (الانعام6: 156-157)

من الملاحظ في هذه الآيات أن العرب لم يأتهم نذير قبل محمد ولم يكن لهم كتاب قبله ونزل كتاب الله فقط على طائفتين هم اليهود والنصارى وبذلك يكون ألغى دور إسماعيل نبيا ولم ينزل عليه شئ ، ولو تمسكنا بدور إسماعيل نبيا وأنزل إليه لسلمنا بخطأ الآيات التي تقول ُ لم يأتهم نذير قبلك وليس لهم كتب يدرسونها قبلك كما أنه في الآية الأخيرة الغي كل الأنبياء الذين ذكرهم القرآن خارج الطائفتين اليهودية والنصرانية .

لكن جاءت الآيات الصريحة التي تثبت أن الوعد باقي وثابت في ذرية اسحق وفيها دون غيرها الكتاب والحكم والنبوة .

 

الوعد لذرية اسحق دون غيرها:

في الحديث عن يوسف :

يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق ( يوسف 12 : 6 )

وهنا تمام النعمة على إبراهيم بنجاته من النار وعلى اسحق بالفداء ويوسف بنجاته من السجن .

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب (العنكبوت 29 : 27 )

لقد أتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة .... وفضلناهم على العالمين ( الجاثية 45 : 16 )

ولقد آتينا موسى الهدي وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ( غافر 40 : 53 )

وهنا الهبة لاسحق ويعقوب وتمام النعمة على يوسف وأجداده يعقوب واسحق والكتاب والحكم والنبوة في بني إسرائيل وهم ورثته ولا حكم ولا نبوة  ولا كتاب خارج تلك الذرية المباركة ، أما بعض الأنبياء والقصص التي خارج تلك الذرية المباركة ذرية اسحق ويعقوب فهي في موضع شك حتى أن قصصهم في القرآن غير واضح وغير منطقي مثل صالح وناقة الله ، ومدين وعاد وأخا هود وذي القرنين وذا الكفل ولقمان وشعيب وأصحاب الرس والرجس والأيكة ورفيق موسى في مركبته ( الخضر ) وغيرها من القصص غير التوراتيه وتلك الأنبياء خارج تلك الذرية المباركة .

 

العرب قبل محمد لم ينزل عليهم شئ:

أن تقولون إنما أنزل الكتاب على طائفتين (النصارى واليهود ) من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ( الأنعام 6 : 156-157 )

مما تقدم نجد أن العرب لم ينزل عليهم أي كتاب قبل محمد لكن الكتاب نزل فقط على طائفتين قبل محمد وهم اليهود والنصارى ؛ فترى على أي من الطائفتين نزلت صحف إبراهيم والذي أوحى إلى إسماعيل وشعيب وذا الكفل وصالح وأخا هود وغيرهم ؟

لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط .... ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (يونس 10 : 47-48 )

وهنا يؤكد العرب المعاصرون للإسلام بأنه ليس هناك رسل من الأمم الأخرى .

وللعقل وقفة إسماعيل هو ابن إبراهيم العبراني وأمه هاجر الجارية المصرية فكيف يكون عربي أو ينتمي إليه العرب حتى لو تزوج منهم؟

من كل ما تقدم ترى أي الابنين تم عليه الفداء ؟ إذا أراد الله أن يمتحن إبراهيم ويختبر طاعته لله ؛ يطلب منه ذبح ابنه من زوجته آم ابنه من عبدته ابنه الصالح الحليم ام ابنه الظالم ؟ على من الفداء على إسماعيل أو اسحق؟ بالطبع اسحق هبة الله المبارك عليه والنبي على حد تعبير القران.

أخيرا إليك ما جاء في التوراة :

أجاب الرب ( إبراهيم ) أن سارة زوجتك التي تلد لك أبنا وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدي معه ومع ذريته من بعده عهدا أبديا ( تكوين 17 : 19 ) .

 

 

النذير والنبي

لقد وصف القرآن نبي العرب محمد بالنذير ووصفه أيضا بالنبي لكن هل هناك فارق بين النذير والنبي؟ متى وأين وصف نفسه بالنذير؟ متى وأين وصف نفسه بالنبي؟ لا يمكن معرفة ذلك إلا بالرجوع إلى القرآن وآياته المكي منها والمدني وهذا ما سنناقشه بالتفصيل .

نعم كل نبي جاء  كان نذيرا ومبشرا للناس لكن ليس كل نذير نبي فربما أحد من الناس حمل على عاتقه ومن نفسه أن ينذر الناس ويحذرهم من وقوع كارثة أو خطر جسيم أو أمر مهلك أو يبشر الناس بخير عميم قادم إليهم وهو ليس بالضرورة أن يكون نبيا ، جاء في شعر ورقة بن نوفل :

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم              أنا  النذير فلا  يغركم أحد  

لا  تعبدوا إله  غير  خالقكم             فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد

 

هنا نرى ورقة بن نوفل قس مكة وابن عم خديجة أول أزواج محمد يقول عن نفسه أنه نذير ولم يكن ورقة نبيا .

إن القارئ المدقق بفهم وتعقل يجد أن القرآن صرح في آياته المكية أن محمدا نذيرا وأستخدم تلك الألفاظ نذير ، تنذرهم ، فأنذر ، نذيرا وغيرها كثير من الآيات المكية بل إن القارئ الأكثر تدقيقا وتعمقا وفهما يجد أن القرآن المكي صرح في آياته أن محمدا ليس إلا نذير وإلا هنا حرف حصر أي أن محمدا ليس له صفة أخرى ولا عمل غير الإنذار فهو فقط نذير .

 

 محمد فقط نذير:

وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ( الفرقان 25 : 56 )

قل أعظكم بواحدة أن تقوموا لله ... ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي ... (سبإ 34 : 46-50 )

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير  مبين( الأعراف 7 : 184 )

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( الأعراف 7 : 188 )

قالوا لو أنزل عليه آية من ربه قل إنما الآيات عند الله إنما أنا نذير مبين ( العنكبوت 29 : 50 )

ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا إنما أنا  نذير مبين ..( ص 38 : 69-70 )

وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين ( الشعراء 26 : 115 )

إن هو إلا نذير لكم ( سبا 34 : 46 ) إن أنت إلا نذير ( فاطر 35 : 23 )

المتأمل في كل تلك الآيات المكية يجد أن القرآن حصر أن محمدا فقط نذير وليس له كما للأنبياء حتى أنه تارة لا يعرف إذا كان يسير في الضلالة أم في الهدى فيقول إن ضللت فعلى نفسي وإن إهتديت فبما يوحي إلى ربي ، وتارة يتحلل من صنع المعجزات التي تؤيد الأنبياء لا لشئ إلا لأنه فقط نذير ، وتارة لا يعلم الغيب مثل الأنبياء ولا يملك دفع السوء عن نفسه فهو فقط نذير ، ولا يوحى له شئ عن تخاصم الملأ الأعلى لأنه فقط نذير ، واستخدم لفظ النذير في عدد قليل من الآيات المدنية وأضاف إليها بعض الألفاظ مثل نبي ، مبشرا ، شاهدا ، أرسلناك والملاحظ اختفاء حرف الحصر إلا في آيات المدينة .

يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( الأحزاب 33 :45 )

 

 الذكر والذكرى:

نعم كل منذر لا يأتي بجديد لكن يذكر الناس بأشياء وأخبار وأحداث وأقوام وكتب سابقه ، والقارئ المدقق بفهم وروية وتعقل يجد أن أغلب آيات الذكر والتذكرة والذكرى هي آيات مكية :

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( طه 20 : 99)

وقالوا يا الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( الحجر 15 : 6 )

وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( النحل 16 : 44 )

إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له حافظون ( الحجر 15 : 9 )

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( الأنبياء 21 :48 )

إن هو إلا ذكر للعالمين ( القلم 68 : 52 ) ( التكوير 81 : 27 )

من كل ما تقدم نجد أن الذكر نزل على موسى وهو ذكر الذين قبل محمد وكذلك هو أنباء من سبقوه ، هو ذكرى وتذكرة غير مفروضة على أحد بل هي لمن شاء :

فذكر إن نفعت الذكرى ( الأعلى 87 : 9 )

ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ( طه 20 : 3 )

نعم القرآن ما هو إلا تذكرة ليس إلا وهى قصص الأولين .

 

 محمد نبي:

ترى متى وأين صرح القرآن صراحة أن محمدا نبيا ؟ لم يحدث ذلك خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبطول ستة وثمانين سورة لكن صرح بها عندما جاء إلى المدينة خلال تسع سنوات وفي أقل من ثلاثين سورة فالآيات المكية كانت تصف محمد أنه نذير ليس إلا .

إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي ( آل عمران 3 : 68 )

يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال ( الأنفال 8 : 65 )

يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ( التوبة 9 :73 )

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين( الأحزاب 33 : 1)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ( التحريم 66 : 1 )

إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الأحزاب 33 :165 )

نعم هناك العشرات من الآيات المدنية التي خلعت على محمد صفة النبي بينما كل آيات مكة خلال ثلاثة عشر سنة لم تصف محمد بالنبي إلا في آيتين وقد جزم كل شراح القرآن والمفسرين أنهما مدنيتين ووضعتا في السورة المكية وذلك من فعل الذين وضعوا القرآن ورتبوه بعد موت محمد .

الذين يتبعون النبي الأمي ( الجاهل ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .... قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته ( ! )( الأعراف 7 : 157-158 )

المعروف أن ترتيب سور القرآن وكثير من آياته حدث بعد موت محمد ومن هنا تجد الكثير من الآيات والسور المدنية تسبق الآيات والسور المكية بعكس ترتيبها التاريخي حسب نزولها، كما أنه كثير من الآيات المدنية وضعت في سور مكية والعكس ، لكن الأهم هنا في تلك الآيات أن الخطاب القرآني في الآيات السابقة واللاحقة خطاب وحوار مع اليهود وهم كانوا بالمدينة (خيبر)، كما لا يخفى استمالة النصارى في الآية الثانية حيث قال أن ذلك النبي الأمي يؤمن بالله وكلمته أي يؤمن بالله وبعيسى حيث أن المسيح هو كلمة الله ، أما كلمة الإنجيل هي الكلمة الأكثر إقحاما في النص حيث أن الآيات السابقة واللاحقة تحكي عن موسى واليهود فلا مجال لإقحام كلمة الإنجيل .

ومن هنا لنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟  كما أنه من الملاحظ أن قرابة ثلاثة عشر سنة في مكة لم يكن للإسلام أي عبادات واضحة أو شرائع بل مجرد إنذار من النار وتبشير بالجنة وبعض القصص المكررة عن السابقين من أهل الكتاب وأساطير العرب ويميل أغلب السور المكية إلى وحدة القافية وقصر العبارة وغيرها ، لكن حسبنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟ .

 

 

النبي والجن

صرح القرآن أن هناك علاقة وثيقة بين محمد وقرأنه من ناحية وبين الجن من الناحية الأخرى ،حيث أن القارئ المدقق الفاهم يجد أن الذين آمنوا بالقرآن وشهدوا بصحته وهداه إلى الحق هم الجن حيث أن تلك السور مكية وكان محمد يومها مرفوضا لا يؤمن به من الإنس إلا أهل بيته وهم يعدوا على الأصابع . لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟

 

الجن خلق من النار:

في الحديث عن موسى : الق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ( القصص 28 : 3 )

قال القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى (طه 20 : 20 )

والجان خلقناه من قبل من نار سموم ( إبراهيم 15 : 27 )

وخلقنا الجان من مارج من نار ( الرحمن 55 : 15 )

وهنا ما يتميز به الجن أنه يهتز كالثعابين ويسعى كالحيات وخلق من نار .

 

خلق إبليس من نار وهو رجيم:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ... ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ( الأعراف 7 : 11-20 )

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ... قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فأذلهما الشيطان عنها ... وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ... (البقرة 2 : 34-36 )

.... فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ( الكهف 18 : 50 )

مما تقدم نجد أن الجن خلق من نار وإبليس خلق من نار أيضا وكان إبليس من الجن وأذل الشيطان آدم وحواء والعداوة بينهم بأمر الله ، لكن ماذا عن العفاريت ؟

 

الجن والعفاريت شئ واحد:

في حوار سليمان والجن : قال عفريت من الجن أنا أتيك به ( عرش ملكة سبأ ) قبل أن تقوم من مقامك .... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( النمل 27 : 39-40 )

وهنا العفريت واحد من الجن كما إبليس وعند العفاريت علم من الكتاب  ، ترى أي كتاب ذلك الذي تعرفه العفاريت ؟

 

الشياطين والجن يتزاوجون:

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دون الله وهو لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( الكهف 18: 50 )

وهنا إبليس والجن يتزاوجون ولهم ذرية .

 

المتعة بين الأنس والجن:

يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم ( أصدقائهم ) من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغت آجالنا الذي أجلت (الأنعام 6 : 128)

وهنا نرى المتعة متبادلة بين الإنس والجن ، لكن لم يوضح أي نوع من المتعة وإن كانت أحاديث محمد أشارت إلى ذلك .

 

نهاية الجن والشياطين وإبليس واحدة:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ... فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم ( ص 38 : 75-85 )

ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 ) ( الأعراف 7 : 38 )

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( مريم 19 : 68 ) ( الأعراف 7 : 18 )

وهنا جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار ولهم قاسم مشترك واحد هو إغواء البشر وإهلاك ذرية آدم .

الجن العلوي والسفلي:  

يقسم علماء المسلمين الجن إلى الجن العلوي المؤمن بمحمد وقرأنه والجن السفلي الكافر، ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرأنه ؟ هل لهم نصيب في الجنة ؟ هل للجن العلوي أن يخطئ ويكفر ويرتد عن الإسلام ويصبح من الجن السفلي ؟ هل للجن السفلي أن يؤمن بالقرآن ومحمد ويصبح من طائفة الجن العلوي ؟ وهنا العقل في محنة بين آيات القرآن التالية :

سمعنا قرأنا عجبا ... فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( الجن 72 : 1-2 )

وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك .... وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار )( الجن 72 : 11-14 )

في هذه الآيات الجن مسلم مؤمن غير مشرك نعم ليس كل الجن .

قل أعوذ برب الناس ... من شر الوسواس الخناس ... من شر الجنة والناس ( الناس 114 : 1-6 )

ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 )

وهنا محمد يستعيذ من الشياطين والجن؛ وجهنم ستمتلاء من الجن والناس كما أن ليس هناك آية واحدة تقول أن هناك مكان في الجنة للجن ، هنا الحيرة ما مصير الجن العلوي الذي آمن بالقرآن وصدق محمد ؟ هل أفاده ذلك شيئا ؟

الجن أعداء الإنسان والأنبياء:

كان رجال من الإنس يتعوذون برجال (هل هناك اناث؟) من الجن فزادوهم رهقا ( الجن 72 : 6 )

يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم  بل كانوا يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون ( سبا 34 :40- 41 )

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول (الأنعام 6 : 112 )

هنا الجن يوحون إلى الإنس كلام مزخرف جميل بليغ . لكن ترى من غير محمد وأتباع محمد يؤمنون بالجن ؟

 

عبادة الجن ورسلهم:

‎‎‎‎‎وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات 51 : 56 )

يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ( الأنعام 6 : 130 )

وهنا نرى أن للإنس كما للجن عبادات لله ولهم رسل منهم يقصون عليهم آيات الله وكتبه .

 

هل محمد رسول الجن والقرآن كتابهم ؟

لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه .

وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا أنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ( يدي من؟ ) يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله (محمد ) وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم.. ( الأحقاف 46 : 29-31 )

قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ... ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ... أنا لما سمعنا الهدي (القران) أمنا به ... وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ... ( الجن 72 : 1- 14 )

الواضح من الآيات أن الجن آمن بالإسلام وصدق بمحمد وقرأنه وأنه مطابق لما بين يديه ( ؟ ) ورفعوا الله أن يكون له صاحبة أو ولد وهي نفسها أفكار القرآن عن النصارى ؛ كما أنهم دعوا من يريد الرشد فعليه بالإسلام ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن والشياطين والأبالسه العفاريت ؟ أي دين وأي نبي ذلك الذي يبشرون به ؟  أي إله ذلك الذي يشرك الجن في علمه ويطلعهم على ذلك الكتاب الذي بين يديه ؟ هل الله لكي يثبت صدق نبيه وصحة دعواه أن يقبل شهادة الجن والعفاريت والأبالسة الشياطين ويردد كلامهم ؟ ترى هل من العقل أن نصدق نحن شهادة الجن والعفاريت والشياطين ونثق في كلامهم دون فحص وتمحيص ؟ كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ هل ننسى تهديد إبليس بأن يقعد لذرية آدم من كل اتجاه ليضلها ، والأعجب أن الله في القرآن يردد كلام الجن حيث أن سورة الجن والأحقاف هي كلام الجن وهي لا تختلف كثيرا في الأسلوب والمعنى عن كثير من آيات القرآن وسوره .

لإن اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( الإسراء 17 : 88 )

لقد جاء الجن بمثل القرآن بل جاء به نفسه حيث السور السابقة هي موجودة في القرآن ويقرأها الجميع على أنها من عند الله بينما هي في الحقيقة كلام الجن ، وإليك بعض الآيات التي تكشف عن طبيعة الجن وخداعهم :

قال قائل منهم أني كان لي قرين ( جن ) يقول إنك لمن الصادقين ( الصافات37: 51-52 )

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين ( الحشر 59 : 16 )

وهنا لا يخفى عليك أن الجن والشيطان يستطيع أن يقنع الإنسان أنه صادق في كل ما يعمل ولا يكتشف الإنسان ذلك ألا في النهاية عندما لا تكون هناك فرصة للتوبة والندم.

كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فزرهم ( أطردهم) وما يفترون ( الأنعام 6 : 112 )

فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته .... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ... ( الحج 22 : 52 - 54 )

وهنا نرى أن الشيطان والجن يوحيا للإنسان زخرف القول أي كلام منسق جميل يأخذك بريقه ونغمه ، كما أن الشيطان يوحي إلى محمد آيات ثم ينسخها الله (! ) ويحكم آياته والأغرب والأعجب كيفية معرفة الذين أوتوا العلم برغم كل ذلك أنه الحق ؟ أي حق !

فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنفسهم مهتدون ( الأعراف 7 : 30 )

وهنا نرى الذين يتبعون الشياطين والجن يحسبون أنفسهم مهتدون لكن عندما تتكشف لهم الحقيقة يقولون :

قال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( فصلت 41 : 29 )

عن ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك قال وإياي إلا أن الله تعالي أعانني عليه فاسلم فلا يأمرني إلا بخير.صحيح مسلم ومسند أحمد ومنتخب كنز العمال في السنن الأقوال والأفعال للعلامة المتقي الهندي.

عن عائشة ما منكم من إلا ومعه شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فاسلم. صحيح مسلم ومنتخب كنز العمال للعلامة المتقي الهندي.

مما تقدم وغيره كثير نجد أن محمدا كان له قرين من الشياطين والجن يأمرانه وهما مسلمين مؤمنين.

أخيرا ترى ماذا قال كتاب الله التوراة عن الجن عملا بالقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون :

لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم أنا الرب إلهكم (لاويين 19 : 31 )

النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم أجعل وجهي ضد تلك النفس وأقطعها من شعبها (لاويين 20 : 6 )

إذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فأنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه    ( لاويين 20 : 27 )

لا يوجد فيك .... من يسأل جان أو تابعة ولا من يستشر الموتى لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب ( تثنية 18:11-12 )

كان منسي أبن اثنتي عشرة سنة .... واستخدم جانا وتوابع وأكثر من عمل الشر في عيني الرب لإغاظته (ملوك الثاني21 :1-6) (أيام الثاني33: 6) 

فمات شاول بخيانته التي خان بها الرب ... وأيضا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال (أيام الأول 10 : 13 )

من كل ما تقدم نجد أن الكتاب المقدس يصف الجان بأنه أرواح شريرة شيطانية ونهى الله عن التعامل معها وكل من يستمع لها نجس ومكروه عند الله ويقطع هذه النفس وذريتها من شعبها.

 

محمد في القران

العرب الذين عاصروا محمد في جهلهم وجاهليتهم وصفوه بكثير من الصفات ، لكن الأغرب والأعجب أن القرآن والسنة تطبقا معهم إلى حد بعيد مع ما وصفوه به ، قال عنه العرب أنه كذاب أشر ومفتري وكذلك قال القرآن تاب الله على النبي وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قالوا عن قرأنه ليس وحيا من الله بل انه قول شاعر وقال القرآن أنه قول رسول كريم قالوا للمؤمنين به إنكم تتبعون رجلا مسحورا وجاءت السنة بأن محمدا سحر ، قالوا عنه يتلقى وحيا من الشيطان والجن وجاء القرآن فعلا بكلام الجن كما جاء أن محمدا تلقى وحيا من الشيطان ثم نسخه الله وألغاه وأحكم آياته ، قالوا عنه مجنون لا يدري وقال هو في قرأنه أنه لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ، قالوا كاهن يرقي بكلام مركب مثل كهان العرب وجاءت المعوزتين آخر مصحف عثمان وقد رقى بهما جبريل محمدا عندما سحره اليهود واختل عقله وأصبح لا يدري ما يحدث حوله ، وجاء في القرآن الكثير عن مدى تصديق محمد والعرب للقرآن والعمل به وإليك ما جاء :

 

بداية محمد:

ألم يجدك يتيما فآوى وضالا فهدى (الضحى :93 :6 )

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك (الخطايا ) الذي أنقض (أحنى واثقل) ظهرك (الشرح 94 : 1-3)

يا أيها المدثر قم فأنذر ... ثيابك فطهر الرجز فأهجر (المدثر 74 : 1-5 )

مما تقدم يتضح أن محمدا كان يسير في طريق الضلال فهداه الله وكان محملا بالخطايا والآثام التي أحنت ظهره من ثقلها وكثرتها ووضعها عنه الله لكن ترى ماذا عن الرجز الذي أمره أن يهجره ؟

ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم ويذهب عنكم رجز الشياطين (الأنفال 8 : 11 )

 

هل أحمد رسول بني إسرائيل:

إذ قال عيسى أبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا سحر مستمر(الصف 61: 6 )

ترى لماذا أحمد وليس محمد فالأسماء لا تتغير في جميع اللغات ؟ لكن ترى هل كان أحمد رسولا لبني إسرائيل حتى يدعو المسيح بني إسرائيل للأيمان به؟ إذا كانت به البشرى لبني إسرائيل لماذا لم يهاجر إلى بلادهم لتتم به النبوة والبشرى ؟ لماذا لم يبشر عيسى أتباعه النصارى بأحمد ؟

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل (الأعراف 7 : 157 )

إن القارئ الفاهم والمدقق ليجد هذه الآية محشورة ومقحمة في الأحداث حيث أن ما قبلها حديث وكلام موسى وما بعدها يحكي عن موسى وقومه من الآية 103 إلى 174 فلا موقع للحديث عن الإنجيل حيث أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ثم أنه من الواضح لكل عاقل أن اليهود لم يؤمنوا بعيسى فكيف يخاطب من لم يؤمنوا به ترى هل الله يجهل تلك ألبديهيات ؟

 أن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون (النمل 27 : 76 )

ناهيك عن أن محمد لم يظهر في بني إسرائيل ، لكن لنا أن نسأل بأي لغة كان يقص القرآن على بني إسرائيل ؟نحن نعلم أن القرآن عربي وبني إسرائيل ليسوا عربا؟.

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه (إبراهيم 14 : 4 )

وهنا يجزم القرآن أن كل رسول جاء بلسان قومه ، ولما كان بنو إسرائيل عجما لا يفهمون العربية فكل الآيات التي تشير أن محمدا رسول بني إسرائيل مشكوك في صحتها .

 

محمد للعرب الأميين محمد للناس جميعا:

ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس 10 : 47 )

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا (النحل 16 : 36)

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (الرعد 13 : 7 )

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من أمة إلا خلا فيها نذير (فاطر35: 24)

وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها (مكة) رسولا (القصص 28 : 59 )

هو الذي بعث في الأميين(عرب الجزيرة ) رسولا منهم (الجمعة62 : 2 )

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ( إبراهيم 14 : 4 )

من كل ما تقدم نجد أن لكل أمة رسول ولكل قوم هاد ومحمد هو نصيب الأميين ، لكن جاءت تلك الآيات التي تقول أن محمدا للناس جميعا

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف 7 : 158 )

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( سباء34: 28)

 

 

محمد الوحيد الذي بلا معجزة:

قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون (الأنبياء 21 : 5)

وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن جاءتهم  آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات(المعجزات) عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ( الأنعام 6 : 109)

هكذا قابل عرب الجاهلية محمدا بأن يأتيهم بمعجزات كما جاء أنبياء الله السابقين الحقيقيين وهي كلمات ذات دلالات ولها مغزى مهم فهي تدل على معرفتهم بأخبار ومعجزات الأنبياء السابقين وإيمانهم بها .

قالوا لولا نزل عليه آية(معجزة) من ربه قل ان الله قادر أن ينزل آية (الأنعام 6 : 37)

يقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا وإني معكم من المنتظرين (يونس 10 : 20 )

أن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (الشعراء 26 : 4 )

أن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ...(النمل 27 : 92-93)

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد (فصلت 41 : 53 )

إن نشاء نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ان في ذلك لآية لكل عبد منيب( سبا 34 : 9 )

قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا(يدل على معرفة العرب بما فعل موسى) ... أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا  (قطعا).. ( الإسراء 17 : 90-92 )

    العرب في جهلهم وجاهليتهم طالبوا محمد أن يأتيهم بمعجزة كما أنبياء الله السابقين الصادقين ووعد هم أن يأتيهم بآيات تخضع لها الأعناق وسيرونها في الآفاق فيعرفونها ليعلموا أنه الحق من ربهم وان الله على ذلك الوعد شهيد وزعم محمد أن يسقط السماء عليهم كسفا وطالبهم بالانتظار وكان محمد معهم من المنتظرين ، وطال الانتظار لكن جاءت تلك الآية لتقطع على المنتظرين طول انتظارهم :

وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ... وما نرسل بالآيات إلا تخويفا (الإسراء 17 : 59 )

      أي أن الله منع أن يعطي محمدا معجزة لآن السابقين كذبوا بمعجزات الأنبياء قبله ، ترى هل هذا التعليل منطقي ؟ لقد طلب العرب منه معجزة حتى يؤمنوا به وهذا يدل على إيمانهم بمعجزات السابقين ، ولو كان الأمر عند الله هكذا بأنه لن يرسل معجزات على يد محمد فلماذا الوعد بأنه سيرسل آيات ومعجزات في الآفاق تخضع لها الأعناق ؟ هل كان الله كاذبا في وعده أم أن الآيات التي تعد بالمعجزات ليست من عند الله ؟ وترى هل معجزات الله تخوف الناس أم هي دليل على صدق الأنبياء وصدق دعواهم ؟

وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون . وألقى السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون (الاعراف7: 117- 122 )

هنا آمن أكثر الناس شرا وكفرا وهم السحرة عندما شاهدوا المعجزات إذا ليست المعجزات تخويفا بل هي برهانا للصدق وكشفا للزيف والكذب وهى الأكثر إقناعا .

 

محمد الوحيد الذي لم يكلمه الله:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... ( الشورى 42 : 51 )

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو بطريقة غير مباشرة أي عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي حيث أنه لم يرد في القرآن كله أن أحدا من الأنبياء تلقي وحيا من جبريل غير محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله .

 

الله ، النبي ، النساء:

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم (أبنه بالتبني) إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج ...ما كان على النبي من حرج سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا (الأحزاب 33 : 37-38 )

هذه هي الآيات الأكثر عجبا فهناك عبارات مثل قضى زيد منها وطره ما معناها؟هل تعني أن زوجة الابن تصبح حلالا لأبوا زوجها بعد أن يجامعها الابن ويقضي وطره؟ كيف عرف النبي أن زيد قضى وطره ؛هل هناك مدة محدده؟ هل مرة واحدة تكفي لقضاء الوطر أم هناك عدد محدد من المرات لقضاء الوطر؟ لكي لا يكون على النبي والمؤمنين من حرج نعم تحرج عرب الجاهلية من ان يضاجع الرجل زوجة ابنه بالتبني حتى لو قضى الابن منها وطره لكن الوحي والله وجبريل لم يتحرجوا بان الابن الذي يقضي وطره من زوجته عليه أن ينزل لأبيه لكي يقضي الأب دوره ووطره هل يجوز هنا القياس فالعلاقة بين الأب والابن هي الأقوى من علاقة الاخوة أو الصداقة فإذا قضى الأخ أو الصديق من زوجته وطره هل ينزل لأخيه أو لصديقه لكي يقضى هو الآخر وطره؟ ما الذي حدث بعد تلك الآيات الربانية هل نزل كل ابن قضى وطره من زوجته لأبيه لكي يقضي الأب وطره؟ سنة الذين من قبل؛ كذبت حاش أن ينسب ذلك للسيد المسيح أو غيره .

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك(النساء السبايا اللاتي أعطاهم الله لمحمد!) وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ... لكي لا يكون عليك حرج ( الاحزاب33: 50)

   هنا أباح لمحمد زوجاته اللاتي أتاهن أجورهن وما ملكت يمينه من الأسرى والجواري والسبايا اللاتي أخذهن بعد الحرب والقتال وأسرهن بعد قتل أزواجهن أو أهلهن ،ثم أقربائه ، ثم أي امرأة وهبت نفسها لمحمد أن أراد محمد أن ينكحها(كيف تهب المرأة نفسها له؟ هل للمؤمنات والمؤمنين اليوم أن يقلدوا نبيهم ويقتدوا به ؟تخيل أيها المؤمن أن تأتيك امرأة مؤمنة وتقول لك وهبتك نفسي؟ هل لذلك مدة محددة؟  وكل تلك الآيات جاءت لا لشئ إلا لتزيل الحرج عن محمد حيث كان العرب في جهلهم وجاهليتهم يتحرجون من كل ذلك .

ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت(رغبت في نكاحها) ممن عزلت(من تركت) فلا جناح (لوم وحرج) عليك (الاحزاب33: 51)

وهنا لا عدل بين نسائه فيعاشر من يرغب ويترك منهن من يترك فلا حرج

لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ... (الاحزاب33: 52)

   هنا حرم محمد النساء ولم يحرمها فحرم القرآن عليه تبديل أزواجه ولكن استثنى له أن يبدل ويغير ما شاء في نساء ملك اليمين من الأسرى والعبيد لكن القارئ الفاهم يجد أن كل هذه الآيات جاءت في فترة زمنية محددة وهى فترة سورة الأحزاب؛ نعم يمر الإنسان بفترة المراهقة الثانية ترى هل ينطبق ذلك على فترة سورة الأحزاب؟.

ومع كل تلك الآيات التي أباحت لمحمد كل النساء إلا أن عينيه كانت تتطلع لنساء غيره فنزلت آية تكبح جماحه من التطلع إلى نساء غيره.

لا تمد عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا (طه 20: 131 )

نعم لقد أباحت سورة الأحزاب بالسر كل السر. لكن سيظل عالقا بالعقل سؤالا فالعلاقة بين الرجل والمرأة أما شرعية وهى الزواج وحددها القران بأربعة أو زنى لكن ماذا عن ملك اليمين وعن النساء اللاتي وهبن أنفسهن لمحمد هل هو زواج فالزواج محدد ترى هل هو زنى أم ماذا؟

 

الطيبين للطيبات:

الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (النور26:24)

عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيب وأبكار(التحريم5:66)

إن تتوبا (عائشة وحفصة) إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه... (التحريم66: 4)

يا نساء النبي أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (الذنوب والخطايا) أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 32-33)

هنا نرى القران يطالب نساء النبي أن يتوبا ويهددهن بالطلاق وان هناك نساء وعذارى افضل منهن وان الله يريد أن يطهرهن ويذهب عنهن الرجس .

 

محمد لا يتقي الله ويكسر شرائعه:

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما (الأحزاب 33: 1)

إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه (زيد) أمسك عليك زوجك(زينب بنت جحش) واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (الأحزاب33: 37)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم 66: 1)

وهنا نرى النبي لا يتقي الله ولا يخشاه بل يخاف الناس كما أنه يكسر شرائعه ويحرم ما أحل الله ليرضي نسائه رغم أنه جاء في القرآن:

 أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (التوبة 9 : 13)

 

محمد يعبس في وجه الفقراء المؤمنين ويأنس للأغنياء الضالين:

عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى (الغني) فأنت له تصدى (تقبل وتستمع) وما عليك ألا يزكى أما من جاءك يسعى وهو يخشى (يخشى الله) فأنت عنه تلهى (عبس 80: 1-10)

وهنا نرى محمدا يعبس في وجه الأعمى وتركه ويلهى بعيدا عن من يخشى الله ويأنس ويستمع ويجالس الأغنياء الكافرين .

محمد المذنب دائما:

فأصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ... (غافر 40: 55)

فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات(محمد47: 19)

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار(التوبة9: 117)

لكن هل توقفت ذنوب محمد عند هذا الحد ؟ لا بل صرح القرآن أنه أبدا لن يتوب

 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخرويهديك صراط مستقيم (الفتح48: 2)

محمد الفظ غليظ القلب وغير الفظ ولا غليظ القلب:

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم (التوبة 9 : 73) (التحريم 66 : 9)

قاتلوا الذين يلونكم (يعادونكم ) من الكفار وليجدوا فيكم غلظة (التوبة 9 : 123)

لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(آل عمران 3 : 159)

قد يرى البعض أن عدم الغلظة مع الاتباع والأشياع والغلظة مع الكفار نقول لو أن هذه هي البداية لما اكتسب محمد واحد إلى جواره فالكل رفضه في مكة عدا نفر قليل من أهله بدافع القبلية والعصبية ، فكل آيات الغلظة مدنية .

 

محمد رحمة لكل الناس محمد رحمة للمسلمين فقط:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء 21: 107 )

وهنا إلا حرف حصر أي أن محمد فقط رحمة لكل الناس

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 48 : 29)

وهنا صارت الرحمة متبادلة بين المؤمنين به والشدة على غيرهم أي نوع من الرحمة بين الأم وأبنها والأخ وأخوه ، نعم حيوانات الغابة لها تلك الفطرة والطبيعة.

قال النبي صلعم أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده فقد جئتكم بالذبح.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

محمد لا يعلم الغيب ويعلم الغيب:  

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الأنعام 6 : 50)(هود11: 31)

وهنا محمد يؤكد أنه لا يعلم الغيب .

قيل يا نوح أهبط ... تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل ...(هود11: 49)

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ... (آل عمران3: 44)

رغم أن تلك الأحداث حدثت قبل محمد ويعرفها كثير من عرب الجاهلية وأهل الكتاب اليهود والنصارى الذين تحاور معهم القرآن كثيرا فليس فيها غيب أو وحي لكنها محاولة للتماس النبوة .

محمد المجرم لا يدري في ضلال يسير أم في هدى:   

قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا أو إياكم لعلى هدي أو في ضلال مبين لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (سباء34: 24-25)(مكية)

قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي(سباء34: 50)(مكية)

قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم أن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرمبين(الأحقاف46: 9)(مكية)

    الملاحظ أن كل تلك الآيات مكية ولكن إذا كان حال محمد هكذا لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ولا يدري ما يفعل به وباتباعه فمن من نتأكد من صحة دعواه ؟ والأعجب  كلمة عما أجرمنا فترى أي جرم فعل وفعلوا، لماذا هذا الخنوع مع الكفار حتى أنه قال ولا نسأل عما تعملون، وهل يمكن التوفيق بين تلك الآيات السابقة أو المكية وبين تلك الآيات المدنية:

فمن يطع الرسول فقد أطاع الله (النساء4: 80)(مدنيه)

من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (الاحزاب33: 71)(مدنيه)

 

محمد يضيق صدره من القرآن كما يضيق بكلام الكفار:

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125 )

كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه(القرآن) لتنذر به وذكرى للمؤمنين (الاعراف7: 2)

فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك ... إنما أنت نذير (هود11: 12)

الذين يجعلون مع الله إله آخر ... ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (الحجر15: 96-97)

في الآية الأولى من يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  وفي الثانية والثالثة  صدر محمد ضيقا حرجا من كلام القرآن وفي الآية الأخيرة يضيق صدر محمد أيضا بكلام الكفار وشركهم كما ضاق بكلام القرآن.

 

محمد يشك في القرآن:

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكن من الممترين (الشاكين) (البقرة2: 146-147)

مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(كان) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (آل عمران3: 59-60)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (يونس10: 94)

مما تقدم نجد أن أهل الكتاب يعرفون كتابهم كما يعرفون أبناءهم حيث أن الهاء في كلمة يعرفونه تعود على الأقرب وهو الكتاب وأكد ذلك في الآية الثالثة عندما أمر محمد عندما يشك في شئ أو يلتبس عليه أمر أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله أي النصارى قبله، أما في الآية الثانية فكان شك محمد كيف يكون عيسى كلمة الله وروح منه ورفع إلى السماء ويقول أنه مثل آدم من تراب؟ لكن السؤال الأهم إذا كان الإنجيل والتوراة تحرفا بيد اليهود والنصارى فكيف يأمر القرآن محمد أنه عندما يشك في صحة الوحي أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب قبله؟ ترى هل يحيله على محرفين؟

 

محمد يتلقى وحيا من الشيطان:

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله (يلغي) ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم .. وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) أنه الحق من ربك فيؤمنون به فتخبت (تطمئن) له قلوبهم (الحج22: 52-54)

تلك هي الآيات الأكثر صراحة وعجبا في القرآن فصراحتها أن محمد يتلقى وحيا من الشيطان والعجب أن الله يسمح بذلك ليفتن المنافقين والكفار كأن الله لا يريد هدايتهم والأعجب أن الذين أوتوا العلم عندما يسمعون محمد يردد كلام الشيطان ثم ينسخه الله ويلغيه يؤمنون وتطمئن قلوبهم ويعرفون أنه الحق من الله ويؤمنون  كيف.؟ أي حق في هذا ؟ الواقع أن العكس هو الصحيح ، ولذلك لم ولن يؤمنوا ويزداد العجب مع تلك الآية:

ما تنزلت به (القران) الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون (الشعراء26: 210-212)

الواضح من هذه الآية أن الشياطين معزولون عن سماع الوحي القرآني وفي الآيات السابقة أنهم سمعوا الوحي وأوحوا لمحمد آيات نسخها الله بعد أن قالها محمد لاتباعه فكيف بين الآية وسابقتها؟

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الأنعام 6 : 112).

وهنا نرى أن زخرف القول وبلاغته وقوة الصياغة اللغوية هي ليست من الله بل هي من وحي شياطين الأنس الجن .

أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف 7: 200)(فصلت 41: 36)

وهنا  نرى أن الشياطين كانت تنزغ محمدا والقرآن يأمره بأن يستعذ بالله من نزغاتهم ،ثم تأتي الآيات الأكثر عجبا.

هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (الشعراء26: 221-223)

هنا الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين  وكلمة أكثرهم كاذبون على من تعود؟ بالطبع على الشياطين لان الأفاكين هم الكاذبين ومن هنا فبعض الشياطين صادقين!! نعم فلا تعجب يا صديقي فلقد كان لمحمد شيطان مسلم يأمره !!

قال محمد ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير{إحياء علوم الدين للأمام أبي حامد ألغزالي وأيضا صحيح مسلم عن عائشة زوج محمد}فهل لنا أن نقول أن محمدا كان يتلقى أوامر من الشيطان؟ ربما يقول البعض نعم انه شيطان مسلم لا يأمر إلا بالخير ومن هنا هل يكذب من يقول أن محمدا كان يأتمر بأمر الشيطان المسلم؟! .

إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الأنعام 6: 68)

 ها هو الشيطان ينسي محمد القرآن لكن إليك تلك الآية الأعجب:

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (المجادلة58: 19)

قال الرسول صلعم ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

عن أبن مسعود قال رسول الله صلعم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.

صحيح مسلم

غضبت عائشة رضى الله عنها مرة فقال لها رسول الله صلعم ما لك؟جاءك شيطانك؟فقالت وما لك شيطان؟قال بلى ولكني أعانني عليه الله فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير.

صحيح مسلم من حديث عائشة.إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب ذم الغضب والحقد والحسد.

إذا كان محمد له شيطان فكم شيطان للمسلم المؤمن؟ إذا كان شيطان النبي بالجهد وإعانة الله له أسلم شيطان النبي فكم يحتاج المؤمن المسلم العادي حتى تسلم شياطينه؟قبل أن يسلم شيطان النبي هل كان يأمره بالخير أم بالشر؟ ترى ماذا يفيد الشيطان والجن إسلامهم؟ هل لهم مكان في الجنة؟ هل كان محمد يتلقى أوامره من الشيطان والجن؟ هل ننتظر من الشيطان خير حتى لو كان مسلم؟أنا لا أظن بل أجزم أن الشيطان عدو البشر حتى لو كذب وقال أنه مؤمن بالله.

روي أن إبليس لعنه الله تمثل لعيسى أبن مريم فقال له قل لا إله إلا الله فقال كلمة حق ولا أقولها بقولك.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

هل رأيتم كيف كان عيسى يعرف طبيعة الشيطان المخادع ولا يتجاوب معه حتى لو قال لا إله إلا الله؟

وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله فانتهره يسوع قائلا أخرس وأخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا(لوقا4: 33-35)

 

النهاية المحتومة والبشرى الأخيرة:

لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها (النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (مريم19: 70-72)

وهنا جميع المسلمين سيردون النار والآية لم تستثني محمد بل الكل واردها ثم ينجي الذين اتقوا رغم أن محمدا رفض تلك المقولة التي حكاها أهل الكتاب على حد تعبير القرآن :

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (آل عمران3: 24)

قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولوا على الله ما لا تعلمون (البقرة2: 80)

لا فارق بين ما جاء به القرآن في الآية الأولى وما حكاه القرآن عن أهل الكتاب في الآيتين الثانية والثالثة ، الفارق الوحيد أن الآية الأولى مكية والآيتين الثانية والثالثة مدنيتان ، فهل في مكة كان معهم وفي المدينة انقلب عليهم ؟

 

محمد لا يملك لنفسه وللمؤمنين شيئا:

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله (الاعراف7: 188)

 قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (الجن72: 21)

قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله (يونس10: 49)

 

الله ومحمد:

إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الاحزاب33: 56)

لماذا الله وملائكته يصلون على النبي؟ هل يحتاج النبي إلى صلاة المؤمنين بعد صلاة الله والملائكة؟  ماذا يقول الله  في الصلاة على محمد ؟

يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من ألظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (الاحزاب33: 41-44)

هنا نرى صلاة الله وملائكته تخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، كيف يكونون مؤمنين وقابعين في الظلمات؟ هل تخرج صلاة الله وملائكته النبي من الظلمات إلى النور أم لها عمل آخر؟

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه (تساعدوه وتساندوه) وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (الفتح48: 9)

لمن هذا التسبيح والتوقير والمساعدة؟ نعم المساعدة والتوقير والتسبيح لمحمد فالسورة في السنة السادسة للهجرة ولا يمكن مقارنتها بقرآن مكة أو النذير الذي كان بمكة، وأخيرا لك تلك الآيات:

يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم (تدخلون النار) وانتم لا تشعرون  إن الذين يغضون (يخفضون) أصواتهم عند رسول الله (محمد)  أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (الحجرات49: 3)

نعم إنها سورة مدنية في السنة السادسة للهجرة فمجرد خفض الصوت عند النبي هو امتحان للتقوى بل يستوجب المغفرة والأجر العظيم. لكن بعد كل ما استعرضناه عن حكم القرآن لنا أن نستعرض حكم العرب المعاصرين لمحمد من خلال القرآن لنرى إلي أي حد تطابق حكم القرآن والعرب على محمد وإلى أي مدى اختلفا؟  لكن السؤال الأهم متى حدث الاختلاف؟

 

قالوا شاعر:

بل قالوا أضغاث أحلام بل أفتراه بل هو شاعر فيأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون ( الأنبياء21: 5)

ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون (الصافات37: 36)

أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (الطور52: 30-31)

المتأمل في أغلب السور المكية يجدها مقفاة والكثير منها موزون  يمتاز بقصر العبارة والكثير من آياتها يمكن صياغته في قالب شعري مثل سورة العلق (69) كما أن الأحاديث تكشف عن أن محمدا كان يحضر سوق عكاظ ويحب شعر قس ابن ساعده وسلمة ابن الأكوع وكان يطلب من أبي بكر وغيره أن يسمعوه بعضا من أشعارهم وكان له شاعر هو حسان أبن ثابت يمدحه كعادة ملوك زمانه كل ذلك بعد أن قال محمد بنزول القرآن عليه وقال الشعراء يتبعهم الغاوون (الشعراء26: 224)؛ لكن ترى ماذا أجابهم القرآن عن قولهم أن قرأنه قول شاعر:

إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)

أي أنه ليس وحي لكنه قول رسول كريم .

قالوا مفتري كذاب:

وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (ص 38: 4)

قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرين (بحيرة وعدآس النينوي وقين وميسرة وورقة بن نوفل وغيرهم) اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا  (الفرقان25: 4-5)

وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات ... وقالوا ما هذا إلا إفك ( كذب) مفترى(من عنده وليس من عند الله)( سبا 34: 43)

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (كذاب)(النحل16: 101)

عندما رأى عرب الجاهلية تبديل الآيات ترى هل اخطأوا عندما قالوا كذاب وعندما قارنوا الآية السابقة بتلك الآيات :

لا مبدل لكلمات الله ( الانعام6: 34)، ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد( ق 50: 29)، لا تبديل لكلمات الله(يونس10: 64)

 

شكوا في قرانه:

أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري(ص38: 8)

لقد شك العرب في قرأنه على انه من عند الله ولكن الأغرب ان محمد نفسه شك مثلهم في هذا الذكر أي القران

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك(يونس10: 94)

 

قالوا مسحور:

إذ يقول الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (لاسراء17: 47)

وقال الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (الفرقان25 : 8)

لقد سحر اليهود محمدا وهذا ثابت في كتب التاريخ الإسلامي وكتب أسباب نزول القرآن وغيرها على سبيل المثال لا الحصر صحيح البخاري كتاب السحر باب الطب ، فترى هل كذب العرب أم صدقوا فيما قالوا إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا ؟

 

قالوا مجنون:

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر أنك لمجنون (الحجر15: 6)

أن لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (الدخان44: 14 )

وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (القلم 68 : 51)

افترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد (سبا 34: 8)

لكن ترى ماذا أجابهم القرآن على قولهم بأن محمدا مجنون ؟

إنه لقول رسول كريم... وما صاحبكم بمجنون (التكوير81: 19-22)

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين(الأعراف7: 184)

لقد كان رد القرآن عجيبا ُما بصاحبكم ُ صاحب من ؟ لو قلنا هذا الرد على الكفار لكانت الطامة الكبرى فمحمد صاحب الكفار وصديقهم ما هذا الود وتلك الصحبة ؟إلى أي مدى استمرت وإلى أي شئ تقود ؟ هل لآن محمد كان ضعيفا بمكة فكان يصاحبهم وعندما قوى في المدينة ضرب رقاب أصحابه ؟ صاحب من ؟هل قال أصحاب محمد والمؤمنين به أنه مجنون فجاء رد القرآن عليهم ما بصاحبكم من جنة وما صاحبكم بمجنون، لو كان هكذا لكانت الطامة أكبر من الأولى ويكون أصحاب محمد هم الأدرى به والأوثق شهادة .

 

قالوا كاهن:

فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون (الطور52: 29)

إنه لقول رسول كريم ... ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون(الحاقة69: 40-42)

 سحر اليهود محمدا وأصبح لا يدري ما حوله وجاء جبريل ورقاه بالمعوذتين أعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس وهما نفس رقي كهان الجاهلية .

 

قالوا أساطير الأولين يسمعها ويكتبها:

قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين(الأنفال: 8-31)

إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين(النحل16: 24)(المؤمنون23: 83)

 الواضح هنا أن العرب كانوا يعرفون قصص السابقين و كان تعقيبهم أن ما يقوله محمد هو قصص وأساطير الأولين وهو ليس شئ جديد ولم ينكر محمد ذلك.

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم (النساء4: 26)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق(طه20: 99)

تلك القرى نقص عليك من أنبائها(الاعراف7: 101)(هود11: 100)

وهنا وفي كثير من الآيات لم ينكر محمد أن قرأنه هو قصص الأولين والأنبياء السابقين وأساطير القرى وأنبائها وأخبارها مثل أهل الكهف والناقة المبصرة وذي القرنين وكثير من القصص غير الموجودة في كتب الله ، ولكن من أين جاء بها ؟

قال الذين كفروا أن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...وقالوا أساطير الأولين إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 4)

هنا كانت شهادة العرب المعاصرين أن تلك القصص كان محمد يسمعها وتملى عليه ويدرسها ، لكن ترى هل كان ذلك صحيحا؟ المتأمل بفهم وتعقل يرى أن محمدا قبل إعلانه للنبوة كان يذهب إلى غار حراء للتعبد ، ترى على طريقة من التعبد في المغارات ؟ فالعباد هناك كثيرون والدراسة مستفيضة في تلك الخلوة وهذا ما قاله العرب ولم ينكره القرآن :

كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (الانعام6: 105)

ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل16: 103)

من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست ، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل:

أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية  ،أسفار كتب بالسريانية،اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية،الجبت الشيطان بالحبشية،جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود، سريا نهر بالسريانية ، سندس رقيق الديابج بالفارسية ،الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم ،غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة،والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم ؟

أخيرا لنا أن نعرف أن كل تلك الآيات التي قالها العرب هي آيات مكية أما من إسلام المدينة وإلى اليوم فلا حرية في التعبير والتفكير والاعتقاد فحذف إسلام المدينة كلمة حرية ومرادفاتها من القاموس العربي فلم يجرؤ أحد في المدينة وإلى اليوم على قول شاعر، مجنون، مفتري ، مسحور، فإن عبر أحد عن رأيه كافر ويقتل وإن فكر أحد ورفض دين الأباء فمرتد ويقتل وإذا ناقش أحد مسلما فهو يفتنه عن دينه ويقتل :

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ...(المائدة5: 33-34)

ترى متى يعود العربي إلى ما قبل إسلام المدينة؟ عندما كان عرب الجاهلية يحترمون حرية الفرد فيما يعتقد فكان هناك اليهود والنصارى والصابئة والمجوس وعباد الأصنام التي كان عددها كبير كل يدين بما يقتنع به ويناجي الرب الذي يريد دون قمع او سيف . ترى متى نتحرر ونملك أن نقول كما قال أهل مكة؟ متى يضيق الفارق بيننا وبين العالم الذي نعيشه إلى أربعة عشر قرنا فقط؟ متى نعود إلى مكة؟ ما أشد الشوق إليها وما أحلى العودة إليها .

 

 

المسيح في القرآن

تحدث القرآن عن عيسى وأمه حديثا عجيبا فريدا مثيرا متفردا ، ورد أسم عيسى خمسة وعشرين مرة بين مكة والمدينة، ورد أسم المسيح إحدى عشرة مرة كلها بالمدينة فلم يعرف بهذا الاسم في مكة ترى لماذا؟ ورد اسم مريم أربعة وثلاثين مرة بينما لم يرد أسم محمد في قرأنه إلا أربع مرات فقط ولمريم سورة في القرآن باسمها ، لم يذكر اسم أحد من النساء غيرها كما أنها فوق كل نساء العالم وصديقه ومن يقول السوء فيها كافر ، ولم يذكر القرآن عن أي نبي لفظ اصطفاك مرتين في آية واحدة غيرها ، كما أنها وابنها آية لكل الأجيال ، ولم يقل عن أحد تحدث في البطن والمهد غير عيسى، تعلم قبل أن يولد كما أنه كلمة الله وروح من ذات الله ، ولم يأت أحد بمعجزات مثله وهو الوحيد الوجيه في الدنيا والآخرة ، وهو الحق ، نعم لقد وضع القرآن المسيح فوق كل البشر والأنبياء مما يجعل الإنسان يسأل من هو المسيح ؟ ولادته العجيبة ، صعوده ورفعه حيا تاركا الأرض تحوى في باطنها كل البشر والأنبياء بينما هو حيا خالدا في السماء والكل يترقب عودته يوم القيامة ليحاسب مليارات البشر من آدم وإلى يوم الساعة . الكل سيقف أمامه وسيعرف خفايا قلوبهم ويجازي كل واحد عما فعل خيرا كان ام شرا حقا إنه السؤال الخالد من هو المسيح؟

 

من هي أم عيسى ؟

إن الله اصطفى آدم وإبراهيم وآل عمران على العالمين (آل عمران 3: 33)

إذ قالت امرأة عمران (أم مريم؟) رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( آل عمران3: 35-36)

مما تقدم نجد أن مريم من ذرية الأنبياء التي اختارها الله وهي نذر لله وهي في البطن ومحصنه وذريتها من الشيطان ، لكن القرآن وقع في خطأ تاريخي حيث قال أن أم مريم هي زوجة عمران أبا هارون وموسى وأكد على ذلك الخطأ بتلك الآية :

يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (مريم19: 28)

وهنا أكد ذلك الخطأ وقال أن مريم أخت هارون ، يقول بعض المفسرين أن نسبتها لهارون لأنها من ذريته وتشريفا لها ، أي تشريف ينقص مريم التي قال فيها القرآن ما لم يقله في أحد من الأنبياء  ، لكن ترى لماذا قال عن أمها امرأة عمران؟ نعم من يقرأ التوراة يجد أن هناك فارق زمني يقارب الخمسة عشر قرنا بين مريم أم المسيح عيسى وبين مريم أخت هارون أبنه عمران . 

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (في ماذا؟) من روحنا...( التحريم66: 12)

في هذه الآية أكد القرآن  على أن مريم بنت عمران لكن الأغرب جملة أحصنت فرجها فنفخنا فيه  من الذي نفخ ؟ الله بالطبع ، نفخ في ماذا؟ بالطبع في فرجها ، لكن كيف نفخ هذا متروك لخيال القارئ .

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقها قال يا مريم أنى لك هذا (من أين لك هذا) قالت هو من عند الله (آل عمران3: 37)

لقد تغذت مريم وترعرعت على غذاء نازل من السماء من عند الله ولم يذكر القرآن ذلك عن أي نبي .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران3: 42)

لم يرد في القرآن كله عن أي نبي كلمة اصطفاك مرتين في آية واحدة غير مريم ، كما أنها أطهر أم وفوق كل نساء العالم ، وفي تقريع اليهود الذين قالوا عن مريم الإفك اعتبر القرآن ذلك كفر :

بكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما (النساء4: 156)

لماذا كل هذه الكرامات لمريم فوق أم كل الأنبياء ونساء العالمين ومن يقول في حقها الكذب فهو كافر رغم أن الكفر كلمة لنا عليها تحفظ .

 

تحقيق نبوات التوراة والكتب بعيسى :

وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة5: 46)

 الشطر الثاني الإنجيل مصدقا للتوراة أما في الشطر الأول فإرسال عيسى مصدقا لما جاء من نبوات عنه في التوراة ولكي يزداد الأمر وضوحا :

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه ( التحيم66: 12)

ومعنى صدقت بكلمات ربها وكتبه تعني أنها صدقت بالنبوات التي جاءت عنه في كتب الله قبل ولادة عيسى ، نعم كل حياة عيسى سطرتها كتب الله قبل ولادته وما يخص ولادته من عذراء لم يمسها بشر جاءت به النبوات التي صدقت بها مريم :

ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (أشعياء7: 14)

وأيضا هذا ما قاله السيد المسيح لليهود عن الآيات التي جاءت عنه وكان يذكرها لهم حتى لا يكون لهم العذر إذا رفضوه ، وكان هذا واحدا من الفروق الجوهرية بين المسيح والأنبياء الكذبة الذين جاءوا بعده فلم يستطع واحدا منهم أن يذكر لهم آية واحدة من التوراة والإنجيل لدعم نبوته وكما أن هذه النبوات لم تزل إلى الآن موجودة في كتب اليهود ورغم اختلافهم مع النصارى لم يجرؤا على حذفها أو تحريفها لآن الله أقوى من البشر فلا يستطع كل تجبر اليهود أن يزيل حرفا واحدا من كتبه.

 

المقفى ولا مقفى عليه(الخاتم):

ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ...ثم قفينا (أتبعنا) على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل(الحديد57: 26-27)

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة...(المائدة5: 46)

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 87)

مما تقدم نجد أن النبوة والكتب جاءت بعد نوح وإبراهيم وهى في ذريتهما وأول الأنبياء هو موسى الذي أتاه الله الكتاب وجاء باسمه وجاءت الرسل بعده وجاء المسيح عيسى باسمه ليختم وينهي عصر الأنبياء فهو المقفي الذي ليس بعده مقفي أي لامقفي عليه فليس هناك آية واحدة في القران تقول أن الله قفى بأحد بعد عيسى

 

عيسى رسول الله وكلمته وروح منه :   

إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته  ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ( أي اسم كلمة الله هو المسيح )(آل عمران3: 45)

هنا نرى طبيعة عيسى أنه ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه.

أولا : المسيح رسول الله ابن مريم نعم المسيح كان مثل كل البشر أكل وشرب ونام وجاع وتألم هذا لكونه ابن مريم أي بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم وشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وهذا واضح في الإنجيل وكان من ألقابه في الإنجيل ابن الإنسان وابن البشر :

والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده (يوحنا14:1)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس16:3)

فإذا تألم المسيح لأجلنا بالجسد .... (بطرس الأولى1:4)

الذي إذ كان في صورة الله (الكلمة) ... أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6- 8)

وكل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله(يوحنا الأولى4: 2- 3)

والكثير من الآيات التي تقول أن السيد المسيح كان مثلنا تماما لكنه لم يخطئ .

ثانيا : كلمة الله : دعنا نناقش معنى الكلمة وماهيتها ؟ الكلمة المنطوقة نسمعها والكلمة المكتوبة نقرأها والكلمة المصورة المتجسدة نراها ونلمسها والكلمة في كل الحالات واحدة لا تنفصل عن قائلها ، كما أنها تحمل نفس طبيعة قائلها إذا كان وديعا طاهر القلب كانت كلماته مملوءة بالسلام والمحبة وإذا كان شهوانيا دمويا كانت كلماته معثرة قاتلة ، من هنا لا يمكن معرفة المتكلم إلا من خلال كلمته ،كما لنا أن نغوص قليلا في كلمة الله ، الله عندما خلق الخلق استخدم كلمته في الخلق فخلق كل شئ بالكلمة فكانت كلمة الله لها القدرة على تحويل العدم إلى شئ فعندما قال كلمته لتكن أرض تحول العدم إلى الأرض ليكن نور فتحول العدم إلى نور وهكذا خلق الله كل شئ بكلمته وكما استطاع الإنسان أن يحول كلمته إلى صورة ، فكاتب القصة يصورها في مناظر فبدلا أن نقرأها نعيشها وكذلك كلمة الله صار جسدا وهو المسيح ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

والكلمة صار جسدا ( يوحنا 1 : 14)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس3: 16)

نعم كل الأنبياء أخبرونا وأسمعونا كلمة الله فسمعناها وقرأناها أما المسيح هو كلمة الله المتجسد، البعض يقول كلنا خلقنا بكلمة الله نعم لكن ليس كلنا كلمة الله بل المسيح فقط هو كلمة الله ، للتأكد من ذلك نرجع للآية نجد أن المسيح كلمة الله ألقاها وهي تعني أن الكلمة لها وجود قبل إلقائها إلى مريم والله أزلي فكلمته أزلية أزليه الله وهذا لا نستطع أن نقوله على أحد غير المسيح ولا يستطع أي كاذب أن يدعيه لنفسه إلا إذا كان يخاطب جهلاء.

لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص38: 34)

ترى ما هذا الجسد ومن أين جاء وإلى أين عاد ؟ أليس الله القادر على كل شئ قادر على أن يعطي كلمته جسدا لنرى الكلمة بعد أن سمعناها.

 

عدم محدوديه الله وعدم محدوديه كلمته :

الرحمن على العرش استوى (طه5:20)

وترى الملائكة حافين حول العرش(الزمر75:39)

ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

وبرغم كل تلك الآيات إلا أننا نقول أن الله غير محدود لآن لاهوت الله وقدرته وكلمته وروحه تخرج من نطاق المادية ومقاييسها حتى لو قلنا عنه أنه استوى على العرش أو كانت الملائكة حافين بعرشه أو الملائكة يحملون عرشه لكنه في لاهوته وقدرته غير محدود .

لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( الكهف109:18)

لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله( لقمان27:31)

ربما يقول قائل أن كل الكتب على الأرض ربما أصغر بحر لو كان لها مدادا ليكفي لكتابتها ، لكن المقصود من الآيات أن كلمة الله غير محدودة.

فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته(والقرأة الأصح و الأبلغ وكلمته وكانوا يقولون بها في كثير من القرأت) واتبعوه (الأعراف158:7)

والمتأمل هنا يجد أن محمدا يؤمن بالله وكلمته المسيح فالأيمان بالله مقرون بالأيمان بكلمته والحوار هنا ليس مع اليهود بل مع النصارى الذين يقرؤون ويثقون في التوراة والإنجيل كذلك هم يؤمنون بالله وكلمته المسيح عيسى .

ثالثا : روح منه : دعنا نناقش كلمة روح منه هل على اتصال به تعالى أم على انفصال عنه ؟ إذا كان على انفصال منه تعالى فكل شئ ينفصل منه جزء ينقص بقدر ما أخذ منه وحاشا لله أن يعتريه نقصان وإذا كان على اتصال فإن السيد المسيح(روح منه) والله شئ واحد لا انفصال وهذا ما قاله السيد المسيح :

أنا في الأب والأب في ( يوحنا10:14)

أنا والأب واحد (يوحنا30:10)

وذلك يدل على أن المسيح والله طبيعة واحدة وبذلك نفهم لماذا المسيح خلق وأحيا الموتى ويعود ليدين العالم بعد أن صعد ولم يزل حيا إلى الآن.

لكن قد يقول البعض إننا جميعا من روح الله نقول لم يقل القرآن ذلك عن أي إنسان ولا آدم لكن آدم هو نفخة من روح الله وهي تعني الخلود في النار أو الجنة .

وفي الحديث عن مريم : فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويالأهب لك غلاما زكيا ( مريم19:19)

الراسل هنا هو الله والمرسل إليه هي مريم والمرسل إليها هو روح الله ، الذي تمثل بشرا سويا وهذا عينه ما جاء في الإنجيل:

قال لها الملاك ... الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ...( لوقا 1: 34-35) الروح القدس هو روح الله.

لما كانت مريم أمه(المسيح) مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18) الروح القدس هو روح الله.

أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس (رسالة فيلبي 2: 6)              وهي نفسها كلمة تمثل بشرا . 

وبرغم كل ذلك يقول البعض أن الذي تمثل بشرا هو جبريل وهو الذي بشر مريم نقول هل جبريل هو روح الله الذي تمثل بشرا ؟ حاشا أن يقول أحد أن جبريل هو روح الله وإذا كان للملاك أن يتمثل بشرا فلماذا الله لا يتمثل بشرا؟ ثم تكملة الآيات يدل على المعنى ؛ لأهب لك غلاما ذكيا؛ هل جبريل يستطيع أن يهب أم أن الله هو الواهب ؟ كما أن البشرى جاءت عن طريق الملائكة وليس عن طريق جبريل . :

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ... وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(آل عمران45:3)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3)

لكن يبقى السؤال هل لله روح أم لا ؟

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (الحجر29:15)

أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (المجادلة22:58)

هل روح الله يتجزأ على المؤمنين ؟ هل إذا أيد روح الله مؤمنا بالشام لا يستطع تأييد مؤمنا باليمن في وقت واحد ؟ بالطبع لا فروح الله غير محدود كما الله غير محدود كما كلمته غير محدود ، نعم كل حي حي بروحه والله هو الحي وله روح ومن ينكره ولا يؤمن به و ييأس منه هو كافر :

لا تيأسوا من روح الله أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (يوسف87:12)

يقول البعض أن كلمة روح هنا تعني رحمة لكن بأي لغة؟ لم ترد بهذا المعنى في أشعار العرب أو في كتب التاريخ ولم يستخدمها أحد بعد القران بمعنى الرحمة ولكنه هوى المفسرين وبرغم هذا فأوردنا الآيات السابقة التي تتحدث عن روح الله. ومن هنا إنكار الله كفر واليأس من رحمة الله وقدرة الله وعدل الله وكلمة الله وروح الله كفر وإذا كنت تؤمن بإله ليس له روح فأنت تؤمن بصنم لا حياة فيه حتى وإن كان اسمه الله وإن كنت تؤمن بإله ليس له كلمة فأنت تؤمن بصنم لا ينطق وإن كان اسمه الله فلقد أسمى عرب الجاهلية أصنامهم باسم الله وأسموا أبناءهم بعبد الله وعبيد الله؛ وإذا كان الله أزلي أبدي فروحه وكلمته وقدرته وعظمته وجلاله و أزلي ابدي .

أخيرا عيسى كلمة الله ألقاها وروح منه فهو عند الله قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به وقبل ولادته لكن ما الفارق بين الله وكلمته وروحه؟ بالطبع لا فرق، لكن سيظل السؤال عالقا ماذا كان يعمل كلمة الله قبل إلقائه إلى مريم؟

 

المؤمنين يؤيدهم الله بعيسى:

المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته وروح منه (النساء171:4)

أولئك كتب (الله) في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه(المجادلة22:58)

وهنا الله يؤيد المؤمنين بروح منه أي روح صادر من ذاته وهذا يوضح أن الله يؤيد المؤمنين بعيسى حيث هو الوحيد الذي قيل عنه روح منه وهو نفسه ما جاء في الإنجيل :

ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (متى20:28)

ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم(أفسس17:3)

أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني(فيلبي13:4)

 

ولادة عيسى وكلامه في البطن والمهد:  

فأشارت إليه(المسيح) قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا ... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم19: 29-33)

وهنا السلام جاء لعيسى من ذاته وطوال فترة حياته على الأرض في ميلاده وموته وبعثه حيا ، وبالمقارنة بما جاء عن يحي في القرآن :

سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (مريم15:19)

ففي الحديث عن عيسى جاء في القرآن كلمة السلام معرفة فهو يعني السلام كله بشموله وكماله ، لكن عن يحى جاءت كلمة سلام نكرة وهو لا يفيد تلك الشمولية والكمال في كلمة السلام.كما أن هذه الآية قالها عيسى وهو في المهد عند ولادته ، فترى أي غيب ذلك الذي عرفه عيسى بأنه سيبعث حيا ومتى تعلم كل هذا ؟ نعم إن عيسى هو السلام الذي جاء إلى الارض، عجيب في ميلاده وفي موته وفي بعثه حيا.

الله هو الحق الملك القدوس السلام (الحشر59: 23)

فالله هو السلام وحياة عيسى من ميلاده إلى بعثه حيا كلها سلام.

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (مريم19 :24)

نعم كلمة سريا لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن لتصف المسيح الفريد العجيب فهي تعني نهر وكلمة تحت تعني بطن أي أن السيد المسيح كلمها من بطنها ليبشرها بنهر الحياة في بطنها ، لكن بعض مترجمين للقرآن يقولون أن الذي ناداها هو جبريل كان موجودا تحتها ، نقول لماذا يجلس جبريل تحت مريم؟ هذا خيال المرضى لا يدخل عقول الأصحاء وعليهم بقراءة غريب القرآن للساجستاني والإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيرهما ليعرفوا أن كلمة تحت تعني بطن .

ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى (كيف) يكون لي ولد ولم يمسسني بشر... ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (آل عمران3: 46-48)

إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل...(المائدة5: 110).

هنا تعلم المسيح الكتاب، الحكمة،التوراة والإنجيل من الله مباشرة وليس كما يدعي البعض بأن عيسى تعلم السحر في مصر أو اليوجا في الصين، لكن السؤال ما هو الكتاب المعطوف على الحكمة والتوراة والإنجيل؟ نعم نال عيسى العلم المطلق وهذا لم ينله أحد غيره، وإذا تحدث عيسى في البطن والمهد بكل تلك الحكمة والعلم والنبوة ببعثه حيا ، ترى متى تعلم كل هذا وهو في البطن والمهد؟ نعم كل هذا أخذه من الأب كما جاء في الإنجيل:

تعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم أجابهم يسوع  تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه أما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم (يوحنا 7:15-18) .

لكن هل حدث ذلك مع أحد من البشر والأنبياء ؟

الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا (النحل16: 78)

وهنا نرى كل البشر يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، بينما عيسى تكلم في البطن والمهد إذا عيسى ليس كالبشر، ترى هل هو منهم؟

 

المسيح الخالق :

إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله (المائدة5: 110)(آل عمران3: 49)

وكلمة يخلق غير كلمة يصنع ، فعيسى يخلق أي يوجد من العدم غير الموجود أي يقول للشئ كن فيكون وينفخ في الطين نسمة الحياة أي نفخة عيسى تعطي الطين الحياة وهي نفس طريقة الله في الخلق .

خلق الإنسان من طين ... ثم سواه ونفخ فيه من روحه(السجدة32: 7-9)

تلك طريقة الله في الخلق وهي نفس طريقة عيسى في الخلق، يقول البعض بإذن الله وهذه مشكلة القرآن ،هل القرآن متناقض مع بعضه؟

إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له(الحج22: 73)

أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون(الأعراف7 :191)

هل من خالق غير الله (فاطر35: 3)

قل هل يستوي الأعمى والبصير أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قل الله خالق كل شئ(الرعد13: 16)

وهنا القرآن يتحدى وينفي أن أحدا يستطيع أن يخلق غير الله كما يؤكد أن الله خالق كل شئ ،ترى الطير الذي خلقه عيسى يدخل في نطاق الكل فيكون عيسى هو الخالق فالآية لم تستثني أما إذا كان ما خلقه عيسى لا يدخل في نطاق الكل فيصبح هناك خالقين ونوعين من المخلوقات مخلوقات خلقها الله ومخلوقات خلقها عيسى. أخيرا لك تلك الآية لتفكر فيها:

افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (النحل16: 17)

نعم لا يتساوى من يخلق ومن لا يخلق فمن يخلق هو الخالق ومن لا يخلق هو المخلوق صالحا كان أم طالحا نبيا كان أم كاذبا أفلا تعقلون؟

 

المسيح يحي الموتى:

وأبرئ ألاكمه (الأعمى منذ ولادته) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله (آل عمران3: 49)

وإذ تخرج الموتى بإذني (المائدة5: 110)

لم يرد في القرآن كله أن أحدا أحيي الموتى و أخرجهم غير المسيح، وكلمة الموتى معرفة تعني شمولية قدرته على إحياء الأموات على الإطلاق فلم يقل أحيا موتى بل قال الموتى ،أما كلمة تخرج الموتى تعني قدرته على إحياء الموتى منذ مئات السنين وبالرجوع إلى قصص الأنبياء لأبن كثير ذكر من أحاديث محمد أن عيسى أخرج وأحيا أحد أبناء نوح .

الله هو الولي وهو يحي الموتى (الشوري42 :9)

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وانه على كل شئ قدير (الحج22: 6)

لكن على ما يدل إحياء الموتى ؟

من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا(المائدة5: 32)

نعم عيسى لم يقتل أحدا أو حرض على القتل والقتال بل هو أحيا أنفس كثيرة فكأنما أحيا الناس جميعا .

ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون63: 11)

كلمة لن تنفي الماضي والحاضر والمستقبل وهي تدل على المستحيل، لكن المسيح أخر حياة أنفس كثيرة وأطال أجالها فمن هو؟

قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (يس36: 78-79)

عيسى أحيا الموتى ترى هل هو الذي أنشأها أول مرة؟ هل هو بكل خلق عليم؟ من هو المسيح الذي أحيا الموتى وأخرجهم وأخر آجالهم وأضاف إليهم آجالا جديدة ؟

 

السيد المسيح والغيب :

يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (المائدة5: 109)

عن المسيح قال القرآن أنه يعلم ما سوف يأكلون ويدخرون في المستقبل وعرف في مهده أنه سيصعد تاركا الأرض لمن جاءوا منها:

أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم (آل عمران3: 49).

 السلام علي ولدت ويوم أموت  ... يوم أبعث حيا (مريم19: 33)

وعن محمد قال القرآن أنه لا يعلم الغيب ولا يعرف كيف يموت :

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الانعام6: 50)( هود11: 31).

ما محمد إلا رسول...افإن مات أو قتل (آل عمران144:3)

قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ... (النمل27: 65)

فقل إنما الغيب لله (يونس10: 20)

عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين العباد (الزمر39: 46)

نعم عيسى يعلم الغيب وهو الذي سيدين العالم وهذا ما جاءت به كتب الحديث ومنها صحيح البخاري ، ترى من هو عيسى؟

 

المعجزة الكبرى والسر الخفي :

لقد أثارت الآيات الأواخر من سورة المائدة أسئلة عديدة ؟؟؟

قال عيسى : اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين .

قال الله    : إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .

قال الله    : يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .

قال عيسى: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .

قال الله  : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات...رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (المائدة5: 114-119)

وهنا حديث واضح ومتصل بدون واسطة أو وحي أو جبريل أو ما شابه ومباشر بين الله وعيسى .

أولا : المائدة ، الواضح فيها نقطتان .

- أنها عيد للأولين والآخرين وهي أية ممتدة تطول السابقين واللاحقين .

- أن من يكفر بعدها يعذبه الله عذابا لا يعذبه لأحد وهنا نجد العذاب مطلق فهو عذاب يفوق عذاب من يكفر بالله أو يشرك به ... حقا إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي إنها تفوق معجزة الخلق وإحياء الموتى فمن ينكرهما ويكفر بالله أو يشرك به له عذاب أقل ممن يكفر بعد هذه المائدة حتى أن السورة كلها سميت باسمها ، لقد كفر بعض اليهود بعيسى ولم يؤمنوا به ولم يتوعدهم الله بمثل من يكفر بعد هذه المائدة ، ترى ما هذه المائدة ؟ما هو سرها الخفي الذي يطول السابقين و اللاحقين؟ لماذا هي فرحا وعيدا؟ لماذا العذاب بعدها أقسى من عذاب الكفر والشرك؟ نعم إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي .

ثانيا : حوار عيسى المباشر مع الله

رد عيسى على سؤال الله أأنت قلت اتخذوني وأمي إلهين ، فضلا عن أنه لا يوجد في أي من الأناجيل هذا القول إلا أن جواب عيسى لله يستدعي التوقف . ؛إن كنت قلته فقد علمته؛ أي لماذا تسأل وأنت تعرف كل شئ ، هل هذا جواب عبد على سيده ورسول على مرسله.؟

ثالثا : يوم وفاة عيسى 

فلما توفيتني ... إن تعذبهم ...إن تغفر لهم قال الله هذا يوم ...رضى الله عنهم ... رضوا عنه ...ذلك الفوز العظيم .

متى قال المسيح ذلك قبل الوفاة أثناء الوفاة بعد الوفاة؟ لا أحد يعرف ذلك إلا من خلال الإنجيل. هذا يوم ترى عن أي يوم يتحدث؟ هذا اسم إشارة للقريب فهو يشير إلى أقرب يوم في الآيات وأقرب يوم لأسم الإشارة هو يوم وفاة عيسى وليس يوم نزول المائدة أو غيره فيكون هو اليوم الذي أتم الله فيه كل شئ ورضى عن البشر ومن يصدق في ذلك سينفع الصادقين صدقهم ، ومن طالع الإنجيل سيجد أن السيد المسيح أكل مع تلاميذه المائدة وبعدها توفي ومات فداء عن البشر يوم الجمعة فهذا هو اليوم الذي رضى الله فيه عن البشر بتقبله فداء المسيح للجنس البشري وعلى الصليب طلب المغفرة لصالبيه ،لو لم يكن هذا اليوم ترى عن أي يوم يتحدث القرآن؟ الحديث المتصل يدل دلالة قاطعه على أن محمدا كان يقصد يوم وفاة المسيح وليس غيره كما يدعي بعض المفسرين بالقول أن المقصود يوم القيامة رغم عدم وجود أي إشارة عن يوم القيامة .

 

المسيح الحي:

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك ! من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم33:19)

بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (النساء158:4)

هنا رفع الله المسيح  إليه إلى مكان كرامته وعزته ، فلم يرفع المسيح إلى الجنة بل رفعه إليه فحيث يوجد الله فالمسيح هناك ، لكن لنا أن نسأل كيف ومتى رفعه؟ هل رأه الناس في رفعه حيا؟ هل مات ثم قام ثم رفعه؟ هل أقامه أحد ، هل قام بذاته وهو الذي أحيا وأخرج الموتى؟ إن من أقام الموتى وأحياهم قادر أن يقوم بذاته فهو الوحيد قاهر الموت وواهب الحياة لمن فارقتهم الحياة . أسئلة حيرى لم يجب عليها القرآن ومن أراد معرفتها عليه بكتاب الله الإنجيل ليجد ضالته ، لكن حسبنا هنا القرآن فلم يرد فيه أن أي بشر أو نبي بعث حيا بينما المسيح فقط رفعه الله إليه وكان يوم بعثه سلام بل كل السلام ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا(يوحنا14: 27)

لكن لماذا المسيح فقط حيا إلى الآن وإلى قيام الساعة ؟ على ماذا يدل رفع المسيح إلى السماء وخلوده حيا إلى الآن؟

لن نؤمن لك حتى أو ترقى (ترتفع وتصعد) في السماء ... قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (الاسراء17: 90-93)

لقد طلب العرب من محمد أن يصعد إلى السماء فأجابهم أنا بشر والصعود لله ، نعم سبحان ربي إن الصعود إلى السماء ليس للبشر لكنه لله. 

وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأنت ميت فهم خالدون(الأنبياء34:21) .

 إنك (يا محمد) ميت وإنهم ميتون(الزمر30:39)

وهنا الحديث القرآني لمحمد أنه ميت وكل البشر ميتون وليس لأحد من البشر قبله الخلد لكن من رفع حيا من ألفي عام فهو خالد وليس من البشر .

توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا(الفرقان58:25)

نعم المسيح عالم بذنوب العباد لأنه هو الذي سيدين العالم لكن على من تتكل ولمن تسبح على الميت أم الحي الذي لا يموت ؟.

 

المسيح والزكاة:

وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا(مريم31:19)

وهنا المسيح هو الوحيد المبارك أينما وجد ، ولكن في موضوع الزكاة والصلاة يبرز لنا نقطتان :

أولا : لمن يدفع المسيح الزكاة؟هل للرومان المحتلين، فهي جزية وليس زكاة ،هل يدفعها لليهود الذين لا يؤمنون به ؟

ثانيا :كلمة ما دمت حيا، هل تعني أنه سيموت؟ طالما المسيح حيا هل يدفع الآن الزكاة ولمن وما نوعها ؟ لماذا يصلى وماذا يقول؟

 

هل صلب المسيح ؟ :

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى أبن مريم (مريم33:19)

كنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد .... إن تغفر لهم فانت العزيز الحكيم(المائدة5: 117-118)

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ... وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

 مما تقدم من الآيات نجد أن المسيح قد مات ورفع وذلك من كلمة أموت في الآية الأولى وكلمة  توفيتني في الثانية ومتوفيك في الثالثة ورفع إلى الله من كلمة أبعث حيا في الأولى ورافعك في الثالثة ، أما الآية الثالثة فهي توضح أن الوفاة حدثت أولا ثم الرفع حدث بعد الوفاة ، لكن كيف ومتى توفى؟

وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق.. وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وإن من أهل الكتاب ألا ليؤمنن به قبل موته(موت من؟) (النساء155-159)

الملاحظ في تلك الآيات أنها لم تقطع بصلب المسيح  وكذلك لم تقطع بعدم صلبه فكثير من مفسري القرآن قالوا بعدم صلبه وآخرون قالوا بصلبه لكن أين الحقيقة وأيهما أقرب للعقل والمنطق والنص القرآني والتوراة والإنجيل؟ هناك الكثير من نبوات التوراة تتحدث عن صلب المسيح  وحواري المسيح الذين كتبوا الأناجيل اقروا بصلب المسيح لكن ماذا عن النص القرآني؟ الملاحظ في النص أنه بدأ بالقول أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ، ثم أقر أن اليهود قالوا أنا قتلنا المسيح  والحواريون الذين حضروا الصلب قالوا أن المسيح قد صلب ، لكن في القرآن لفظ شبه لهم ، الكثير من مفسري القرآن يقولون أن شبه المسيح ألقي على شخص آخر صلب بدلا من المسيح أي أن جميع المفسرين قالوا أن الصلب حدث ولكن من هو المصلوب؟

 

المصلوب شبه المسيح:

ما العبرة والغاية في إلقاء شبه المسيح على شخص آخر؟ يقولون لكي يعاقب هذا الشخص وهو يهوذا الذي خان المسيح ، تري لكي يعاقب الله هذا الشخص يضلل أتباع المسيح الذين حضروا الصلب ودونوا الأناجيل للملاين بعد المسيح؟ شئ غير منطقي وغير مقبول .هناك من يقول لكي يعتبر الناس أن عاقبة خيانة المسيح مرة ،هذه العبرة لم تصل لأحد فاليهود قالوا أنا قتلنا المسيح والحواريون كتبوا أن المسيح صلب فتلك العبرة لم تصل لأحد ، يقولون لكي ينقذ الله المسيح ألقى شبهه على آخر؛ ترى لكي ينقذ المسيح يضلل تلاميذه وأتباعه ويخدعهم ؟ غير منطقي ولا عادل ويصبح الله مضلل للبشر حاشا ، لكن القران لم يوضح من هو الإنسان شبه المسيح ؟ ما الحكمة في ذلك التزييف بوضع شخص مكان آخر ؟ لم يعرف الحواريون ولا اليهود ذلك ما فائدة العمل ؟ أين ذهب جسد المصلوب شبه المسيح ؟ الأثر التاريخي قبر من هو؟ ، لكن سيظل السؤال  الحائر والأهم باق وهو وكيف مات المسيح ومتي وأين ؟كلمات من تلك التي سمعها التلاميذ عند الصلب ودونوها؟ قبر من الفارغ؟

 

المصلوب هو المسيح :

هناك كلمات في القرآن تدل على أن صلب المسيح هو الأقرب للعقل والمنطق وتجيب على السؤال الحائر ما مصير الجسد المصلوب وكيف مات المسيح؟ كلمة ما قتلوه يقينا أي أنه لم يقتل كما كل البشر مات وإلى التراب لكن اليهود شبه لهم أنه مات ككل البشر إلى التراب ويتأكد هذا المعنى من كلمتين، الأولى (بل رفعه الله إليه‎‎) فالجملة التي بعد بل تعني الهدف من الآيات التي قبلها لآن الآية ردا على من ينكر رفع المسيح وليس ردا على من يقول بصلب المسيح وهو ما نراه في الكلمة الثانية وهي( إن الذين اختلفوا فيه) وهو الاختلاف بين اليهود الذين يقولون بالصلب وينكرون الرفع وبين المسيحيين الذين يقولون بالصلب وبرفع المسيح ومن يسأل أهل الذكر سيجد ذلك في الإنجيل :

فاجتمعوا مع الشيوخ (اليهود) وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام ... فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم (متى 28: 11-15)(متى27: 62-66)

هنا جاءت آيات القرآن تؤيد قول النصارى برفع المسيح وترفض قول اليهود بعدم رفعه وذلك نفهمه من جملة الذين اختلفوا فيه فلم يختلف النصارى حول صلب المسيح وقيامته بل الاختلاف كان بين النصارى القائلين بصلبه ورفعه حيا وبين اليهود القائلين بصلبه وعدم رفعه .

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (البقرة 87:2)

والواضح هنا أن موقف اليهود من الرسل فريقا كذبوا وفريقا قتلوا ، والآية تتحدث عن موسى وعيسى فموسى مثلا للذين كذبهم اليهود وعيسى مثلا لمن قتلهم اليهود فليس من البلاغة في شئ أن يذكر موسى وعيسى كذبهما اليهود ولا يذكر أحدا من الذين قتلهم اليهود أليس كذلك؟ .

محنة العقل في صلب المسيح :

إن القارئ المدقق بفهم وروية يجد أن ظاهر النص القرآني يضع عقله في محنة ما بعدها محنة في معرفة من قال إنا قتلنا المسيح  :

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (الصف14:61)

هنا نجد أن بني إسرائيل انقسموا طائفتين طائفة أمنت وهم النصارى وكفرت به طائفة وهم اليهود وبمقارنة ذلك بالآية التي جاءت في القرآن عن صلب المسيح :

 وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (النساء4: 156-157)

هنا يقف العقل حائرا وفي محنة بين كفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم رسول الله وكذلك بين آمنت طائفة وكفرت طائفة فلو آمنوا أنه رسول الله فهم من الطائفة الذين آمنوا فكيف يكونوا مؤمنين ويقولون على مريم بهتانا عظيما ويقولون إنا قتلنا المسيح رسول الله ؟ ولو أنهم من الذين كفروا وقالوا على مريم بهتانا عظيما وقالوا إنا قتلنا المسيح فكيف يقولون عنه رسول الله ؟ نعم حقا إنها المحنة ؟

ولكن لا تزول المحنة و ولا يستقم المعنى إلا بقراءة الإنجيل ستجد أن اليهود قالوا عن المسيح :

من أين لهذا هذه الحكمة والقوات(المعجزات) أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم ...(متى13: 53-55)

ما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات (معجزات) مثل هذه أليس هذا النجار ابن مريم(مرقس6: 2- 4)

نعم لم يقل أي من الأناجيل أن المسيح قال عن نفسه ابن مريم بل هذا اللقب أطلقه عليه اليهود غير المؤمنون به قالوا عنه ابن النجار ابن مريم رسول الله بشر ككل البشر نعم هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت بالمسيح وهم أيضا الذين قالوا إنا قتلنا المسيح وقالوا عن أمه البهتان العظيم نعم كان كفرهم بأنهم لم يؤمنوا أنه كلمة الله الأزلي وروح من ذاته تعالى نعم إنهم لم يؤمنوا به ابن الله ولذلك طلبوا أن يقتلوه :

كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله(يوحنا18:5)

ومن هنا القول بان المسيح ابن مريم نبي ورسول الله بشر ككل البشر،هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت وهم اليهود أما الطائفة التي أمنت هم النصارى الذين يؤمنون بأن المسيح أبن الله (الكلمة ،اللاهوت) ابن الإنسان(الناسوت) وبذلك يستقيم المعنى ويكون اليهود هم الذين قالوا عن مريم الكذب وهم الذين قالوا إنا قتلنا المسيح رسول الله وليس المسيح ابن الله .

يثير البعض سؤالا إذا كان المسيح هو الله الظاهر في الجسد فعندما مات المسيح من كان يحكم العالم خلال الثلاثة أيام التي قضاها المسيح في القبر؟ المسيح هو ابن مريم (الناسوت ) وهو أيضا كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فالذي صلب ومات وقبر هو الناسوت المسيح ابن مريم أما اللاهوت كلمة الله وروحه لم يصلب ولم يمت ولم يقبر حاشا ليس هناك عاقل يستطيع أن يتخيل أن يصلب أو يقتل أو يقبر كلمة الله وروحه.؛ كما يتساءل البعض إذا كان المسيح أبن الله وحبيبه فلماذا تركه ليموت مصلوبا دون أن يمد له يد العون؟ كيف يترك الآب أبنه وحبيبه لمثل هذا الهوان ؟ نعم إنه كلام الشيطان الذي راود بطرس أكبر تلاميذ المسيح وأيضا كلام اللصوص والقتلة :

ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن ...يتألم ... ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا فالتفت وقال لبطرس أذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (متى16: 21-23)

وكان المجتازون يجدفون عليه قائلين ...خلص نفسك إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب وكذلك رؤساء الكهنة (اليهود) .. فلينزل عن الصليب فنؤمن به وكذلك اللصان الذين صلبا معه يعيرانه (متى27: 39- 44)

الحواريون أهل ثقة :

وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا وأشهد بأننا مسلمون(المائدة111:5)

نعم كتب الحواريون تلاميذ المسيح الأناجيل وهم أهل ثقة فيما كتبوا حيث أن القرآن يقر أن الله أوحى إليهم ، فهل يوحي الله إلى كذابين محرفين ؟

يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله(آل عمران52:3) (الصف14:61)

هنا أنصار عيسى هم أنصار الله ،هل أنصار الله كذابين محرفين؟ حاشا أن يتخذ الله من الكذابين أنصارا له ويوحي إليهم .

عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلعم أن الله بعثني رحمة للعالمين .. .لا تختلفوا كما أختلف الحواريون على عيسى بن مريم .. ..فشكا عيسى ذلك إلى الله تعالى فأصبحوا وكل رجل يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم فقال عيسى هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا ففعلوا فقال أصحاب رسول الله صلعم نحن يا رسول الله

 منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب مراسلاته صلى الله عليه وسلم

وهنا المسيحية لكل العالم بكل اللغات وأعطى الله تلك المعجزة للحواريين تأييدا لهم وثقة بما يقولون ويكتبون.

 

آدم والمسيح :

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(آل عمران59:3)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص38: 71-72)

بمقارنة ما جاء عن آدم وعن عيسى نجد أن الله نفخ في آدم نسمة الحياة تلك النفخة نفسها كان ينفخها عيسى في الطير الذي خلق ، أما النفخة التي تحدث عنها القرآن في قصصه عن عيسى فنفخها في مريم ونفخها في فرجها :

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ....(الانبياء91:21)

ومريم أبنه عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا (التحريم12:66)

لكن هل حقا عيسى كآدم خلقه من تراب ؟ هل خلقه الله من تراب ثم وضعه في بطن مريم ؟ هل لنا أن نسمي عيسى آدم الثاني أبو الخليقة الجديدة ، ويكون آدم الأول أبو الخليقة القديمة وعيسى أبو الخليقة الجديدة؟ لكن هيا بنا نرى ما الفارق بين آدم الأول وأبنائه وأدم الثاني وأبنائه،كما سنرى المخلوق من التراب إلى أين والمولود كلمة الله وروح منه إلى أين؟

ولد عيسى فترى هل ولد أدم؟ خلق الله أدم من طين ونفخ فيه نسمة الحياة وكان المسيح يخلق من الطين طيرا وينفخ فيه نسمة الحياة ،هل فعل آدم ذلك؟ عاد آدم إلى أصله التراب فهل عاد المسيح إلى التراب ؟ لا بل عاد إلى أصله إلى الله عاد لأنه كلمة الله وروح منه ،هل جاء في القرآن آيات تقول أن آدم كلمة الله وروح منه؟ عيسى خلق وأقام الموتى ، هل هناك آيات تقول أن آدم فعل ذلك؟

عصى آدم ربه فغوى (طه121:20)

لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما (طه115:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ...فلمت تغشاها حملت حملا خفيفا ...فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون... أيشركون ما لا يخلق... (الاعراف7: 189-191)

مما تقدم نجد أن آدم نسى وغوى ولم يكن له عزما كما أنه أشرك بالله ، ترى هل هناك آيات تقول أن المسيح نسى وغوى وأشرك ؟ حاشا فعيسى هو الوحيد في القرآن الذي لم يذكر له خطيئة . غوى آدم واخطأ وبغوايته وخطيئته هبط من الجنة وصار عليه وعلينا حكم الموت حيث لا أحد يعرف كم عاش آدم قبل سقوطه ولو لم يخطئ آدم لم يجز عليه وعلينا حكم الموت حيث لم تكن هناك ولادة ولا موت فلم يعاشر آدم حواء في الجنة .

فوسوس لهما الشيطان ليبدي ما وري عنهما من سوءتهما ...(الاعراف20:7)

وهنا نرى سوءتهما عرفاها بعد وسوسة الشيطان ، فبغواية آدم وحواء وخطيئتهما كان العقاب هو الموت ، ترى من الذي يرفع العقاب والحكم ؟هل هو آدم الثاني؟ ما صفاته وخصائصه؟ ،لابد أن يكون بارا لا يخطئ ليزيل السبب وهو خطيئة آدم الأول ويكون أقوى من الموت قاهرا له ليزيل حكم الموت، وهذا ما جاء في الإنجيل  .

لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (كورونثوس الأولى 15: 22)

صار آدم الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا ... الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء كما هو الترابي هكذا الترابيون وكما السماوي هكذا السماويون(كورنثوس الأولى15: 45)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (ص 38: 71-74)

هنا إذا كان الله أمر الملائكة أن تسجد لأدم الأول وهو من طين رغم أن السجود لله وحده كما أن الشيطان لم يكن مأمورا بالسجود إلا إذا كان من الملائكة، فالشيطان المتكبر الكذاب رفض ؛لكن هل أخطاء الشيطان عندما رفض السجود لمخلوق؟ ،ترى هل يكون غريبا أن يأمر الله الملائكة أن تسجد لأدم الثاني وهو كلمة الله وروح من ذاته تعالى ولم يغوي ولم يعصى ولم يشرك ؟،نعم المسيح أحق بالسجود من آدم الأول وكل من يرفض أن يسجد له فهو شيطان أو من الذين أغواهم الشيطان .

 

المسيح أبن الله :

جاء في القرآن أن المسيح عسى ابن مريم كلمة الله وروح من ذاته تعالى الذي أرسل إلى مريم ، وهنا المسيح ولد من مريم ومن روح الله وهو كلمته ، فإذا قلنا أنه كما آدم تراب لساوينا بين روح الله وكلمته وأي رجل يلد طفلا يموت كلاهما وإلى التراب حاشا أن يقول أحدا ذلك أن روح الله وكلمته إلى التراب يعود ، ترى من هو عيسى وابن من هو ومن أبوه ؟ هل يستطيع أحد أن يقول أن المسيح ابن ادم؟ هل يخطئ أحد إذا قال أن الله أبوه أي أنه ابن الله؟

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (الرعد39:13)

أنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم(الزخرف4:43)

ترى هل للكتاب أم لها طبيعة البشر؟هل هناك عاقل يقول أن أبو الكتاب تزوج أم الكتاب فولدت الكتاب؟ نعم كلمة أم الكتاب تعني مصدر الكتاب وأصله، ترى من هو أبو الكتاب ؟ أليس الله هو أبو الكتاب نعم الكتاب كتاب الله لأن الله أصله ومصدره،هكذا السيد المسيح،إذا كان هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فالله مصدره وأصله ،بهذه الميزة الفريدة لابد أن يكون المسيح ابن الله لأن الله مصدره واصله وليس ككل البشر من رجل وامرأة وليس كآدم لأن آدم خلق بكلمة الله وليس هو كلمة الله أو روح من ذاته تعالى.

لو أراد الله أن يتخذ ولدا لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (الزمر4:39)

نعم اصطفى الله مريم أما لأبنه فكانت مريم تمثل البشرية ، لذلك قال المسيح عن نفسه ابن الإنسان وابن البشر وابن الله ولم يقل مطلقا أنه ابن مريم بل هذا اللقب ابن مريم أطلقه عليه اليهود ليعيروه ويعتبرونه إنسانا فقط

أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ... أوليست أخوته هنا عندنا (مرقس3:6)

لكن ترى ما الفارق بين الله وابن الله ؟

قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (الزخرف81:43)

نعم لا فرق بين الله وروحه وكلمته إله واحد الإيمان بهم هو الإيمان بالواحد والعبادة لهم عبادة الواحد لا فرق ولا انفصال .

قالت النصارى المسيح أبن الله ... يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا ... قاتلهم الله (التوبة30:9) مدنية

هنا قالت النصارى تعني أن كل النصارى تؤمن وتقول أن المسيح ابن الله منذ ظهور الإسلام وقبله وإلى اليوم كما أن الأناجيل السابقة للاسلام بمئات السنوات تقول أن المسيح ابن الله ، ترى لماذا مدح الإسلام النصارى وإيمانهم هل كان محمد لا يدري ذلك ويجهله عندما مدحهم أم كان يدري ثم انقلب عليهم؟

قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

... لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا (المائدة82:5)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى وال....فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون(البقرة62:2)(المائدة69:5)

ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ... وقولوا آمنا .... وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت46:29)

تلك الآيات وغيرها يمدح فيها محمد النصارى لكنه لم يثبت عند تلك الآيات

لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5 :72)

قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9 :30)

وهنا كفر محمد النصارى وأمر بقتلهم ؛ ترى هل الله كان يجهل إيمانهم عندما مدحهم في الآيات الأولى أم أنها آيات مرحلية وانتهت أم ماذا ؟

 

تجسد الله :

إذ قال موسى لأهله إني أنست نارا سآتيكم منها بخير ... فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله ...(النمل27: 7-9)

هل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ... إنني أنا الله ... (طه20: 9-14)

فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي آتيكم منها بخير ... فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله ... (القصص28: 29-30)

من كل ما تقدم نجد أن الله تكلم من الشجرة فهل الله محدود بالشجرة أو بالبقعة المباركة التي خلع موسى نعله فيها ؟ ترى من هي الشجرة التي تكلم الله منها وإلى من ترمز وتشير ؟

لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة يوقد من شجرة مباركة زيتونه يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار نور على نور ويضرب الله الأمثال ...(النور24: 34-35)

المشكاة هي المكان الذي يوضع فيه النور وهى كل كتب الله التي تحتوي كلماته التي تضئ الطريق للبشر المصباح المذكر وهو السيد المسيح كلمة الله والزجاجة هي مريم العذراء التي حوت المصباح بنوره داخلها والملاحظ أن المصباح له صفتان أنه من زجاج (ولقبه في القرآن إبن مريم) وهو الناسوت الذي أخذه من الزجاجة، وهو أيضا النور أي اللاهوت(ولقبه في القرآن كلمة الله ألقاها فهو موجود قبل أن يولد وروح من ذاته تعالى)، لذلك قال القرآن مثلا من الذين خلوا من قبلكم وقال أنزلنا آيات مبينات وجاء في القرآن ، وجعلنا أبن مريم وأمه أية ..(المؤمنون50:23) وليست هناك أم ينطبق عليها لفظ شجرة مباركة غير مريم حيث أنها من النسل المبارك نسل الأنبياء والوحيدة في القرآن التي جاء فيها ، اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3) وهكذا تكلم الله من النار والشجرة ولم تحده النار والشجرة وأيضا نور الله كان في الزجاجة ولم تحده الزجاجة وهكذا المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله تحدث من بطن مريم ومن الجسد ولم يحده بطنها ولا الجسد. لكن السؤال المهم لو لم ينطبق مثل الزجاجة على المسيح وأمه على من ينطبق من الذين قبل الإسلام والقرآن؛ لكن هل لهذا المثل من أثر في كتب السابقين ؟

قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (اشعياء60: 1-3)

نعم الله القادر على كل شئ يستطيع أن يتجسد ويكلمنا كما كلم ادم وإبراهيم وموسى .

 

تجسد الله في القرآن :

لله وجه : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال ... ( الرحمن26:55-27)

لله أعين : وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (الطور49:52)

اصنع الفلك بأعيننا و وحينا (المؤمنون27:23)

لله أيادي : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي(ص 75:38)

أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما (يس71:36)

الله يكتب : وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ (الاعراف145:7)

الله يتكلم : وكلم الله موسى تكليما (النساء164:4)

 يا موسى إني اصطفيتك على الناس بكلامي(الاعراف144:7)

الله ينسى: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومكم هذا (الاعراف51:7)

 وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهى رميم(يس78:36)

الله يتحسر: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون (يس30:36)

 وإنه لحسرة على الكافرين(الحاقة50:69)

الله يحب : إن الله يحب المحسنين(البقرة195:2)

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص(الصف4:61)

الله ينفخ : التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (التحريم12:66)

أحصنت فرجها فنفخنا فيها (الأنبياء91:21)

الله يمكر : ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ...(النمل27: 50)

 افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (الاعراف99:7(

الله يخادع : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم (النساء142:4)

لله ساق : يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون (القلم42:68)

لله عرش: يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

 وترى الملائكة حافين من حول العرش (الزمر75:39)

مما تقدم نجد أن لله وجه وأعين وأيادي وساق يكشف عنه ويكتب ويتكلم ويسمع ويرى وينفخ ويحب ويكره ويمكر ويخادع ويجلس على عرش  يحمله ثمانية ويحوطه ملائكة حوله وغيرها كثير ترى كيف يتخيل أي إنسان هذا الإله ؟ نعم لا نستطع أن نتخيله إلا على شبهنا ومثالنا لكن في أحسن تقويم أي له المطلق في الحب والعدل والسمع والنظر والكلام و.......

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين (التين95: 4-5)

وعندما يقول القران أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك.. .. (الرحمن55: 26) هل معنى ذلك أن فقط وجهه هو الباقي وستفنى يده وساقه وأعينه وغيرها؟ بالطبع لا فهنا يطلق الجزء على الكل أي بقاء وجه الله هو بقاء ليد الله وأعين الله وساق الله وهكذا فإذا كان لله روح وكلمة فيحق لنا أن نقول أن روح الله هو الله وكلمة الله هو الله أليس كذلك؟

عن أبي هريرة عن النبي صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.بابمسند أبي هريرة رضي الله عنه.

عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته.

نفس المرجع السابق.كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

نعم لقد خلق الله الإنسان على أحسن صورة ولكن الإنسان بعصيانه سقط إلى تلك الصورة من الشهوة والخطية، وهذا ما جاء في التوراة:

قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا (تكوين1: 26)

هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله (الزخرف84:43)

هو الأول والأخر والظاهر والباطن (الحديد3:57)

نعم في الباطن وفي السماء إله ندركه ولا نراه نعم في الظاهر وفي الأرض إله رأيناه عندما ظهر على الأرض ، وهذا ما جاء في الإنجيل

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (تيوثاوس الأولى16:3)

للأسف نكرر ذلك في حياتنا كثيرا بدون فهم عندما نطلق شعارات الحرية العدل المساواة الإخلاص وغيرها ونقول نريد هذه الكلمات أن تتجسد في الواقع ولا نفهم أو نتعامى عن قول الله بأن كلمته تجسد :

الكلمة صار جسدا وعاش بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الأب (يوحنا14:1)

 

الثلاثة والثالوث :  

لقد رفض القرآن الثلاثة ألهه كما لم تقل بها المسيحية ولم يذكرها أي من الأناجيل وأقر القرآن الثالوث كما جاءت به المسيحية :

إذ قال الله يا عيسى أبن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله (المائدة116:5)

كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (المائدة73:5)

وهنا يكفر القرآن من يؤمن بثلاثة ألهه وهم الله والمسيح ومريم وهذا لم يقله أي من الأناجيل أو المسيحيين من مولد المسيح وإلى اليوم .

أما الثالوث المسيحي فقد أقره القرآن وصادق عليه :

يا أهل الكتاب(اليهود والنصارى) لا تغلوا ... إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

وهنا تحدث القران عن الله وعن كلمته وعن روحه وهذا هو الثالوث المسيحي الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة مع الملاحظة أن الخطاب القرآني موجه لليهود والنصارى فهو يوضح ذلك لليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى ويصادق على صحة إيمان النصارى بأن الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة.

كما أن القرآن تحدث عن المسيح بأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وهذا يعني أن كلمة الله موجود عنده قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به، نعم المسيح بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم فهو أبن مريم (الناسوت) فهو عبد الله ورسول الله يأكل ويشرب وينام ويتألم ككل البشر لكنه أيضا هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فخلق وأقام الموتى وعلم الغيب ويأتي ليدين العالم .

 

الله رب والمسيح رب :

قل يا أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تعالوا إلى كلمة سواء.إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله (آل عمران64:3)

في هذه الآية أكد القران على أن لا يتخذوا بعضهم أرباب بعض .

قالت اليهود عزير ابن الله (من هو؟) وقالت النصارى المسيح ابن الله يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا قاتلهم الله اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا(التوبة31:9)

في هذه الآية (اليهود والنصارى) اتخاذهم أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم فالمسيح معطوف على الله وليس على الأحبار والرهبان أي يجب أن يتخذوا الله والمسيح ربا واحدا.

 

مجيء الله والمسيح :

إنه (المسيح) لعلم للساعة(القيامة) فلا تمترون (تشكون) بها وأتبعون هذا صراط مستقيم (الزخرف61:43)

وفي نفس سورة الزخرف وفي مجال الحديث عن المسيح يتحدث القرآن عن الله ويقول :

وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ....وعنده علم الساعة (الزخرف43: 84-85)

الآيتان في نفس السورة والحديث عن علم الساعة والقضية بين الله والمسيح والاختلاف في التشكيل الذي جرى للقران بعد موت محمد وكل الصحابة بقرابة المائتي عام ، لكن حسبنا ما هي عليه الآن، فالآية الأولى تقول أن مجيء المسيح هو علامة يوم القيامة، ترى لماذا المسيح فقط هو الذي يعود يوم القيامة وليس غيره؟ ماذا سيفعل في عودته الثانية؟ هل ليدين العالم وتنحني له كل ركبة ويراه الجميع فهو في الأرض اله كما جاء في الإنجيل ؟ هل سيأتي ليصلي وراء محمد كما يزعم البعض؟ هل هناك آية تشير إلى عودة محمد ليصلي المسيح خلفه أم أنه محض خيال ؟ لكن ترى هل لعودة المسيح يوم القيامة علاقة بتلك الآيات :

مالك يوم الدين إياك نعبد (الفاتحة1: 1-4)

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل (الانعام158:6)

الواضح أن الله يأتي يوم القيامة يوم لا ينفع نفس إيمانها إلا التي أمنت من قبل .

إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملائكة صفا صفا ....(الفجر89: 21-23)

وهنا يأتي الله والملائكة يوم القيامة والمسيح كذلك ؟ نعم سيأتي المسيح يوم القيامة ليدين العالم وذلك مثبت في كل كتب الأحاديث الموثوق فيها لدى المسلمين ومنها صحيح البخاري وسنن الترمزي وسنن أبن ماجة ومسند أبن حنبل تري من هو المسيح؟

عن أبي هريرة قال :قال صلعم لو يؤاخذني ربي وعيسى أبن مريم بما جنت هاتان يعني اصبعيه لعذبنا ولا يظلمنا شيأ.

الحلية لأبي نعيم ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة لو أن الله عز وجل يؤاخذني وعيس أبن مريم بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شئا.

الأفراد للدار قطني ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة قال صلعم والذي نفسي بيده ليوشك أن ينزل فيكم أبن مريم حكما عادلا وإماما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبلها أحد.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه

مما تقدم من الأحاديث وغيرها فإن السيد المسيح هو الذي سيدين العالم بالعدل المطلق وهو الذي له السلطان أن يعذب البشر بما فيهم محمد.

أن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين (الانعام6: 57)

 إن الله قد حكم بين العباد (غافر48:40)

هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور(البقرة210:2)

 وهنا الله سيأتي مع الملائكة على السحاب والله سيحكم بين العباد، وهذا ما قاله الإنجيل :

وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب السماء بقوة ومجد فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء(مرقس13: 26-27)

متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء ...(متى25: 31-34)

ترى من هو المسيح الذي سيقف أمامه الأنبياء ومليارات البشر من آدم وإلى قيام الساعة ليدينهم ويكون حكما عدلا مقسطا بنص كل الأحاديث الإسلامية أبشر هو؟

أن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله(البقرة2: 284)

نعم سيعرف المسيح خفايا الأنفس وإلا كيف يدين العالم؟

 

المسيح الشفيع : 

لكي نفهم معنى الشفاعة لابد أن نفهم هذا المثل ، كان لملك عبيد فخالفوا أوامره فطردهم من مملكته ولكي يعودوا لابد لهم من شفيع أو وسيط ، فهل ينفع أن يتشفع فيهم خاطئ مثلهم ؟ بالتأكيد لا . لابد من واحد بار لم يخطئ لكي يرضي قلب الملك ؛ ترى هل بين البشر من معصوم يرضي قلب الله فتكون له الشفاعة؟

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (ق 50: 16)

ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...(يوسف53:12)

وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ... (الانعام98:6)

مما تقدم نجد أن الله خلق النفس وألهمها الفجور والتقوى(؟) وهي أمارة بالسوء والجميع خلق من نفس واحدة وهى نفس آدم فالكل مخطئ حتى الأنبياء لم يكن أحدا منهم معصوما بل الكل أخطأ وأستغفر .

آدم : عصى ربه فغوى(طه121:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء ...فتعالى الله عما يشركون (الاعراف7: 189-190)

نوح : قال رب إني أعوذ بك ... وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين(هود47:11)

رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي(نوح28:71)

إبراهيم : لأكيدن أصنامكم ..فجعلهم جذاذا(قطع)... قالوا أأنت فعلت هذا ..يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم (الأنبياء21: 57-63)

فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه... فراغ إلى آلهتهم... فراغ عليهم ضربا باليمين (الصافات37: 88-93)

فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي...فلما رأى الشمس قال هذا ربي (الانعام6: 77-78)

إن إبراهيم أقل ما يوصف به أنه كذاب وورد ذلك في حديث محمد لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كلها في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم وقوله لسارة هي أختي ،كما لا يغيب عن الذهن أنه قال عن القمر والشمس هذا ربي ونظره للنجوم  مخالفا عبادة قومه الذين كانوا يعبدوا الأصنام .

والأغرب والأعجب: واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا(مريم41:19)

وجاءت كلمة صديقا على سبيل المبالغة ترى بعد هذا الكذب يجوز أن نقول أن إبراهيم صديقا أو حتى صادقا ؟ نعم لابد له من الاستغفار.

إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون (النحل105:16)

لوط : وجاء أهل المدينة(الفاسقين الأشرار) يستبشرون(يريدون فعل ألإثم مع ضيوفه) قال هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين (الحجر15: 67-71)(هود11: 77-87)

وهنا لوط يعرض بناته للزنى مع قوم فاسقين وليس للزواج كما يدعي البعض فلم يأت أهل المدينة الأشرار للزواج بل جاءوا للواط هل يرضى نوح أن يزوج بناته من فجار فسقه؟ .

يوسف : وراودته التي هو في بيتها . ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه (يوسف12 :23-24)

وهنا نرى يوسف استجاب وأصغى إلى شيطان الغواية كما أصغت تلك المرأة العاهرة وهم بها كما همت هي به قبلا أما كلمة لولا أن رأى برهان ربه فإن عتاة الإجرام والعهر والدعارة سيتوقفون أيضا ويتوبون عندما يرون برهان ربهم .

موسى :..فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفرنا له...فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس (القصص28: 15-19)

وهنا موسى قتل وقال هذا عمل الشيطان الذي وسوس لموسى بالقتل وتبعه موسى وغفر الله له ثم كاد يعيد الكرة مرة أخرى ويقتل .

داود : وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ... (ص38: 24-25)

وهنا داود استغفر ربه فغفر الله له ومن يريد أن يفهم القصة فعليه بكتاب الله التوراة (صموئيل الثاني12: 1- 15) لأن سياقها في القران غاية في الغموض.

سليمان : ووهبنا لداود سليمان ...إذ عرض عليه بالعشى الصافنات(الخيل)الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق... ولقد فتنا سليمان ...ثم أناب...قال رب اغفر لي ... (ص38: 31-35)

وهنا سليمان أحب الخيل وتلاها بها عن ذكر الله واستغفر الله بقوله رب اغفر لي ، ولهم في تفسيرها حكايات وأحاديث غريبة عجيبة .

يونس ‎‎: وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر عليه أني كنت من الظالمين (الانبياء21: 87)

وهنا يونس أنكر وشك في قدرة الله وظن أن الله لن يقدر عليه.

محمد : ووجدك ضالا فهدى(الضحى93: 7-8)

 يأيها النبي اتق الله(الاحزاب33: 1)

يأيها النبي لما تحرم ما أحل الله تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم1:66)

استغفر لذنبك وللمؤمنين(محمد19:47)

 ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح2:48)

وهنا يستغفر لذنوبه ما مضى منها وما سيأتي فهو أبدا لن يتوب كما أنه يحرم ما حلله الله ليرضي نسائه ومن حرم حللا كمن أحل حراما كما أنه لم يتق الله.

أين عصمة الأنبياء ؟ فالكل أخطأوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله نعم عصمة البشر والأنبياء محض خيال من آدم وإلى أخر الدنيا كل ابن آدم خاطاؤون حتى الأنبياء منهم ، لكن هل أخطأ المسيح عيسى ؟ لقد أفاض مفسرون القرآن عن معني كلمة المسيح ذلك الاسم الذي أسماه به الله قبل أن يولد؛ الكل أجمع على أنه مسح من الخطايا أي لم يخطئ ،حتى في ولادته لم يستطع أن ينخسه الشيطان كما نخس كل البشر والأنبياء واستشهدوا بكثير من الأحاديث وأكدوها بتلك الآية من القران :

وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (آل عمران36:3)

ترى بعد كل ما تقدم من الآيات من من الرسل والأنبياء يحق له الشفاعة لكي يرضي الله ؟ المسيح بالطبع هو وحده دون سواه

لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(الزخرف86:43)

أجمع مفسرون القران على أن هذه الآية تنطبق على عيسى .

 ذلك عيسى ابن مريم قول الحق (مريم34:19)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ...وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (آل عمران45:3)

لم تنطبق هذه الآية على أحد غير المسيح فهو مطلق الوجاهة في الدنيا لم يخطئ وفي الآخرة هو الشفيع .ترى من غير المسيح شفيع؟ لا أحد غيره، وجاء في الإنجيل :

إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار (رسالة يوحنا الأولى1:2)

 

المسيح عيسى هو الحق :

ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (يشكون) (مريم34:19)

نعم عيسى هو الحق وقول الحق لأنه كلمة الله ولا يأتي من الله الحق إلا الحق .

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى(الحج6:22) .

نعم الله الحق يحي الموتى وعيسى كذلك هو الحق ويحي الموتى.

ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق (الروم8:30) (الحجر85:15)

نعم الله خلق السموات والأرض بكلمته وعيسى هو كلمة الله ،وقال السيد المسيح عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة(يوحنا6:14)

 

كل من يؤمن بعيسى يغيره الله :

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى أبن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة (الحديد27:57)

الذين أتيناهم الكتاب من قبله (قبل القرآن أي النصارى)... يدرءون(يدفعون ويجازون) بالحسنة السيئة...إذا سمعوا اللغو(السب والأذى) أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم (القصص28: 52-55)

هنا كل من يتبع عيسى المسيح يضع الله في قلوبهم الرأفة والرحمة ، لماذا أتباع عيسى والمؤمنين به فقط دون غيرهم؟ كما أنهم لا يعيشون بقانون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (البقرة2: 194) نعم المعتدي سارق ومغتصب وقاتل أي من قتلك أقتله ومن سرقك اسرقه وخذ ماله غنائم إن أتباع المسيح فقط يبادلون من يسئ إليهم بالحسنة، وهذا ما جاء في الإنجيل .

إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (كورونثوس الثانية17:5)

نعم في المسيح وبالمسيح تخلع الإنسان القديم الذي يعامل الآخرين الخطاة بنفس معاملتهم ولا يتحمل أن يسامح أو يغفر أو يرحم من أساء إليه نعم كل من يؤمن بعيسى المسيح يصير خليقة جديدة يملأ قلبه الرحمة والرأفة فيحسن لمن يسئ إليه بينما أوامر القرآن لمحمد وأتباعه :

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخذهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ...(التوبة9: 14-15)

وهنا قلوب المؤمنين بمحمد وقرأنه فيها غيظ وغل ولا تشفى صدورهم إلا بتعذيب غير المسلمين وقتلهم تلك أوامر القرآن للمؤمنين به. 

 

أخيرا

ترى من هو السيد المسيح؟ هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فهو موجود قبل إلقائه إلى مريم وقبل أمه وقبل البشر،ولد متعلما من الله قبل أن يولد ،تحدث في البطن والمهد ، الخالق،الحي ، المحيي القدوس الذي لم يخطئ السلام من مولده وإلى بعثه الحق الديان الشفيع ترى ماذا بقى من صفات الله وطبيعته ؟ لا شئ المسيح هو الله الظاهر في الجسد :

الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع(يوحنا31:3)

الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال صدقوني إني في الآب والآب في وإلا صدقوني لسبب الأعمال نفسها (يوحنا14: 10-11)

لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(يوحنا24:15)

هنا لم يكتف السيد المسيح بأقواله فقط بل يستشهد بأعماله أيضا أنها أعمال الله الآب ولم يعملها أحد غيره فإن لم تؤمنوا به فأنتم خطاة تموتون في خطاياكم ولا عذر لأحد يوم الحساب.

 

التوراة الإنجيل القرآن

جاء في القرآن عشرات الآيات التي تتحدث عن التوراة والإنجيل وأنهم كتب الله المنزلة فيها حكم الله متطابقة مع بعضها محفوظة من التبديل والتحريف ثم جاءت آيات تقول أنها تحرفت وتبدلت فكيف معرفة السبيل إلى ذلك ؟

 

كلام الله المنزل:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... (الشورى51:42)

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو عن طريق غير مباشر(جبريل) وهو أدنى درجات الوحي .

نزل عليك الكتاب (القران) بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان (ال عمران3:3)

يأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده (آل عمران65:3)

 مما تقدم نجد أن القران التوراة والإنجيل والفرقان (؟) كتب الله المنزلة والقران جاء مصدقا لهم مع اختلاف التنزيل فعن القران قال نزل يعني متفرقا وعنهما قال أنزل يعني  مرة واحدة ، والملاحظ أن هذه الآية مدنية أي بعد ظهور محمد بأكثر من ثلاثة عشر سنة .

 

التوراة إمام ونور وهى بخط الله :

من قبله كتاب موسى إماما ورحمة ... فلا تك في مريه(شك) منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (هود17:11)

لقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل (السجدة23:32)

من قبله كتاب موسى إماما (قائد ودليل) ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا (الأحقاف12:46)

ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (الانعام154:6)

قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (الانعام91:6)

كتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة (الاعراف145:7)

هنا يشهد القرآن أن كتاب موسى هو المرجع والدليل والإمام لكل كتب الله ويشدد القران على محمد أن لا يشك في كتاب موسى ولا يكون في مريه من لقائه وهو على أحسن تفصيلا وموعظة لكل شئ وهدى ونور للناس وهو بخط الله في الألواح والألواح جاءت معرفة وليس نكرة كما جاء عن القرآن : 

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21- 22)

 

الإنجيل كتاب منير فيه هدى ونور:

فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر(كتاب داود) و الكتاب المنير  (الإنجيل) (آل عمران184:3)(فاطر25:35)

وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور(المائدة46:5)

وهنا نجد الإنجيل هو الكتاب المنير فيه هدى ونور مطابق للتوراة ومصدقا لها ومصادقا عليها

 

ضرورة إيمان المسلم بالإنجيل والتوراة:

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القرآن) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (النساء136:4)

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

في الآية الأولى يجب على المسلم أن يؤمن بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله وهو الإنجيل وفي الثانية آمن محمد والمسلمين بكل كتب الله ، ترى أين تلك الكتب التي آمن بها محمد والمسلمين ؟ هل آمن محمد بكتب محرفة غير موجودة كما يدعي البعض أنها نسخت أو رفعت هل تؤمن بالقران ولا تقرأه ولا تعمل به ولا تطبق شرائعه؟ ما معنى أن تؤمن بالتوراة والإنجيل ولا تقرأهما أو تعمل بما فيهما؟ انه إيمان شكلي سياسي نفاقي.هل تخدع نفسك أم تخدع الله أم تخدع غيرك؟

 

التوراة والإنجيل حكم الله:  

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ...إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا(؟) للذين هادوا(المائدة5: 43-44)

إذا كانت التوراة والقران من عند الله فأحكام الله واحدة فلماذا نجد القران يرفض حكم محمد وشريعته في اليهود ويقول عندهم التوراة فيها حكم الله ؛هل القران ليس من عند الله؟ لكن ترى هل يطالبه ويطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع ؟ كما أن هذه الآية تدل على بقاء حكم التوراة في عهد محمد فالقول أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية والإسلام نسخ المسيحية هو قول باطل وضد القرآن فكيف يقول القران عندهم التوراة فيها حكم الله ويدعي البعض أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية؟

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون (المائدة47:5)

وهنا يأمر القران نبيه بأن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بأحكام الإنجيل فاسق، ترى الله يأمر بتطبيق أحكام كتاب تحرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع حكمه ؟ لو الإنجيل تحرف ، هل الله كان يجهل ذلك ؟ وهذا يؤكد بقاء حكم الإنجيل وأنه لم ينسخ بالقران حسب إدعاء البعض بأن المسيحية نسخت اليهودية والإسلام نسخ اليهودية والمسيحية ، فكيف نسخت المسيحية بينما القران يطالب بتطبيق حكم الله الإنجيل ؟ نعم أكد القران أن التوراة والإنجيل حكم الله وهما يختلفان عن القران ولا يجوز أن يطبق آيات القران وحكمه عليهم ولكن الأغرب تلك الآية

قاتلوا الذين لا يؤمنون ويحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق (الإسلام)(التوبة9: 29)

وهنا يرفض محمد أن يطبق أهل الكتاب أحكام كتبهم بل يحرمون ما حرم محمد ويدينون بالإسلام والآية السابقة تقول أن من لا يطبق أحكام الإنجيل فهو فاسق ترى من الفاسق؟

وانزل إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم(المائدة48:5)

وفي هذه الآية يقول أن شرائع الله ليست واحدة فهي تختلف باختلاف الأمم ‍‍.

الفرقان والقرآن والجن:  

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان(آل عمران3: 3-4)

وهنا كلمة نزل الكتاب أي القران تعني متفرقا وأنزل للتوراة والإنجيل والفرقان تعني نزل دفعة واحدة .

تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان1:25) 

 وهنا الفرقان هو القران

وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (البقرة53:2) 

وهنا الكتاب والفرقان تزلا على موسى

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين (الأنبياء48:21)

 وهنا موسى وهارون آتاهما الفرقان

ترى ما هو الفرقان الذي نزل مرة على موسى ومرة نزل على موسى وهارون ومرة نزل على محمد ولم ينزل على عيسى أو غيره؟

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا ...إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله وأمنوا به (الأحقاف46: 29-30)

هنا الجن الذي استمع للقران آمنوا به ودعوا قومهم من الجن للإيمان به وقالوا كتاب أنزل من بعد موسى ،هل لم يعترف الجن بالإنجيل ؟هل الجن كان يقصد الكتاب الذي أنزل بعد موسى أي الإنجيل ؟ هل يقصدون القران ويجهلون أن الإنجيل هو الذي جاء بعد موسى؟ ولكن الأكثر عجبا جملة مصدقا لما بين يديه ، يدي من؟هل يدي الله أم يدي محمد ؟ إن كان يدي الله هل يطلع الله الجن على الكتاب الذي بين يديه؟ متى عرفوا أنه مصدقا لما بين يديه قبل إسلامهم أم بعده؟ هل يقصدون مصدقا لما بين يدي محمد ترى ما هو الكتاب الذي كان بين يديه وجاء القران مصدقا له؟

 

ما هو الذكر؟ وحفظ الله له:

وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل44:16)(مكية)

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (الحجر6:15)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (طه99:20)

وهنا نرى الذكر يبين للناس ما أنزل إليهم سابقا ويحكي أنباء السابقين وكلمة الذكر مشتقة من ذكر وتذكرة وذكرى أي أنه يذكر بما سبق والذكر نزل على محمد وقال عنه العرب أنه مجنون  .

االقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم (القمر54: 23-27)

وهنا الذكر نزل على صالح نبي ثمود وهو صاحب الناقة المرسلة من الله فتنة للناس أهل ثمود .

لقد كتبنا في الزبور(كتاب داود) من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء 105:21)

وهنا كتب الله في الزبور ومن قبله الذكر أن الأرض يرثها عباد الله الصالحين فالذكر هو أيضا ما قبل داود .

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر9:15)

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (النحل16: 43)

هنا الله يحفظ الذكر من التبديل والتغيير وأهل الذكر هم المرجع عندما يجهل جاهل شيئا ؛ لكن بقى أن نعرف أن هذه الآيات مكية

 

أهل الكتاب يحفظون كتبهم وهم المرجع لمحمد:

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير (الاعراف169:7)

ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون (آل عمران79:3)

إنا أنزلنا التوراة .... يحكم بها النبيون... والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء(المائدة44:5)

كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل... قل فأتوا بالتوراة فأتلوها إن كنتم صادقين (آل عمران93:3)

كل تلك الآيات تدل على أن أهل الكتاب كانوا يدرسون كتبهم وأستحفظهم الله عليها ومحمد يطالبهم أن يأتوا بالتوراة سيجدون فيها ما حرم وما أحل لهم ولم يشكك محمد في صحتها بل إنتقد سلوكهم واستشهد بالتوراة ، ترى هل كان يستشهد بوهم أو كتاب رفع أو نسخ ؟

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس94:10)

وهنا أهل الكتاب هم المرجع لمحمد عندما يشك فيما أنزل إليه ، ترى هل يطالب القران محمد ويأمره أن يسأل ويتأكد من كذابين محرفين لكتبهم ؟

 

أهل الكتاب يكتمون كتبهم عن محمد:  

يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (آل عمران71:3)

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب... أولئك ما يأكلون ...إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة (البقرة174:2)

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم (آل عمران187:3)

نعم كل هذه الآيات مدنية وهى جاءت في حوار محمد مع أهل الكتاب في المدينة حيث كان كثير من العرب يعتنقون النصرانية واليهودية فهم لم يحرفوا كتابهم بل حجبوه عن محمد لكي لا ينقل منه وهو تارة يستجديهم وأخرى يهددهم.

 

اللاتبديل والتبديل في القران:

لا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (الانعام34:6) (الكهف18: 27)

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الانعام115:6)

سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الفتح48: 23)

سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الاحزاب62:33)

ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد (ق29:50)

هنا نجد القرآن يؤكد بكثير من الآيات وبصورة قاطعة أنه لا تبديل ولا تحويل ولا تغيير لكلام الله وشرائعه فهي نفس سنة الذين خلوا والله ليس بظالم للبشر حتى يقول قولا ويبدله ويغيره ، لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد ؟

قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (يونس15:10)

في هذه الآية لا نرى التشدد في عدم التبديل والتغيير كما في الآيات السابقة بل نلاحظ روح التفاوض والمماطلة ، ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، ثم جاءت تلك الآيات :

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (النحل101:16)

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير(البقرة106:2)

أي مقدرة تلك التي تعد بأن الله لا يبدل القول ولا يظلم العبيد ثم يرجع عن وعده ويبدل ،ألا يكون الله حقا ظلاما للعبيد؟

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى)أنه الحق من ربك فيؤمنون به ( الحج22: 52-54)

من كل ما تقدم نجد أن الله تراجع عن وعده بأنه لا يبدل كلمته ثم يبدل ما يشاء ويلغي ما يشاء بل من المذهل حقا أن محمدا يتلقى آيات من الشيطان ثم يعود الله ينسخها ويلغيها ويحكم آياته وينقيها ،أين روح النبوة التي تميز كلام الله من كلام الشيطان ؟ ترى ما الفارق بين البشر الفاسقين الذين يمنيهم الشيطان وبين الأنبياء الصالحين؟والأغرب أن هدف الله من ذلك أن يعلم أهل الكتاب انه الحق وللحق نقول أن أهل الكتاب يزدادون يقينا بعد هذه الآيات انه ابعد ما يكون عن الحق بل ليس فيه شئ من الحق أليس كذلك؟

 

مصدق وغير مصدق:

جاء في القرآن آيات تقول أنه مصدق ومطابق لما جاء قبله وآيات تقول أنه مغاير لما قبله .

وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم   (البقرة41:2)

ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم   (البقرة91:2)

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها (النساء47:4)

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم (البقرة101:2)

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم (النساء26:4)

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا(الشورى13:42)

مما تقدم نجد القرآن مصادق ومطابق لما قبله والله يهدي المسلمين إلى سنن وشرائع من قبلهم .

ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم(المائدة48:5)

هنا يصرح القران أن لكل أمة شريعتها ومنهاجها الخاص وتلك إرادة الله ليبلوا الناس فيما أنزل إليهم .

وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (النحل118:16)

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ...(غافر78:40)

ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ...(النساء164:4)

مما تقدم نجد هناك اختلاف بين ما نزل على اليهود وما جاء به محمد وهناك رسلا لا يدري محمد عنهم شيئا ، ثم جاءت تلك الآية المحيرة :

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

وهنا يبرز سؤال كيف يؤمن المسلم برسل لم يقصصهم القرآن ؟ هل يكفي أن يقول آمنت برسل الله ؟ كيف يؤمن بكتب الله إن لم يقرأها ويعمل بها؟ هل يكفي أن يقول آمنت بكتب الله؟ إن كان هكذا لماذا يقرأ المسلم القرآن؟ لماذا لا يعمل به ؟ إذا كان حقا يؤمن بكتب الله فعليه أن يقرأها ويعمل بها أليس كذلك؟

وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق (الرعد37:13)

هنا نجد أن القرآن هو حكم العرب وتاريخ العرب يحكي أن الحج والحجر الأسود والتلبية في الحج وقطع يد السارق ونظام السبايا وملك اليمين والزواج بالمهر والطلاق والكثير من أحكام عرب الجاهلية هي مثل ما جاء به القرآن، ترى هل التوراة والإنجيل هي أيضا حكما عربيا لكي يكون القرآن مصدقا لها؟

 

تحريف الكتاب وأهل الكتاب: 

افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعملون (البقرة75:2)

وهذه الآية تدل على أن كلام الله صحيح لم يحرف؛ وأن اليهود سمعوه وعقلوه لكنهم حرفوا تفسيره فالحوار في الآيات كان مع اليهود وكلمة سمعوه تدل على سلامة التوراة من التحريف.

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل... يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ...فاعف عنهم وأصفح(المائدة13:5)

وهنا حوار مع اليهود ينسب إليهم التحريف ونسيان ما ذكرهم به محمد وفي النهاية يطلب منه أن يصفح عنهم ويعفو ورفض تطبيق أحكامه عليهم لآن التوراة عندهم فيها حكم الله .

يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ...من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله  (المائدة41:5-43)

وهنا الحوار مع اليهود الذين يسمعون من العرب بعض ما جاء به محمد فيفتون ويحرفون بالقول إن أتاكم هذا خذوه وإن لم تؤتوه فاحذروه.

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ...وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين وطعنا في الدين (الإسلام) ولو انهم قالوا سمعنا واطعناخيرا لهم (النساء46:4)

هنا الحوار مع اليهود وهو تحريف بالقول وليا بألسنتهم وطعنا في الإسلام ، تلك هي كل الآيات التي تتحدث عن التحريف كلها حوار مع اليهود ولا تتخطى سوء فهمهم أو ليا بألسنتهم لكنها لم تتطرق إلى النصارى وإنجيلهم ، بل أكدت على صحة التوراة وأنها تحتوي حكم الله فلا تحريف ولو تحرفت التوراة فكيف يطالبهم بتطبيق أحكامها ورفض أن يطبق عليهم حكمه قائلا عندهم التوراة فيها حكم الله؟ ترى هل كان يطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف؟.

محمد يتبع التوراة والإنجيل معا ويدعو لإتباعهما:  

قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك(المائدة68:5)

أهل الكتاب تشمل اليهود والنصارى يطالبهم بتطبيق التوراة والإنجيل معا، اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ترى هل كان محمد مبشرا لليهود بالإنجيل ؟.

ولو أن أهل الكتاب .ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة (المائدة5: 65-66)

وهنا أيضا حديث مع أهل الكتاب ولم يقل التوراة أو الإنجيل فقط بل قال التوراة والإنجيل والغريب أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل فلماذا يدعوهم لكي يتبعوا الإنجيل بجانب التوراة؟ لآن هذا إيمان الأمة المقتصدة حسب تسمية القرآن وهذا هو إيمان النصارى .

قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما(الكتابين) أتبعه إن كنتم صادقين(القصص49:28)

محمد يتبع الكتابين ويتحداهم أنه ليس هناك أهدى منهما ويطالبهم أن يأتوا بكتاب أهدى منهما لكي يتبعه، ما هما الكتابين اللذين اتبعهما محمد؟ هل اتبعها دون أن يقرأهما أو يعمل بأحكامهما؟

وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ....(سباء31:34)

وهنا نرى محمد يدعوهم للإيمان بالقرآن أو بالذي بين يديه وكان ردهم لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه، ترى ما هو الكتاب الذي بين يديه(غير القرآن) ويدعوهم للإيمان به ؟.

 

وقفة وسؤال:

يأيها الذين أمنوا(المسلمين) آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القران) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(النساء136:4)

هنا يطالب القرآن المسلمين بالإيمان خاصة بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله هو الإنجيل، ترى هل يخدعهم ويطالبهم بالإيمان بكتاب محرف أو رفع؟ كما أنه يطالبهم بالإيمان بكل الكتب والرسل ومن لم يؤمن بذلك ففي الضلال البعيد ترى هل يكفي أن تقول أمنت بلسانك ولا تقرأ تلك الكتب وتثق فيها وتعمل بها ؟ لو كان نعم ترى أي إيمان ذلك؟ كثيرون يؤمنون بالله ولا يعملون بما قال هل هؤلاء مؤمنين ؟

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا  (النساء4: 150-151)

رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك (النساء164:4) (غافر78:40)

وهنا مطالب المسلم بالإيمان بكل الرسل وإلا اصبح كافرا حقا ، ترى كيف يعرف ويؤمن بهؤلاء الرسل الذين لم يقصصهم القرآن؟

لقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا (الإسراء 55:17) (النساء163:4)

ترى أين زبور داود الذي يجب على المسلم الإيمان به ؟هل تحرف زبور داود وفي أي الآيات نجد ذلك ؟

أشياء انفرد بها القران:

انفرد القران باشياء لم تحدث ولم توجد في كتب الله التوراة والإنجيل فالمطالع للقرآن يجد أنه كتاب مقلوب غير منظم أو مرتب وبلا شاهد.

 كتاب مقلوب:

المطالع للقرآن يجد أن من جمع القرآن وضع الكثير من السور المدنية في بدايته وهي التي جاء بها محمد مؤخرا أي بعد ظهور محمد بثلاثة عشر سنة ووضع كثير من السور المكية في آخر القرآن وهي الآيات التي جاء بها محمد أولا فالوضع الصحيح هي السور المكية أولا ثم السور المدنية بعدها ، ترى لماذا فعلوا ذلك؟ هل من رتبه هكذا كان جاهلا أو كان يعرف ولم يكن أمينا، فهل يأتمنوا جاهلا أو غشاشا على كتابة القرآن ؟ هل نثق فيما كتب؟

 

كتاب غير مرتب:

 تجد القران في كثير من السور يتحدث عن إبراهيم وعيسى وآدم مثلا فيجد القارئ نفسه فقد الترابط وهو أبسط قواعد الكتابة أن يكون الكتاب مترابطا فما بالك بكتاب الله :

إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا(النساء163:4) (الانعام6: 84-86)

كما أنك لا تستطع معرفة قصة متكاملة من سورة واحدة فذكر آدم في تسعة سور ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، نوح ذكر في ثمانية وعشرين سورة ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، وقس على ذلك باقي القصص ، كما افتقد الترتيب التاريخي كما كتب الله التوراة والإنجيل.

 

كتاب غير قاطع:  

يختلف القرآن عن كتب الله ففي الكثير من آياته تجد أنه غير قاطع فتجد في كثير منها تلك الكلمات والحروف أو ولو إلا حتى لعل عسى لولا وغيرها.

 

كتاب كتب بالتواتر:

ففي التعريف الموجود في نهاية المصحف تجد أنه كتب على مايوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة(أي عن) عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم،ترى ما هي المسافة بين رواية حفص وبين محمد؟ماذا حدث في كل تلك الفترة ومع كل هؤلاء ،ومن أرد معرفة العجب فعليه بكتاب المصاحف للساجستاني والإتقان في علوم القران للسيوطي والمصاحف لأبي داود وغيرهم.

 

كتاب غير منقط:

كتب القرآن الأصلي بدون تنقيط أو تشكيل ولكنه نقط على يد يحي ابن يعمر العدواني بعد موت محمد بما يزيد عن المائتي عام والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب،ما هي الضمانة على مطابقة القرآن الحالي بالأول؟ فالتشكيل هو الذي غير القراءات حتى اقتتل العرب وهذا الذي دفع عثمان أن يوحدهم على قراءة واحدة مخالفا أحاديث محمد على أن للقران سبع قراءات أين وما هي السبع قراءات؟.

كتاب بلا تاريخ:

عندما جمع عثمان القرآن أحرق ما كان بحوزة كل الصحابة من نسخ اختلفت عن قرانه،فكان هناك أكثر من عشرة نسخ منه تختلف اختلافا شاسعا فيما بينها كما أن كثيرين كانوا يطلقون على عثمان حراق المصاحف لماذا فعل تلك الفعلة الشنعاء وأضاع هذا الأثر المهم؟ ثم جاء الحججاج ابن يوسف الثقفي وغير في القرآن إحدى عشر موضعا ويمكن الرجوع إلى المصاحف للساجستاني والخلافة الإسلامية للمستشار محمد سعيد العشماوي ،نعم ضاع كل أثر للقرآن الأول وأيضا ضاع مصحف عثمان فاقدم النسخ هي بعد مئات السنوات من الهجرة رغم وجود دولة إسلامية قوية منذ هجرة محمد ولعدة قرون ، السؤال المهم لماذا طمسوا كل أثر للقرآن الأول؟

 

كتاب بلا شاهد:

يظل القران هو الكتاب الوحيد بلا شاهد فلقد شهد القرآن عن التوراة والإنجيل بأنهم كتب الله :

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله...(المائدة43:5)

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه (المائدة47:5)

رغم أن الفاصل الزمني بين التوراة والقرآن أكثر من عشرين قرنا وبينه وبين الإنجيل قرابة سبعة قرون إلا أن القرآن شهد بصحتهما وتطابقهما مع بعضهما وأي إدعاء بتحريفهما لا يصدقه عقل لآن هذه المدة الطويلة كافية بانتشار ملايين النسخ منهما فأي تحريف سهل فضحه بمجرد إظهار النسخ القديمة حيث يوجد العديد من النسخ قبل القرآن بمئات السنين ومنها مخطوطة وادي قمران بالأردن لسفر أشعياء قبل محمد بقرابة عشرة قرون وهي تشهد على تطابقها مع ما هو موجود بين أيدينا الآن أما تطابق التوراة والإنجيل فشهد له محمد :

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ... وأتيناه الإنجيل ... مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة46:5)

وهنا أكد محمد على تطابق التوراة والإنجيل كما أن السيد المسيح وتلاميذه استشهدوا بمئات الآيات من التوراة تأكيدا لصحتها كما أن التوراة تنبأت وشهدت للمسيح أنه يولد من عذراء ويذهب إلى مصر ويشفي المرضى ويفتح عيون العمي ويصلب بين أثمه لصوص وكثير من النبوات التي تحققت في شخص المسيح  ومن هنا يقف القران بلا شاهد فلا الإنجيل شهد له ولا التوراة شهدت له وحتى شهادة التاريخ التي كان على العرب التمسك بها فهي أيضا شهادة مطموسة مشوشة مشوهة .

 

كتاب لا يجتمع حوله كل المسلمين:

 يجمع كل المسلمون على أن القران الحالي هو ليس كل القران الذي جاء به محمد فكتب السنة مملوءة بالأحاديث التي تعترف أن هناك آيات وسور ضاعت ولم تكتب مثل آية الرجم للزاني والزانية وآية رضاعة الكبير التي كانت تعمل بها عائشة لكي تسمح للغرباء أن يصيروا أخوتها من الرضاعة فيدخلوا عليها وقتما شاءت وشاءوا وفي أي وضع كانت وكانوا وحتى لو كانت وحدها ولكن ذلك بعد موت محمد كما أن هناك الكثير من السور التي ضاعت ومن اشهرها ما أخرجه الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق. من كتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي.

كما أن قرآن الشيعة يشتمل على سورة الولاية التي يحذفا السنة من قرانهم حسب قول الشيعة أو يزيدها الشيعة في قرانهم حسب قول السنة وهي

بسم الله الرحمن الرحيم

يأيها الذين أمنوا بالنبي والولي نبي وولي بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين.

وللمزيد عليك بكتاب فصل الخطاب في معرفة تحريف كتاب رب الأرباب للأمام النوري.

أهل الكتاب والقران

أهل الكتاب بالتحديد حسب القرآن هم اليهود والنصارى ، ولقد جاء في القرآن المئات من الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب وأنبياء أهل الكتاب وكتب أهل الكتاب جملة وتفصيلا بل أن أغلبية قصص القرآن وصفحاته جاءت لتحكي قصص وحكايات وأنبياء أهل الكتاب؛ فكلمة موسى تكررت قرابة مائة وثلاثين مرة في أكثر من بضع وعشرين سورة وغيره من أنبياء ورجالات أهل الكتاب، هناك آيات في القرآن تصف أهل الكتاب بأن لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن في الآخرة وإلههم وإله محمد واحد؛ ثم هناك آيات تصفهم بأنهم كفار وتصفهم بأسوأ درجات الكفر وتحرم المسلم من صداقتهم ومودتهم؛ بل تطور الأمر إلى حد طردهم من بلادهم في جزيرة العرب؛ كما أن أهل الكتاب في البلاد التي فتحها العرب أي احتلها العرب ألزموهم بدفع الجزية أذلاء في بلادهم على غرار ما فعله كل المحتلين بل حرموهم من لغاتهم وعربوهم وكأن الله لا يفهم غير العربية.

 

لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن:  

إن الذين آمنوا(المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والنصارى والصابئين(الذين يعبدون الأجرام السماوية والنجوم) من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون(الصحيح لغويا الصابئين) والنصارى من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون(المائدة69:5)

نرى هنا أن اليهود والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولهم أجرهم عند ربهم ولا شرط؛حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرانه.

 

في اليهود النبوة وهم أفضل العالمين:

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين(البقرة47:2)

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة122:2)

ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين الجاثية(16:45)

وهنا الله فضل بني إسرائيل على العالمين وهم الذين أنعم الله عليهم؛ بل وقمة ما يبتغي المسلم هو أن يكون مع بني إسرائيل على الصراط المستقيم.

صلاة المسلم ليهديه الله صراط اليهود:

ولقد مننا على موسى وهارون ... وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم. سلام على موسى... (الصافات37: 114-120)

مالك يوم الدين إياك نعبد أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(الفاتحة1: 4-7)

الآية الثانية هي التي يصلي بها المسلم خمس مرات كل يوم يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم الذي لموسى وهارون وصراط الذين أنعم الله عليهم وهم بني إسرائيل فالقرآن تشهد آياته أن الله أنعم على بني إسرائيل دون سواهم .

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة47:2)(البقرة122:2)(البقرة40:2)

 

الثقة التامة في علماء بني إسرائيل:

وانه لفي زبر الأولين أولم يكن آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل (الشعراء26: 196-197)

هنا يقول محمد أن قرانه موجود في كتب الأولين وليس جديدا؛ كما انه يقول لقريش أنها آية ومعجزة لهم أن علماء بني إسرائيل يعلمونه وهنا ثقة تامة في علماء بني إسرائيل.

 

مودة النصارى وعلى هديهم يسير محمد:

يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة(آل عمران55:3)

ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا(المسلمين)الذين قالوا إنا نصارى...منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون (المائدة82:5)

أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة(اليهود) فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوم ليسوا بها بكافرين أولئك(إشارة للبعيد أي النصارى) الذين هدى الله فبهداهم اقتده(اتخذهم قدوة) (الانعام6: 89-90)

مما تقدم نجد النصارى فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة وهم أهل مودة ولا يستكبرون وهم القدوة والدليل لمحمد .

يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين(الصف14:61)

وهنا التطبيق العملي فمحمد يطالب أتباعه أن يكونوا مثل هذه الطائفة من بني إسرائيل التي آمنت بعيسى واصبح أنصار عيسى هم أنصار الله .

 

شهادة أهل الكتاب وشهادة الله:

نزل به الروح الأمين على قلبك...وأنه(القران) لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أنه يعلمه علماء بني إسرائيل(الشعراء26: 193-197)

شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وأولوا العلم(اليهود والنصارى) قائما بالقسط(آل عمران18:3)

هنا القرآن يستشهد بعلماء بني إسرائيل ويستشهد بالملائكة وأولوا العلم وهم أهل الكتاب اليهود والنصارى وليس العرب الأميين :

وليعلم الذين أتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ...(الحج54:22)

ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق (سباء6:34)

قل للذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) والأميين(أي الجهلة وهم عرب الجاهلية) أأسلمتم ...(آل عمران20:3)

ترى هل يضع كذابين محرفين في تصنيف واحد مع الله وملائكته كما في الآية الثانية؟هل يخدع الله محمد ويحيله على كذابين ويستشهد بهم ؟

يقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم  ومن عنده علم الكتاب(الرعد43:13)

ترى من الذي عنده علم الكتاب ويستشهد به محمد مع شهادة الله؟ هل هو شخص أم أهل الكتاب ؟

افغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب.. والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين(الشاكين)(الانعام114:6)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك(يونس94:10)

هنا نجد أن لا أحد سمع الله والملائكة يشهدون فالشهادة الفعلية التي استوثق بها إله محمد هي شهادة أهل الكتاب وهم المرجع لمحمد عندما يشك في الوحي الذي ينزل إليه، هل كان إله محمد يجهل تحريف أهل الكتاب لكتبهم أم كان يخدعه بأن يسأل كذابين محرفين أم هي آيات مرحلية؟ لكن الأغرب والأعجب أن اله القران ألغى شهادة أهل الكتاب نهائيا حتى في ابسط الأمور

واستشهدوا شهيدين من رجالكم (من المسلمين) وان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان (البقرة2: 282)

أي عنصرية اكثر من هذا فشهادة أهل الكتاب لا تقبل في المحاكم التي تطبق الشريعة الإسلامية بناء على تعليمات محمد في قرأنه؛ قد يقول المتحمسين لتطبيق الشريعة الاسلامية؛ انظر الى الدول الإسلامية فإنها تقبل شهادة أهل الكتاب وغيرهم ؛ نقول نعم إنها تحكم بشريعة بشرية؛ فهل شريعة البشر الوضعية اكثر رقيا وتحضرا وتساوي بين البشر وهي افضل من شرائع محمد العنصرية؟

 

النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد:

ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا(اليهود)...ويقتلون الأنبياء بغير حق ...ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل...ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات..(آل عمران3: 112-114)

قال عيسى...للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا ...(الصف14:61)

وهنا بني إسرائيل طائفتين اليهود الذين ضربت عليهم الذلة وهم الذين قتلوا الأنبياء بغير حق والنصارى المؤمنين أنصار عيسى أنصار الله وهم الذين نصرهم الله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله(محمد) يؤتكم كفلين(نصيبين) من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ...(الحديد28:57)

هنا الخطاب لأتباع عيسى فيخاطبهم بكلمة الذين آمنوا ويطالبهم محمد بالإيمان به ليكون لهم نصيبين فهم مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ولهم نصيب من رحمة الله برغم انهم لم يؤمنوا به وبقرانه.

 

النصارى رحماء متسامحين:

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم ... وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ...(الحديد27:57)

هنا نجد أن عيسى هو المقفى به على الرسل ولم يذكر في القرآن أن الله قفي على آثره بأحد كما أن الله يملأ قلوب الذين أتبعوه بالرأفة والرحمة دون أتباع أي نبي أو رسول آخر .

الذين آتيناهم الكتاب من قبله( قبل القران يقصد النصارى)...إذ يتلى عليهم ... يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة(القصص54:28)

هنا النصارى متسامحين يردون على من يسئ إليهم بالحسنة فهم لا يعتدون على من اعتدى عليهم وليس يطبقون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أي لا يتشبهون بالخطاة والأشرار .

الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ... ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار... ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب(الرعد13: 22-23)

 

أهل الكتاب آمنوا ولن يؤمنوا بمحمد:

كذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون (العنكبوت47:29)

إن الذين أوتوا العلم من قبله إذ يتلى عليهم(القران) يخرون للأذقان سجدا (الاسراء107:17)

والذين آتيناهم الكتاب من قبله (النصارى)هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا أنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين (القصص28: 52-55)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك ... وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق (المائدة5: 82-83)

هنا أهل الكتاب آمنوا بالقرآن وأعينهم تفيض بالدمع ويخرون سجدا ويؤتون أجرهم مرتين، لماذا أجرهم مرتين؟ ولمن الأجر الواحد؟ لكن ترى هل ثبت كلام محمد بأن أهل الكتاب آمنوا به وبقرانه؟

قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون(آل عمران72:3)

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (البقرة76:2)

هنا نرى أن أهل الكتاب راوغوا آمنوا أول النهار وكفروا آخره وآمنوا أمام المسلمين وكفروا سرا ترى لماذا؟ هل للقتال والقتل الذي جاء به قرآن المدينة؟ أم هم لم يؤمنوا أصلا في مكة حيث أن في كثير من الآيات المكية يصفهم بالمؤمنين وكان عدد أتباع محمد يعدوا على الأصابع فترى من هؤلاء الذين خروا للأذقان سجدا من أهل الكتاب كما وصفتهم آيات مكة؟

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم (البقرة120:2)

ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما اتبعوا قبلتك (البقرة145:2)

وهنا قطع قرآن المدينة كل أمل في إيمان أهل الكتاب بمحمد وقرأنه؛ أين أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين أمنوا به؟ وبعد أن فرق بين اليهود أشد عداوة وبين النصارى أقربهم مودة عاد فوحد بينهم قائلا لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم.

 

المساومة والإنذار الأخير لأهل الكتاب:   

لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت29: 46)

قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا(؟) بأنا مسلمون(آل عمران64:3)

في الآية الأولى يطالب القرآن بمجادلة أهل الكتاب بالحسنى والإيمان بما أنزل إليهم وإلههم وإلهكم واحد وفي الثانية دعوة للتفاوض معهم واستمرار المساومة وعدم إملاء الشروط؛ فقط أن لا يشركوا بالله وعدم اتخاذ بعضهم أرباب ولا يشترط عليهم بأن يؤمنوا بمحمد ولا قرأنه .

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا(القران) مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ...(النساء47:4)

وهنا نرى لا مساومة ولا جدال بالحسنى بل هو أمر للإيمان بالقرآن وإلا يستعدوا لطمس الوجوه .

 

كفر أهل الكتاب والانقلاب عليهم:

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا ...(النساء4: 150-151)

هنا حدد الكافرين حقا هم كل من لم يؤمن بكل الرسل فيجب على أهل الكتاب الإيمان بمحمد وإلا أصبحوا كافرين حقا. نعم هذه الآية فضحت الفكر السياسي لمحمد بمقارنتها بتلك الآيات

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(البقرة2: 62)(المائدة5: 69)

نعم اليهود لا يؤمنوا بالمسيح ومع ذلك قال عنهم لا خوف عليهم والنصارى يعتبرون الصابئين فئة ضالة ولا يؤمنون بمعتقداتهم وكذلك الصابئة لا يؤمنوا بالمسيحية واليهودية ومع ذلك قال أن لهم أجرهم ؛نعم انه الفكر السياسي

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة30:9)

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب(القران) ولم يجعل له عوجا ... وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم (الكهف18: 1-5)

في هذه الآيات وحد بين اليهود والنصارى بأنهم كافرون حقا؛ والقرآن هو إنذار لهم ، كما أن كلمة النصارى تعني كل النصارى يؤمنون أن المسيح ابن الله منذ أيام محمد وقبله آمن أباؤهم؛فلماذا وصفهم بالإيمان في كثير من الآيات السابقة؟

ضربت عليهم الذلة أين ماثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق(آل عمران112:3)

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون(الحديد27:57)

أن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله(التوبة9: 34)

ولما جاءهم كتاب  …مصدقا لما معهم ... كفروا به فلعنة الله على الكافرين ... فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة89:2)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون(المائدة82:5)

مما تقدم نجد أن اليهود أهل الكتاب والحكم والنبوة وأفضل العالمين والذين لا خوف عليهم وأصحاب الصراط المستقيم صاروا كفارا مشركين وهم أشد أعداء المسلمين وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله؛ كما أن الذي يؤمن بكتابه الذي فيه هدى ونور دون الإيمان بمحمد وقرأنه كافر؛ أما النصارى الذين لا خوف عليهم وهم أهل المودة ولهم أجرهم حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه صاروا كفارا ما لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه،والرهبان أهل المودة الذين لا يستكبرون والذين ترهبوا ابتغاء رضوان الله صاروا لصوصا ينهبون أموال الناس بالباطل ويبعدونهم عن طريق الله وكثير منهم فاسقون.

 

المسلم لا يصادق الكفار واليهود والنصارى :

لا يتخذ المؤمنون(المسلمين)الكافرين أولياء من دون المؤمنين(آل عمران28:3)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(أصدقاء) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم (المائدة51:5)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق (الممتحنة60: 1)

وهنا القرآن يحرم على المسلم أن يصادق اليهود والنصارى ومن يصادق يهودي أو نصراني فقد ترك الإسلام إلى دين من يصادقه بينما لا يحدث ذلك إذا صادق المسلم الكفار ولكن الأعجب أنه وحد بين اليهود والنصارى وأنهم أصدقاء بعض ثم عاد وفرق بينهم في تلك الآية:

قالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ (البقرة113:2)

 

طرد أهل الكتاب من ديارهم وتخريبها وأسرهم وقتلهم واحتلال أراضيهم:

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم...فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيادي المؤمنين(المسلمين)...ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء(الطرد) لعذبهم في الدنيا... وما قطعتم من لينة(نخل وزروع)أو تركتموها... فبإذن الله (الحشر59: 2-5)

وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم(حصونهم) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم (الأحزاب 33: 26-27)

مما تقدم فالطرد لأهل الكتاب وتخريب بيوتهم وقطع أشجارهم وقتلهم وأسرهم على يد المسلمين المؤمنين المخربين والاستيلاء على أرضهم وديارهم وأموالهم أين التسامح مع باقي الديانات؟ كان العرب الجهلة يعيشون يهودا ونصارى وصابئين وعباد العديد من الأصنام والمجوس وغيرهم أين سماحة الإسلام؟

 

القتل لأهل الكتاب أو الإسلام أو الجزية:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون(أذله)(التوبة29:9)

مما تقدم نجد أن اليهود والنصارى بين ثلاثة خيارات إما أن يعلنوا إسلامهم ويحرمون ما حرم محمد أو يدفعون الجزية وهم مذلولين وإلا سيقتلون ؛نعم إنه العجب أن أرواح أهل الكتاب أرخص عند محمد من بعض الدراهم القليلة فإما يدفعونها أو تحصد أرواحهم لا بل الدين عند محمد أرخص من تلك الدراهم فان دفعوا الجزية يستمروا على ما هم عليه .

 

أحاديث عن أهل الكتاب:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم لا تبتدؤا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.كما رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

عن عمر أبن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله قضى أن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين وهم اليهود النصارى.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال صلعم اخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب وأعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

المسند للإمام أحمد. أبي يعلي في مسنده. الحلية لأبي نعيم.

عن عمر قال سمعت رسول الله يقول لئن عشت وبقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا يبقي فيها إلا مسلم .

أبن جرير في تهذيبه. منتخب كنز العمال.. .للعلامة الهندي.

عن عمر قال ما نصارى العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم.

سنن البيهقي. منتخب كنز العمال في سنن الأفعال والأقوال للشيخ العلامة الهندي.باب متفرقات الأحاديث المتعلقة بالجهاد.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال أن أخر ما تكلم به النبي أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب.

سنن البيهقي.منتخب كنز العمال . . . للشيخ العلامة الهندي.

 

نساء أهل الكتاب لا رجال أهل الكتاب:

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن ...(المائدة5:5)

لماذا أحل اليوم ولم يكن محللا بالأمس؟ لماذا حلال للمسلم الزواج من نساء أهل الكتاب وليس حلال للمسلمة الزواج من رجال أهل الكتاب؟ هل إيمان المرأة من أهل الكتاب يختلف عن إيمان الرجل من أهل الكتاب؟ بالطبع لا فالكتاب هو نفس الكتاب يؤمن به الرجل وتؤمن المرأة به أيضا. هناك أسباب واهية يقولها بعض ضعاف العقول يخدعون بها العامة وهي قد يكره الرجل من أهل الكتاب المرأة المسلمة لكي تتبع دينه أو قد يرث الأطفال دين الاب،هذه كلها أسباب مرفوضة إذا كان حلال للمسلم الزواج من المرأة من أهل الكتاب فدينها صحيح سواء اعتنقه الزوج أو الأطفال أو لم يعتنقوه ، والغرب يشهد الآن حرية لا مثيل لها؛ فلماذا لا تقولون أن للمسلمة في الغرب حق الزواج من الرجل من أهل الكتاب إذا كان لا يكرهها ؛نعم لا تستطيعون لآن الآية لا تحتمل ذلك.

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم (البقرة221:2)

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة   وحرام ذلك على المؤمنين(النور3:24)

لقد نكح محمد نساء غير مسلمات أسيرات وجواري مثل صفية بنت حيي يهودية بشهادة عائشة ريحانة بنت زيد يهودية من أسرى بني قريظة وجويرية بنت الحارث من أسرى بني المصطلق مارية القبطية جارية أهداها له المقوقس عندما علم من رجال محمد أن نبيهم مولع بالجميلات؛ ترى من الزاني بحكم آيات محمد؟ فالزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة. أما الإكراه في الدين فلم يسجل القرآن أن أهل الكتاب أكرهوا أحدا بل قال أنهم يحسنون لمن يسئ إليهم فالإكراه وقتل المرتد لا يوجد إلا في عقيدة مشركي العرب وفي عقيدة محمد.

وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ...(الانعام137:6)

ترى هل الدين عدد وتعداد إن أعداد البشر الذين لا يؤمنون بوجود الله ويعيشون جريا وراء شهواتهم أكثر بكثير ممن يؤمنون بوجود إله له شرائع وقوانين تنظم الحياة بين البشر وتحترم العلاقات بينهم دون تمييز أو تفرقة.

 

الإسلام ذو الوجهين:

نحن هنا أمام وجهين متناقضين للإسلام تجاه أهل الكتاب بأي الوجهين يعمل المسلمون اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين؟

هل أمام المنتديات الحضارية وفي البلاد المتحضرة وحالات ضعف المسلم يظهر وجه المودة لأهل الكتاب أما في البلاد الإسلامية وفي حالة سيطرة المسلم وقوته فالوجه الآخر هو الوحيد والصحيح ؟ هل هناك تفسير لهذا الانقلاب من الضد إلى الضد ومن النقيض إلى النقيص؟ هل تغير إيمان أهل الكتاب وعقيدتهم لا بين مكة والمدينة فقط بل في السورة المدنية الواحدة يقول عنهم القرآن في آياته كلاما معسولا ثم ينقلب عليهم بكلام أمر من العلقم ؟

قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون قل يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا(آل عمران 3: 98-99)

ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله ...أولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114(

وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب(آل عمران3: 199)

في الآية الأولى من سورة آل عمران يعلن كفر أهل الكتاب وأنهم يبعدون الناس عن طريق الله ويريدونها عوجا ثم في الآيتين التاليتين من نفس السورة يستثني فئة من أهل الكتاب ويعلن أنهم من الصالحين ولهم أجرهم ففي آية التكفير الأولى عممها وشمل كل أهل الكتاب ثم بعد ذلك خص فئة منهم فكيف ذلك؟

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم ... ما لك من الله من ولي ولا نصير (البقرة120:2)

الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (البقرة121:2)

وهنا تأمل موقفه من أهل الكتاب في سورة البقرة الآية وسابقتها .

ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ...(المائدة14:5)

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم....(المائدة18:5)

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(توادونهم) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (المائدة51:5(

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة69:5)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ...(المائدة82:5)

أيوجد تناقض أعظم من هذا في السورة الواحدة؛ الآية(14) من المائدة العداوة والبغضاء بين النصارى إلى يوم القيامة،الآية(18) الله يعذب اليهود والنصارى، الآية(51) تمنع المسلم من صداقة ومودة اليهود والنصارى،الآية(69)اليهود والنصارى لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الآية(82) اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين والنصارى أقربهم مودة. مواقف متناقضة في السورة الواحدة والفارق بينها آيات قلائل، ترى لماذا هذا التناقض والضد؟ يقال إن السياسة لا تعرف صداقة دائمة أو خصومة دائمة بل أن الصداقة قد تفتر والعداء قد يتلاشى وذلك تبعا لتغير وتباين المصالح والأهداف، هل ينطبق ذلك على مواقف القرآن من أهل الكتاب؟ هل هناك تفسير غير ذلك يرد العقل عن حيرته بسبب هذا التناقض والضد لا بين قرآن مكة والمدينة بل في السورة المدنية الواحدة ؟ أخيرا ما موقف الإسلام من أهل الكتاب الذين لا يؤمنوا بمحمد وقرأنه بل يؤمنون انه نبي كاذب وكتابه ليس من عند الله؟

المرأة في القران

لقد تحدث الكثيرون عن أن القرآن حرر المرأة وساوى بينها وبين الرجل ولا فرق بين الرجل والمرأة في الإسلام،نعم للحقيقة كان للمرأة دورا رئيسيا في انتشار الإسلام لكن ما هو دورها؟ نعم تحدث القرآن كثيرا عن المرأة وأفرد لها سورة خاصة هي سورة النساء وجاء بكثير من الآيات عن المرأة في سور عديدة لكن ترى ماذا قال؟

 

المساواة بين الرجل والمرأة:

يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات13:49)

من يعمل الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا (النساء124:4)

من يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب (غافر40:40)

إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى (آل عمران195:3)

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ...وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ...(النور24: 2-3)

من كل ما تقدم نجد أن القرآن ساوى تماما بين الرجل والمرأة بالعقاب على الأرض وساوى بينهما في الآخرة بالثواب وأنه لا يضيع أجرهم كما أن دورهما في الخلق واستمرار الحياة واحد، لكن ترى هل المساواة بينهما هي كل ما جاء به القرآن ومحمد؟

 

للرجل نساء بدون حد أقصى:

قد أفلح المؤمنون ...الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين(المؤمنون23: 1-6)

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتهن أجورهن وما ملكت يمينك (الاحزاب50:33)

فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الاتعدلوا فواحدة أو ما ملكت إيمانكم ذلك أدنى الاتعولوا(النساء3:4)

وهنا الزواج بأربعة وإن خاف الرجل أن لا يعدل فواحدة أو ما يستطع أن يأخذ وينكح من نساء ملك اليمين(العبيد الذين يستطيع أن يشتريهم المسلم أو الأسرى) حيث ليس هناك حد أقصى لنساء ملك اليمين ولا يشترط العدل بينهن، وهذا من أغرب العلاقات بين الرجل والمرأة فالعلاقة بين الرجل والمرأة إما شرعية وهى الزواج ومحدده بأربعة وإما زنى فترى أين ملك اليمين؟ إن كان زواج فالزواج محدد بأربعة وملك اليمين غير محدد؛ فهناك فصل واضح بين الزواج وملك اليمين وإن كان زنى فمحمد فعلها وكل أصحابه وكل من جاء بعده حتى أن علي ابن أبي طالب كان له قرابة العشرين ؛فترى هل أحل محمد الزنى وأعطاه اسما آخر هو ملك اليمين؟ وإن كان ليس بزواج ولا زني فماذا يكون؟ لكن هل ثبت مبدأ العدل بين الزوجات؟

لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل(النساء129:4)

وهنا تبدل العدل بين النساء إلى الميل والتمييز لكن ما حدوده؟ لا حدود له لكن هو أقل من كل الميل

 

الطلاق من حق الرجل فقط:  

ذكر الطلاق في القرآن في ثلاث سور مدنية هي البقرة والطلاق والأحزاب وكان الخطاب القرآني موجه للرجال وهو ينفي حق المرأة فيه

يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن(الطلاق1:65)

إذا طلقتم النساء فبلغن آجالهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف  (البقرة231:2-232 ,236 ,237)

لا جناح عليكم إذا طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة(البقرة236:2) (الاحزاب49:33)

فإن طلقها فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها(الثاني) فلا جناح عليهما أن يتراجعا (البقرة230:2)

من كل ما تقدم من الآيات القرانيه فالطلاق من حق الرجل فقط أما الآية الأخيرة ففيها العجب وهى عندما يطلق الرجل امرأته ثلاث مرات لا ترجع له إلا بعد أن تنكح رجلا غيره (التجحيش أو المحلل)؛ قالوا لكي يتأدب الرجل فلا يطلق زوجته فماذا عن شعور المرأة الطاهرة العفيفة الشفافة المحبة لزوجها وأولادها التي لا ترجع لزوجها وأولادها إلا بعد أن تنكح رجلا آخر والذي ربما لا يطلقها.

فاحشة المرأة وفاحشة الرجل:

واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا (النساء15:4)

واللذان يأتيانها منكم(الرجال) فأذوهما فإن تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما(النساء16:4)

ما هي الفاحشة التي يعنيها القران هنا ؟ يقول البعض الزنى نقول جاءت في سورة النور الحديث عن عقوبة الزنى واضحة كلمة الزاني والزانية تلك السورة التي نزلت بعد واقعة عائشة زوجة محمد وصفوان ابن المعطل أما هنا فكلمة اللاتي تستخدم لجمع المؤنث ثم لم يذكر عقوبة للرجل في نفس الآية وما يزيد الأمر وضوحا الآية التي تليها وهى تتحدث عن الفاحشة التي يأتيها اثنان من الرجال فالمعنى الأقرب هو ممارسة الجنس مع نفس النوع أي الشذوذ لكن الغريب هنا أن الحكم على الرجال بالأذى ربما بالقول فلم يحدد حجم الأذى ونوعه أما إذا كانت المرأة على الطرف الآخر فالحبس في البيوت إلى أن يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا وهى كلمة مطاطة غامضة لا نجد لها معنى لكن الأغرب والأعجب أن الله يتقبل توبة الرجال(فان تابا للرجال) ولا يقبل للمرأة توبة.

 

نشوز المرأة ونشوز الرجل:  

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ...واللاتي تخافون(مجرد خوف) نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا (النساء34:4)

وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا والصلح خير (النساء128:4)

وهنا يتضح لنا إذا خاف الرجل نشوز زوجته يعظها ثم يهجرها في المضجع ويضربها وهنا الترتيب تصاعدي فالعظة تكون بالكلمة وتركها في المضجع يؤلمها بالحرمان من إشباع غريزتها ثم ضربها إيلاما نفسيا وجسديا فلا يقبل أن يدعي البعض أن ضربها ضرب غير موجع أو ضربها بريشة نعام فالآية لا تحتمل ؛ حتى و إن فالضرب في حد ذاته امتهان لكرامتها أما إذا خافت المرأة نشوز الرجل فعليها بالسعي إلى الصلح والتنازل إلى الحد الذي يرضي الزوج عنها فالصلح خير فلا عظة ولا هجر في مضجع ولا ضرب .

 

للرجل حق هجر زوجته:  

للذين يؤلون(يحلفون أن لا يمارسوا الجنس مع نسائهم) من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا(رجعوا ومارسوا) فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم (البقرة2: 226-227)

هنا نجد أن من حق الرجل حق هجر زوجته لمدة أربعة أشهر فالخطاب للذين آمنوا الرجال وإن رجع الرجال إلى نسائهم فالله غفور رحيم أما ا إذا أراد الرجال الطلاق فالله سميع عليم .

الأطفال من حق الرجل:

يأتها النبي إذا طلقتم النساء ...وإن كن وألات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم(اختلفتم) فسترضع له أخرى(الطلاق65: 1-6)

لاحق للمرأة في طفلها بل هو من نصيب الرجل حقا مطلقا لا استثناء فيه وتأخذ المرأة أجرة الرضاعة وإن اختلفا ترضع طفله امرأة أخرى.

لا يقتل رجل بامرأة:

يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى (البقرة178:2)

وهنا تمييز بين الحر والعبد والأنثى فلا يقتل حر بعبد أو أنثى ولا يقتل عبد بالأنثى .

 

المرأة نصف الرجل أو أقل:  

استشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان...إن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى (البقرة282:2)

هنا الرجل في الشهادة يساوي امرأتين لكن لو كان عدد الشهود من النساء مائة أو ألف وليس بينهن رجلا فلا قيمة لشهادة المائة والألف من النساء والحجة القرآنية ضعف ذاكرة الأنثى.

عن أبن عمر قال: قال رسول الله صلعم ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب منكن.

صحيح مسلم من حديث أبن عمر.

يوصيكم الله في أولادكم للذكر حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإذا كانت واحدة فلها النصف (النساء11:4)

هنا الرجل له ضعف ميراث المرأة .

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن أمرؤ هلك(مات) ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد(النساء176:4)

هنا نرى إذا مات الرجل وليس له أولاد وله أخت ترث نصف ما ترك أما إذا ماتت المرأة وليس لها أولاد ولها أخ يرث كل ما تركت

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن ...ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم (النساء12:4)

هنا نجد الزوجة لها نصف زوجها إذا تساوت الظروف أي في حالة وجود وعدم وجود أولاد.

 

المرأة نصف المرأة أو اقل :

هنا سنستعرض موقف القران من المرأة الحرة والمرأة العبدة أو الأسيرة أو ملك اليمين .

من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات(أي المرأة الحرة وهذا الاختيار الصعب الذي ربما لا يقدر عليه المسلم) فمن ما ملكت إيمانكم من فتياتكم المؤمنات(هذا البديل الأسهل على المسلم وهن الأسرى والعبيد وملك اليمين) والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف... فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب (النساء25:4)

نحن هنا أمام نوعين من النساء اللاتي من نصيب المسلم المؤمن المحصنات(الحرائر) وما ملكت إيمانكم(الأسرى والعبيد) لكن هل العلاقة بين المسلم المؤمن والفتيات المؤمنات العبيد ملك اليمين زواج أم لا؟ ما الفارق بينهن وبين المحصنات الحرائر حتى يأخذن نصف العقوبة؟ لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد من التمييز بين الحرة والعبدة إلى النصف؟

والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون(النور4:24)

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (النور23:24)

ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا وأولئك أصحاب النار فيها خالدون(البقرة217:2)

هنا لو قذف شخص المحصنات(المرأة الحرة) حتى ولو صدقا ولم يكن معه أربعة شهود يجلد ثمانين جلدة لكن إذا قذف نساء ملك اليمين ولو زورا وبهتانا وكذبا فلا عقوبة فلم يرد في القرآن آية عن سب ملك اليمين أو العبيد والأسرى لكن عقوبة سب الحرائر الكبرى في الآخرة فهي عقوبة الكافر والمرتد ؛ ترى لماذا أغلظ القرآن تلك العقوبة ؟ نعم إنها آيات من سورة النور التي نزلت بعد واقعة عائشة مع صفوان ابن المعطل عندما بات معها ليلة في الصحراء قال فيها العرب والله ما نجى منها وما نجت منه فأغتاظ الوحي وجاء بتلك الآيات الصعبة ؛ لكن ترى هل توقف القرآن عند هذا الحد في التفريق بين امرأة وأخرى؟

وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت إيمانكم(الأسرى والعبيد)ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء(الزنى)إن أردن تحصينا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم(النور33:24)

هنا ينصح القرآن المسلمين الذين لا يستطيعون الزواج من الحرائر بالعفة بنكاح النساء العبيد والأسرى، ترى أي أنواع العفة تلك؟ كما ينصح القرآن المسلمين المؤمنين بعدم إكراه العبيد والأسرى على البغاء والدعارة ؛ترى في حالة رضاها مسموح؟ وحتى بعد إكراههن على البغاء والدعارة فلا عقوبة بل الله غفور رحيم .

 

المرأة والغائط:  

يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ...ولا جنبا(بعد الجماع) إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط(البراز)أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا(بالتراب) بوجوهكم (النساء43:4)

إن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء ...ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج(المائدة6:5)

هنا يجب على المسلم المؤمن لكي يصلي أن يتطهر إذا جامع النساء أو جاء منه الغائط أو لمس المرأة فالمرأة والغائط شئ واحد وإن كانت أحاديث محمد قالت يقطع صلاة المسلم المرأة والحمار والكلب لكن حسبنا هنا القرآن.

 

أحاديث عن المرأة:

عن أبي هريرة قال أن النبي صلعم قال تقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار.

المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.صحيح البخاري وسنن النسائي ومنتخب كنز العمال.

عن عائشة قالت يا رسول الله أي أهل الجنة أكثر وأيهم أقل قال أكثرهم المساكين وأقلهم الأغنياء والنساء قالت ما النساء في الجنة قال كغراب أبيض في غربان سود .

منتخب كنز العمال في سنن الأفعال والأقوال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب فضل الفقر والفقراء.

عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلعم أيما أمرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة.

أخرجه أبن ماجة من حديث أم سلمة والترمذي والإحياء للغزالي باب كتاب آداب النكاح.

عن عائشة رضي الله عنها قالت أتت فتاة إلى النبي صلعم فقالت يا رسول الله إني فتاة أخطب فأكره التزويج فما حق الزوج على المرأة؟ قال لو كان من فرقه إلى قدمه صديدا فلحسته ما أدت شكره قالت أفلا أتزوج قال بلى تزوجي فإنه خير.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب آداب النكاح.أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة.

جاء في الإحياء أن النبي صلعم قال لا يفلح قوم تملكهم امرأة.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب آداب النكاح.رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي بكرة.

عن عبد الرحمن بن شبل قال النبي صلعم أن الفساق هم أهل النار قالوا يا رسول الله ومن الفساق قال النساء قالوا أولسن بأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا أنتلين لم يصبرن.

مسند الإمام أحمد بن حنيل.الكبير للطبراني المستدرك للحاكم. منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للعلامة الشيخ علي المتقي الهندي بابترهيبات وترغيبات تختص بالنساء وفيه فصلان.

 

الرجل والمرأة في الجنة:  

إن المتقين ...في جنات وعيون ....كذلك زوجناهم بحور عين(الدخان44: 51-54)

لكن ترى من هن الحور العين؟ كم عددهن لكل مسلم مؤمن متق؟

حور مقصورات في الخيام ... لم يطمثهن(يجامعهن) أنس قبلهم ولاجان فبأي ألاء ربكما تكذبان(الرحمن55 :72-75)

أنشأناهن إنشاء(خلقهن الله بدون ولادة لمتعة المؤمن المسلم) فجعلناهن أبكارا(يعودن أبكار عذارى بعد دخول المؤمن المسلم  عليهن)(الواقعة56: 35-38)

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلعم أن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا.أخرجه الطبراني في الصغير والبزار والسيوطي في الدر المنثور وأبن كثير في النهاية وابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.

الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون...فيها ما تشتهيه الأنفس(الزخرف43: 69-71)

مما تقدم للرجل المؤمن المسلم أزواج في الجنة من تلك الأبكار اللاتي خلقهن الله لمتعة المؤمن المسلم في الجنة لم يطمسهن أنس ولا جان قبلهم ، لكن جنة النساء الأبكار تختلف عن جنة العفة والتقوى التي كان فيها آدم قبل أن يعصى الله وتنكشف عورته هو وحواء.

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءتهما...فدلهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءتهما(أعضاءهم الجنسية) ...يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوري سوءتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير لكم ...يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءتهما ...(الاعراف7: 20-27)(طه20 :120-121)

لقد عاش آدم وحواء في طاعة الله فلم يريا سوءتهما لكن بعد طاعتهما للشيطان وغوايته وبعد مخالفتهما لوصية الله بانت لهما سوءتهما وكان هذا هو هدف الشيطان ثم حذر الله بني آدم من ذلك الهدف الشيطاني وناشدهم بالتقوى،إذا كان هذا حال آدم وحواء في جنة الله لم يعرفا سوءتهما في طاعة الله بل عرفاها بعد طاعة الشيطان فكيف يتناقض الله ويسمح بكل تلك النساء الأبكار؟ لكن دعنا من كل ذلك فإذا كان من حظ المسلم المؤمن في الجنة هذا العدد المفتوح من النساء الأبكار ، ترى ما حظ المرأة المسلمة المؤمنة في جنة الله تلك؟هل لها عدد مفتوح من الرجال ؟هل خلق الله لها أزواجا على شاكلة الحور العين كما للرجل؟هل النساء الأبكار كانت حوافز للمقاتلين العرب لكي يقاتلوا بقوة ويضحوا بحياتهم لكي يفوزوا في الجنة بالنساء اللاتي يعدن أبكارا بعد دخول المؤمن عليهن؟ ما نصيب المرأة؟ أبدا لم يذكر القرآن أي متعة للنساء، هذا حظ المرأة ووضعها في القرآن في الدنيا والآخرة وغيرها كثير وإن كانت أحاديث محمد جاءت بالكثير من التفاصيل لكن حسبنا هنا القرآن فقط فالمرأة في الإسلام يضيق بها مجلد.

السلام والجهاد

جاء القرآن بآيات تدعو إلى السلام وتلك الآيات يتغنى بها كثير من المسلمين وخاصة في الغرب تلك الآيات التي ربما لا تتجاوز عدد الأصابع لكنه أيضا جاء بآيات حرب وقتال وإن كانت في عددها أضعاف عدد آيات السلام .

 

السلام في الإسلام:

عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان63:25)

أيها الذين آمنوا(المسلمون)أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه عدو لكم مبين(البقرة208:2)

وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه السميع العليم(الانفال61:8)

فإن أعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا...فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا(النساء4: 90-91)

فلا تهنوا(تضعفوا) وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم(محمد47: 35)

لقد بدأت آيات السلم بآيات مكية نرى فيها سلام الخانع الضعيف فمهما فعل الجاهلون يكون رد محمد والمسلمين سلام أما آيات السلام المدنية فهي مد يد السلام بعد أن يمد الطرف الآخر يده بالسلام ثم لإسلام ولا دعوة للسلام إذا كانت كفة المسلم هي العليا

 

القتل والقتال من فضل الله على البشر:

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين(البقرة251:2)

هنا نرى من فضل الله على البشر بأن دفعهم ليقتتلوا ويقتلوا بعضهم بعضا لكي لا تفسد الأرض .

 

القتال لله والقتال للشيطان:

الذين آمنوا(المسلمين) يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت(الشيطان) فقاتلوا أولياء الشيطان(النساء76:4)

وهنا القتال والقتل واحد لكن الإختلاف في المسمى هذا يقتل من أجل الله وهذا يقتل من أجل الشيطان .

 

الاستعداد الدائم للقتال والتحريض عليه:

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم(الانفال60:8)

يأيها النبي حرض المؤمنين(المسلمين) على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ...والآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ...(الانفال8: 65-66)

هنا الاستعداد الدائم للقتال والتحريض عليه والله علم أن المؤمنين بمحمد فيهم ضعفا ما بين الآية وسابقتها .

 

القتال هو الإيمان:

ليعلم الذين نافقوا أو قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون(آل عمران167:3)

ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف ...(محمد47: 20-21)

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم الله عذابا أليما(الفتح16:48)

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ...فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل...(النساء77:4)

ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الإدبار ومن يولهم يومئذ دبره(ظهره)إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير(الانفال8: 15-16)

مما تقدم نجد في الآيتين الاولتين المتخلفين عن القتال منافقين وهم أقرب للكفر من الإيمان وفي قلوبهم مرض والملاحظ أنهم لاموا الله على آيات القتال تلك بقولهم ربنا لم كتبت علينا القتال وفي الثالثة محمد يدعو الأعراب لقتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون فإذا تخلف الأعراب عن دعوة محمد لهم للقتال فعذابهم من الله اليم أما إذا شاركوا فالله سيجزيهم أجرا حسنا والآيتين الأخيرتين ليست الصلاة أو الزكاة وغيرها تدل على أن المؤمن يخشى الله بل القتال هو الدليل الأوحد على الإيمان ثم أن المسلم إذا فر من القتال وأعطى ظهره للعدو فعليه غضب الله والنار مأواه.

 

القتال الجزاء والحافز:

فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤته أجرا عظيما (النساء74:4)

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران169:3)

فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي  وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار(آل عمران195:3)

ومغانم(السلب والنهب بعد المعارك) كثيرة يأخذونها ... وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم...(الفتح48: 19-20)

فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم (الانفال69:8)

وهنا جزاء من يقاتل في سبيل الله أي من أجل الإسلام سواء انتصر أو انهزم أو قتل سيكفر الله عنهم سيئاتهم ولهم جنات من تحتها الأنهار وهم أحياء يرزقون أما في الدنيا فسلب ونهب وسرقات ومغانم كثيرة (ممتلكات ونساء وأولاد القتلى من الكفار) فتلك مواعيد الله للمسلمين .

 

درجات الجزاء للمقاتل:

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (الصف4:61)

لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر(الأعمى) والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة(النساء4: 95-96)

ما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ... لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10) .

فرح المخلفون بمقاعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا(تحاربوا) في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون(التوبة9: 81-82)

مما تقدم يتضح معنى الجهاد وهو القتال وليس جهاد النفس والذي يتخلف عن دعوة محمد للقتال حتى في الحر فجهنم أشد حرا في انتظاره،كما أن هناك درجات لا يستطع المؤمن الوصول إليها إلا بالقتال والحرب فلا يتساوى المجاهدون والقاعدون كما أن هناك درجات لا يستطع أي مقاتل مسلم مؤمن بعد الفتح الوصول إليها فلا يستوي من أنفق وجاهد قبل الفتح وبعده فمن عملها قبل الفتح أولئك أعظم درجة .

 

قطع الرقاب والأصابع:

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم(كثر قتلهم) فشدوا الوثاق(أسرهم مكبلين) فأما منا(إطلاقهم) بعد وأما فداء(اخذ الفدية)(محمد 47: 4)

وهنا قتل وقطع رقاب كل من لا يؤمن بإله الإسلام أو أسرهم.

إذ يوحي ربك إلي الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (أصابع اليدين والقدمين) (الانفال8: 12).

 

القتل لا الأسر:

ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن(يكثر في القتل) في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم (الانفال8: 67)

ونزلت هذه الآية عندما أخذ محمد الفدية من أسري بدر رضوخا لمشورة أبي بكر وكان رأي عمر قتلهم فنزلت هذه الآية تلوم محمد وتؤيد رأي عمر بقطع رؤوس الأسرى وتلغي الأسر بالقول ما كان لنبي أن يكون له أسرى وحتى يثخن أي يكثر القتل للعدو.

 

قتل اليهود والنصارى:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يدهم صاغرون(أذلة)(التوبة9: 29)

وهنا الخيار أمام أهل الكتاب اليهود والنصارى أما أن يدخلوا الإسلام ويعملوا بشرائعه ويحرموا ما حرم محمد أو أن يدفعوا الجزية وهم أذلة في أوطانهم وإن رفضوا هذه أو تلك ولم يستطيعوا دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا سبيل لهم غير القتل.

 

القتال دفعا للفتنة:

قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين(البقرة2: 193)

قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير(الانفال8: 39)

مما تقدم نجد الأمر القرآني واضح بقتل كل من لا يؤمن بإله محمد أو يدعوا لغيره فإن لم ينتهوا فالأمر واضح بالعدوان عليهم وقتلهم.

 

قتل من ينقض الإسلام:

وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فاقتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون (التوبة9: 12)

لا مناقشة أو مجادلة فالواضح أن وسيلة القتل هي نصيب من نكث في إيمانه من بعد عهده وبعض الأئمة يتخذون هذه الآية دليل على قتل المرتد بعد عن الإسلام.

 

قتل المؤمن المرابي:

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله...(البقرة2: 278- 279)

والواضح هنا الحرب والقتل لكل من لا يمتنع عن الربى حتى لو كان مؤمنا بالله .

 

حل المنازعات الإسلامية بالقتال:

إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت..(الحجرات49 : 9)

الطائفتان مؤمنتان متنازعتان لكن الحل القرآني هو القتل والقتال للتي بغت. لكن ترى ما هو أمر الله؟ كلا منهما تدعي أنها ترعي أمر الله والتاريخ الماضي والحاضر يشهد بتسلح كل طائفة بآيات القرآن.

 

جزاء من يحارب الله ورسوله:  

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ... إلا الذين تابوا قبل أن نقدر عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم (المائدة5: 33-34)

إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا(خالفوا)الله ورسوله (الانفال8: 12-13)

هنا نرى أن الذين يعادون ويشاقون محمد أن تقطع أطرافهم من خلاف وتقطع أصابعهم وتضرب أعناقهم ويصلبوا وينفوا من الأرض .لكن الأعجب تلك العبارة إلا الذين تابوا قبل أن تقدر عليهم ... إن الله غفور رحيم أي لا توبة لضعيف قدر عليه المسلمون ولا نعرف للمغفرة موقع بعد كل هذا ؛ ولك تلك الآيات

عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون(المؤمنون23: 92-96)

أي حرب لله أعظم من الشرك لكن القرآن يأمر نبيه أن يجازي تلك السيئة بالحسنى لا بالقتل وتقطيع الأطراف والصلب وغيره ترى ما الفارق؟ الفارق الوحيد أن هذه الآيات مكية وسابقتها مدنية .

 

القتل والتعذيب يشفي صدر المسلم ويذهب غيظه:‎‎‎

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على ...(التوبة9: 14-15(

وهكذا أوامر إله القرآن للمؤمن المسلم أن قتل وتعذيب المخالف في العقيدة يشفي صدره ويذهب غيظه.

هنا لنا أن نعرف أن هذا جزء من آيات القتل والقتال التي نزلت كلها بالمدينة خلال أقل من عشر سنوات وفي ثمانية وعشرين سورة بينما لم تنزل آيات القتل والقتال خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبامتداد ستة وثمانين سورة وأخيرا لك تلك الآيات المكية:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الانبياء21: 107)

لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(حبيب)(فصلت41: 34)

لك وحدك أن تستنبط من خلال كل ما تقدم مدى الرحمة ونوعيتها.أخيرا حبيبي القارئ ما رأيك في تلك الآيات المكية هل تستطيع أن توافق بينها وبين الآيات المدنية؟ هل آيات النذير في مكة هي آيات النبي في المدينة؟ نعم لقد كان إسلام المدينة استئصاليا؛ فمنع الفتنة بالقتل ومنع الربى بالقتل والفصل بين الفئتين المؤمنتين بالقتل ودعوة الأعراب لقتل قوم ذو بأس شديد حتى يسلموا وأهل الكتاب جزاءهم القتل أن لم يسلموا أو يدفعوا الجزية أذلاء ومن لا يؤمن بوجود الله فهو كافر وله القتل والهندوس لهم القتل والبوذيين لهم القتل؛ القتل القتل ولا شئ سوى القتل فهو الحل والإسلام هو الحل!!! .

القرآن المتناقض المطاط

إن القارئ المدقق للقرآن يجد أنه يتناقض كثيرا مع نفسه فتارة نزل مرة واحدة؛ وتارة نزل متفرقا؛ وتارة وحي من السماء؛ وتارة كلام محمد نفسه؛ وتارة لا يتبدل وتارة يتبدل ويتغير؛ وغيرها كثير مما سنذكره في موضعه كما أنه في كثير من الأحيان كان غير واضح وغير قاطع كما كتب الله وترك الباب مفتوحا لكل فرد أن يرى فيه ما يرى ويفتي بما يروق له فتعددت الفتاوى و تطاحنت وتناحرت من الضد إلى الضد ومن النقيض إلى النقيض حتى أصبح المسلم في حيرة لا يحسد عليها. لكن الأغرب والأعجب أن عرب الجاهلية أدركوا تلك الحقيقة منذ ظهور الإسلام تلك الملاحظة التي يتعامى عنها من يدعون العلم اليوم ويصفون عرب الجاهلية بالجهل .

منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) ماذا قال آنفا(سابقا) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم (محمد47: 16)

وهنا يظهر بجلاء أن العرب السابقين لاحظوا التناقض فيما يقوله لهم وما قاله سابقا.

 

نزل القران مرة واحدة ونزل متفرقا:

شهر رمضان أنزل فيه القرآن هدى للناس(البقرة2: 185)

إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر(القدر97: 1-2)

وهنا نرى القرآن نزل دفعة واحدة في رمضان وتحديدا في ليلة القدر لكن البعض يقولون أنه أنزل إلى السماء الثالثة أو بداية نزول في ليلة القدر .

قال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك (الفرقان25: 32)

وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث(الاسراء17: 106)

يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ... حين ينزل القرآن... (المائدة5: 101)

وهنا نجد القرآن نزل متفرقا وفي بعض المرات آية آية حسب المواقف ومن قرأ أسباب النزول قد لا يصدق ما يرى.

 

القران منذ الأزل؛ القران للمناسبات:

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21-22)

هنا نجد القرآن عند الله منذ الأزل في لوح محفوظ.

قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير(المجادلة58: 1)

يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين. (الانفال8: 66)

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ... علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم (البقرة2: 187)

لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق (آل عمران3: 181)

مما تقدم نجد أن الله علم أن في المسلمين ضعف بين الآية وسابقتها فأصبح المائة يغلبون مائتين بدلا من ألف في الآية السابقة وأن الله سمع أقوال التي تجادل محمد وتحاوره وسمع قول من يقولون أن الله فقير وعرف أن المسلمين كانوا يمارسون الجنس في الصيام ويختانون أنفسهم فخفف عنهم وسمح لهم الرفث إلى نسائهم وكثير من قصص القرآن على هذه الشاكله.

 

القران وحي؛ القران قول الرسول:

وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به (الأنعام6: 19)

إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)

إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون(التكوير81: 19-23)

في الآية الأولى القرآن وحي وفي الثانية والثالثة هو قول الرسول الكريم فليس وحي.

 

القران لا يتبدل ؛ القرآن يتبدل:

لا مبدل لكلمات الله (الأنعام6: 34)

لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا (الكهف18: 27)

ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد (ق 50: 29)

إذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (النحل16: 101)

ما ننسخ(نلغي ونغير) من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

في الثلاث آيات الأولى يؤكد ويجزم القرآن بأن لا مبدل لكلمات الله والله ليس بظالم للعبيد حتى يضلل العبيد و يزيغهم ويبدل كلمته وفي الآيتين التاليتين الله يبدل ويغير وينسخ وينسي لكن عرب الجاهلية عرفوا ذلك وقالوا لمحمد ‘‘أنت مفتري‘‘ ترى هل صدقوا أم كذبوا؟

 

القران حكم الجاهلية وليس بحكم الجاهلية:

أفحكم الجاهلية يبتغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (المائدة5: 50)

كذلك أنزلناه حكما عربيا (الرعد13: 37)

في الأولى يستنكر حكم الجاهلية وفي الثانية يؤكد ويصف بأن أحكام القرآن هي أحكام العرب ؛ يدعي البعض أن جملة حكما عربيا تعني لغته عربية نقول أنه يصف الحكم بأنه عربي وتاريخ العرب قبل الإسلام جاء بكثير من أحكام الإسلام قبل محمد والوحي والنبوة  .

 

القران لاشك فيه ومشكوك فيه:

تنزيل الكتاب لا ريب (لاشك) فيه من رب العالمين (السجدة32: 2)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس10: 94)

في الأولى لاشك في القرآن وفي الثانية عندما يشك محمد في القرآن يسأل أهل الكتاب قبله.

القران محكم وغير محكم:  

كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(هود11: 1)

هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (آل عمران3: 7)

في الأولى كتاب محكم وفي الثانية بعضه محكم وبعضه متشابه غير محكم.

 

القران واضح مبين وغير واضح ولا مفهوم:

الر تلك آيات الكتاب المبين (يوسف12: 1)

الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ( الحجر15: 1 )

وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (آل عمران 3: 7)

يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل (الأعراف7: 53)

في الآيتين الأول القرآن كتاب مبين واضح وفي التاليتين لا يعلم تأويله إلا الله ولم يأت تأويله بعد وهذا يفسر حيرة المسلمين بين فتاوى العلماء والشيوخ المختلفة والمتناقضة بين من يحلل ومن يحرم وكل يستند إلى آيات القرآن والكل يختم فتواه بالله أعلم ترى متى نعلم؟ ومتى يأتي تأويله؟ بالإضافة إلى الحروف المبهمة في فاتحة كثير من السور ولا يعلمها إلا الراسخون في العلم فلم يظهر منهم أحد إلى الآن.

 

الأمثال للعلماء فقط والأمثال للعامة:

تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (العنكبوت29: 43)

تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( الحشر59 :21(

في الأولى الأمثال لا يعقلها إلا العالمين وإلا حرف حصر أي فقط العالمين فقط هم الذين يعقلون الأمثال وفي الثانية الأمثال لكل الناس لكي يتفكروا بعقولهم.

 

الله يرى؛ الله لا يرى:

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(الأنعام6: 103)

دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ورآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى (النجم53: 8-16)

في الأولى الله لا تدركه الأبصار أي لا يرى وفي الثانية نزل وتدلى؛ ترى من أي شئ تدلى؟ يقول البعض أنه جبريل؛ لكن السؤال أوحى إلى عبده عبد من؟ هل لم ير محمد جبريل إلا مرة واحدة قبل أن يراه في المرة الأخرى عند سدرة المنتهى وهى شجرة النبق التي عن يمين العرش(تفسير الجلالين)؟

 

الله يغفر كل الذنوب؛الله لا يغفر كل الذنوب:

إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (الزمر39: 53)

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (النساء4: 48؛116)

في الأولى يغفر جميع الذنوب وفي الثانية لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.

 

الله يغفر الكفر؛الله لا يغفر الكفر:

و الذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار(البقرة2: 39)

إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم (النساء4: 168)

كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ... جزاؤهم أن عليهم لعنة الله. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب. إلا الذين تابوا من بعد وأصلحوا فإن الله غفور رحيم(آل عمران86-89)

يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر بعد إسلامهم ...فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما (التوبة9: 74)

قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر الله لهم ما قد سلف (الأنفال8: 38)

نلاحظ في الآيتين الأول أن الكفر لا يغفر والكافرون أصحاب النار وفي الآيات التالية إمكانية مغفرة الكفر حتى لو كان هذا الكفر بعد إيمانهم وإسلامهم لكن الأعجب والأغرب تلك الآية:

لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين (التوبة9: 66)

فالكل كفر لكن يعفوا الله عن طائفة ويعذب طائفة أخرى لماذا؟ يقول البعض بأنهم كانوا مجرمين؛ ترى ما هو الجرم الأعظم من الكفر؟

 

اللا مغفرة والمغفرة لمن قتل مؤمن:

وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن يقتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة... ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (النساء4: 92-93)

وهنا لا مغفرة لمن قتل مؤمن قاصدا متعمدا فالنار جزاؤه خالدا فيها ولكن فقط إذا قتله خطأ فتحرير رقبة.

الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ... إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما(الفرقان25: 68-70)

وهنا نجد كلمة إلا من تاب يبدل الله سيئاتهم حسنات وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات.

إن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما  على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله (الحجرات49: 9)

الطائفتان مؤمنتان ولكن هناك أمر قرآني بقتال وقتل إحدى الطائفتين رغم أنها مؤمنة وهنا احل قتل المؤمن .

 

الشفاعة لله فقط ولغيره:

قل لله الشفاعة جميعا (الزمر39: 44)

ما أدراك ما يوم الدين.. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله (الأنفطار82: 17-19)

واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون (البقرة2: 48)

يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة(مودة) ولا شفاعة (البقرة2: 254)

وهنا يجزم القرآن بأن يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا ولا تقبل شفاعة من أي نفس لنفس فلله وحدة الشفاعة جميعا.

إن ربكم الله ... ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه...(يونس10: 3)

لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(من هم الذين يعلمون ويقصدهم محمد) (الزخرف43: 86)

هنا سيأذن الله بالشفاعة للذين من دونه ومن شهد بالحق وهم يعلمون (المقصود بالشفيع هنا فقط هم عيسى وعزير والملائكة وليس محمد تفسير الجلالين)

وبذلك تتشفع النفس في النفس وفي نفوس كثيرة ويقبل منها الشفاعة.

 

الله وتقواه:

يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (آل عمران3: 102)

فاتقوا الله ما استطعتم وأسمعوا وأطيعوا وأنفقوا...(التغابن64: 16)

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها(ما السبيل لمعرفة وسعها؟) (البقرة2: 286)

في الآية الأولى يتقي الإنسان الله كما يحق لله التقوى وفي الثانية على قدر ما يستطيع الإنسان أما كلمة وسعها في الآية الثالثة فما حدودها؟ هل تختلف حدودها باختلاف الأنفس والظروف الأزمنة؟

 

الحسنات والسيئات وعدل الله وظلمه:

إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (البقرة2: 284)

قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (النساء4: 77)

إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها (النساء4: 40)

ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به... (النساء4: 123)

وهنا نرى أن الله عادل لا يظلم مثقال ذرة حتى ما يخفيه الإنسان يحاسبه الله عليه كما أن من يعمل السوء لابد أن يجزى به.

إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما(النساء4: 31)

أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم (الأحقاف46: 16)

الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا المم (الخطايا الصغيرة) إن ربك واسع المغفرة (النجم53: 32)

أولئك هم المتقون... ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (الزمر39: 33-35)

مما تقدم نجد الله لا يحاسب الإنسان إلا على الخطايا الكبيرة فقط بل يتقبل أحسن ما عمل الإنسان ويتجاوز عن سيئاته أما المتقين في الآية الثالثة فسيكفر الله عنهم أسوأ خطاياهم .

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون (الأنعام6: 160)

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء (البقرة2: 261)

وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات (هود11: 114)

وهنا نرى الحسنة تتضاعف إلى عشرة وإلى سبع مائة لكن لا نعرف ما معنى في سبيل الله؟ هل هو الإنفاق في القتال أم غيره؟ ثم أن الحسنات يذهبن السيئات والسيئة بمثلها ؛ ترى لو سرق شخص سبع مائة ريال هل تذهب عنه تلك السيئة بأن يتصدق بسبعين ريالا أو ينفق ريالا واحدا في سبيل الله لان الحسنات يذهبن السيئات؟.

 

الله يشفي الصدور والقتل يشفي الصدور:

يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة (يونس10: 57)

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم...(التوبة9: 14-15)

في الأولى مواعظ الله تنزع الغل من الصدور ويشفيها وفي الثانية الأمر القرآني للمسلمين بأن يعذبوا ويقتلوا مخالفيهم في العقيدة وبذلك تشفي صدور المؤمنين المسلمين ويذهب الغيظ من صدورهم وتشفى.

 

الخالق والخالقين:

إذ قال لقومه إلا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين (الصافات37: 124-125)

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة ... فكسونا العظام لحما... فتبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون23: 12-14)

هنا نجد كلمة أحسن الخالقين توحي أن هناك خالقين يفاضل القرآن بينهم وبين الله لكن الله أحسنهم؛ هل جاءت لتماشي السجع والقافية ففسد المعنى أم هناك خالقين؟

قل الله خالق كل شئ (الرعد13: 16)

 

الرسل واحد والرسل درجات:

تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 253)

وهنا نرى أن الله فاضل ومايز بين رسله فالبعض أفضل من بعض كما أن لبعضهم درجات عليا والبعض أقل؛ ترى من في العليا ومن دون ذلك ومن في السفلي ؟ البعض كلمه الله؛ كما أن عيسى الوحيد الذي ذكر باسمه دونهم فماذا عن باقي الرسل؟

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة2: 285)

وهنا لا فرق بين الرسل رغم أن الله فرق بينهم ومايز فالبعض في الدرجات العليا والبعض في أسفل الدرك.

 

محمد للعرب الأميين؛ محمد للناس جميعا:

لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس10: 47)

هو الذي بعث في الأميين(العرب) رسولا منهم (الجمعة62: 2)

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء(إبراهيم14: 4)

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف7: 158)

في الآيات الأولي لكل أمة رسول وكل رسول يأتي بلسان قومه ومحمد هو رسول الأميين(الجهلة) العرب ولذلك يصفونه بالنبي الأمي أما في الآية الأخيرة يصرح أنه نبي للناس جميعا.

 

محمد رحمة للعالمين محمد رحمة للمسلمين فقط:

ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء21: 107)

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح48: 29)

في الأولى محمد رحمة لكل الناس وفي الثانية محمد والمسلمين رحماء بينهم وقساة أشداء على من يخالفهم في الدين.

 

الإيمان بالله قدر واختيار:

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير(التغابن64: 2)

ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا (المائدة5: 41)

لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا (الأنعام6: 107)

لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون (هود11: 34)

فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(الكهف18: 29)

قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها (يونس10: 108)(الإسراء17: 15)

في الآيات الأولى نجد أن الإيمان والكفر قدر بيد الله ولا حرية للإنسان فيه ولا اختيار فهو مسير وفي الآيتين الأخيرتين الإنسان في حرية تامة وقدره بيده فمن شاء فليؤمن أو يكفر.

 

النفاق وعدمه ومدى  مغفرته:

وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم (التوبة9: 68)

بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما (النساء4: 138)

ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما (العنكبوت29: 8)

ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله (العنكبوت29: 10)

يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم (الأحزاب33: 24)

من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان  لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله (النحل16: 106)

وهنا نجد الله توعد المنافقين بنار جهنم كما الكفار ثم على المؤمن أن لا يطع والديه حتى لو قاتلاه لكي يكفر كما أنه على الإنسان أن ينظر إلى عذاب الله وليس عذاب الناس وفي الآية الأخيرة أباح الكفر الظاهري تحت الإكراه وهو النفاق بعينه وإن لم يوضح مدى الإكراه ونوعيته وترك الباب مفتوحا لكل من يرى فيه برأيه.

 

النهي عن الفحشاء والأمر بها:

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها أباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (الأعراف7: 28)

إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (الاسراء17: 15)

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين (الأسراء17: 4)

في الآية الأولى الله لا يأمر بالفحشاء وفي الثانية الله عندما تكون إرادته تدمير قرية يأمر الأغنياء فيها بالفسق وفي الثالثة قضاء الله لبني إسرائيل في الكتاب بالفساد مرتين.

 

الصفح والجهاد:

إن الساعة (القيامة) لآتية فأصفح الصفح الجميل (الحجر15: 85)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (التوبة9: 73)

الآية الأولى مكية فيها الصفح الجميل لأن الساعة آتية أما الآية الثانية مدنية ففيها الجهاد والغلظة رغم أن آيات المدينة جاءت بعد آيات مكة وهو ما يوحي أن الساعة باتت أقرب فكان لزاما أن يكون الصفح أجمل.

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

النبي والساعة:

ويسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها (الاعراف7: 187)

يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا (الأحزاب33: 63)(الشورى42: 17)

فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها (علاماتها) (محمد47: 18)

اقتربت الساعة وانشق القمر (القمر54: 1)(مكية)

في الأولى والثانية لا أحد يعلم الساعة إلا الله وفي الثالثة ظهرت علاماتها وفي الرابعة المكية اقتربت الساعة وانشق القمر.

 

الأشهر الحرام حرام وحلال:   

يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله والشهر الحرام (المائدة5: 2)

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ...منها أربعة حرام ذلك الدين القيم لا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة (التوبة9: 36)

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به (البقرة2: 217)

 

الشورى وعدمها:

والذين استجابوا لربهم (المؤمنين بمحمد) وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم (الشورى42: 38)

فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(ال عمران3: 159)

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (الاحزاب33: 36)

يتغنى البعض بالآيتين الأولى والثانية على أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية بقول شاورهم في الأمر ترى يشاور من؟ هل يشاور الملحدين والعلمانيين والذين لا يعترفون بوجود الله أو حتى أهل الكتاب أو أصحاب أي معتقد غير الإسلام ؟ بالطبع لا لآن الشرط هو أن يقيموا الصلاة ؛ ثم جاءت الآية الثالثة لتلغي الشورى حيث إذا أقر محمد شيئا فليس لمؤمن أو مؤمنة خيار غير التنفيذ وإلا أصبح عاصيا وفي الضلال المبين.

الخمر حلال وحرام:

إنما الخمر والميسر..  رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (المائدة 5:  90)

لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون (النساء4: 43)

مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء... أنهار من لبن... أنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل (محمد47: 15)

مما تقدم نجد الموقف من الخمر بين الحلال طوال الوقت ماعدا وقت الصلاة إلى تجنبها تماما إلى أنهار من الخمر للمؤمنين لذة للشاربين في جنة الله الذي حرم الخمر عليهم في الأرض.

الأمومة بالولادة فقط وبالرضاعة أيضا:

الذين يظاهرون (يحلف بأن زوجته كأمه) من نسائهم ما هن أمهاتهم أن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا (المجادلة58: 2)

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه (نساء محمد) أمهاتهم (الأحزاب33: 6)

حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم... وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم (النساء4: 23)

مما تقدم نجد في الآية الأولى إلا اللائي ولدنهم إلا حرف حصر إذا ليس للإنسان أم إلا التي ولدته وفي الآيات التالية هناك نساء محمد أمهات المؤمنين والتي ترضع الإنسان هي أمه أيضا.

 

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

 

الحمل والفصال:

والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة (البقرة2: 233)

ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين (لقمان31: 14)

 حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (الأحقاف 46: 15)

في الأولى والثانية الرضاعة أربعة وعشرون شهرا وفي الثالثة حمله وفصاله (فطامه) ثلاثون شهرا فتكون مدة الحمل ستة أشهر فكيف؟

الله والتوبة:

ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم (التوبة9: 104)

هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون (الشورى42: 25)

إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقرة2: 222)

فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم (المائدة5: 39)

هنا نجد الله التواب يحب التوابين ويقبل التوبة من عباده حتى الظالمين منهم .

إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة (النساء4: 17)(الانعام6: 54)

ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (النساء4: 18)

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم (المائدة5: 33-34)

هنا نجد أن التوبة محصورة على من يعمل السوء بجهالة ولا توبة لمن أدرك الحق على فراش الموت وليس هناك توبة لضعيف قدر عليه المسلمون لكن الأعجب تلك الآية:

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار... بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم (التوبة9: 117)

ترى هل عمل محمد وأصحابه السوء بجهالة فتقبل الله توبتهم.

توبة الشيطان وعدمها:

فأزلهما الشيطان عنها (الجنة) فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ...قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة2: 36‎‎‎‎‎‎‎ـ38)

قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فأما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (طه20: 123)

وهنا هبطوا منها جميعا بعضهم لبعض عدو وهم آدم وحواء والشيطان لكن من اتبع هدي الله من هؤلاء فلا خوف عليهم وهنا للشيطان توبة.

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ...وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين...فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (ص38: 75ـ85)

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا (مريم19: 68)

وهنا نجد لا توبة للشيطان ولا هدي بل عليه اللعنة إلى يوم الدين ومكانه جهنم ومن تبعه كما أن هناك كثير من الأحاديث تقول أنه كان لمحمد شيطان أعانه الله عليه فأسلم فلا يأمره إلا بالخير.

سحر الملائكة وسحر الشياطين:

واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين (ملائكة) ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرق بين المرء وزوجه وما هم بضارين به أحد (البقرة2: 102)

على من تتلوا الشياطين؟ من هم الملاكين هاروت وماروت؟ وما يعلمان أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر هذا يدل على أن الملائكة تعلم الناس السحر أي نوع من الملائكة تلك؟ هل تتلقى الملائكة تعاليم السحر من الشيطان أم من الله؟ لكن لك تلك الآية الأعجب:

وما ننزل الملائكة إلا بالحق...(الحجر15: 8)

إلا في الآية السابقة حرف حصر أي فقط؛ فترى تعاليم السحر هي الحق تأمل؟

الشياطين تنزل على الأفاكين وتنزل على الأنبياء :

هل أنبأكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم (الشعراء221:26ـ222) وما أرسلنا من قبلك من رسول  ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته (الحج 22 :52)

وهنا نرى الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين وفي الثانية الشياطين تلقي آيات على محمد فينسخها الله (يلغيها) ثم يحكم آياته .

إن عبادي ليس لك عليهم من سلطان إلا من اتبعك من الغاوين (الحجر42:15) .

 وقال الشيطان... ما كان لي عليكم من سلطان إلا إن دعوتكم فاستجبتم لي (ابراهيم22:14)

 وفي الحديث عن محمد: وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الانعام68:6)

 استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله (المجادلة19:58)

 وهنا نجد عباد الله ليس للشيطان عليهم سلطان إلا من استجابوا لدعوته والشيطان ينسي محمد آيات الذكر كما ينسي الذين استحوذ عليهم الشيطان.

القران والشمس :

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا (يونس5:10)

هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21)

الشمس تجري لمستقر لها .. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (يس38:36ـ40)

 وسخر لكم الشمس والقمر دا‎‎‎‎‎‎‎‎‎ئبين وسخر لكم الليل والنهار (ابراهيم33:14)

حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين ..(الكهف86:18).

مما تقدم نجد أن الشمس هي مجرد ضياء والقمر نور والشمس تجري لمستقر لها هي عين من طين تغرب فيه ...لكن الأغرب من ذلك تلك الآيات :

ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (نوح15:71ـ16)

و..تبارك الذي جعل السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (الفرقان61:25).

ترى هل حقا أن القمر المعتم هو نور لتلك السموات السبع التي يبلغ اتساعها اللانهاية؟

خلق السموات والأرض :

أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ..والأرض من بعد دلك دحاها(النازعات27:79ـ30)

الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن(الطلاق12:65) .

الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام (الفرقان59:25) (هود7:11) .

وهنا نرى أن السموات خلقت أولا ثم الأرض بعد ذلك والجميع في ستة أيام.

تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلي(طه20: 4)

هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات(البقرة29:2) .

بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداد وجعل فيها رواسي .. وبارك فيها وقدر أقواتها في أربعة أيام ثم استوى إلى السماء وهي دخان ... فقضاهن سبع سموات في يومين(فصلت9:41ـ12)

وهنا نرى العكس؛ أي أن الله قد خلق الأرض أولا ثم السموات وخلق الأرض والسموات في ثمانية أيام .

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت (الغاشية17:88ـ20)  .

 لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس(غافر57:40)

وهنا نرى أن معجزة خلق الإبل تسبق خلق السموات والجبال والأرض وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس .إذن فخلق الإبل هي المعجزة الأكبر على الإطلاق ترى هل هذه هي الحقيقة أم أنها نظرة الصحراوي إلى الإبل؟.

الليل والنهار :

وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون (يس36: 37)

الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21) .

يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (الزمر5:39)

أم السماء بناها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها (النازعات79: 27-30)

فالق الإصباح وجعل الليل سكنا (الانعام96:6) .

تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل (آل عمران27:3)

 هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21)

 يقلب الله الليل والنهار (النور44:24) .

وهنا لا نعرف كيفية الموافقة بين يسلخ؛ يكور؛ يفلق؛ يولج؛ يقلب؛ يسبح؛ أغطش؛ أخرج؛ لكن الأعجب تلك العلاقة بين الليل والشمس والنهار:

ثم استوى على العرش يغشى(يغطي) الليل النهار يطلبه حثيثا (الاعراف54:7)

وهنا الليل يطلب النهار حثيثا.

والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها(يظهرها) والليل إذا يغشاها(يغطيها)(الشمس1:91ـ4)

 وهنا الليل يغشى الشمس ..كيف؟ والنهار يكشفها. هل يوافق ذلك العلم والعقل ؟

القران والبحرين :

ما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج من كل لحما طريا وتستخرجون حلية(فاطر35: 12)

مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيانيخرج منهما اللؤلؤ والمرجان(الرحمن55: 19-22)

هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا(الفرقان25: 53)

أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهرا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا (النمل27: 61)

ما هما البحرين؟ هل من الماء العذب يخرج اللؤلؤ والمرجان؟ أين نجدهما؟ قالوا في الدول الاسكندنافية هل يخرج منهما اللؤلؤ؟

وإذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين (الكهف18: 60)

هل موسى وصل إلى الدول الاسكندنافية؟ أم هناك بحرين غيرهما؟ هل هناك من بحور أخرى؟

اليهود والنصارى مشركين ..و..غير مشركين:

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله. يضاهئون (يماثلون ويشابهون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة30:9) .

 وهنا اليهود والنصارى مشركين.

إن الذين أمنوا (المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة (الحج17:22)

وهنا تحدث عن ستة معتقدات الإسلام ؛اليهودية ؛ الصابئية ؛ النصرانية ؛ المجوس والذين أشركوا الخمسة الأول في ناحية والذين أشركوا في ناحية أخرى.

لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم للذين أمنوا الذين قالوا اٍنا نصارى (المائدة82:5) .

 وهنا تحدث عن أربع معتقدات هي الإسلام واليهود والنصارى والذين أشركوا وبهذا أصبح اليهود والنصارى غير مشركين .

اليهود والنصارى واحــد ؛ اليهود والنصارى مختلفين :

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) لا تتخذوا اليهود والنصارىٍ أولياء(أصدقاء) بعضهم أولياء بعض (المائدة51:5) .

 قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم (البقرة135:2) .

قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم (المائدة18:5)

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى (البقرة111:2) .

مما تقدم اليهود والنصارى واحد وهم أصدقاء بعض ومحمد في موقف العداء منهم .

وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ الله يحكم بينهم يوم القيامة (البقرة113:2) .

 وهنا اليهود والنصارى مختلفين والفصل بينهما يوم القيامة والتناقض العجيب في السورة الواحدة (111:2) تسليم متبادل بأن اليهود والنصارى سيدخلون الجنة فقط . والآية(113:2) تكفير متبادل بين اليهود والنصارى.

 

الرهبــان أهل مودة ؛ الرهبــان لصــوص :

ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا اٍنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (المائدة82:5) .

 إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله (التوبة34:9) .

النصارى رحماء؛ النصارى قتلة :

ثم قفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة(الحديد57: 27)

الذين آتيناهم الكتاب من قبله( أي قبل القران وهم النصارى) يدرءون(يردون ويدفعون) بالحسنة السيئة ..(القصص28: 52-54)

وهنا النصارى متسامحين ويجازون من يسئ إليهم بالحسنة.

إن الله اشترى من المؤمنون أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعد عليه حقا في التوراة والإنجيل والقران(التوبة9: 111)

وهنا النصارى كتب عليهم في الإنجيل إن يقتلوا ويقاتلوا في سبيل الله ! ترى هل في تاريخ كل تلاميذ السيد المسيح ورسله حروب وقتال؟ في أي الأناجيل مكتوب ذلك الوعد؟

النبي يتبع قبلة اليهـود والنصـارى ... ولا يتبعها:

 سيقول السفهاء(؟) من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها (البقرة142:2)

 قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام (البقرة144:2) .

 ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض(البقرة145:2) .

في الآية الأولى غيـر محمد قبلته من بيت المقدس قبلة اليهود إلي مكة فقال السفهاء لماذا غير محمد قبلته . ثم تقلب وجه محمد في السماء فأعاده الله إلى المسجد الحرام بمكة . وفي الثالثة نصل الى النتيجة ؛ وهي فشل محاولات محمد استمالة أهل الكتاب حتى لو صلى إلى قبلتهم فلم يتبعوا قبلته .

العهد واللاعهد مع المشركين:

براء من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (التوبة1:9) إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقضوكم شيئا ولم يظاهروا (يساعدوا) عليكم أحدا (التوبة9: 4)

كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين (التوبة7:9) .

الله ورسوله ليس لهم عهد مع المشركين لكن لماذا استثنى هذه الجماعة من المشركين هل لأن شركهم مقبول ؟ هل لأن محمد يوم عاهدهم كان ضعيفا ؟ هل للمسلمين اليوم عهد مع المشركين في حالة ضعفهم؟ لم يوضح القرآن السبب والظروف .

ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم وثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون (الانفال54:8ـ55) .

الخلود وعدم الخلود:

إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا (الاحزاب64:33ـ65)

 والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (البقرة82:2)

 فأما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربكو أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض (هود108:11)

 يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (ابراهيم48:14)

إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا (أوقات محددة ) (النباء21:78ـ23)

يوم القيامة يتكلمون ولا يتكلمون:  

ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما (الاسراء97:17) .

إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلالا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة (آل عمران77:3)

هنا نرى الكافرين عميا وبكما (لا يتكلمون) وصما (لا يسمعون )  ولا يكلمهم الله .

يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا (العنكبوت25:29)

إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون (الزمر31:39)

وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والأنس نجعلهما تحت أقدامنا (فصلت29:41)

جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم انهم صالوا النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم ... مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار (ص56:38ـ 64) .

 إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ونادوا يا مالك(اسم علم) ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون (الزخرف74:43ـ80)

 وهنا نرى أنهم يوم القيامة يتكلمون ويكفر بعضهم ببعض ويلعنون بعضهم ويختصمون إلى الله ويودوا لو يدوسوا من أضلهم من الأنس والجن ثم حوار أهل النار ثم حوارهم مع مالك  من مالك هذا ؟

إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (النحل92:16)

وهنا نرى الله يكلمهم ويبين لهم الاختلاف؛ ترى هل يتحدث الله مع صم لا يسمعون؟

اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ولو نشاء لطمسنا على أعينهم (يس65:36ـ66) .

وهنا سيكون الكلام بالأيدي والأرجل لكن كيف يلعن بعضهم بعضا بالأيدي والأرجل كما أن الأيدي والأرجل شاهد فقط على ما كانوا يكسبون . وأخيرا نسأل هل يتكلمون في يوم القيامة أم لا يتكلمون ؟

في الجنـة كثير وقليل:  

أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة (كثير) من الأولين وقليل من الآخرين(الواقعة11:56ـ14) .

لأصحاب اليمين (أهل الجنة) ثلة من الأولين وثلة من الآخرين (الواقعة56: 38-40) .

وكثيرا من آيات القرآن تجد فيها هذا التناقض والضد كما أن العديد من الآيات جاءت غير قاطعة وغير مفهومة ومبتورة وغامضة رغم أنه جاء في الحديث عن القرآن في القرآن  :

ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (يوسف111:12) .

هيا بنا نرى تفصيل كل شئ .

ذلك الكتـاب..هذا الكتاب:

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (البقرة2:2) .

وهنا أظن أن كلمة ذلك تختلف عن كلمة هـذا؛ فلو يقصد القرآن لقال هذا الكتاب لأن ‏(ذلك) تشير للبعيد فترى ما هو ذلك الكتاب الذي لا ريب (لاشك) فيه.

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ...(الحشر21:59)

وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به (الانعام19:6).

فلو قصد بكلمة ذلك إشارة إلى القرآن لقال :هذا الكتاب وليس ذلك الكتاب .كما أن الآية (5) من نفس السورة تقول أولئك على هدى من ربهم (البقرة5:2) فلو قصد المسلمين لقال هؤلاء .

فترى ما هو ذلك الكتاب الذي لاشك فيه ؟ وهنا نورد الجواب على هذا السؤال بهذه الآية :

ومن قبله كتاب موسى إمام ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا(الاحقاف12:46)

 *انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن إضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه (البقرة173:2)

 قد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم (الانعام119:6) .

ترى ما هو ألإضطرار ونوعه وحجمه؟ لم يوضح.

*  لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم (البقرة225:2).

والذين لا يشهدون بالزور إذا مروا باللغو مروا كراما (لا يشتركون) (الفرقان72:25)

لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان (المائدة89:5).

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ..لا نبتغي الجاهلين (القصص55:28).

وهنا نسأل ما هو اللغو وما هي حدوده؟ لم يوضح .

* وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (آل عمران7:3).

ما هي المحكمات أم الكتاب؟ ما المتشابهات؟ لم يوضح .

* كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون (المطففين18:83ـ21).

ما هو عليين؟وما العلاقة بينه وبين الكتاب المرقوم ؟لم يوضح .

* ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك(البقرة196:2) .

ما هو الأذى الذي في الرأس ؟ هل هو القمل؟ وما حجم الصدقة عن القمل؟ كم عدد أيام الصيام ليشفى الإنسان من القمل ؟ ما هو النسك المقصود والمختص بألأذى الذي في الرأس ؟ لم يوضح.

*رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة(البينة98: 2-3)

إن القرآن قد كتب بعد موت محمد بقرابة خمسة عشر عام .فترى ما هي الصحف المطهرة التي كان محمد الأمــي يتلوها ؟ وما هي الكتب القيمة؟ لم يوضح.

* كلا إنها تذكرة... في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيادي سفرة كرام بررة(عبس11:80ـ16).

ومادام القرآن قد كتب بعد موت محمد ؛ فترى ما هي الصحف المكرمة المطهرة؟ من هم الكرام البررة؟ لم يوضح .

* اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة3:5) .

هل ينتهي القرآن بهذه الآية؟  هل هي خاتمة التشريع؟ ما معنى اليوم أكملت لكم دينكم؟ ما هو النقص الذي اكتمل ذلك اليوم؟ هل يعمل المسلم بما جاء بعد هذه الآية؟ وان لم يعمل؛ ما موقفه؟

في الآية(4:5) من نفس السورة قد أحل القرآن طعام ونساء أهل الكتاب في الآية (6:5) من نفس السورة فالوضوء بالتراب إذا لم يجد المسلم ماء في الآية (38:5) من نفس السورة : قطع يد السارق. في الآية (90:5ـ91) نجد الأمر باجتناب الخمر .

كذلك الآية: تمت كلمات ربك صدقا وعدلا(الانعام115:6).

فترى هل هذه تمــام القرآن ؟؟

* اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم (المائدة5:5) .

لماذا أحل اليوم طعام أهل الكتاب ولم يكن محللا بالأمس؟ النصارى هم من أهل الكتاب وهم يأكلون لحم الخنزير .ترى هل يحل للمسلم أكله؟ فالآية لم تستثني . المسلم لا يأكل إلا المذبوح حسب الشريعة أي المكبر عليه(الله أكبر) أثناء الذبح فهل أهل الكتاب يكبرون على ذبائحهم؟

* ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل (النساء129:4).

ما حدود الميل؟ بالطبع اقل من كل الميل ولو بقليل؛ ومادام لن يستطع المسلم العدل فلماذا الزواج بأربعة؟ لم يوضح.

* لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده (الانعام152:6) (الاسراء34:17) .

ما المقصود بالتي هي أحسن ؟ متى يبلغ اليتيم أشده ؟ لم يوضح.

وابتلوا اليتامى ..فإذا أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ..ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف (النساء6:4) .

ما هو المعروف وحدوده ؟ والفقر وحدوده؟ لم يوضح .

* لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق(الانعام151:6) (الاسراء33:17) (الفرقان68:25) .

ما هو الحق الذي استثناه ؟ لم يوضح فالمسلم يكفر ويحلل قتل غير المسلم ويكفر المسلمون بعضهم بعضا.

* من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان (النحل106:16)

 ما هو حجم الإكراه ومداه ونوعه الذي استثناه ؟ لم يوضح.

* سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه آياتنا انه هو السميع البصير(الاسراء1:17)

(سبحان وآياتنا وانه السميع البصير) من المتحدث؟ لماذا تمت المعجزة ليلا؟ لماذا لم يره أحد ؟ لمن يعود المسجد الأقصى ؟ لم يكن للعرب والمسلمين مسجدا هناك؛ هل بناه اليهود أم النصارى؟ لماذا بارك الله حوله؟

* ما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس (الاسراء60:17)

هل هناك توافق ما بين الآيتين السابقتين خاصة أنهما في نفس السورة . في الآية الأخيرة نلاحظ أن الإسراء والمعراج ما هي إلا رؤيـا. فهل تعد هذه الرؤيا معجزة لمحمد وفتنة للناس ؟ ولماذا يريد الله بث الفتنة بين الناس هكذا؟ ما هو ذنب الناس عندما يفتنوا بها إذا كانت إرادة الله فتنتهم ؟

قد أتينا موسى تسع آيات(الاسراء101:17) فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات(الاعراف133:7)

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين(الاعراف107:7)ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (الاعراف7: 108)(الشعراء33:26) ؛ نقص المحاصيل والمياه(130:7) ؛المن والسلوى والغمام(البقرة2: 57)

الإثنى عشر عينا(البقرة60:2) ؛إحلال عقدة لسانه(طه27:20) ؛انفلاق البحر(الشعراء63:26) ؛ اذهب إلى فرعون انه طغى..فأراه الآية الكبرى(النازعات17:79ـ20).ما هي الآية الكبرى؟ ما هي التسع آيات؟قال البعض إن التسع آيات كانت في العصا . أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون. .. فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين(النمل12:27ـ13) .

أي طوفان ذاك الذي حدث في أيام موسى ؟ وكيف نجا بني إسرائيل والفراعنة منه؟ هل غرق أحد؟ ما هي التسع آيات ؟ لم يوضح ذلك.

* في الحديث عن سليمان: لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص34:38) .

من الذي فتن سليمان؟ من الذي ألقى على كرسيه هذا الجسد؟ ومما صنع؟ كيف أناب سليمان؟ ما لعبرة والدرس ؟ هل يتطابق ذلك مع التوراة . ولماذا؟

* في الحديث عن أيوب :وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب (ص41:38) .

 هل للشيطان سلطان بتعذيب الأنبياء ؟

* وأسلنا له عين القطر (قالوا النحاس!) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه يعملون له ما يشاء من محاريب  (أبنية مرتفعة) وتماثيل وجفان(أحواض كبيرة) كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود  (سباء12:34ـ13) .

ما هو عين القطر في أي مكان نجده أو آثاره؟ هل كل تلك الأعمال الصالحات هي من أعمال الجن؟ ما معنى اعملوا آل داود؟

*  فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا ...(ص38: 36-40)

ونعمة الأعمال أليس بينهم مخرب؟ وما عمل الشياطين المقرنين في الأصفاد؟ لماذا هم كذلك؟ لم يوضح

* لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم(العنكبوت46:29) .

ما هو الأحسن المستثنى؟ ما حدود ونوع الظلم المستثنى ؟ هل الجدال بالسيف مع الآخر إذا اظهر أن عقيدته صحيحة ؟لم يوضح.

* يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحله إيمانكم)أي ترجع عن ما أقسمت عليه) وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به (أفشته وأظهرته) وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين (التحريم1:66ـ5) .

من الواضح أن هذه هي من أقصى الآيات التي تلوم محمد . فترى ما الذي  حلله الله وحرمه محمد ليرضي نسائه ؟ ما هي تحله الأيمان ؟ وفي أي الظروف؟ ولمن؟إنها قصة طويلة عن إن محمدا اقسم بالله وحرم مارية لكي يتجنب فضيحة حفصة وعندما أراد أن يردها نزلت تلك الآية ولهم في تفسيرها العجب!!!. ما هو السر الذي أودعه محمد بعض أزواجه وأفشوه ؟ لماذا أطلعه الله من بعد ..ولم يحذره قبل أن يودعها السر وتفشيه؟ عرف بعضه وأعرض عن بعض ..ما لذي عرف وما الذي أعرض عنه ؟ من هما الزوجتان اللتان يطالبهما القرآن بالتوبة؟  من هم صالح المؤمنين ؟ هل هو عمر؟ لم يذكر القرآن ولم يوضح.

*ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما(التحريم10:66)

ما نوع الخيانة ؟ وهل لهذا علاقة بخيانة زوجتي محمد فالآيتان في نفس السورة ؟ وما هو نوع خيانة امرأة نوح ؟ لم يوضح .

* خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم(الزمر6:39)

من أين أنزل الله الثمانية أنعام؟ وماذا عن باقي الأنعام؟ لم يوضح

…*أنزلنا الحديد فيه بأس شديد (الحديد57: 25)

قال بعض المخبولين أن سورة الحديد رقمها 57 وهو نفس الرقم الذري للحديد وهى معجزة علمية للقران وتناسى هذا المخبول أن من وضع أرقام السور ورتبها هكذا هم الذين كتبوا القران بعد محمد فلم يقل محمد أو جبريل أو اله محمد ضعوا سورة الحديد عند الرقم 57 فلو كانت معجزة فيجب أن تنسب لغير محمد الذي عجز عن أن يأتي بمعجزة في حياته ليقنع معاصريه بأنه نبي فراحوا الآن يتلمسون أي شئ حتى لو كان خداعا وزورا؛ من أين أنزل الله الحديد؟ قال البعض أنزله الله من كوكب آخر؛هل أنزل الأنعام في الآية السابقة من نفس الكوكب أم من كوكب آخر؟.أيهما اسبق في الإنزال الأنعام أم الحديد؟

*  والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنــة (محمد4:47 ـ6).

يهدي من؟ ويصلح بال من؟ والى أي شئ يهديهم بعد قتلهم؟ لم يوضح.

*قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة (العنكبوت29: 20)

لقد قطع الملايين الأرض سيرا وطيرانا وزحفا ولم يروا يكف بدأ الخلق فهل هناك طريقة قرآنية للسير حتى نرى كيف بدأ الخلق؟

* فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد .فأكلا منها(طه120:20ـ121)

أكلا منها ولم يخلدا ترى ما هذه الشجرة؟ لم يوضح.

* عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ألم نجعل الأرض مهادا (النباء1:78ـ6)

ترى ما هو النبأ العظيم؟ من هم الذين اختلفوا فيه؟ وما وجه الاختلاف؟  ثم كلا سيعلمون.. متى..ومن سيخبرهم؟ هل للآية : ألم نجعل الأرض مهادا علاقة بما قبلها؟ لم يوضح.

* والطور وكتاب مسطور في رق منشور (الطور52: 1-3) .

كتب القرآن بعد محمد  فترى ما هو الكتاب المنشور في الرق ويقسم به الله ؟ لم يوضح.

* قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود (البروج4:85ـ6).

من هم أصحاب الأخدود القاعدين على النار ؟ هل حاسبهم الله قبل يوم القيامة؟ لم يوضح.

*  إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم(التوبة9: 60)

من هم المؤلفة قلوبهم ؟ هل هم الذين كان محمد يعطيهم الأموال ليدخلوا الإسلام؟  إن أسوا أنواع الرشوة وأحط أنواع الراشي والمرتشي من يأخذ ما لك ليعطيك قلبه وولاءه وكذلك من يستغل عوزك وفقرك ليعطيك الأموال ليأخذ ما في قلبك ؛ ترى من هم المؤلفة قلوبهم؟ هل لهم نظير الآن؟

* وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لغائظون ...فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ...فأوحينا إلى موسى أن أضرب عصاك البحر(الشعراء26: 52-63)

فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون وأترك البحر رهوا انهم جند مغرقون كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم...كذلك أورثناها قوم آخرين(الدخان44: 23-28)

وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فأدع ربك ...قال أتستبدلون بالذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة(البقرة2: 61)

وأورثنا القوم الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمات ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ...(الاعراف7: 137-138)

قال موسىيا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم (المائدة5: 20-21)

في الآية الأولى والثانية القصة نفس القصة والآيات تركيباتها واحدة تقريبا لكن في الأولى ورث بني إسرائيل خيرات مصر قبل أن يخرجوا منها وفي الثانية ورثها قوم آخرون بعد خروج بني إسرائيل منها وفي الثالثة هبط بني إسرائيل مصر مرة أخرى وضربت عليهم الذلة والمسكنة وفي الرابعة ورث بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها وفي الخامسة يأمرهم بدخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم؛ كيف نخرج من كل ذلك بقصة واحدة؟ ما هي الأرض المباركة التي أورثها لهم الله وما الأرض المباركة التي كتبها لهم؟ لماذا تلك الأرض مباركة والأخرى مقدسة؟

* وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم فتاب عليكم(البقرة2: 54)

هل النبي موسى ينصح قومه بالانتحار؟ تاب عليهم هل انتحروا؟ لم يوضح

القران والروح :

يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده(غافر40: 15)

ما هو الروح الذي يلقيه؟

* تعرج (تصعد) الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(المعارج70: 4)

ما هو الروح المعطوف على الملائكة الذي يصعد إلى الله في خمسين ألف سنة؟

* ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده (16: 2)

ما هو الروح الذي تنزل به الملائكة؟

* يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا(النباء78: 38)

ما هو الروح المفرد الذي يقوم مع الملائكة صفا؟

* ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم (القدر97: 3-4)

ما هو الروح الذي ينزل مع الملائكة ؟ ووسط كل هذه التساؤلات الحيرى لنا وللسابقين فماذا أجاب القران عن ما هو الروح؟

* ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا(الاسراء17: 85)

إن الروح هي الأهم بالنسبة لكل إنسان؛ لكن لم يجب القران ولا محمد عن تلك الأسئلة الحيرى ترى من يجيب؟

* ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون أن(لا) يوحي إلى إلا إنما أنا نذير مبين(ص38: 69-70) .

من هم الملأ الأعلى؟ فيم يختصمون؟ إذا كان محمد لا يدري عنهم شيا لأنه نذير فقط فمن أي الكتب السماوية نعرف ذلك؟

* وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا(العنكبوت29: 39-40)

تحدث القران عن ثلاثة قارون؛ فرعون؛ هامان وتحدث عن أربعة أنواع من العقاب حاصبا ما هو ولمن؟الصيحة ما هي ولمن؟ خسف الأرض لمن؟ الغرق لمن؟ هل الترتيب حسب الأسماء صحيح حيث فرعون الثاني في الأسماء والغرق عقابه ترتيبه الأخير في العقاب؟

* فتلقى أدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم (البقرة2: 37)

ما هي تلك الكلمات؟ طرد أدم فكيف تاب عليه؟

* حفظا من كل شيطان ماردويقذفون من كل جانبإلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب (الصافات37: 7-10)

كيف حفظها وبماذا؟ يقذفون ماذا ولمن ولماذا؟ ما هي الخطفة ومن من خطفها؟ ما هو الشهاب الثاقب هل يوافق ذلك العلم عن الشهب وكيف تنزل إلى الأرض؟

وحفظها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين(الحجر15: 17-18)

وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا(الجن72: 8-9)

هل يدلنا أحد عن عمل الشهب؟ هل استفاد أحد شيئا من كلام الجن هذا؟

* في الحديث عن يونس: وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (الصافات37: 146)

كم عاشت اليقطينة وما المغزى منها؟ هل لنا أن نرجع إلى سفر يونان لكي نستوضح الغموض الذي يتلبس الآية؟

*فاصبر كما أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل (الاحقاف46: 35)

لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما(طه20: 115)

اخطأ آدم واخطأ كل الأنبياء؛ لم يكن لأدم عزم ترى من هم أولوا العزم وهل لمحمد منه شيئا؟

* من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم(البقرة2: 194)

المعتدي ظالم وسارق ولص ومغتصب هل يأمر الله بالرد على السرقة والقتل والاغتصاب بالمثل؟ أي كتاب وأي اله يبيح ذلك؟

* قالوا إن الله عهد إلينا إلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم(آل عمران3: 183)

من الرسل الذين أكلت قرابينهم النار ؟ وما معنى أكل النار للقرابين؟

* مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب(النحل16: 26)

أي بنيان وأي سقف وأي عذاب وأي قوم ؟ هل هذا كلام واضح أم هو غاية في الغموض والبتر؟ نعم من قرأ تفاسيرهم يجد فها عجب العجاب ويراهم كيف يتخبطون.

* والعاديات(الخيل) ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا (العاديات100: 1-5)

هنا الله يقسم بخيل الغزاة المغيرة في الصباح أي اله هذا؟ لماذا لم يقسم بالإبل وهى اعظم خلقا من الجبال والناس والسماء والأرض؟ تري هل يقسم الله الآن بطائرات الشبح وصواريخ الحسن والحسين أم سيظل يقسم بالخيل؟

* يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه (نضجه)فإذا طعمتم فانتشروا(الاحزاب33: 53)

هنا يأمر القران المؤمنين أن لا يدخلوا بيوت النبي إلا إذا دعاهم إلى طعام وإذا دعاهم لغير طعام فلا يتعمدوا البقاء حتى ينضج الطعام ترى هل هذا في لوح الله المحفوظ؟

* ويسبح الرعد بحمده والملائكة(الرعد13: 13)

كيف يسبح الرعد المعطوف على الملائكة بحمد الله؟ لعل الإجابة في أحاديث محمد بان الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب هل يوافق ذلك العلم؟

* إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا(النصر110: 1-2)

السورة مدنية بعد انتصار محمد ودخوله مكة ترى هل دخول الناس أفواجا في الإسلام إيمانا بمعجزات محمد واقتناعا بما يدعوا إليه أم هو استسلام المغلوب على أمره تحت تهديد السيف؟

* الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر (الزمر39: 23)

لقد آتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم(الحجر15: 87)

نجد هنا القران معطوف على السبع المثاني فهي شئ غيره ترى ما هي؟ كلمة سبع من المثاني تدل على إنها ليست كل المثاني أين نجد باقي المثاني؟

*لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا (النساء4: 148)

ترى ما هو السوء من القول المستثنى ويرضى عنه الله؟

* الأنعام خلقها لكم والخيل والبغال والحميريخلق ما لا تعلمون(النحل16: 5-8)

البغال هي هجين بين الحمار والحصان ولم يخلقها الله؛ كيف يقول الله خلقها؟ أين القران من العلم؟

* ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكرإني تبت إليك وإني من المسلمين (الاحقاف46: 15)

هل فهم أحد شيئا عن الإنسان؟ لماذا حملته كرها ووضعته كرها؟ لماذا أربعين سنة وليس قبل ذلك أو بعده ؟ هل يبلغ الإنسان اشده في الأربعين؟

* يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم (الحجرات49: 12)

ليس كل الظن إثم ترى ما هو الظن الحلال ولا إثم فيه؟

* قد فرض لكم تحلة إيمانكم والله مولاكم(التحريم66: 2)

ما هي تحلة الإيمان ولمن وفي أي الظروف وكيف؟ لم يوضح

هناك الكثير والكثير لكن ما قدمته كان مثالا للقراءة المتفحصة لبعض الآيات والسور.

ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (يوسف12: 111)

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا(النساء4: 82)

لك وحدك حبيبي القارئ أن تحكم من خلال ما قدمنا هل فصل القران كل شئ؟ وهل هناك اختلاف وتناقض اكثر مما استعرضنا؟ ترى هل القران من عند الله؟ أم هو حقيقة من عند غير الله.

 

 

الأمثال والقصص

ضرب الأمثال وسرد القصص في كتب الله هو للتبسيط والتسهيل على ألبسطاء لكي يفهموا ويتفكروا ويتذكروا ويستنتجوا الهدف والمغزى من المثل والقصة؛ لكن ترى هل كان ذلك هو الهدف والمغزى والنتيجة من الأمثال والقصص التي جاء بها القران:

لقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون(الزمر39: 27)

وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون(ابراهيم14: 25)

مما تقدم نرى الأمثال في القران للناس جميعا لكي يفهموا ويتذكروا ؛ والآن هيا بنا نستعرض بعض الأمثال التي وردت في القران لنرى هل جاءت حقا بالهدف وهو التبسيط لكي يفهم الناس ويعقلوا ويتذكروا أم يشكوا ؟

ما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا وليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين أمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب  والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر(المدثر74: 27-31)

في هذا المثل جعل الله عدد أصحاب النار فتنة للذين كفروا وفي قلوبهم مرض فإرادة الله فتنتهم لا هداهم لماذا؟ ليستيقن أهل الكتاب أي ليتأكد اليهود والنصارى بأن القران من عند الله ولا يشكوا فيه؛ ترى هل هذا المثل جعلهم يتأكدوا من صحة القران أم العكس هو الواقع والأقرب إلى العقل والمنطق؟ الكافرون اعملوا عقولهم وقالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ هل يستطيع المؤمنون بالقران وبهذا المثل أن يجيبوا على سؤال الكافرين ماذا أراد الله بذلك مثلا؟ أجاب القران بان لا يعلم عددهم إلا الله فترى كيف يستيقن أهل الكتاب إذا كان لا يعرف عددهم إلا الله؟ كيف يزداد المؤمنون المسلمون إيمانا؟ ترى هل تحقق الهدف من المثل أم تحقق العكس تماما؟

*  ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون(النحل16: 75)

هل يستوون من هم الذين لا يستوون؟ تحدث القران عن عبدا واحدا مملوكا ولم يتحدث عن الآخرين شيئا؛ كيف نعرف ونقرر انهم لا يستوون؟ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون؛ لماذا الحمد لله إذا كان أكثرهم لا يعلمون الحمد لله من من ولمن؟

*  ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون انك ميت وانهم ميتون(الزمر39: 29-30)

ضرب الله مثلا رجلين إحداهما ابكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ولله غيب السموات والأرض (النحل16: 76-77)

من فهم شيئا من المثل؟

*  لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

*  مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة  أصابها  وابل فاتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله .. أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون(البقرة2: 265-266)

*  إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا(المسلمين) فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقون (البقرة2: 26)

ترى هل يستطيع الذين أمنوا المسلمين أن يقولوا لنا كيف فهمت عقولهم أن هذا حق من ربهم؟ يهدي به كثير كم عدد الذين اهتدوا بسبب هذا المثل طيلة أربعة عشر قرنا؟ ولنا أن نسأل ماذا أراد الله بكل تلك الأمثال الغامضة غير المفهومة ؟ يضل بها كثيرا لماذا يضل الله أهل العقول المفكرة ؟ يهدي بها كثيرا كيف اهتدى بها الكثيرون هل فكروا فيها واقتنعوا بها واستفادوا منها ؟

أخيرا لك هذا المثل: لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم (النور24: 34-35)

الواضح هنا أن هذه الآيات وهذا المثل لنور الله من قصص الذين خلوا أي قبل القران والإسلام ؛ فترى ما هي المشكاة والزجاجة والكوكب الدري ؟ لمن ترمز وتشير؟ من هو المصباح ؟ من يستطيع أن يستوضح هذا المثل دون أن يقرأ كتب السابقين ؟ و تمضي بنا الأمثال في القران على هذه الشاكلة ويضل بها كثير.

* فأقصص القصص لعلهم يتفكرون(الاعراف7: 176)

*  نحن نقص عليك احسن القصص(يوسف12: 3)

*  وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك موعظة وذكرى للمؤمنين (هود11: 120)

هدف القصص القرآني أن يتفكر فيه الناس وموعظة وذكرى للمؤمنين وهو  احسن القصص كما انه يثبت فؤاد محمد؛ والآن نستعرض بعضا من احسن القصص:

إحدى القصص/1:

 كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه لم يتغير (طعمه) وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شئ قدير (البقرة2: 259)

نرى في هذه القصة أن إنسان مر على قرية متهدمة وشك كيف الله يحيها بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم أحياه وسأله كم مت؟ قال يوما أو أيام فقال الله انظر إلى طعامك وشرابك لم يتعفن أو ينتن وانظر إلى حمارك وانظر إلى العظام كيف نكسوها لحما والله جعله آية للناس وهكذا يحي الله الموتى!

من هذا الرجل؟ في أي العصور عاش؟ ما مذهبه ودينه وقومه وكتابه؟ ما اسم القرية الخاوية على عروشها وأين تقع؟ كيف مات الرجل؟ إذا كان الطعام لم يتغير وحماره موجود كيف عرف الرجل انه مات مائة عام؟ أليس العكس هو الصحيح؟ أين الناس الذين جعله الله لهم آية ومعجزة؟ هل بعث الله الرجل والقرية؟ كيف عرف الناس حقيقة هذه القصة وحقيقة موت الرجل مائة عام؟ والعديد من التساؤلات؟؟؟ لكن بقى لنا سؤال هل استفاد أحد من السابقين واللاحقين شيئا من هذه القصة؟ هل هذا هو احسن القصص؟ هل حقا هذه عظة وذكرى يا مسلمين؟

قصة أخرى/2:

ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا أنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة( من طين) ووجد عندها قوما قلنا يا ذي القرنين إما أن تعذب وإما تتخذ فيهم حسنا قال إما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (عرايا) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يا جوج وما جوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خراجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما آتوني بزبر الحديد حتى أساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا(نحاس) فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا(الكهف18: 83-99)

من هو ذي القرنين هذا؟ في أي العصور عاش؟ من ذريته ومن قومه وعلى دين من؟ من القوم القاطنين عند مغرب الشمس وأمر الله ذي القرنين أن يعذبهم أو يرحمهم؟ هل هناك مكان لغروب الشمس وهو عين من طين؟ هل هناك مكان لمشرق الشمس وما المسافة بينه وبين مغربها؟ من القوم العرايا الذين وجدهم ذي القرنين عند مشرق الشمس؟ أين يقع السدين؟ من هؤلاء القوم الذين يجيدون صناعة الحديد ولا يفقهون قولا؟ من هم ياجوج وماجوج؟  وكثير من الأسئلة الحيرى ؛ ما الدرس المستفاد للسابقين واللاحقين ويطل على الرأس السؤال الأهم هل حقا هذا احسن القصص ؟ أين العظة والذكرى يا مؤمنين؟

قصة أخرى/3:

أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار(تجادل) فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض(الكهف18: 9-26)

في هذه القصة نرى أصحاب الكهف والرقيم ما هو؟ اختلفوا فيه! في أي البلاد عاشوا؟ ما ديانتهم ومن قومهم؟ ماتوا ثلاث مائة وتسع سنين ثم تصارع حزبان في عددهم من هما الحزبين؟ كم عددهم؟ لا يعلم عددهم إلا قليل لماذا لم يخبرنا بعددهم احد؟ لماذا أمر القران محمد أن لا يجادل فيهم احدا؟ كثير من عرب الجاهلية كانوا يعرفون القصة من أين جاءوا بها؟ من فهم شئ من هذه القصة؟ ما هي العبرة والدرس المستفاد للسابقين واللاحقين من هذه القصة؟ هل حقا هذا احسن القصص؟ هل هذا يبسط للناس طريق الهداية ويعرفهم الحق؟ هل بهذه القصة يتثبت فؤاد محمد؟ لماذا أمره أن لا يستفت أحدا ونسي انه قال سابقا إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك؟

قصة أخرى/4:

وراودته عن نفسه وغلقت الأبواب ولقد همت به وهم بها يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا أنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش الله ما هذا بشرا إن هذا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فأستعصم ولئن لم يفعل ما أمره (بماذا أمرته) ليسجنن وليكونا من الصاغرين قال رب السجن احب إلى مما يدعونني إليه وألا تصرف عني كيدهن اصب(يميل ويرغب) إليهن(لمن؟) واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن (يوسف12: 23-34)

من سرد القصة نرى امرأة العزيز أرادت فعل الفحشاء مع يوسف وهمت به وهم بها وشاع الخبر وجمعت امرأة الملك النسوة اللاتي لمنها وشهدن بضلال امرأة العزيز وقطعن أيديهن ودماء كثيرة وآلام ما بعدها آلام لكنهن قلن حاش لله هذا ملاك كريم وتستمر رغم تقطيع الأيادي فتطلب امرأة العزيز من يوسف أن يمارس الجنس معها أمامهن وهن أيضا أيدن ذلك والدليل كلمة صرف كيدهن كيف صرف؟ أي فضيحة تلك؟ ودخل يوسف السجن؛ أعطت كل واحدة منهن سكينا لماذا؟ هل كانت امرأة العزيز تتنبأ أنهن سيقطعن أيديهن؟ قلن حاشى الله أن هذا ملاك كريم هل كان الفراعنة يعرفون الله وملائكته؟ هل الحبكة القصصية تدخل عقل طفل؟ إن دخلت عقول المؤمنين بها والمصدقين ما المستفاد منها؟ حيث أن يوسف تارة رأى برهان ربه وتارة صرف الله عنه كيدهن؛ هل هذا احسن القصص؟ هل يثبت هذا فؤاد الناس أم العكس؟

قصة أخرى/5:  

إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره هو أنشأكم من الأرضيا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين أمنوا معه واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين(هود11: 61-68)

من صالح هذا؟ من ذرية من والى من أرسل إلى ما كان يدعو وما كتابه هل نسخ وتحرف؟ ما طريقة نجاته والمؤمنين به؟ما هي ناقة الله وما اختلافها عن النوق العصافير وناقة محمد القصواء ما المعجزة فيها؟ لكن دع كل ذلك جانبا ما هي الصيحة؟ لقد تكررت الصيحة كثيرا في قران محمد خاصة مع الأنبياء الذين يكتنفهم الغموض وليس لهم اصل في كتاب الله التوراة والإنجيل :

لما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين أمنوا وأخذت الذين ظلموا الصيحة(هود11: 94)

فلما جاء آل لوط انهم لفي سكرهم يعمهون فأخذتهم الصيحة فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة (الحجر15: 61-74)   

فإذا استويت أنت ومن معك على الفلكثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم(نبي بعد نوح؟؟) ... قال عما قليل ليصبحن نادمينفأخذتهم الصيحة(المؤمنون23: 28-41)

 وقارون وفرعون وهامان..ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا (العنكبوت29: 40)

قوم نوح وعاد وفرعون وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق(ص38: 12-15)

واضرب لهم مثلا أصحاب القريةوجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال اتبعوا المرسلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(يس36: 13-29)

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج(ق 50: 42)

كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيبفأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم (الشعراء26: 176-189)

أما عاد فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا أما ثمود فأخذتهم صاعقة عذاب(فصلت41: 16-18)

ما هي الصيحة والصاعقة والظلة ومن هؤلاء الأقوام والأنبياء غير الموجودين في كتب الله ؛لماذا هذا الغموض في قصصهم ؟ هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى/6:

ألم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون وقاتلوا في سبيل الله واعلموا(البقرة2: 243-244)

من هؤلاء القوم ؟ من أي الديار خرجوا ولماذا؟ في أي زمان عاشوا وفي أي ارض سكنوا؟ هل كان لهم كتاب ولهم نبي فعصوه؟ قال لهم الله موتوا كيف قال لهم وعن طريق من ؟هل ماتوا بالسبب الذي خرجوا بسببه أم بسبب اخر؟ هل هناك علاقة بين القصة والآية التي تليها فتكون قصة في نطاق ترهيب المسلمين لكي يقاتلوا وان فروا من الموت فالموت سيلاحقهم ؟ ما العبرة والدرس المستفاد؟ لكن سيظل السؤال الحائر هل هذا هو احسن القصص ؟ هل هذا يثبت القلوب والعقول ؟

قصة أخرى/7:

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنودهفتبسم ضاحكا من قولها وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديد أو لأاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين  إني وجدت امرأة تملكهم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء (المطر والنبات) في السموات والأرض ويعلم ما يخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم قال عفريت من الجن أنا آتيك به (عرش الملكة) قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب(من هذا؟هل يعلم من الكتاب اكثر من سليمان؟ هل هو من الجن؟) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . (النمل27: 17-44)

سليمان يعرف لغة الطير والحشرات نعم ؛ لكن النملة تعرف سليمان وجنوده؟ سليمان يعرف لغة الهدهد؛ لكن الهدهد يعرف جهل سليمان بملكة سبأ؟ الهدهد يعرف أن الشيطان زين لملكة سبأ وقومها أن يسجدوا للشمس ويعرف رب العرش العظيم ويعرف انه يخرج الخبء! ما هو الكتاب الذي عند العفريت علم منه؟ هل حقا تلك عظة وذكرى يا مسلمين؟هل هذا احسن القصص؟ أي فؤاد الذي يثبته هذا الكلام ؟

قصة أخرى/8:

في مجال الحديث عن سليمان فلما قضينا عليه الموت(مات) ما دلهم(الجن)على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته(عصاه) فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (سباء34: 14)

وهنا يقص محمد في قرانه واحدة من اعجب واغرب القصص وهى أن سليمان مات وهو متكأ على عصاه ولم تعرف الجن ذلك إلا بعد أن أكلت دابة الأرض تلك العصا فخر سليمان وعرفت الجن انه مات وقال الجن بأسى انهم لو يعلموا ذلك ما لبثوا في العذاب المهين كل هذا الوقت؛ هل دخلت القصة عقل طفل هل تفكر أحد فيها؟ لماذا لم يدفن أهل سليمان جثة ملكهم وتركوها على العصا؟ ترى طوال فترة بقاء جسد سليمان على العصا لم يدخل عليه أحد من قواده أو وزراءه أو أهل بيته؟ مملكة سليمان ابن داود بدون ملك يسير أمورها كل هذا الوقت حتى تأكل الأرضة العصي؟ هل كان سليمان يعيش فقط مع هؤلاء الجن الجهلة على كوكب آخر؟ أين معرفة الجن الذين احضروا عرش ملكة سبأ في طرفة عين؟ما العظة والدرس يا أولي الألباب؟

قصة أخرى/9:

أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها(يجمعون الثمار) مصبحين ولا يستثنون فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم .قال أوسطهم فأقبل بعضهم يتلاومون قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خير منها وأنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون (القلم68: 17-33)

من هم أصحاب الجنة؟ في أي البلاد والعصور؟ هل لهم كتاب ونبي؟ ما هو طائف ربك ومن هو أوسطهم؟ ما الدرس والعظة المستفادة هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى/10:

نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم فالتقطه آل فرعون إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين.(القصص28: 2-10)

نرى هنا فرعون وهامان يقتلا أطفال بني إسرائيل والله يريد أن يمن على بني إسرائيل ويجعلهم الوارثين ماذا سيرثون ؟ وألقت أم موسى ابنها موسى في البحر في عصر ملك فرعون وهامان.

قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين لعلي اطلع إلى اله موسى فأخذناه وجنده فنبذناهم في اليم(القصص28: 38-40)

وقال فرعون يا همان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب (غافر40: 36)

هنا نجد أن فرعون وهامان اللذان كانا في طفولة موسى هما اللذان وقفا ضد موسى بعد نبوته ؛ كم عاشا وكم كان عمرهما؟ هل في كل تاريخ الفراعنة واحد اسمه هامان؟ وتمضي كثيرا من قصص القران على هذه الشاكلة نختتمها بموسى والخضر

إذ قال موسى لفتاه لا ابرح مجمع البحرين أو امضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فأتخذ سبيله في البحر سربا فوجدا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك قال انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم اقل انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكيه بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه وإما الجدار فكان لغلامين يتيمين وكان تحته كنز لهما  كان أبوهما صالحا فأراد ربك (الكهف18: 60-82)

ما العبرة في وجود الحوت؟ أين ذهب فتى موسى في فترة مصاحبة موسى للعبد الصالح؟ من العبد الصالح هذا؟ الملاحظ ان العبد يتكلم بصيغة الجمع (فخشينا؛ فأردنا) من أين جاء والى أين ذهب؟ كيف موسى أمام للناس وكليم الله يتعلم من هذا العبد ترى من هو؟ عبد صالح يقتل طفلا لمجرد انه خشي؛ أي صلاح في ذلك؟هل هناك أحد من أصحاب العقول أن يدلنا على العبرة المستفادة من تلك العظة والذكرى؟ هل ثبتت فؤاد أحدا؟ هل هذا احسن القصص؟ لقد قال العرب في جهلهم وجاهليتهم أساطير الأولين :

قالوا أساطير الأولين اكتتبها تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 5 )(النمل27: 68) 

نعم كل حرية العرب كانت في مكة لكن في المدينة وبعدها لا يجرؤ أحد أن يفتح فاه بما يعتمل في عقله أو ما يجيش به صدره فإذا تكلم أحد فبعدها صمت الأبد فإسلام المدينة نزع حرية التعبير فخرست الألسنة وصمت العقول لكن لنا أن نستدعي الإمام النووي ليعلق لنا على تلك القصة وهى تصلح كتعليق على كل القصص السابقة وإجابة لسؤالنا الحائر هل حقا هذا احسن القصص؟.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم تعليقا على قصة موسى والخضر(القصة السابقة) قال : في هذه القصة بيان اصل عظيم من أصول الإسلام وهو وجوب التسليم بكل ما جاء به الشرع وان كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول ولا يفهمه اكثر الناس وقد لا يفهمونه كلهم ! نعم لقد صفع الإمام النووي وجوه كل من يتغنون بأن الإسلام دين التفكر والعقل وذو الألباب! نعم لقد أباح الإمام النووي بأصل الإسلام هو أن تؤمن وتستسلم وتضع عقلك في التابوت وان فهمت وتكلمت وتحررت فيضعونك في التابوت.

الحرية والإكراه

جاء في القران الكثير من الآيات التي تثبت أن الإيمان والكفر ليس بيد الإنسان لكنه قدر مقدر من عند الله خالق خلقه منهم مؤمن ومنهم كافر ومنهم من يريد الله ويشاء له الهداية ومنهم من يريد ويشاء له الله الضلالة والكفر. كما أن هناك العديد من الآيات تعطي للإنسان حرية الإيمان أو الكفر فمن اهتدى فلنفسه ومن أساء فعليها ومن احسن أو أساء فلها ثم أن الأديان كلها لله والدعوة للإسلام بالحسنى فلا إكراه في الدين فالحرية مفتوحة على أوسع أبوابها وللفرد أن يختار ما شاء لا بين دين وآخر بل بين الإيمان أو الكفر ؛ لكن هل توقف القران عند هذا الحد؟ لا بل تخطاه بان لا دين مقبول عند الله غير الإسلام ؛ والقتل والقتال لمن يعتنق غيره أو يكفر بالله . لقد تحول الموقف من الضد إلى الضد وسنسرد تلك الآيات التي تبين كلا على حده.

الإيمان والكفر قدر من عند الله:

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (التغابن64: 2)

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله (يونس10: 100)

لو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه(لم يسمع ولم يعقل) وجعل على بصره غشاوة(ظلمة) فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (الجاثية45: 23)

ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين(يونس10: 99)

ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (آل عمران3: 176)

أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم (هود11: 34)

وقيضنا(سببنا) لهم قرناء (شياطين) فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس وانهم كانوا خاسرين(فصلت41: 25)

ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم عذاب عظيم(المائدة5: 41)

لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا(الانعام6: 107)

قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (الانعام6: 149)

ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (الحجرات49: 7)

من كل ما تقدم وغيره من الآيات نجد أن الإنسان مسلوب الإرادة لا ذنب له في كفره وضلاله ولا خيرة له في إيمانه وهداه فالقدر قدر الله الذي خلق منذ البدء كافر ومؤمن ؛ وهو أيضا الذي خلق النفس وألهمها فجورها وتقواها فالإنسان بالفطرة لديه الفجور والتقوى؛ ولو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو أراد الله لأمن من في الأرض جميعا ولكن حق قول الله أن يملأ جهنم من الناس والجن ولا ينفع نصح الأنبياء طالما إرادة الله إغوائهم وفتنتهم وهو الله الذي زين الإيمان في قلب الإنسان ويكره لديه الكفر والفسوق والعصيان ؛وهو الذي قيض للفاسقين شياطين ليضلوهم  ولنا أن نسأل إذا كان الإيمان والكفر قدر الله على الإنسان فما ذنبه ولماذا الثواب والعقاب ؟ ما ذنب المذنب وما فضل المؤمن ؟ لكن الأغرب من ذلك أن الكفار قالوا نفس كلام محمد :

وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول إلا البلاغ (النحل16: 35)

سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤناكذلك كذب الذين من قبلهم قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعوا إلا الظن وان انتم إلا تخرصون(الانعام6: 148)

ترى إلى هذا الحد التطابق بين ما قاله محمد في قرانه من ناحية وبين ما قاله المشركين من الناحية الأخرى؛ قال محمد للمشركين إنكم تخرصون إنكم تكذبون هل لنا أن نقول له كما قال لهم ؛ أليس قال هو بمثل ما قالوا !

حرية الاختيار بين الإيمان والكفر:

وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر  … (الكهف18 : 29)

هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره (فاطر35: 39)

فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل (يونس10: 108)

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها(الاسراء17: 7)

إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل (الزمر39: 41)

من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى (الاسراء17: 15)

قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه(الله) (الزمر39: 14-15)

من كل ما تقدم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن كفر فعليه كفره ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها ومن احسن أو أساء فلنفسه وهكذا الإنسان حر طليق يختار كما يشاء لا بين دين وأخر لكن بين الإيمان والكفر وللإنسان الحق في أن يعبد من دون الله ما شاء .

الأديان كلها لله:

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون(الصابئين) والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة5: 69)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون(البقرة2: 62)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة(الحج22: 17)

من أهل الكتاب أمة يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114)

قل أمنت بما انزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير(الشورى42: 15)

من كل ما تقدم لا خوف على المسلمين واليهود والنصارى والصابئين كما أن المسلمين واليهود والنصارى والصابئين فئة واحدة والذين أشركوا فئة أخرى الله يفصل بينهم يوم القيامة ولا حجة عليهم فالله يجمع بينهم يوم القيامة واليه المصير؛ لا بل تخطى القران ذلك وخاطب الكافرين قائلا :

قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين(109: 1-6)

حتى مع الكافرين وعباد الأصنام ففي تلك الآية المكية كان محمد غاية في السلم حتى مع عباد الأصنام ؛ كرر مرات عديدة انه لا يعبد ما هم عابدون ولهم دينهم ومحمد له دينه ولا حجة بين محمد وبين أحد فلكل أعماله .

الدعوة للإسلام بالحسنى:  

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين (النحل16: 125)

فان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين(النحل16: 82)

وما على الرسول إلا البلاغ المبين (العنكبوت29: 18)

ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه انه  لا يفلح الكافرون(المؤمنون23: 117)

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان25: 63)

ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله (الاحزاب33: 48)

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .(البقرة2: 256)

مما تقدم نجد أن الدعوة للإسلام بالحكمة وبالحسنى وما على محمد إلا البلاغ وإلا حرف حصر يعني محمد مبلغ فقط ومهما فعل الجاهلون بمحمد وباتباعه فردهم على الجاهلين سلام ولا يكرهون أحدا على دخول الإسلام .

ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي(صديق) حميم(فصلت41: 34)

وقيله يا رب أن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام (الزخرف43: 88-89)

ترى أي سلام في هذه الآيات المكية لكن ترى هل هذا كل ما في القران ؟

الإكراه والقتل لغير المسلم:

   لقد ورد الكثير من الآيات التي تحرض المسلم على القتال وقتل كل إنسان لا يدين بالإسلام سواء كان هذا الإنسان يهوديا أو نصرانيا أو بلا دين؛ فلا دين غير الإسلام فهو الدين الوحيد القيم والمقبول عند الله وغيره مرفوض. لكن قبل أن نستعرض تلك الآيات علينا أن نحدد في عجالة معنى الكفر والكافرين ومعنى الإسلام.

إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا (النساء4: 150-151)

ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا لما معهم كفروا به فلعنة الله على الكافرين فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم أمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة2 :89-91)

وهنا اصبح من يؤمن بالله ورسله دون أن يؤمن بمحمد يصبح كافرا حقا وكذلك من يؤمن بالتوراة والإنجيل دون إن يؤمن بمحمد وقرانه فهو أيضا من الكافرين وعليه اللعنة وباءوا بغضب على غضب .

أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين (يونس10: 105)

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين(الانعام6: 161)

ومن احسن دينا ممن اسلم  وجهه لله وهو محسن اتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا(النساء4: 125)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين(آل عمران3: 67)

وهنا الدين القيم هو دين إبراهيم الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما ؛ أما اليهود والنصارى فهم كفار مشركين.

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9: 30)

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5: 17؛ 72)

وهنا اصبح اليهود والنصارى كفار مشركين وهم والكفار الذين لا يؤمنون بوجود الله شئ واحد وسنوضح في الآيات التالية كيفية تعامل الإسلام والمسلم مع غير المسلم

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب (آل عمران3: 19)

ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(آل عمران3: 85)

أفغير دين الله يبتغون وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها(آل عمران3: 83)

من هذه الآيات المدنية وغيرها اصبح الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام دين إبراهيم وغيره مرفوض ولن يقبل. والآن لنا تلك الآيات التي تلغي حرية الاختيار بين دين وآخر وبين الإيمان والكفر فالقتل لكل من لا يعتنق الإسلام ؛ أما الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة وبالموعظة الحسنة فتبدلت وصار القتل والسيف هو الدعوة والداعي أما اليهود والنصارى فلا مكان لهم إلا أن يعيشوا أذلة بعد أن يدفعوا الجزية وإذا ضاقت يدهم عن دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا مكان لهم في الحياة أما إذا عزت عليهم الحياة فعليهم الدخول في الإسلام دون اقتناع أو تفكير فهكذا اسلم من في الشرق كرها.

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (أذلاء)(التوبة9: 29)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (التحريم66: 9)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم(التوبة9: 73)

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح48: 29)

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم (كثر القتل فيهم) فشدوا الوثاق(أوثقوهم)(محمد47: 4)

سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (الانفال8: 12)

فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلوة وأتوا الزكوة فخلوا سبيلهم(التوبة9: 5)

ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا(النساء4: 89)

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض(المائدة5: 33)

من كل ما تقدم فقتل الكفار وضرب الرقاب وتقطيع الأيدي والأرجل والصلب لكل من يعتنق غير الإسلام وحتى أهل الكتاب فعليهم أن يعيشوا أذلاء بعد أن يدفعوا الجزية أو يحرموا ما حرم محمد أي يدخلون الإسلام وان رفضوا هذه وتلك فالقتل القتل.

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فان تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما(الفتح48: 16)

هنا يدعوا محمد الأعراب إلى المشاركة معه في قتال قوم أشداء فيقتلوا أو يدخلون الإسلام ؛ اين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ أين لا إكراه في الدين؟ أين دع أذاهم واصفح الصفح الجميل وقل سلام؟ أين ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة؟ أين ما على الرسول ‘لا البلاغ؟ أين اليهود والنصارى الذين لا خوف عليهم؟ أين الكافرون الذين لهم دينهم ومحمد له دينه أين الذي بينك وبينه عداوة كأنه صديق حبيب؟ أين إسلام مكة ؟ هل هناك قتل وقتال في قران مكة؟ هل آيات السلم والود والسلام كانت آيات مرحلية وانتهت؟ لماذا هذا التدرج والتنقل من الضد إلى الضد؟ كيف يوافق المسلم بين قران مكة وقران المدينة وبين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ نعم أن أي حركة سياسية تمر بمرحلة استضعاف تهادن وتسلم وربما تغازل الكثيرين وتخطب ودهم وتسعى جاهدة لاستقطابهم لتحقيق أغراضها؛ ثم مرحلة اختبار القوة ثم مرحلة السيطرة وهى الوجه الحقيقي والصحيح تسقط فيه أقنعة مرحلة الاستضعاف وتختفي من على الأوجه مساحيقها . ترى هل الذي ينطبق على الحركات السياسية بتطبيق على الاسلام؟ هل نتعامل مع الإسلام على انه دين سماوي له نصوص قاطعة لا تتناقض ولا تتعارض بين مرحلة وأخري؟ هل يستطيع المسلم أن يوافق بين ذلك التناقض بين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ هل يستطيع أحد أن يزيل التناقض والضد بين الآيات وبعضها؟ هل يستطيع أحد أن يقنعنا أن الإسلام شئ آخر غير انه حركة سياسة.

الله والشيطان

لقد جاء في القران صفات فريدة لله سبحانه وتعالى مثل الماكر والمتكبر والمخادع والغاوي؛ كما جاءت صفات فريدة للشيطان انه يخاف الله رب العالمين ويعظ الناس ولا يشرك بالله وانه برئ فالله هو الذي أغواه كما جاء أيضا أعمال اشترك فيها الله مع الشيطان سنورد كل منها على حده.

الله الماكر المخادع:

مكروا ومكر الله والله خير الماكرين (آل عمران3: 54)

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الانفال8: 30)

وهنا نرى أن الله ماكر لكن ربما يكون هناك مكر خير ومكر شر ولله مكر الخير فقط كما يدعي البعض.

وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا (الرعد13: 42)

وهنا نجد أن لله المكر جميعا وهو شامل كل المكر.

وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا (يونس10: 21)

أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون(7الاعراف: 99)

وهنا نجد أن الله خير الماكرين وهو الأسرع مكرا وله المكر جميعا وعلى المؤمنين أن يتوقعوا دائما مكر الله ولا يأمنوا مكره أما من يأمن مكر الله فأولئك هم القوم الخاسرون أما القوم المؤمنون فيتوقعوا دائما مكر الله ويحضرنا هنا حديث إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الخوف والرجاء:

لما ظهر على إبليس ما ظهر طفق جبريل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فأوحى الله أليهما مالكما تبكيان كل هذا البكاء؟ فقالا يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري.

وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون (الانعام6: 123)

وهنا الله الماكر إرادته أن يستخدم أكابر مجرمي القرية ليمكروا فيها وهم مسلوبوا الإرادة ولا يشعرون.

إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا(النساء4: 142)

وهنا نرى الخداع المتبادل بين المنافقين وبين الله.

الله المتكبر؛ الشيطان المتكبر:

قال(الله) فاهبط (للشيطان) منها(الجنة) فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين(الاعراف7: 13)

‘ذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر(البقرة2: 34)

وسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (38: 71-74)

وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم.

هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام الجبار المتكبر (59: 23)

وهنا نجد الله يشارك الشيطان نفس الصفة وهى التكبر لكن لك تلك الآيات الأعجب

إن الله لا يحب المتكبرين(16: 23)

فلبئس مثوى المتكبرين (16: 29)

أليس جهنم مثوى المتكبرين(39: 60)

الشيطان يعظ ويبشر بالإسلام:

وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم (ابراهيم14: 22)

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين (الحشر59: 16)

وهنا نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم.

قل أوحي إلي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدوانا منا الصالحون ومنا دون ذلك وإنا لما سمعنا الهدى(القران) أمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وانا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا(الجن72: 1-14)

الواضح من الخطاب القرآني أن الكلام هو كلام الجن نفسه وهو نفس كلام الشيطان فلا فارق بين الجن والشيطان والله. في القران يردد اله القران كلام الجن ويتلوه على محمد ! ولما كان الجن والشياطين شئ واحد؛ فترى هل نثق في كذبهم وخداعهم فليس هناك دليل واحد على وجود الجن المؤمن كما أن ليس هناك دليل واحد على وجود الشيطان الذي يخاف الله ولا يشرك به؛ فترى هل نصدق موعظة الجن والشيطان ونثق في بشراه وما بشر به؟

 

الفتنة من الله ومن الشيطان:

يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة (الاعراف7: 27)

ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم(الحج22: 53)

كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون(الانبياء21: 35)

قال(موسى) رب لو شئت أهلكتهمأن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا(الاعراف7: 155)

وقتلت(موسى) نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا(طه20: 40)

قال(الله) فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك (طه20: 85)

وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة (الاسراء17: 60)

مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس .لكن جاءت تلك الآيات الأغرب :

وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة (الفرقان25: 20)

لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا (المائدة5: 48)

وهنا نرى الله يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم !

الغواية من الله؛ الغواية من الشيطان:

قال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (الحجر15: 39)

قال (الشيطان) فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين (ص 38: 82-83)

وهنا الشيطان يتهدد البشر بالغواية ويحلف بعزة الله أن لا يستثني منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين ؛ وهذا هو خداع الشياطين حيث أن الشيطان يكون اكثر فرحا إذا أغوى عباد الله المخلصين أليس كذلك؟

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون (هود11: 34)

فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (الصف61: 5)

وهنا نرى أن إرادة الله غواية البشر وإزاغتهم.

قال(الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض (الحجر15: 39)

قال(الشيطان) فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (الاعراف7: 16)

وهنا نرى الشيطان يتبرأ من جرمه وتكبره ويدعي كذبا بأنه برئ وان الله أغواه فلا ذنب له طالما أراد الله له الغواية.

الرجس من الله ؛ الرجس من الشيطان:

إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (المائدة5: 90)

كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (الانعام6: 125)

ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون(يونس10: 100)

لكن الأغرب أن الرجس كان داخل بيت محمد :

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 33)

الرجز من الله ؛ الرجز من الشيطان:

فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء(البقرة2: 59)

فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (الاعراف7: 162)

وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين(الانفال8: 11)

الله ينسي ؛ الشيطان ينسي:

سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى(86: 6-7)

وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

أما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين(الانعام6: 68)

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان(المجادلة58: 19)

الأولى والثانية الله ينسي والثالثة والرابعة الشيطان ينسي حزبه ذكر الله ويستحوذ عليهم  وكذلك الشيطان ينسي محمد!

الله يوحي؛ الشيطان يوحي:

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر(الانبياء21: 7)

إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون(الانعام6: 121)

وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة(الحج22: 52)

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون(الانعام6: 112)

في الآية الأولى الوحي من الله وفي الآيات التالية نرى الشياطين يوحون إلى اتباعهم كما يوحون إلى الأنبياء وللشياطين زخرف القول يوحونه إلى بعض بمشيئة الله.

 

المنسوخ من الله؛ المنسوخ من الشيطان:

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

وهنا الله ينزل آيات في القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وهنا الآيات المنسوخة والملغاة هي آيات من عند الله !

فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياتهليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض (الحج22: 52-53)

وهنا الشيطان يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي القها الشيطان على محمد وهنا نرى الآيات المنسوخة الملغاة هي آيات من الشيطان.

 

الشيطان يضل ؛ الله يضل:

يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا(النساء4: 60)

قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين(القصص28: 15)

أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه(الجاثية45: 23)

أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)

هنا الشيطان يضل الناس وكذلك الله يضلهم أيضا؛ ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وأنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين(سبأ34: 24)

وهنا نرى محمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !

 

 

الله يزين عمل السوء ؛ والشيطان كذلك:

ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون(الانعام6: 43)

لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم(النحل16: 63)

وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم(الانفال8: 48)

هنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم(النمل27: 4)

كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم(الانعام6: 108)

أفمن زين له لسوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء (فاطر35: 8)

وهنا أيضا الله كما الشيطان يزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الأعجب :

كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الانعام6: 137)

هنا نرى المشركين يقتلون أولادهم المرتدين عن الشرك فضلا عن أن الله هو الذي زين لهم هذا القتل وذلك نفهمه من كلمة لو شاء الله ما فعلوه وهو ما جاء به الإسلام وهو قتل المرتد وبألتاكيد قال محمد إن هذا أمر الله .

 

الله يكيد ؛ الشيطان يكيد:

انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا (الطلاق86: 13-17)

أملي لهم أن كيدي متين (القلم68: 45)

وهنا الكيد متبادل بين الله والكافرين ولكن كيد الله متين؛ لكن ماذا عن كيد الشيطان؟

الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (النساء4: 76)

الله يأمر بالفسق والفساد ؛ والشيطان يأمر بالفحشاء:

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين(الاسراء17: 4)

إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا(الاسراء17: 16)

هنا قضاء الله لبني إسرائيل الفساد في الأرض وأمره للمترفين بالفسق في القرية فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.

ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يإمر بالفحشاء والمنكر(النور24: 21)

الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (البقرة2: 268)

 

الله والشيطان رأسا برأس:

قال (الله) فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة إلى يوم الدينقال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال(الله) هذا صراط علي مستقيم (الحجر15: 34-40)

هذا حوار وعهد بين الله والشيطان والشيطان يقول لله لأنك أغويتني سأضل أبناء أدم وأغويهم إلا عبادك المخلصين والله يؤكد بأن هذا هو صراطه المستقيم فيا لبراءة الشيطان فهو ينفذ صراط الله المستقيم .

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

 

الله والشيطان اتفقا على الإنسان:

الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا(تغريهم) (مريم19: 83)

إن يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا(من الذي فرضه؟) ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم (النساء4: 117-119)

قال (الله) اذهب (يا إبليس) فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجالك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا(الاسراء17: 63-64)

وهنا نرى الله يرسل الشياطين على الكافرين لكي يغرونهم ويحرضونهم على الشر والله منذ البداية مقدر نصيبا مفروضا سوف يضللهم الشيطان .

لو شيئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

  وهنا الله يستطيع أن يأتي كل نفس هداها لكن هناك جهنم والله لا يريدها فارغة بل الله وعد أن يملأ جهنم؛ لكن هل ستمتلأ جهنم؟

يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)

ترى هل ستمتلأ جهنم أم سيدخلها البشر أجمعين لكي يحق قول الله عليها بأن يملأها من الناس والجنة؟

الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى (طه20: 8)

مما قدمنا سالفا ترى هل لله الأسماء الحسنى فقط أم وغير الحسنى أيضا ؟

الموت وما بعده

إن أهم الموضوعات التي تهم كل إنسان أن يعرف حقيقة مصيره المجهول بعد أن تتوقف دقات القلوب وتموت فينا كل الأحاسيس وتفر من أيدينا كل قوتنا وسلطاننا ؛ لا أحد يساندنا أو يدافع عنا أو يجاملنا فلا تمييز ولا تفرقة كل إنسان يقف بمفرده يحاسب ويجازى عن ما زرع في رحلته القصيرة على الأرض كل منا يصل إلى نهاية الطريق التي سلكها لا يستطع أحدا أن يجادل الله فلقد منحنا عقولا نميز بها بين الغث والثمين وأعطى كل منا ضمير يحس به الصواب من الخطأ يؤلمه إذا اخطأ ويسعده إذا أصاب .

تحدث القران عن الموت فهناك ألموتة الأولى والثانية وتحدث عن النار والدرك الأسفل والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر والنار الكبرى وشجرة الزقوم وغيرها؛ كما تحدث عن الجنة ونعيمها من لحوم وفواكه وانهار الماء واللبن والخمر والعسل والحور العين والأبكار والعذارى اللاتي من نصيب المسلم المؤمن الذكر وبلا عدد والآن سنورد كل منها على حده لكن دعنا نتوقف قليلا عند تلك الآيات :

إذ تلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد(ق50: 17-18)

من هما المتلقيان؟ هل يموتا مع الإنسان أم يتلقيان من إنسان اخر؟ مما خلقا المتلقيان هل من طين كما أدم أم من نار كما الجن والشياطين أم من شئ أخر؟

قال قرينه هذا ما لدي عتيد القيا في جهنم كل كفار عنيد (ق50: 23-24)

قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لديا وقد قدمت لكم بالوعيد (ق50: 27-30)

من القرين في الآية الأولى ؟ ومن اللذين سيلقيانه في جهنم؟ من القرين في الآية الثانية؟ لاتختصموا؛ من يختصم مع من؟

من يعش(يبتعد) عن ذكر الرحمن نقيض (نخصص) له شيطانا فهو له قرين(الزخرف43: 36)

وهنا نرى القرين هو الشيطان ترى هل الله يجل للإنسان قرين من الشياطين؟ ما الفرق بينه وبين شيطان محمد؟

وقيضنا(خصصنا وسببنا) لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم(فصلت41: 25)

ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرين (النساء4: 38)

ترى ما ذنب الإنسان؟

كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقيه منشورا(الاسراء17: 13)

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد(ق50: 20-21)

من هو السائق والشهيد وما هو ذلك الطائر الذي في العنق ؟

حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(المؤمنون23: 99-100)

ما هو البرزخ الذي ورائهم ؟

وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة (حيوان) من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (النمل27: 82)

ترى ما هذه الدابة؟ من أي ارض تخرج ؛ هل من جزيرة العرب أيضا؟ بماذا تتكلم وتكلم من وبأي لغة؟ هل ستتكلم بلغة القران العربية؟ هل ستخاطب المسلمين عامة أم العرب؟ هل هناك من سيؤمن بما تقوله الدابة ويعمل به؟ ما الهدف من خروجها؟ ماذا تختلف تلك عن الجساسة ذلك الحيوان الخرافي الذي قال محمد لا صحابه أنها ظهرت في إحدى الجزر ولهم فيها أقوال مضحكة! هل هناك نظير لهذه الدابة في كتب الله التوراة والإنجيل أم الدابة فقط لأهل القران؟

 

الموتة الأولى والرزق الحسن:

إن المتقين في مقام أمين  كذلك زوجناهم بحور عين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان 44 : 51-56)(الصفات37: 59)

والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا يرزقنهم الله رزقا حسنا(الحج22: 58)

لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران3: 169)

هنا نرى الموتة الأولى ونرى الذين قتلوا في سبيل الله لهم الرزق الحسن كما نرى المتقين مع أزواجهم من الحور العين ؛ لمن الموتة الأولى هل لكل المؤمنين أم للمتقين فقط؟ الأحياء عند ربهم يرزقون؛ هل حاسبهم الله بمجرد موتهم وأدخلهم الجنة ثم يرزقهم الرزق الحسن؟ هل الحور العين للمتقين فقط؟ أين هم من البرزخ

كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة (آل عمران3: 185)

الأجر يوم القيامة لكن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ولهم الرزق الحسن قبل القيامة كيف؟

يوم ندعوا كل أناس بأممهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا (الاسراء17: 71)

فأما من أوتي كتابه بيمينه  فهو في عيشة راضية وأما من أوتي كتابه بشماله خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه (الحاقة69: 19-31)

فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره يصلى سعيرا (الانشقاق84: 7-12)

فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه في جهنم خالدون(المؤمنون23: 102-103)

مما تقدم نجد البعض كتابه بيمينه والآخر كتابه بشماله والبعض وراء ظهره والبعض ثقلت موازينه والآخر خفت موازينه والكل يوفون أجورهم يوم القيامة ؛ أين الذين قتلوا في سبيل الله الذين يرزقون عند ربهم ؟

الحياة مرتين ؛ الموت مرتين:

إن الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبرقالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فأعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (غافر40: 10-11)

كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (البقرة2: 28)

وهنا نحن أمام إماتتين أي الموت مرتين (أحييتنا مرتين) أي الحياة مرتين ؛ ترى ما هي الحياة الأولى والثانية قبل اعترافهم بذنوبهم ؟ وما الموت مرتين ؟

إن المتقين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان44: 51-56)

فالمتقون لا يذوقون إلا الموتة الأولى؛ ما هي الموتة الثانية وعلى من تجوز وما حال الإنسان بين الحياتين والإماتتين؟

اللا موت واللا حياة:

وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (الحج22 : 2 )

انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحي (طه20: 74)

الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم (فاطر35: 36)

هنا نرى حالة بين الحياة والموت ؛ ترى ما هي ولمن ؟

درجات العذاب:

إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار (النساء4: 145)

يتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى (الاعلى87: 11-12)

أما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون(السجدة32: 20-21)

مما تقدم نجد الدرك الأسفل للمنافقين ونرى النار الكبرى والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر لكن الأغرب كلمة لعلهم يرجعون ! ترى بعد أن يذوقوا النار والعذاب الأدنى هل لهم أن يرجعون والى أين يرجعون؟

ممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا (اعتادوا) على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردوا إلى عذاب عظيم (التوبة9: 101)

والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يضاعف له العذاب يوم القيامة(الفرقان25: 68-69)

وهنا نرى العذاب مرتين والعذاب العظيم والعذاب المضاعف لكن ما الفارق بين كل تلك العذابات ولمن؟

أم لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولاهم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون (الطور52: 43-47)

ما حدود الظلم ؟ ما هو العذاب وما هو العذاب الذي دون ذلك ؟

أقصى درجات العذاب:

فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد (الفجر89: 15-26)

قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا ولأخرنا وآية منك وارزقنا قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين (المائدة5: 115)

الواضح من الآية الأولى أن هذا الإنسان مؤمن بوجود الله ويرجع كل شئ إلى الله تعالى لكنه لا يكرم اليتيم ولا يطعم المسكين ويحب المال حبا كبيرا لكن الله سيعذبه عذابا لم يعذبه لأحد ويوثقه وثاقا لم يوثقه لأحد؛ ترى لماذا يعذبه اكثر من الكافر والمشرك وغيرهما؟ هل لهذا علاقة بتفاخر العرب بالكرم وحبهم للكريم؟ أما الآية الثانية فمن يكفر بعد هذه المائدة سيعذبه الله عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين؛ ترى ما حجم نوع العذاب المشار إليه؟ لماذا الذي يكفر بعد هذه المائدة يعذبه الله اكثر من المشرك والكافر ومقترف كل الذنوب؟

مأكل ومشرب وملبس أهل النار:

في سلسلة زرعها سبعون زراعا فأسلكوه ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون (الحاقة69: 32-37)

إن شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون (الدخان44: 45)

أم شجرة الزقوم إنها شجرة تخرج من اصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فأنهم لا كلون منها فمالئون منها البطون (الصافات37: 62-66)

وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب (الكهف18: 29)

سقوا ماء حميما فقطع امعاءهم(محمد47: 15)

ومن ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد (ابراهيم14: 16)

هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق (الحج22: 19-22)

سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (ابراهيم14: 50)

هنا نرى طعام أهل النار من غسلين ومن شجرة الزقوم يملأون منها البطون وهى الوحيدة التي تنبت من اصل الجحيم وذلك الطعام يغلي في بطونهم ثم يشربون من  ماء صديد وماء حميم يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء ويصب على رؤوسهم ماء يغلي يصهر بطونهم والجلود أما لباسهم فمن قطران ومن نار لكن كم عدد أهل النار؟

وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (هود11: 119)

لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)

وهنا أن الله قال وقدر أن يملأ جهنم ثم يسألها هل امتلأت وتقول هل من مزيد ترى متي تمتلئ جهنم وتقول كفى لم يخبرنا القران بذلك ؟

 

الجنة وأنهارها:

مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار(الرعد13: 35)

لقد تكرر في القران الوعد بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار اكثر من أي مظهر أخر فلقد وردت هذه الجملة في القران قرابة الأربعين مرة ؛ ترى هل لذلك علاقة بطبيعة الصحراء حيث بدأ محمد دعوته؟ نعم إن وقع كلمة الأنهار على عقل البدوي قاطن الصحراء تختلف عن وقعها على عقل قاطني البلدان التي تجري فيها الأنهار حيث لا تعاني تلك البلدان من شح المياه. لكن ترى ما هذه الأنهار؟

مثل الجنة التي وعد بها المتقون فيها انهار من ماء غير آسن (أي رائحة مياه الأنهار تختلف عن رائحة آبار جزيرة العرب ذات الرائحة الكريهة) وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى (محمد47: 15)

تلك هي الأنهار الأربعة التي تجري من تحت الجنة الإسلامية؛ والأعجب تلك الأنهار التي من خمر لذة للشاربين وهى تنفي أي ادعاء على أنها خمر غير مسكر بل أكد أنها تحمل اللذة للشاربين

ملبس أهل الجنة:

لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضر من سندس (الكهف18: 31)

يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (فاطر35: 33)

يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (الدخان44: 53)

الواضح هنا أن اللون الوحيد المذكور هو اللون الأخضر هل لان هذا اللون يخلب لب البدوي قاطن الصحراء؟ ولباسهم حرير لماذا هل لان البدوي كان لإبليس إلا من وبر الإبل وصوف الأغنام وكلاهما خشن؟ أما حليهم فهو من ذهب ولؤلؤ ترى هل لهذا علاقة بالآية التي تشهر وتسخر من امرأة أبي لهب ؟

تبت يدا أبي لهب وتب وامرأته حمالة الحطب في جيدها (عنقها) حبل من مسد(ليف) (المسد111: 1-5)

 

 

مساكن أهل الجنة:

وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن(التوبة9: 72)

الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد (الزمر39: 20)

الذين أمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار (العنكبوت29 :58)

حور مقصورات في الخيام (الرحمن55: 72)

هنا نرى مساكن طيبة وغرف وخيام ! لكن الأعجب أن امرأة فرعون عرفت ذلك وأمنت به وصدقته قبل محمد وطلبت من الله بناية لها في تلك الجنة وصارت امرأة فرعون مثلا من الله للمؤمنين المسلمين .

وضرب الله مثلا للذين أمنوا (المسلمين) امرأة فرعون 1ذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين(التحريم66: 11)

بأي نبي أمنت امرأة فرعون؟ كان الفراعنة عباد أصنام وكانوا يؤمنون بالميزان وبالبعث وبالبنايات وبالأكل والشراب في الآخرة؛ ترى هل تصلح هذه المرأة أن تكون قدوة للمسلمين ؟

ترى ما نصيب محمد في الجنة؟ ليست مساكن أو بيوت أو غرف أو خيام بل قصور

تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (الفرقان25: 10)

لكن السؤال المهم أين تقع جنة عدن؛ هل هي عدن التي على الخارطة أم غيرها ؟

 

النساء والأبكار في الجنة:

إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب(ثدي الفتاة) أترابا(متساويات في العمر) وكأسا دهاقا(الخمر)(النبأ78: 31-36)

ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم (الزخرف43: 70)

متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(بياض عينيها صافي)(الطور52: 20)

وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون انا اشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا(الواقعة56: 22-37)

فيهن قاصرات الطرف (من الخجل) لم يطمثهن(يجامعهن)انس قبلهم ولا جان (الرحمن55: 56)

حور مقصورات في الخيام لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان متكئين على رفرف خضر (الرحمن55: 72-76)

وهنا نرى المؤمن الرجل في الجنة له زوجاته مضاف إليها الحور العين الأبكار اللاتي لم يجامعهن قبل المؤمن المسلم انس ولا جان؛ لكن كم العدد المسموح ؟ لم يوضح القران ذلك فربما العدد مفتوح لكن أهم ما يميزهن أنهن أمثال اللؤلؤ المكنون

فراش أهل الجنة وشغلهم:

وفرش مرفوع (الواقعة56: 34)

متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(الطور52: 20)

متكئن على فرش بطائنها من إستبرق (الرحمن55: 54)

إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون (يس36: 55-56)

عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولاهم عنها ينزفون عندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون(الصافات37: 40-49)

هنا نجد الأسرة مصفوفة والفراش من إستبرق مرفوعة والأرائك تحت ظلال الأشجار يتكئ عليها المؤمنون يدور عليهم كؤوس الخمر لذة للشاربين وعندهم النساء الجميلات من الحور العين كأنهن بيض مكمنون ؛  لكن بقى لنا أن نعرف معنى كلمة في شغل فاكهون ترى؛ ما الشغل المناسب لتلك الحالة وهذا الوضع ؟

يجيبنا حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين بأن شغلهم إفتضاض الأبكار فليتنافس المتنافسون!!!

إن الأبرار لفي نعيم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (المطففين83: 22-26)

الولدان المخلدون:

يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين (الواقعة56: 17-18)

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(؟؟) عليهم ثياب سندس  (حرير) خضر وستبرق وحلوا أساور من فضة إن هذا جزاء وكان سعيكم مشكورا انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا (؟؟) (الانسان76: 19-23)

ويطاف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون(الطور52 :24)

لمن هؤلاء الولدان المخلدون والغلمان؟ لماذا صفتهم كصفة الحور العين الحسان اللاتي سيجامعهن المسلم المؤمن في الجنة ؟ فتارة تجد الولدان لؤلؤا منثورا وتارة تجدهم كالؤلؤ المكنون ؛ ترى هل الغلمان هم الولدان المخلدون ؟ هل لهؤلاء الغلمان والولدان نصيب من متع الجنة وهل لهم من الحور العين نصيب؟ هل هم أطفال المسلمين الذين ماتوا فلا يكون لهم نصيب من الحور العين أم أن الأطفال سيبلغون ويكون لهم نصيب منها ؟

 

مأكل ومشرب أهل الجنة:

مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى(محمد47: 15)

أمددناهم بفاكة ولحم مما يشتهون (الطور52: 22)

وفاكة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون (الواقعة56: 20-21)

إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)

إن الأبرار لفي نعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تنسيم عينا يشرب بها المقربون (المطففين83: 18-28)

درجات الجنة:

ومالكم إلا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض لا يستوي منكم من انفق منكم من قبل الفتح وقاتل أولئك اعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10)

لا يستوي القاعدون من المؤمنون والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين في سبل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما (النساء4 :95)

وهنا نرى القتال والجهاد بالنفس والمال قبل الفتح اعظم الدرجات كما أن المجاهدين اعظم درجة من القاعدين لكن بماذا ميزهم الله؟ ربما لحم طير اكثر أو فاكهة انضج أو انهار اغزر أو ولدان وغلمان اصغر أو حور عين ونساء أحلى واجمل !

لمن خاف مقام ربه جنتان ذواتا افنان (من كل نوع) فيهما عينان تجريان فيهما من كل فاكهة زوجان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان ومن دونهما جنتان مدهامتان(خضار داكن) فيهما عينان نضختانفيها فاكهة ونخل ورمان.حور مقصورات في الخيام(الرحمن55: 46-78)

الواضح هنا انه تحدث عن أربع جنات في الأولى والثانية العينان تجريان وذكر فواكها ولم يفصل ولم يذكر الحور العين صراحة لكن ذكرهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس ولا جان أما الجنتين الأخريين فالعينان نضاختان أي فوارتان أما الفواكه ففصل منها النخيل والرمان أما النساء فذكر منهن الحور العين مقصورات في الخيام ؛ كل ذلك من نصيب من خاف مقام ربه. ترى ما هو الاختلاف بين من خاف مقام ربه وبين باقي المؤمنين  وبين الذي جاهد وقتل قبل الفتح أو بعده ؟

إن الأبرار يشربون في كأس كان مزاجها كافوراويسقون فيها كأسا كان مزجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)

هل الزنجبيل والكافور هو فقط من نصيب الابرار؟ هل لهم نساء وحور عين وولدان وغلمان أم انهم سيكتفون بالكافور الزنجبيل؟

إن الأبرار لفي نعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ومزجها من تنسيم عينان يشرب بها المقربون(المطففين83: 18-28)

الرحيق الذي رائحته مسك ؛ ترى هل هو للمقربين فقط ؟

الجنة الإسلامية ومتاع الدنيا الفاني:

لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج (طرق مرتفعة) عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين (الزخرف43: 33-35)

زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضةذلك متاع الحيوة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أو أنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهره ورضوان من الله (آل عمران3: 14-15)

وهنا نجد متاع الدنيا الفاني حب الشهوات من النساء والذهب والفضة والسرر التي يتكئون عليها والزخرف وما إلى ذلك ثم أنبأ محمد في قرانه بخير من ذلك أزواج مطهره ناهيك عن ما أسردناه سابقا . والسؤال هل هناك تشابه بين الجنة الإسلامية ومتاع الدنيا الفاني ؟

 

أين الجنة وأين النار:

ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم ان  لعنة الله على الظالمين  وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال نادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمها على الكافرين (الاعراف7: 44-51)

من هو المؤذن الذي أذن بينهما؟ من هم الرجال الذين على الأعراف(الأسوار)؟ لماذا هم بين بين؛ لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون ولم يدخلوا النار؛ ترى متى يستقر بهم المطاف وأين؟

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا أنظرونا نقبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور(الحديد57: 13-14)

من كل ما تقدم نجد النار والجنة متجاورتين حتى أن بينهما باب باطنه رحمة وظاهره العذاب وبين الجنة والنار سور عليه رجال لم يستقر بهم المطاف بعد لا هم في الجنة ولاهم في النار ثم هناك حديث مسموع بين أهل الجنة وأهل النار فالجنة والنار متلاصقتين فقط بينهما سور أو حجاب .

سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (آل عمران3: 133)(الحديد57: 21)

هنا نرى أن الجنة تحوز على مساحة السموات والأرض؛ فأين النار التي تجاور الجنة وفقط الفاصل بينهما حجاب؟

وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا (الكهف18: 100-102)

وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتهاادخلوا أبواب جهنم خالدين(الزمر39: 71-72)

إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (الحجر15: 43-44)

وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون (الشعراء26: 90-95)

فإذا جاءت الطامة الكبرى وبرزت الجحيم لمن يرى (النازعات79: 34-36)

هنا نرى أن جهنم نزلا للكافرين ولها سبعة أبواب ولها خزنتها ونرى الجحيم برزت لهم؛ ترى من أي شئ برزت؟ إذا كانت الجنة للمؤمنين المسلمين فان أعداد أهل النار أضعافا مضاعفة فأين النار إذا كانت الجنة بعرض السموات والأرض؟

يوم نقول لجهنم هل امتلأت تقول هل من مزيد (ق50: 30)

وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء (الزمر39: 73-74)

ترى أي ارض تلك التي سيرثها المتقين؟ ترى هل هي ارض عدن؟

الخلود وعدمه:

إن الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا (الاحزاب33: 64-65)

والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (البقرة2: 82)

فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك(هود11: 106-107)

أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ(هود11: 108)

يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (ابراهيم14: 48)

إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لبثين فيها أحقابا(مدة محددة)(النبأ78: 21-23)

وهنا نرى في الآيات الأول المؤمنين والكافرين خالدين في الجنة أو النار ثم تأتي الآيات التي تقول انهم خالدين في الجنة أو النار ما دامت السموات والأرض ثم تأتي الآيات التي تقول بتبدل السموات والأرض؛ وأخيرا الآية التي تقول إن الطاغين يمكثون في النار أحقابا أي غير خالدين في النار؛ ترى أي مؤلفقة بين كل ذلك وهل للخلود من معنى؟

 

 

البشرى الأخيرة:

بعد كل ما استعرضناه من عذاب النار. ترك القران بشرى أو إنذار أو قضاء من الله مقدر ومحتوم لكل المسلمين .

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا(راكعين) ثم لنحن اعلم بالذين هم أولى بها صليا وان منكم إلا واردها (الجميع سيردون النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم لننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا(مريم19: 68-71)

وهنا نرى الشياطين والمتقين في النار فالكل واردها هذا قضاء الله المحتوم والآية لم تستثني أحدا حتى محمد لم تستثنه الآية لكن كم سيمكث المتقين في النار؟ لم يوضح القران المدة .! ترى هل من عدل الله أن يرد المتقين النار؟ لكن القارئ المدقق يرى إن تلك المقولة هي نفسها التي رفضها محمد عندما قالها أهل الكتاب على حد تعبير القران :

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (البقرة2: 80-81)

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (آل عمران3: 24-25)

ترى هل يستطيع أحد أن ينكر التوافق بين تلك الآيات التي رفضها محمد ثم جاء بمثلها؟

أخيرا : إذا كانت الأديان كلها من عند الله فهل يوجد نفس الكلام في كتاب الله الإنجيل؟

جاء قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة وسألوه (المسيح) يا معلم كان سبعة اخوة اخذ الأول امرأة ومات ولم يترك نسلا فأخذها الثاني ومات ولم يترك نسلا .فأخذها السبعة ولم يتركوا نسلا وأخر الكل ماتت المرأة أيضا ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة فأجاب يسوع وقال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم متى قاموا لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة في السموات (مرقس12: 18-25)

لأن ليس ملكوت السموات أكلا وشرابا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (رومية14: 17)

 

 

خاتمة

أخي المسلم هذه دعوة لتحريرك .

الإسلام سياسة نعم سياسة الدين الواحد والحزب الواحد

أعطونا أدنى حقوقنا وهو حرية أن نسأل الرحلة إلى الكعبة

دعوة للتفكير

الدكتور المقريزي

تقديم

عزيزي القارئ

يسعدني أن أقدم لك كتاب دعوة للتفكير بعد أن قرأته ووجدت فيه الكثير من الإجابات الواضحة والمنطقية على العديد من الأسئلة التي دارت في رأسي وأنا في الإسلام ولازالت تدور في رؤوس الكثير من المسلمين .

نعم انه كتاب يطرح الكثير من المواضيع التي تهم كل إنسان يؤمن بوجود الله والبعث والآخرة وهو أيضا سيساعد الكثير من المسلمين والمسيحيين في فهم عقيدة الآخر ويزيح الستار عن الكثير من الجوانب التي يتجنبها الكثير من رجال الدين المسلمين أو يدورون حول تبريرها وتعليلها دون أن يعطوا جوبا شافيا.

نعم هذا كتاب أتركه بين يديك لتستمتع بطريقته في مناقشه المواضع التي تهمنا جميعا.

 

ناهد متولي

 

 

 

إهداء

 

قرأت بعيني

فهمت بعقلي

ناقشته  حاورته    سألته

أجابني  عرفت   شكرته

نعمة عظيمة منحها لنا الله  العقل

إلى أصحاب العقول أهدي ما كتبت

                                       المقريزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 لقد تلقيت دعوة من أخ مسلم لدخول الإسلام لكنني وافقت بشرط أن أقرأ وأفهم وأسأل ولأنني لست بالشخص السطحي ولا أقبل أن أتلقى الديانة والعقيدة من الأفواه والأقوال لأن الأمر جدا خطير حيث أنه لا يتعلق بمنهج حياة الإنسان القصيرة على الأرض لكن الأهم والأخطر هو ما بعد الموت وإلى ما يقودني الطريق الذي أسلك .

قرأت العديد من الكتب والمراجع التي تشرح وتوضح الإسلام كعقيدة  وطريق حياة وكان مرجعي الأساسي والأهم القرآن الذي  لا يختلف حوله المسلمون كثيرا كباقي الكتب التي قد تقبلها السنة ويرفضها الشيعة أو تقبلها الشيعة  ويرفضها البعض الآخر كما أن هناك من المراجع التي تختلف حولها مذاهب السنة والبعض تقول به المعتزلة وتنفيه السنة فالفرق الإسلامية أكثر من ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار والناجية  واحدة(أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أبي داود من حديث معاوية وأبن ماجة من حديث أنس وعوف أبن مالك)

لكن بعد بحث عميق مضغ من حياتي سنين شبابها وأخذ من وقتي ما لم يعد لكنني لست نادما على فترات أسري وكتبي ولا عن ما أنفقت من مال وجهد فماذا تفيدني كنوز العالم وألقابها لو سلكت طريقا قادني في نهايته إلى جهنم وبئس المصير والآن جاء دوري في دعوة المسلم للتفكير فبكل الحب أطرح أمامه أسئلتي التي دارت في رأسي . 

أرجو أن يتسع صدرك يا أخي لأسئلتي وتقبل دعوتي كما قبلتها أنا من قبل ‎‎‎، حاول أن تجاوبني بالكلمة لا بالطلقة فأسئلتي بحبر كتبتها لا ببرود ورصاص  .

لا أقبل منك أن تجاملني ولا أقبل أن أكون كاذبا منافقا وأجاملك فالحق هو الحق والباطل هو الباطل والدين والسياسة لا يتفقا ولا يمتزجا فلا شراكه بين النور والظلام فالنور ناصع بياضه والأسود حالك ظلامه وللإنسان روح وعقل .

 

أكل آدم من الشجرة فعرف أنه عريان وأكلنا معه بالوراثة فلكل منا ضمير لعله ذلك الذي يوخز كل مخطئ يسير في طريق الظلام ويشعر بالراحة من يتبع النور ، دع العقل حكما ودع العواطف جانبا فكثيرا ما كان الإندفاع ورائها مهلكا .

 

 

دعوة للتفكير

في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟  ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  (الأنعام 6 :125)

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)

أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)

من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)

من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟

جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)

قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

جاء أيضا في المرجع السابق  حديث رقم (15)

قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .

إذا كان الإسلام  هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟

 

المسلمون قبل الإسلام

وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67)

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)

في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )

قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 : 90 )

ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:

 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)   

وملكة سبأ قالت :

رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )

والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )

قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )

لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :

وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)

وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .

أما في الحديث عن محمد :

قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )

قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )

إذا كان  محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟

لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة  ؟

لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين

قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )         

ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟

وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )

ولكن قد يقول قائل :

من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )

كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟

 

الإسلام والحنيفية

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )

ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )

ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )

هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .

ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة  وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )

في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟

 

الإسلام والأيمان

الآن ندخل منطقة أكثر غرابة وهي هل هناك فارق بين الإيمان والإسلام ؟

قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات 49 : 14 )

وهنا فارق كبير بين الإيمان والإسلام فالأعراب مسلمين ولكن غير مؤمنين رغم تلك الآيات العجيبة التي توحد بين الإيمان والإسلام .

ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا (النساء4: 94)

ما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (الروم 30 : 53 )     

إن منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا  ( الجن 72 : 14 )

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة (الزخرف 43 : 68-69 )

من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما .

وفي الحديث عن أهل الكتاب وعرب الجاهلية الأميين :

قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )

وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى يقول القرآن :

يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته ( الحديد 57 :28 )

الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد  وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله ، وفي الحديث عن موسى :

لما جاء موسى  لميقاتنا وكلمه ربه .... قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (الأعراف 7 : 143 )

 

من هم الأعراب ؟

من  المهم أن نعرف من هم الأعراب حتى ينجلي لنا الفارق بين الإيمان والإسلام حيث أن الأعراب مسلمين وليسوا مؤمنين  .

الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله  (التوبة 9 : 97 )

هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )

ولكي تكتمل صورة الأعراب المسلمين المنافقين الكفار غير المؤمنين إليك تلك الآية التي ربما تريح حيرتنا :

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )

الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟

من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟  هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين

 

أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون (القلم 68 : 35-36 )

ولا نعرف أي إجرام أكبر من النفاق والكفر الذي وصف به الأعراب المسلمين ؟ أما النصارى فهم ليسوا مسلمين لكن مؤمنين ولهم نصيب من رحمة الله رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ، هنا يسقط المرء في أعمق هوة عندما يحاول جاهدا معرفة ما الفارق بين الإسلام؛ الكفر ، النفاق ، الإيمان ؟

من يحل اللغز من يفك الطلسم ما هو الإيمان ومن هو المؤمن ما هو الإسلام ومن هو المسلم من هو أول من عملهاوأسلم ؟

 

 

 

إسماعيل واسحق

حكى القرآن في قصصه عن إبراهيم وابنيه إسماعيل واسحق ، لكن القارئ المدقق الفاهم يستطيع أن يعرف على من كان الفداء ؟ من من ابنيه الصالح ومن الظالم ؟ بمن كانت البشرى والهبة ؟ في ذرية من الكتاب والحكم والنبوة ؟

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

الضحية من شعائر الله في الإسلام :

لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام (الحج 22 :34 )

هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي ( الضحية ) معكوفا أن يبلغ محله (الفتح 48 : 25 )

والبدنة ( الإبل ) جعلناها لكم  من شعائر الله لكم فيها خير ....(الحج 22 : 36 )

من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( الحج 22 : 32 )

إذا كان تقديم الأضحية من شعائر الله ومن تقوى القلوب فهو من أهم الموضوعات التي تهم المسلم حيث يحج الملايين من المسلمين إلى الكعبة كل عام يقدمون الأضحية فكان ضروريا أن يعرفوا على من تم الفداء ؟.

لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه  لافتدوا به ( الرعد 13 : 18 )

لو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة..( يونس 10 : 54 )

من هنا فداء النفوس أغلى من ملئ الأرض ذهبا ومع ذلك كان فداء ابن سيدنا إبراهيم بكبش عظيم .

.....وفديناه بذبح عظيم ( الصفات 37 : 107 )

 

مغزى الفداء وتاريخه:

لقد جرى الفداء وتقديم الأضحية والقرابين في دم الجنس البشري منذ ابني آدم حتى عباد الأصنام كانوا يقربون لأصنامهم الذبائح منها الحيواني والبشري .

واتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر ( المائدة 5 : 27 )

هذا ما حدث مع ابني آدم أبو البشر تقبل من أحدهما ورفض الآخر وهذا أيضا حدث مع ابني إبراهيم أبو الأنبياء .

 

قصة الفداء:

رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك .... فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ....وفديناه بذبح عظيم ( الصافات 37 : 100-107 ).

تلك هي القصة الوحيدة في القرآن التي تحكي فداء ابن سيدنا إبراهيم ، لم يذكر الاسم صراحة لكن هناك ألفاظ مهمة وهي بشرناه ، فلما بلغ معه السعي، فديناه بذبح عظيم

لكن من هو الغلام الذي بشر به الله سيدنا إبراهيم وهو نفس الغلام الذي بلغ معه السعي وهو نفس الغلام الذي فداه الله بالذبح العظيم رغم أن فداء النفس أغلى من ملئ الأرض ذهبا  ، من هو ذلك الذبح الذي وصف بالعظيم ؟ من أين جاء هل جاء من السماء ؟ إلى من يشير؟

 

عهد الله مع إبراهيم وبعض ذريته:

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 )

لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون (الحديد 57 :26 )

الواضح أن لله عهدا مع إبراهيم وأراد إبراهيم من الله أن يستمر عهده مع ذريته لكن الله خاطبه قائلا بعض من ذريتك فاسق وظالم فلا ينال عهد الله الظالمين، لكن ترى من منهما الصالح المحسن ومن هو الفاسق الظالم الذي     ليس له عهد مع الله؟

 

البشرى لإبراهيم وزوجته باسحق:

نبئهم عن ضيف إبراهيم .... قالوا لا توجل ( تخف ) إنا نبشرك بغلام عليم ( الحجر 15 : 51-53 )

نلاحظ هنا أن البشرى بغلام واحد وليس اثنين لكن ترى من هو ؟

هل أتاك حديث ضيف إبراهيم . فأوجس منهم خفية قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت إمرأته في صرة فصكت وجهها  وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك أنه هو الحكيم العليم (الذاريات 51 : 24-30 )

الواضح هنا تكرار البشرى بغلام واحد وهو ابن العاقر العقيم ولكي  تذداد الصورة وضوحا لك تلك الآية :

وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت ياويلتي أألد وأنا عجوز ....قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ( هود 11 : 71-73 ) .

وهنا جاء التصريح بالبشرى باسحق وذريته يعقوب وفي النهاية رحمة الله وبركاته على ذلك البيت وتلك الذرية ، نعم كانت البشرى لأم اسحق ولم يذكر القرآن قط أنه بشر إبراهيم بإسماعيل ولا ذكر لأمه أو ذريته ، والملاحظ أن البشرى في القرآن لم ترد عن ولادة أحد إلا اسحق ويحيى والمسيح .

يا ذكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ( مريم 19 : 7-8 )

وهنا نلاحظ أن البشرى كانت للعجوز ذكريا بغلام اسمه يحيى رغم انه عجوز وامرأته عاقر نعم إنها عظمة الله التي هي فوق الطبيعة .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( آل عمران 3 : 45 )

وهنا جاءت البشرى بالمعجزة الفريدة التي لم تحدث ولن تحدث وهى المولود العجيب ، نعم هؤلاء فقط هم الثلاثة في القران الذين كانت البشرى من الله بميلادهم  .

 

إسماعيل واسحق في الميزان:

سلام على إبراهيم .... وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( الصافات 37: 109-113 ) .

تلك الآيات محورية وهامة جدا فالبركة على إبراهيم واسحق  ولكل من إبراهيم واسحق ابنان أحدهما محسن والأخر ظالم لنفسه ، فإذا كان اسحق نبيا من الصالحين فترى من يكون إسماعيل ؟ ظالم . نعم ومن أول عهد الله مع إبراهيم قال

لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 ) .

هنا أصبح لا عهد مع إسماعيل وذريته ؛ أما اسحق فله البركة ولواحد من ابنيه البركة أيضا وهو يعقوب الصالح الذي تكرر ذكره في القرآن كثيرا أما عيسو فهو ظالم ولم يذكره القرآن . هل إتضحت الرؤيا الآن ؟ لكن سنستمر في البحث سويا والحقيقة وحدها مقصدنا.

 

اسحق هو هبة الله لإبراهيم:

لقد خاطب إبراهيم الله طالبا نسلا :

قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين ( الصافات 37 :99- 100 )

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و اسحق ( إبراهيم 14 : 39 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا ....( الأنعام 6 : 84 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب . كلا جعلنا الصالحين (الأنبياء 21 : 72 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ( العنكبوت 29 : 27 )

فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم .... لسان صدق عليا ( مريم 19 : 49-50 )

الواضح هنا أن الهبة من الله تكررت كثيرا بإسحق ويعقوب بينما لم يذكر القرآن أبدا أن الله وهب له إسماعيل ففي الآية الثانية إبراهيم يشكر الله الذي وهب له إسماعيل واسحق أما الهبة من الله التي جاءت في القرآن خصة اسحق فقط ولم تذكر أن الله وهب له إسماعيل ولم يرد ذكر لذرية إسماعيل .

 

إسماعيل نبي وليس نبي:

أ ذكر في الكتاب إسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا (مريم 19 : 54 )

قولوا آمنا بالله.  وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (البقرة 2 : 136 )

وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا ( الأنبياء 21 : 85-86 )

تحدث القرآن في هذه الآيات عن إسماعيل نبيا كما أنه تحدث عن ذرية اسحق ، يعقوب والأسباط أما إسماعيل لم يذكر عن ذريته شيئا كما تحدث عن إسماعيل وإدريس وذا الكفل فقال أدخلناهم في رحمتنا أي هو شئ جانبي لكن هناك آيات ألغت دور إسماعيل نهائيا .

في الحديث عن عرب الجاهلية ونبيهم محمد قال القرآن :

رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم .( القصص 28 :46 )

لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ( السجدة 32 : 3 )

ما أتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ( سبأ 34 : 44 )

أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو انزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم (الانعام6: 156-157)

من الملاحظ في هذه الآيات أن العرب لم يأتهم نذير قبل محمد ولم يكن لهم كتاب قبله ونزل كتاب الله فقط على طائفتين هم اليهود والنصارى وبذلك يكون ألغى دور إسماعيل نبيا ولم ينزل عليه شئ ، ولو تمسكنا بدور إسماعيل نبيا وأنزل إليه لسلمنا بخطأ الآيات التي تقول ُ لم يأتهم نذير قبلك وليس لهم كتب يدرسونها قبلك كما أنه في الآية الأخيرة الغي كل الأنبياء الذين ذكرهم القرآن خارج الطائفتين اليهودية والنصرانية .

لكن جاءت الآيات الصريحة التي تثبت أن الوعد باقي وثابت في ذرية اسحق وفيها دون غيرها الكتاب والحكم والنبوة .

 

الوعد لذرية اسحق دون غيرها:

في الحديث عن يوسف :

يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق ( يوسف 12 : 6 )

وهنا تمام النعمة على إبراهيم بنجاته من النار وعلى اسحق بالفداء ويوسف بنجاته من السجن .

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب (العنكبوت 29 : 27 )

لقد أتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة .... وفضلناهم على العالمين ( الجاثية 45 : 16 )

ولقد آتينا موسى الهدي وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ( غافر 40 : 53 )

وهنا الهبة لاسحق ويعقوب وتمام النعمة على يوسف وأجداده يعقوب واسحق والكتاب والحكم والنبوة في بني إسرائيل وهم ورثته ولا حكم ولا نبوة  ولا كتاب خارج تلك الذرية المباركة ، أما بعض الأنبياء والقصص التي خارج تلك الذرية المباركة ذرية اسحق ويعقوب فهي في موضع شك حتى أن قصصهم في القرآن غير واضح وغير منطقي مثل صالح وناقة الله ، ومدين وعاد وأخا هود وذي القرنين وذا الكفل ولقمان وشعيب وأصحاب الرس والرجس والأيكة ورفيق موسى في مركبته ( الخضر ) وغيرها من القصص غير التوراتيه وتلك الأنبياء خارج تلك الذرية المباركة .

 

العرب قبل محمد لم ينزل عليهم شئ:

أن تقولون إنما أنزل الكتاب على طائفتين (النصارى واليهود ) من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ( الأنعام 6 : 156-157 )

مما تقدم نجد أن العرب لم ينزل عليهم أي كتاب قبل محمد لكن الكتاب نزل فقط على طائفتين قبل محمد وهم اليهود والنصارى ؛ فترى على أي من الطائفتين نزلت صحف إبراهيم والذي أوحى إلى إسماعيل وشعيب وذا الكفل وصالح وأخا هود وغيرهم ؟

لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط .... ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (يونس 10 : 47-48 )

وهنا يؤكد العرب المعاصرون للإسلام بأنه ليس هناك رسل من الأمم الأخرى .

وللعقل وقفة إسماعيل هو ابن إبراهيم العبراني وأمه هاجر الجارية المصرية فكيف يكون عربي أو ينتمي إليه العرب حتى لو تزوج منهم؟

من كل ما تقدم ترى أي الابنين تم عليه الفداء ؟ إذا أراد الله أن يمتحن إبراهيم ويختبر طاعته لله ؛ يطلب منه ذبح ابنه من زوجته آم ابنه من عبدته ابنه الصالح الحليم ام ابنه الظالم ؟ على من الفداء على إسماعيل أو اسحق؟ بالطبع اسحق هبة الله المبارك عليه والنبي على حد تعبير القران.

أخيرا إليك ما جاء في التوراة :

أجاب الرب ( إبراهيم ) أن سارة زوجتك التي تلد لك أبنا وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدي معه ومع ذريته من بعده عهدا أبديا ( تكوين 17 : 19 ) .

 

 

النذير والنبي

لقد وصف القرآن نبي العرب محمد بالنذير ووصفه أيضا بالنبي لكن هل هناك فارق بين النذير والنبي؟ متى وأين وصف نفسه بالنذير؟ متى وأين وصف نفسه بالنبي؟ لا يمكن معرفة ذلك إلا بالرجوع إلى القرآن وآياته المكي منها والمدني وهذا ما سنناقشه بالتفصيل .

نعم كل نبي جاء  كان نذيرا ومبشرا للناس لكن ليس كل نذير نبي فربما أحد من الناس حمل على عاتقه ومن نفسه أن ينذر الناس ويحذرهم من وقوع كارثة أو خطر جسيم أو أمر مهلك أو يبشر الناس بخير عميم قادم إليهم وهو ليس بالضرورة أن يكون نبيا ، جاء في شعر ورقة بن نوفل :

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم              أنا  النذير فلا  يغركم أحد  

لا  تعبدوا إله  غير  خالقكم             فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد

 

هنا نرى ورقة بن نوفل قس مكة وابن عم خديجة أول أزواج محمد يقول عن نفسه أنه نذير ولم يكن ورقة نبيا .

إن القارئ المدقق بفهم وتعقل يجد أن القرآن صرح في آياته المكية أن محمدا نذيرا وأستخدم تلك الألفاظ نذير ، تنذرهم ، فأنذر ، نذيرا وغيرها كثير من الآيات المكية بل إن القارئ الأكثر تدقيقا وتعمقا وفهما يجد أن القرآن المكي صرح في آياته أن محمدا ليس إلا نذير وإلا هنا حرف حصر أي أن محمدا ليس له صفة أخرى ولا عمل غير الإنذار فهو فقط نذير .

 

 محمد فقط نذير:

وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ( الفرقان 25 : 56 )

قل أعظكم بواحدة أن تقوموا لله ... ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي ... (سبإ 34 : 46-50 )

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير  مبين( الأعراف 7 : 184 )

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( الأعراف 7 : 188 )

قالوا لو أنزل عليه آية من ربه قل إنما الآيات عند الله إنما أنا نذير مبين ( العنكبوت 29 : 50 )

ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا إنما أنا  نذير مبين ..( ص 38 : 69-70 )

وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين ( الشعراء 26 : 115 )

إن هو إلا نذير لكم ( سبا 34 : 46 ) إن أنت إلا نذير ( فاطر 35 : 23 )

المتأمل في كل تلك الآيات المكية يجد أن القرآن حصر أن محمدا فقط نذير وليس له كما للأنبياء حتى أنه تارة لا يعرف إذا كان يسير في الضلالة أم في الهدى فيقول إن ضللت فعلى نفسي وإن إهتديت فبما يوحي إلى ربي ، وتارة يتحلل من صنع المعجزات التي تؤيد الأنبياء لا لشئ إلا لأنه فقط نذير ، وتارة لا يعلم الغيب مثل الأنبياء ولا يملك دفع السوء عن نفسه فهو فقط نذير ، ولا يوحى له شئ عن تخاصم الملأ الأعلى لأنه فقط نذير ، واستخدم لفظ النذير في عدد قليل من الآيات المدنية وأضاف إليها بعض الألفاظ مثل نبي ، مبشرا ، شاهدا ، أرسلناك والملاحظ اختفاء حرف الحصر إلا في آيات المدينة .

يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( الأحزاب 33 :45 )

 

 الذكر والذكرى:

نعم كل منذر لا يأتي بجديد لكن يذكر الناس بأشياء وأخبار وأحداث وأقوام وكتب سابقه ، والقارئ المدقق بفهم وروية وتعقل يجد أن أغلب آيات الذكر والتذكرة والذكرى هي آيات مكية :

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( طه 20 : 99)

وقالوا يا الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( الحجر 15 : 6 )

وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( النحل 16 : 44 )

إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له حافظون ( الحجر 15 : 9 )

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( الأنبياء 21 :48 )

إن هو إلا ذكر للعالمين ( القلم 68 : 52 ) ( التكوير 81 : 27 )

من كل ما تقدم نجد أن الذكر نزل على موسى وهو ذكر الذين قبل محمد وكذلك هو أنباء من سبقوه ، هو ذكرى وتذكرة غير مفروضة على أحد بل هي لمن شاء :

فذكر إن نفعت الذكرى ( الأعلى 87 : 9 )

ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ( طه 20 : 3 )

نعم القرآن ما هو إلا تذكرة ليس إلا وهى قصص الأولين .

 

 محمد نبي:

ترى متى وأين صرح القرآن صراحة أن محمدا نبيا ؟ لم يحدث ذلك خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبطول ستة وثمانين سورة لكن صرح بها عندما جاء إلى المدينة خلال تسع سنوات وفي أقل من ثلاثين سورة فالآيات المكية كانت تصف محمد أنه نذير ليس إلا .

إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي ( آل عمران 3 : 68 )

يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال ( الأنفال 8 : 65 )

يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ( التوبة 9 :73 )

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين( الأحزاب 33 : 1)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ( التحريم 66 : 1 )

إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الأحزاب 33 :165 )

نعم هناك العشرات من الآيات المدنية التي خلعت على محمد صفة النبي بينما كل آيات مكة خلال ثلاثة عشر سنة لم تصف محمد بالنبي إلا في آيتين وقد جزم كل شراح القرآن والمفسرين أنهما مدنيتين ووضعتا في السورة المكية وذلك من فعل الذين وضعوا القرآن ورتبوه بعد موت محمد .

الذين يتبعون النبي الأمي ( الجاهل ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .... قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته ( ! )( الأعراف 7 : 157-158 )

المعروف أن ترتيب سور القرآن وكثير من آياته حدث بعد موت محمد ومن هنا تجد الكثير من الآيات والسور المدنية تسبق الآيات والسور المكية بعكس ترتيبها التاريخي حسب نزولها، كما أنه كثير من الآيات المدنية وضعت في سور مكية والعكس ، لكن الأهم هنا في تلك الآيات أن الخطاب القرآني في الآيات السابقة واللاحقة خطاب وحوار مع اليهود وهم كانوا بالمدينة (خيبر)، كما لا يخفى استمالة النصارى في الآية الثانية حيث قال أن ذلك النبي الأمي يؤمن بالله وكلمته أي يؤمن بالله وبعيسى حيث أن المسيح هو كلمة الله ، أما كلمة الإنجيل هي الكلمة الأكثر إقحاما في النص حيث أن الآيات السابقة واللاحقة تحكي عن موسى واليهود فلا مجال لإقحام كلمة الإنجيل .

ومن هنا لنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟  كما أنه من الملاحظ أن قرابة ثلاثة عشر سنة في مكة لم يكن للإسلام أي عبادات واضحة أو شرائع بل مجرد إنذار من النار وتبشير بالجنة وبعض القصص المكررة عن السابقين من أهل الكتاب وأساطير العرب ويميل أغلب السور المكية إلى وحدة القافية وقصر العبارة وغيرها ، لكن حسبنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟ .

 

 

النبي والجن

صرح القرآن أن هناك علاقة وثيقة بين محمد وقرأنه من ناحية وبين الجن من الناحية الأخرى ،حيث أن القارئ المدقق الفاهم يجد أن الذين آمنوا بالقرآن وشهدوا بصحته وهداه إلى الحق هم الجن حيث أن تلك السور مكية وكان محمد يومها مرفوضا لا يؤمن به من الإنس إلا أهل بيته وهم يعدوا على الأصابع . لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟

 

الجن خلق من النار:

في الحديث عن موسى : الق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ( القصص 28 : 3 )

قال القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى (طه 20 : 20 )

والجان خلقناه من قبل من نار سموم ( إبراهيم 15 : 27 )

وخلقنا الجان من مارج من نار ( الرحمن 55 : 15 )

وهنا ما يتميز به الجن أنه يهتز كالثعابين ويسعى كالحيات وخلق من نار .

 

خلق إبليس من نار وهو رجيم:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ... ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ( الأعراف 7 : 11-20 )

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ... قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فأذلهما الشيطان عنها ... وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ... (البقرة 2 : 34-36 )

.... فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ( الكهف 18 : 50 )

مما تقدم نجد أن الجن خلق من نار وإبليس خلق من نار أيضا وكان إبليس من الجن وأذل الشيطان آدم وحواء والعداوة بينهم بأمر الله ، لكن ماذا عن العفاريت ؟

 

الجن والعفاريت شئ واحد:

في حوار سليمان والجن : قال عفريت من الجن أنا أتيك به ( عرش ملكة سبأ ) قبل أن تقوم من مقامك .... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( النمل 27 : 39-40 )

وهنا العفريت واحد من الجن كما إبليس وعند العفاريت علم من الكتاب  ، ترى أي كتاب ذلك الذي تعرفه العفاريت ؟

 

الشياطين والجن يتزاوجون:

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دون الله وهو لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( الكهف 18: 50 )

وهنا إبليس والجن يتزاوجون ولهم ذرية .

 

المتعة بين الأنس والجن:

يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم ( أصدقائهم ) من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغت آجالنا الذي أجلت (الأنعام 6 : 128)

وهنا نرى المتعة متبادلة بين الإنس والجن ، لكن لم يوضح أي نوع من المتعة وإن كانت أحاديث محمد أشارت إلى ذلك .

 

نهاية الجن والشياطين وإبليس واحدة:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ... فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم ( ص 38 : 75-85 )

ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 ) ( الأعراف 7 : 38 )

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( مريم 19 : 68 ) ( الأعراف 7 : 18 )

وهنا جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار ولهم قاسم مشترك واحد هو إغواء البشر وإهلاك ذرية آدم .

الجن العلوي والسفلي:  

يقسم علماء المسلمين الجن إلى الجن العلوي المؤمن بمحمد وقرأنه والجن السفلي الكافر، ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرأنه ؟ هل لهم نصيب في الجنة ؟ هل للجن العلوي أن يخطئ ويكفر ويرتد عن الإسلام ويصبح من الجن السفلي ؟ هل للجن السفلي أن يؤمن بالقرآن ومحمد ويصبح من طائفة الجن العلوي ؟ وهنا العقل في محنة بين آيات القرآن التالية :

سمعنا قرأنا عجبا ... فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( الجن 72 : 1-2 )

وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك .... وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار )( الجن 72 : 11-14 )

في هذه الآيات الجن مسلم مؤمن غير مشرك نعم ليس كل الجن .

قل أعوذ برب الناس ... من شر الوسواس الخناس ... من شر الجنة والناس ( الناس 114 : 1-6 )

ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 )

وهنا محمد يستعيذ من الشياطين والجن؛ وجهنم ستمتلاء من الجن والناس كما أن ليس هناك آية واحدة تقول أن هناك مكان في الجنة للجن ، هنا الحيرة ما مصير الجن العلوي الذي آمن بالقرآن وصدق محمد ؟ هل أفاده ذلك شيئا ؟

الجن أعداء الإنسان والأنبياء:

كان رجال من الإنس يتعوذون برجال (هل هناك اناث؟) من الجن فزادوهم رهقا ( الجن 72 : 6 )

يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم  بل كانوا يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون ( سبا 34 :40- 41 )

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول (الأنعام 6 : 112 )

هنا الجن يوحون إلى الإنس كلام مزخرف جميل بليغ . لكن ترى من غير محمد وأتباع محمد يؤمنون بالجن ؟

 

عبادة الجن ورسلهم:

‎‎‎‎‎وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات 51 : 56 )

يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ( الأنعام 6 : 130 )

وهنا نرى أن للإنس كما للجن عبادات لله ولهم رسل منهم يقصون عليهم آيات الله وكتبه .

 

هل محمد رسول الجن والقرآن كتابهم ؟

لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه .

وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا أنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ( يدي من؟ ) يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله (محمد ) وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم.. ( الأحقاف 46 : 29-31 )

قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ... ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ... أنا لما سمعنا الهدي (القران) أمنا به ... وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ... ( الجن 72 : 1- 14 )

الواضح من الآيات أن الجن آمن بالإسلام وصدق بمحمد وقرأنه وأنه مطابق لما بين يديه ( ؟ ) ورفعوا الله أن يكون له صاحبة أو ولد وهي نفسها أفكار القرآن عن النصارى ؛ كما أنهم دعوا من يريد الرشد فعليه بالإسلام ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن والشياطين والأبالسه العفاريت ؟ أي دين وأي نبي ذلك الذي يبشرون به ؟  أي إله ذلك الذي يشرك الجن في علمه ويطلعهم على ذلك الكتاب الذي بين يديه ؟ هل الله لكي يثبت صدق نبيه وصحة دعواه أن يقبل شهادة الجن والعفاريت والأبالسة الشياطين ويردد كلامهم ؟ ترى هل من العقل أن نصدق نحن شهادة الجن والعفاريت والشياطين ونثق في كلامهم دون فحص وتمحيص ؟ كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ هل ننسى تهديد إبليس بأن يقعد لذرية آدم من كل اتجاه ليضلها ، والأعجب أن الله في القرآن يردد كلام الجن حيث أن سورة الجن والأحقاف هي كلام الجن وهي لا تختلف كثيرا في الأسلوب والمعنى عن كثير من آيات القرآن وسوره .

لإن اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( الإسراء 17 : 88 )

لقد جاء الجن بمثل القرآن بل جاء به نفسه حيث السور السابقة هي موجودة في القرآن ويقرأها الجميع على أنها من عند الله بينما هي في الحقيقة كلام الجن ، وإليك بعض الآيات التي تكشف عن طبيعة الجن وخداعهم :

قال قائل منهم أني كان لي قرين ( جن ) يقول إنك لمن الصادقين ( الصافات37: 51-52 )

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين ( الحشر 59 : 16 )

وهنا لا يخفى عليك أن الجن والشيطان يستطيع أن يقنع الإنسان أنه صادق في كل ما يعمل ولا يكتشف الإنسان ذلك ألا في النهاية عندما لا تكون هناك فرصة للتوبة والندم.

كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فزرهم ( أطردهم) وما يفترون ( الأنعام 6 : 112 )

فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته .... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ... ( الحج 22 : 52 - 54 )

وهنا نرى أن الشيطان والجن يوحيا للإنسان زخرف القول أي كلام منسق جميل يأخذك بريقه ونغمه ، كما أن الشيطان يوحي إلى محمد آيات ثم ينسخها الله (! ) ويحكم آياته والأغرب والأعجب كيفية معرفة الذين أوتوا العلم برغم كل ذلك أنه الحق ؟ أي حق !

فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنفسهم مهتدون ( الأعراف 7 : 30 )

وهنا نرى الذين يتبعون الشياطين والجن يحسبون أنفسهم مهتدون لكن عندما تتكشف لهم الحقيقة يقولون :

قال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( فصلت 41 : 29 )

عن ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك قال وإياي إلا أن الله تعالي أعانني عليه فاسلم فلا يأمرني إلا بخير.صحيح مسلم ومسند أحمد ومنتخب كنز العمال في السنن الأقوال والأفعال للعلامة المتقي الهندي.

عن عائشة ما منكم من إلا ومعه شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فاسلم. صحيح مسلم ومنتخب كنز العمال للعلامة المتقي الهندي.

مما تقدم وغيره كثير نجد أن محمدا كان له قرين من الشياطين والجن يأمرانه وهما مسلمين مؤمنين.

أخيرا ترى ماذا قال كتاب الله التوراة عن الجن عملا بالقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون :

لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم أنا الرب إلهكم (لاويين 19 : 31 )

النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم أجعل وجهي ضد تلك النفس وأقطعها من شعبها (لاويين 20 : 6 )

إذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فأنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه    ( لاويين 20 : 27 )

لا يوجد فيك .... من يسأل جان أو تابعة ولا من يستشر الموتى لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب ( تثنية 18:11-12 )

كان منسي أبن اثنتي عشرة سنة .... واستخدم جانا وتوابع وأكثر من عمل الشر في عيني الرب لإغاظته (ملوك الثاني21 :1-6) (أيام الثاني33: 6) 

فمات شاول بخيانته التي خان بها الرب ... وأيضا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال (أيام الأول 10 : 13 )

من كل ما تقدم نجد أن الكتاب المقدس يصف الجان بأنه أرواح شريرة شيطانية ونهى الله عن التعامل معها وكل من يستمع لها نجس ومكروه عند الله ويقطع هذه النفس وذريتها من شعبها.

 

محمد في القران

العرب الذين عاصروا محمد في جهلهم وجاهليتهم وصفوه بكثير من الصفات ، لكن الأغرب والأعجب أن القرآن والسنة تطبقا معهم إلى حد بعيد مع ما وصفوه به ، قال عنه العرب أنه كذاب أشر ومفتري وكذلك قال القرآن تاب الله على النبي وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قالوا عن قرأنه ليس وحيا من الله بل انه قول شاعر وقال القرآن أنه قول رسول كريم قالوا للمؤمنين به إنكم تتبعون رجلا مسحورا وجاءت السنة بأن محمدا سحر ، قالوا عنه يتلقى وحيا من الشيطان والجن وجاء القرآن فعلا بكلام الجن كما جاء أن محمدا تلقى وحيا من الشيطان ثم نسخه الله وألغاه وأحكم آياته ، قالوا عنه مجنون لا يدري وقال هو في قرأنه أنه لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ، قالوا كاهن يرقي بكلام مركب مثل كهان العرب وجاءت المعوزتين آخر مصحف عثمان وقد رقى بهما جبريل محمدا عندما سحره اليهود واختل عقله وأصبح لا يدري ما يحدث حوله ، وجاء في القرآن الكثير عن مدى تصديق محمد والعرب للقرآن والعمل به وإليك ما جاء :

 

بداية محمد:

ألم يجدك يتيما فآوى وضالا فهدى (الضحى :93 :6 )

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك (الخطايا ) الذي أنقض (أحنى واثقل) ظهرك (الشرح 94 : 1-3)

يا أيها المدثر قم فأنذر ... ثيابك فطهر الرجز فأهجر (المدثر 74 : 1-5 )

مما تقدم يتضح أن محمدا كان يسير في طريق الضلال فهداه الله وكان محملا بالخطايا والآثام التي أحنت ظهره من ثقلها وكثرتها ووضعها عنه الله لكن ترى ماذا عن الرجز الذي أمره أن يهجره ؟

ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم ويذهب عنكم رجز الشياطين (الأنفال 8 : 11 )

 

هل أحمد رسول بني إسرائيل:

إذ قال عيسى أبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا سحر مستمر(الصف 61: 6 )

ترى لماذا أحمد وليس محمد فالأسماء لا تتغير في جميع اللغات ؟ لكن ترى هل كان أحمد رسولا لبني إسرائيل حتى يدعو المسيح بني إسرائيل للأيمان به؟ إذا كانت به البشرى لبني إسرائيل لماذا لم يهاجر إلى بلادهم لتتم به النبوة والبشرى ؟ لماذا لم يبشر عيسى أتباعه النصارى بأحمد ؟

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل (الأعراف 7 : 157 )

إن القارئ الفاهم والمدقق ليجد هذه الآية محشورة ومقحمة في الأحداث حيث أن ما قبلها حديث وكلام موسى وما بعدها يحكي عن موسى وقومه من الآية 103 إلى 174 فلا موقع للحديث عن الإنجيل حيث أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ثم أنه من الواضح لكل عاقل أن اليهود لم يؤمنوا بعيسى فكيف يخاطب من لم يؤمنوا به ترى هل الله يجهل تلك ألبديهيات ؟

 أن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون (النمل 27 : 76 )

ناهيك عن أن محمد لم يظهر في بني إسرائيل ، لكن لنا أن نسأل بأي لغة كان يقص القرآن على بني إسرائيل ؟نحن نعلم أن القرآن عربي وبني إسرائيل ليسوا عربا؟.

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه (إبراهيم 14 : 4 )

وهنا يجزم القرآن أن كل رسول جاء بلسان قومه ، ولما كان بنو إسرائيل عجما لا يفهمون العربية فكل الآيات التي تشير أن محمدا رسول بني إسرائيل مشكوك في صحتها .

 

محمد للعرب الأميين محمد للناس جميعا:

ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس 10 : 47 )

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا (النحل 16 : 36)

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (الرعد 13 : 7 )

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من أمة إلا خلا فيها نذير (فاطر35: 24)

وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها (مكة) رسولا (القصص 28 : 59 )

هو الذي بعث في الأميين(عرب الجزيرة ) رسولا منهم (الجمعة62 : 2 )

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ( إبراهيم 14 : 4 )

من كل ما تقدم نجد أن لكل أمة رسول ولكل قوم هاد ومحمد هو نصيب الأميين ، لكن جاءت تلك الآيات التي تقول أن محمدا للناس جميعا

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف 7 : 158 )

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( سباء34: 28)

 

 

محمد الوحيد الذي بلا معجزة:

قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون (الأنبياء 21 : 5)

وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن جاءتهم  آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات(المعجزات) عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ( الأنعام 6 : 109)

هكذا قابل عرب الجاهلية محمدا بأن يأتيهم بمعجزات كما جاء أنبياء الله السابقين الحقيقيين وهي كلمات ذات دلالات ولها مغزى مهم فهي تدل على معرفتهم بأخبار ومعجزات الأنبياء السابقين وإيمانهم بها .

قالوا لولا نزل عليه آية(معجزة) من ربه قل ان الله قادر أن ينزل آية (الأنعام 6 : 37)

يقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا وإني معكم من المنتظرين (يونس 10 : 20 )

أن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (الشعراء 26 : 4 )

أن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ...(النمل 27 : 92-93)

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد (فصلت 41 : 53 )

إن نشاء نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ان في ذلك لآية لكل عبد منيب( سبا 34 : 9 )

قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا(يدل على معرفة العرب بما فعل موسى) ... أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا  (قطعا).. ( الإسراء 17 : 90-92 )

    العرب في جهلهم وجاهليتهم طالبوا محمد أن يأتيهم بمعجزة كما أنبياء الله السابقين الصادقين ووعد هم أن يأتيهم بآيات تخضع لها الأعناق وسيرونها في الآفاق فيعرفونها ليعلموا أنه الحق من ربهم وان الله على ذلك الوعد شهيد وزعم محمد أن يسقط السماء عليهم كسفا وطالبهم بالانتظار وكان محمد معهم من المنتظرين ، وطال الانتظار لكن جاءت تلك الآية لتقطع على المنتظرين طول انتظارهم :

وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ... وما نرسل بالآيات إلا تخويفا (الإسراء 17 : 59 )

      أي أن الله منع أن يعطي محمدا معجزة لآن السابقين كذبوا بمعجزات الأنبياء قبله ، ترى هل هذا التعليل منطقي ؟ لقد طلب العرب منه معجزة حتى يؤمنوا به وهذا يدل على إيمانهم بمعجزات السابقين ، ولو كان الأمر عند الله هكذا بأنه لن يرسل معجزات على يد محمد فلماذا الوعد بأنه سيرسل آيات ومعجزات في الآفاق تخضع لها الأعناق ؟ هل كان الله كاذبا في وعده أم أن الآيات التي تعد بالمعجزات ليست من عند الله ؟ وترى هل معجزات الله تخوف الناس أم هي دليل على صدق الأنبياء وصدق دعواهم ؟

وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون . وألقى السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون (الاعراف7: 117- 122 )

هنا آمن أكثر الناس شرا وكفرا وهم السحرة عندما شاهدوا المعجزات إذا ليست المعجزات تخويفا بل هي برهانا للصدق وكشفا للزيف والكذب وهى الأكثر إقناعا .

 

محمد الوحيد الذي لم يكلمه الله:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... ( الشورى 42 : 51 )

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو بطريقة غير مباشرة أي عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي حيث أنه لم يرد في القرآن كله أن أحدا من الأنبياء تلقي وحيا من جبريل غير محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله .

 

الله ، النبي ، النساء:

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم (أبنه بالتبني) إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج ...ما كان على النبي من حرج سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا (الأحزاب 33 : 37-38 )

هذه هي الآيات الأكثر عجبا فهناك عبارات مثل قضى زيد منها وطره ما معناها؟هل تعني أن زوجة الابن تصبح حلالا لأبوا زوجها بعد أن يجامعها الابن ويقضي وطره؟ كيف عرف النبي أن زيد قضى وطره ؛هل هناك مدة محدده؟ هل مرة واحدة تكفي لقضاء الوطر أم هناك عدد محدد من المرات لقضاء الوطر؟ لكي لا يكون على النبي والمؤمنين من حرج نعم تحرج عرب الجاهلية من ان يضاجع الرجل زوجة ابنه بالتبني حتى لو قضى الابن منها وطره لكن الوحي والله وجبريل لم يتحرجوا بان الابن الذي يقضي وطره من زوجته عليه أن ينزل لأبيه لكي يقضي الأب دوره ووطره هل يجوز هنا القياس فالعلاقة بين الأب والابن هي الأقوى من علاقة الاخوة أو الصداقة فإذا قضى الأخ أو الصديق من زوجته وطره هل ينزل لأخيه أو لصديقه لكي يقضى هو الآخر وطره؟ ما الذي حدث بعد تلك الآيات الربانية هل نزل كل ابن قضى وطره من زوجته لأبيه لكي يقضي الأب وطره؟ سنة الذين من قبل؛ كذبت حاش أن ينسب ذلك للسيد المسيح أو غيره .

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك(النساء السبايا اللاتي أعطاهم الله لمحمد!) وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ... لكي لا يكون عليك حرج ( الاحزاب33: 50)

   هنا أباح لمحمد زوجاته اللاتي أتاهن أجورهن وما ملكت يمينه من الأسرى والجواري والسبايا اللاتي أخذهن بعد الحرب والقتال وأسرهن بعد قتل أزواجهن أو أهلهن ،ثم أقربائه ، ثم أي امرأة وهبت نفسها لمحمد أن أراد محمد أن ينكحها(كيف تهب المرأة نفسها له؟ هل للمؤمنات والمؤمنين اليوم أن يقلدوا نبيهم ويقتدوا به ؟تخيل أيها المؤمن أن تأتيك امرأة مؤمنة وتقول لك وهبتك نفسي؟ هل لذلك مدة محددة؟  وكل تلك الآيات جاءت لا لشئ إلا لتزيل الحرج عن محمد حيث كان العرب في جهلهم وجاهليتهم يتحرجون من كل ذلك .

ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت(رغبت في نكاحها) ممن عزلت(من تركت) فلا جناح (لوم وحرج) عليك (الاحزاب33: 51)

وهنا لا عدل بين نسائه فيعاشر من يرغب ويترك منهن من يترك فلا حرج

لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ... (الاحزاب33: 52)

   هنا حرم محمد النساء ولم يحرمها فحرم القرآن عليه تبديل أزواجه ولكن استثنى له أن يبدل ويغير ما شاء في نساء ملك اليمين من الأسرى والعبيد لكن القارئ الفاهم يجد أن كل هذه الآيات جاءت في فترة زمنية محددة وهى فترة سورة الأحزاب؛ نعم يمر الإنسان بفترة المراهقة الثانية ترى هل ينطبق ذلك على فترة سورة الأحزاب؟.

ومع كل تلك الآيات التي أباحت لمحمد كل النساء إلا أن عينيه كانت تتطلع لنساء غيره فنزلت آية تكبح جماحه من التطلع إلى نساء غيره.

لا تمد عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا (طه 20: 131 )

نعم لقد أباحت سورة الأحزاب بالسر كل السر. لكن سيظل عالقا بالعقل سؤالا فالعلاقة بين الرجل والمرأة أما شرعية وهى الزواج وحددها القران بأربعة أو زنى لكن ماذا عن ملك اليمين وعن النساء اللاتي وهبن أنفسهن لمحمد هل هو زواج فالزواج محدد ترى هل هو زنى أم ماذا؟

 

الطيبين للطيبات:

الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (النور26:24)

عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيب وأبكار(التحريم5:66)

إن تتوبا (عائشة وحفصة) إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه... (التحريم66: 4)

يا نساء النبي أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (الذنوب والخطايا) أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 32-33)

هنا نرى القران يطالب نساء النبي أن يتوبا ويهددهن بالطلاق وان هناك نساء وعذارى افضل منهن وان الله يريد أن يطهرهن ويذهب عنهن الرجس .

 

محمد لا يتقي الله ويكسر شرائعه:

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما (الأحزاب 33: 1)

إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه (زيد) أمسك عليك زوجك(زينب بنت جحش) واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (الأحزاب33: 37)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم 66: 1)

وهنا نرى النبي لا يتقي الله ولا يخشاه بل يخاف الناس كما أنه يكسر شرائعه ويحرم ما أحل الله ليرضي نسائه رغم أنه جاء في القرآن:

 أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (التوبة 9 : 13)

 

محمد يعبس في وجه الفقراء المؤمنين ويأنس للأغنياء الضالين:

عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى (الغني) فأنت له تصدى (تقبل وتستمع) وما عليك ألا يزكى أما من جاءك يسعى وهو يخشى (يخشى الله) فأنت عنه تلهى (عبس 80: 1-10)

وهنا نرى محمدا يعبس في وجه الأعمى وتركه ويلهى بعيدا عن من يخشى الله ويأنس ويستمع ويجالس الأغنياء الكافرين .

محمد المذنب دائما:

فأصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ... (غافر 40: 55)

فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات(محمد47: 19)

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار(التوبة9: 117)

لكن هل توقفت ذنوب محمد عند هذا الحد ؟ لا بل صرح القرآن أنه أبدا لن يتوب

 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخرويهديك صراط مستقيم (الفتح48: 2)

محمد الفظ غليظ القلب وغير الفظ ولا غليظ القلب:

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم (التوبة 9 : 73) (التحريم 66 : 9)

قاتلوا الذين يلونكم (يعادونكم ) من الكفار وليجدوا فيكم غلظة (التوبة 9 : 123)

لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(آل عمران 3 : 159)

قد يرى البعض أن عدم الغلظة مع الاتباع والأشياع والغلظة مع الكفار نقول لو أن هذه هي البداية لما اكتسب محمد واحد إلى جواره فالكل رفضه في مكة عدا نفر قليل من أهله بدافع القبلية والعصبية ، فكل آيات الغلظة مدنية .

 

محمد رحمة لكل الناس محمد رحمة للمسلمين فقط:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء 21: 107 )

وهنا إلا حرف حصر أي أن محمد فقط رحمة لكل الناس

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 48 : 29)

وهنا صارت الرحمة متبادلة بين المؤمنين به والشدة على غيرهم أي نوع من الرحمة بين الأم وأبنها والأخ وأخوه ، نعم حيوانات الغابة لها تلك الفطرة والطبيعة.

قال النبي صلعم أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده فقد جئتكم بالذبح.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

محمد لا يعلم الغيب ويعلم الغيب:  

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الأنعام 6 : 50)(هود11: 31)

وهنا محمد يؤكد أنه لا يعلم الغيب .

قيل يا نوح أهبط ... تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل ...(هود11: 49)

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ... (آل عمران3: 44)

رغم أن تلك الأحداث حدثت قبل محمد ويعرفها كثير من عرب الجاهلية وأهل الكتاب اليهود والنصارى الذين تحاور معهم القرآن كثيرا فليس فيها غيب أو وحي لكنها محاولة للتماس النبوة .

محمد المجرم لا يدري في ضلال يسير أم في هدى:   

قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا أو إياكم لعلى هدي أو في ضلال مبين لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (سباء34: 24-25)(مكية)

قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي(سباء34: 50)(مكية)

قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم أن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرمبين(الأحقاف46: 9)(مكية)

    الملاحظ أن كل تلك الآيات مكية ولكن إذا كان حال محمد هكذا لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ولا يدري ما يفعل به وباتباعه فمن من نتأكد من صحة دعواه ؟ والأعجب  كلمة عما أجرمنا فترى أي جرم فعل وفعلوا، لماذا هذا الخنوع مع الكفار حتى أنه قال ولا نسأل عما تعملون، وهل يمكن التوفيق بين تلك الآيات السابقة أو المكية وبين تلك الآيات المدنية:

فمن يطع الرسول فقد أطاع الله (النساء4: 80)(مدنيه)

من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (الاحزاب33: 71)(مدنيه)

 

محمد يضيق صدره من القرآن كما يضيق بكلام الكفار:

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125 )

كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه(القرآن) لتنذر به وذكرى للمؤمنين (الاعراف7: 2)

فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك ... إنما أنت نذير (هود11: 12)

الذين يجعلون مع الله إله آخر ... ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (الحجر15: 96-97)

في الآية الأولى من يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  وفي الثانية والثالثة  صدر محمد ضيقا حرجا من كلام القرآن وفي الآية الأخيرة يضيق صدر محمد أيضا بكلام الكفار وشركهم كما ضاق بكلام القرآن.

 

محمد يشك في القرآن:

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكن من الممترين (الشاكين) (البقرة2: 146-147)

مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(كان) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (آل عمران3: 59-60)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (يونس10: 94)

مما تقدم نجد أن أهل الكتاب يعرفون كتابهم كما يعرفون أبناءهم حيث أن الهاء في كلمة يعرفونه تعود على الأقرب وهو الكتاب وأكد ذلك في الآية الثالثة عندما أمر محمد عندما يشك في شئ أو يلتبس عليه أمر أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله أي النصارى قبله، أما في الآية الثانية فكان شك محمد كيف يكون عيسى كلمة الله وروح منه ورفع إلى السماء ويقول أنه مثل آدم من تراب؟ لكن السؤال الأهم إذا كان الإنجيل والتوراة تحرفا بيد اليهود والنصارى فكيف يأمر القرآن محمد أنه عندما يشك في صحة الوحي أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب قبله؟ ترى هل يحيله على محرفين؟

 

محمد يتلقى وحيا من الشيطان:

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله (يلغي) ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم .. وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) أنه الحق من ربك فيؤمنون به فتخبت (تطمئن) له قلوبهم (الحج22: 52-54)

تلك هي الآيات الأكثر صراحة وعجبا في القرآن فصراحتها أن محمد يتلقى وحيا من الشيطان والعجب أن الله يسمح بذلك ليفتن المنافقين والكفار كأن الله لا يريد هدايتهم والأعجب أن الذين أوتوا العلم عندما يسمعون محمد يردد كلام الشيطان ثم ينسخه الله ويلغيه يؤمنون وتطمئن قلوبهم ويعرفون أنه الحق من الله ويؤمنون  كيف.؟ أي حق في هذا ؟ الواقع أن العكس هو الصحيح ، ولذلك لم ولن يؤمنوا ويزداد العجب مع تلك الآية:

ما تنزلت به (القران) الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون (الشعراء26: 210-212)

الواضح من هذه الآية أن الشياطين معزولون عن سماع الوحي القرآني وفي الآيات السابقة أنهم سمعوا الوحي وأوحوا لمحمد آيات نسخها الله بعد أن قالها محمد لاتباعه فكيف بين الآية وسابقتها؟

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الأنعام 6 : 112).

وهنا نرى أن زخرف القول وبلاغته وقوة الصياغة اللغوية هي ليست من الله بل هي من وحي شياطين الأنس الجن .

أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف 7: 200)(فصلت 41: 36)

وهنا  نرى أن الشياطين كانت تنزغ محمدا والقرآن يأمره بأن يستعذ بالله من نزغاتهم ،ثم تأتي الآيات الأكثر عجبا.

هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (الشعراء26: 221-223)

هنا الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين  وكلمة أكثرهم كاذبون على من تعود؟ بالطبع على الشياطين لان الأفاكين هم الكاذبين ومن هنا فبعض الشياطين صادقين!! نعم فلا تعجب يا صديقي فلقد كان لمحمد شيطان مسلم يأمره !!

قال محمد ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير{إحياء علوم الدين للأمام أبي حامد ألغزالي وأيضا صحيح مسلم عن عائشة زوج محمد}فهل لنا أن نقول أن محمدا كان يتلقى أوامر من الشيطان؟ ربما يقول البعض نعم انه شيطان مسلم لا يأمر إلا بالخير ومن هنا هل يكذب من يقول أن محمدا كان يأتمر بأمر الشيطان المسلم؟! .

إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الأنعام 6: 68)

 ها هو الشيطان ينسي محمد القرآن لكن إليك تلك الآية الأعجب:

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (المجادلة58: 19)

قال الرسول صلعم ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

عن أبن مسعود قال رسول الله صلعم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.

صحيح مسلم

غضبت عائشة رضى الله عنها مرة فقال لها رسول الله صلعم ما لك؟جاءك شيطانك؟فقالت وما لك شيطان؟قال بلى ولكني أعانني عليه الله فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير.

صحيح مسلم من حديث عائشة.إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب ذم الغضب والحقد والحسد.

إذا كان محمد له شيطان فكم شيطان للمسلم المؤمن؟ إذا كان شيطان النبي بالجهد وإعانة الله له أسلم شيطان النبي فكم يحتاج المؤمن المسلم العادي حتى تسلم شياطينه؟قبل أن يسلم شيطان النبي هل كان يأمره بالخير أم بالشر؟ ترى ماذا يفيد الشيطان والجن إسلامهم؟ هل لهم مكان في الجنة؟ هل كان محمد يتلقى أوامره من الشيطان والجن؟ هل ننتظر من الشيطان خير حتى لو كان مسلم؟أنا لا أظن بل أجزم أن الشيطان عدو البشر حتى لو كذب وقال أنه مؤمن بالله.

روي أن إبليس لعنه الله تمثل لعيسى أبن مريم فقال له قل لا إله إلا الله فقال كلمة حق ولا أقولها بقولك.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

هل رأيتم كيف كان عيسى يعرف طبيعة الشيطان المخادع ولا يتجاوب معه حتى لو قال لا إله إلا الله؟

وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله فانتهره يسوع قائلا أخرس وأخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا(لوقا4: 33-35)

 

النهاية المحتومة والبشرى الأخيرة:

لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها (النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (مريم19: 70-72)

وهنا جميع المسلمين سيردون النار والآية لم تستثني محمد بل الكل واردها ثم ينجي الذين اتقوا رغم أن محمدا رفض تلك المقولة التي حكاها أهل الكتاب على حد تعبير القرآن :

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (آل عمران3: 24)

قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولوا على الله ما لا تعلمون (البقرة2: 80)

لا فارق بين ما جاء به القرآن في الآية الأولى وما حكاه القرآن عن أهل الكتاب في الآيتين الثانية والثالثة ، الفارق الوحيد أن الآية الأولى مكية والآيتين الثانية والثالثة مدنيتان ، فهل في مكة كان معهم وفي المدينة انقلب عليهم ؟

 

محمد لا يملك لنفسه وللمؤمنين شيئا:

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله (الاعراف7: 188)

 قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (الجن72: 21)

قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله (يونس10: 49)

 

الله ومحمد:

إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الاحزاب33: 56)

لماذا الله وملائكته يصلون على النبي؟ هل يحتاج النبي إلى صلاة المؤمنين بعد صلاة الله والملائكة؟  ماذا يقول الله  في الصلاة على محمد ؟

يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من ألظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (الاحزاب33: 41-44)

هنا نرى صلاة الله وملائكته تخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، كيف يكونون مؤمنين وقابعين في الظلمات؟ هل تخرج صلاة الله وملائكته النبي من الظلمات إلى النور أم لها عمل آخر؟

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه (تساعدوه وتساندوه) وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (الفتح48: 9)

لمن هذا التسبيح والتوقير والمساعدة؟ نعم المساعدة والتوقير والتسبيح لمحمد فالسورة في السنة السادسة للهجرة ولا يمكن مقارنتها بقرآن مكة أو النذير الذي كان بمكة، وأخيرا لك تلك الآيات:

يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم (تدخلون النار) وانتم لا تشعرون  إن الذين يغضون (يخفضون) أصواتهم عند رسول الله (محمد)  أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (الحجرات49: 3)

نعم إنها سورة مدنية في السنة السادسة للهجرة فمجرد خفض الصوت عند النبي هو امتحان للتقوى بل يستوجب المغفرة والأجر العظيم. لكن بعد كل ما استعرضناه عن حكم القرآن لنا أن نستعرض حكم العرب المعاصرين لمحمد من خلال القرآن لنرى إلي أي حد تطابق حكم القرآن والعرب على محمد وإلى أي مدى اختلفا؟  لكن السؤال الأهم متى حدث الاختلاف؟

 

قالوا شاعر:

بل قالوا أضغاث أحلام بل أفتراه بل هو شاعر فيأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون ( الأنبياء21: 5)

ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون (الصافات37: 36)

أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (الطور52: 30-31)

المتأمل في أغلب السور المكية يجدها مقفاة والكثير منها موزون  يمتاز بقصر العبارة والكثير من آياتها يمكن صياغته في قالب شعري مثل سورة العلق (69) كما أن الأحاديث تكشف عن أن محمدا كان يحضر سوق عكاظ ويحب شعر قس ابن ساعده وسلمة ابن الأكوع وكان يطلب من أبي بكر وغيره أن يسمعوه بعضا من أشعارهم وكان له شاعر هو حسان أبن ثابت يمدحه كعادة ملوك زمانه كل ذلك بعد أن قال محمد بنزول القرآن عليه وقال الشعراء يتبعهم الغاوون (الشعراء26: 224)؛ لكن ترى ماذا أجابهم القرآن عن قولهم أن قرأنه قول شاعر:

إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)

أي أنه ليس وحي لكنه قول رسول كريم .

قالوا مفتري كذاب:

وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (ص 38: 4)

قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرين (بحيرة وعدآس النينوي وقين وميسرة وورقة بن نوفل وغيرهم) اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا  (الفرقان25: 4-5)

وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات ... وقالوا ما هذا إلا إفك ( كذب) مفترى(من عنده وليس من عند الله)( سبا 34: 43)

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (كذاب)(النحل16: 101)

عندما رأى عرب الجاهلية تبديل الآيات ترى هل اخطأوا عندما قالوا كذاب وعندما قارنوا الآية السابقة بتلك الآيات :

لا مبدل لكلمات الله ( الانعام6: 34)، ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد( ق 50: 29)، لا تبديل لكلمات الله(يونس10: 64)

 

شكوا في قرانه:

أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري(ص38: 8)

لقد شك العرب في قرأنه على انه من عند الله ولكن الأغرب ان محمد نفسه شك مثلهم في هذا الذكر أي القران

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك(يونس10: 94)

 

قالوا مسحور:

إذ يقول الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (لاسراء17: 47)

وقال الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (الفرقان25 : 8)

لقد سحر اليهود محمدا وهذا ثابت في كتب التاريخ الإسلامي وكتب أسباب نزول القرآن وغيرها على سبيل المثال لا الحصر صحيح البخاري كتاب السحر باب الطب ، فترى هل كذب العرب أم صدقوا فيما قالوا إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا ؟

 

قالوا مجنون:

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر أنك لمجنون (الحجر15: 6)

أن لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (الدخان44: 14 )

وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (القلم 68 : 51)

افترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد (سبا 34: 8)

لكن ترى ماذا أجابهم القرآن على قولهم بأن محمدا مجنون ؟

إنه لقول رسول كريم... وما صاحبكم بمجنون (التكوير81: 19-22)

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين(الأعراف7: 184)

لقد كان رد القرآن عجيبا ُما بصاحبكم ُ صاحب من ؟ لو قلنا هذا الرد على الكفار لكانت الطامة الكبرى فمحمد صاحب الكفار وصديقهم ما هذا الود وتلك الصحبة ؟إلى أي مدى استمرت وإلى أي شئ تقود ؟ هل لآن محمد كان ضعيفا بمكة فكان يصاحبهم وعندما قوى في المدينة ضرب رقاب أصحابه ؟ صاحب من ؟هل قال أصحاب محمد والمؤمنين به أنه مجنون فجاء رد القرآن عليهم ما بصاحبكم من جنة وما صاحبكم بمجنون، لو كان هكذا لكانت الطامة أكبر من الأولى ويكون أصحاب محمد هم الأدرى به والأوثق شهادة .

 

قالوا كاهن:

فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون (الطور52: 29)

إنه لقول رسول كريم ... ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون(الحاقة69: 40-42)

 سحر اليهود محمدا وأصبح لا يدري ما حوله وجاء جبريل ورقاه بالمعوذتين أعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس وهما نفس رقي كهان الجاهلية .

 

قالوا أساطير الأولين يسمعها ويكتبها:

قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين(الأنفال: 8-31)

إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين(النحل16: 24)(المؤمنون23: 83)

 الواضح هنا أن العرب كانوا يعرفون قصص السابقين و كان تعقيبهم أن ما يقوله محمد هو قصص وأساطير الأولين وهو ليس شئ جديد ولم ينكر محمد ذلك.

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم (النساء4: 26)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق(طه20: 99)

تلك القرى نقص عليك من أنبائها(الاعراف7: 101)(هود11: 100)

وهنا وفي كثير من الآيات لم ينكر محمد أن قرأنه هو قصص الأولين والأنبياء السابقين وأساطير القرى وأنبائها وأخبارها مثل أهل الكهف والناقة المبصرة وذي القرنين وكثير من القصص غير الموجودة في كتب الله ، ولكن من أين جاء بها ؟

قال الذين كفروا أن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...وقالوا أساطير الأولين إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 4)

هنا كانت شهادة العرب المعاصرين أن تلك القصص كان محمد يسمعها وتملى عليه ويدرسها ، لكن ترى هل كان ذلك صحيحا؟ المتأمل بفهم وتعقل يرى أن محمدا قبل إعلانه للنبوة كان يذهب إلى غار حراء للتعبد ، ترى على طريقة من التعبد في المغارات ؟ فالعباد هناك كثيرون والدراسة مستفيضة في تلك الخلوة وهذا ما قاله العرب ولم ينكره القرآن :

كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (الانعام6: 105)

ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل16: 103)

من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست ، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل:

أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية  ،أسفار كتب بالسريانية،اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية،الجبت الشيطان بالحبشية،جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود، سريا نهر بالسريانية ، سندس رقيق الديابج بالفارسية ،الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم ،غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة،والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم ؟

أخيرا لنا أن نعرف أن كل تلك الآيات التي قالها العرب هي آيات مكية أما من إسلام المدينة وإلى اليوم فلا حرية في التعبير والتفكير والاعتقاد فحذف إسلام المدينة كلمة حرية ومرادفاتها من القاموس العربي فلم يجرؤ أحد في المدينة وإلى اليوم على قول شاعر، مجنون، مفتري ، مسحور، فإن عبر أحد عن رأيه كافر ويقتل وإن فكر أحد ورفض دين الأباء فمرتد ويقتل وإذا ناقش أحد مسلما فهو يفتنه عن دينه ويقتل :

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ...(المائدة5: 33-34)

ترى متى يعود العربي إلى ما قبل إسلام المدينة؟ عندما كان عرب الجاهلية يحترمون حرية الفرد فيما يعتقد فكان هناك اليهود والنصارى والصابئة والمجوس وعباد الأصنام التي كان عددها كبير كل يدين بما يقتنع به ويناجي الرب الذي يريد دون قمع او سيف . ترى متى نتحرر ونملك أن نقول كما قال أهل مكة؟ متى يضيق الفارق بيننا وبين العالم الذي نعيشه إلى أربعة عشر قرنا فقط؟ متى نعود إلى مكة؟ ما أشد الشوق إليها وما أحلى العودة إليها .

 

 

المسيح في القرآن

تحدث القرآن عن عيسى وأمه حديثا عجيبا فريدا مثيرا متفردا ، ورد أسم عيسى خمسة وعشرين مرة بين مكة والمدينة، ورد أسم المسيح إحدى عشرة مرة كلها بالمدينة فلم يعرف بهذا الاسم في مكة ترى لماذا؟ ورد اسم مريم أربعة وثلاثين مرة بينما لم يرد أسم محمد في قرأنه إلا أربع مرات فقط ولمريم سورة في القرآن باسمها ، لم يذكر اسم أحد من النساء غيرها كما أنها فوق كل نساء العالم وصديقه ومن يقول السوء فيها كافر ، ولم يذكر القرآن عن أي نبي لفظ اصطفاك مرتين في آية واحدة غيرها ، كما أنها وابنها آية لكل الأجيال ، ولم يقل عن أحد تحدث في البطن والمهد غير عيسى، تعلم قبل أن يولد كما أنه كلمة الله وروح من ذات الله ، ولم يأت أحد بمعجزات مثله وهو الوحيد الوجيه في الدنيا والآخرة ، وهو الحق ، نعم لقد وضع القرآن المسيح فوق كل البشر والأنبياء مما يجعل الإنسان يسأل من هو المسيح ؟ ولادته العجيبة ، صعوده ورفعه حيا تاركا الأرض تحوى في باطنها كل البشر والأنبياء بينما هو حيا خالدا في السماء والكل يترقب عودته يوم القيامة ليحاسب مليارات البشر من آدم وإلى يوم الساعة . الكل سيقف أمامه وسيعرف خفايا قلوبهم ويجازي كل واحد عما فعل خيرا كان ام شرا حقا إنه السؤال الخالد من هو المسيح؟

 

من هي أم عيسى ؟

إن الله اصطفى آدم وإبراهيم وآل عمران على العالمين (آل عمران 3: 33)

إذ قالت امرأة عمران (أم مريم؟) رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( آل عمران3: 35-36)

مما تقدم نجد أن مريم من ذرية الأنبياء التي اختارها الله وهي نذر لله وهي في البطن ومحصنه وذريتها من الشيطان ، لكن القرآن وقع في خطأ تاريخي حيث قال أن أم مريم هي زوجة عمران أبا هارون وموسى وأكد على ذلك الخطأ بتلك الآية :

يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (مريم19: 28)

وهنا أكد ذلك الخطأ وقال أن مريم أخت هارون ، يقول بعض المفسرين أن نسبتها لهارون لأنها من ذريته وتشريفا لها ، أي تشريف ينقص مريم التي قال فيها القرآن ما لم يقله في أحد من الأنبياء  ، لكن ترى لماذا قال عن أمها امرأة عمران؟ نعم من يقرأ التوراة يجد أن هناك فارق زمني يقارب الخمسة عشر قرنا بين مريم أم المسيح عيسى وبين مريم أخت هارون أبنه عمران . 

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (في ماذا؟) من روحنا...( التحريم66: 12)

في هذه الآية أكد القرآن  على أن مريم بنت عمران لكن الأغرب جملة أحصنت فرجها فنفخنا فيه  من الذي نفخ ؟ الله بالطبع ، نفخ في ماذا؟ بالطبع في فرجها ، لكن كيف نفخ هذا متروك لخيال القارئ .

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقها قال يا مريم أنى لك هذا (من أين لك هذا) قالت هو من عند الله (آل عمران3: 37)

لقد تغذت مريم وترعرعت على غذاء نازل من السماء من عند الله ولم يذكر القرآن ذلك عن أي نبي .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران3: 42)

لم يرد في القرآن كله عن أي نبي كلمة اصطفاك مرتين في آية واحدة غير مريم ، كما أنها أطهر أم وفوق كل نساء العالم ، وفي تقريع اليهود الذين قالوا عن مريم الإفك اعتبر القرآن ذلك كفر :

بكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما (النساء4: 156)

لماذا كل هذه الكرامات لمريم فوق أم كل الأنبياء ونساء العالمين ومن يقول في حقها الكذب فهو كافر رغم أن الكفر كلمة لنا عليها تحفظ .

 

تحقيق نبوات التوراة والكتب بعيسى :

وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة5: 46)

 الشطر الثاني الإنجيل مصدقا للتوراة أما في الشطر الأول فإرسال عيسى مصدقا لما جاء من نبوات عنه في التوراة ولكي يزداد الأمر وضوحا :

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه ( التحيم66: 12)

ومعنى صدقت بكلمات ربها وكتبه تعني أنها صدقت بالنبوات التي جاءت عنه في كتب الله قبل ولادة عيسى ، نعم كل حياة عيسى سطرتها كتب الله قبل ولادته وما يخص ولادته من عذراء لم يمسها بشر جاءت به النبوات التي صدقت بها مريم :

ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (أشعياء7: 14)

وأيضا هذا ما قاله السيد المسيح لليهود عن الآيات التي جاءت عنه وكان يذكرها لهم حتى لا يكون لهم العذر إذا رفضوه ، وكان هذا واحدا من الفروق الجوهرية بين المسيح والأنبياء الكذبة الذين جاءوا بعده فلم يستطع واحدا منهم أن يذكر لهم آية واحدة من التوراة والإنجيل لدعم نبوته وكما أن هذه النبوات لم تزل إلى الآن موجودة في كتب اليهود ورغم اختلافهم مع النصارى لم يجرؤا على حذفها أو تحريفها لآن الله أقوى من البشر فلا يستطع كل تجبر اليهود أن يزيل حرفا واحدا من كتبه.

 

المقفى ولا مقفى عليه(الخاتم):

ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ...ثم قفينا (أتبعنا) على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل(الحديد57: 26-27)

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة...(المائدة5: 46)

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 87)

مما تقدم نجد أن النبوة والكتب جاءت بعد نوح وإبراهيم وهى في ذريتهما وأول الأنبياء هو موسى الذي أتاه الله الكتاب وجاء باسمه وجاءت الرسل بعده وجاء المسيح عيسى باسمه ليختم وينهي عصر الأنبياء فهو المقفي الذي ليس بعده مقفي أي لامقفي عليه فليس هناك آية واحدة في القران تقول أن الله قفى بأحد بعد عيسى

 

عيسى رسول الله وكلمته وروح منه :   

إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته  ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ( أي اسم كلمة الله هو المسيح )(آل عمران3: 45)

هنا نرى طبيعة عيسى أنه ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه.

أولا : المسيح رسول الله ابن مريم نعم المسيح كان مثل كل البشر أكل وشرب ونام وجاع وتألم هذا لكونه ابن مريم أي بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم وشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وهذا واضح في الإنجيل وكان من ألقابه في الإنجيل ابن الإنسان وابن البشر :

والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده (يوحنا14:1)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس16:3)

فإذا تألم المسيح لأجلنا بالجسد .... (بطرس الأولى1:4)

الذي إذ كان في صورة الله (الكلمة) ... أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6- 8)

وكل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله(يوحنا الأولى4: 2- 3)

والكثير من الآيات التي تقول أن السيد المسيح كان مثلنا تماما لكنه لم يخطئ .

ثانيا : كلمة الله : دعنا نناقش معنى الكلمة وماهيتها ؟ الكلمة المنطوقة نسمعها والكلمة المكتوبة نقرأها والكلمة المصورة المتجسدة نراها ونلمسها والكلمة في كل الحالات واحدة لا تنفصل عن قائلها ، كما أنها تحمل نفس طبيعة قائلها إذا كان وديعا طاهر القلب كانت كلماته مملوءة بالسلام والمحبة وإذا كان شهوانيا دمويا كانت كلماته معثرة قاتلة ، من هنا لا يمكن معرفة المتكلم إلا من خلال كلمته ،كما لنا أن نغوص قليلا في كلمة الله ، الله عندما خلق الخلق استخدم كلمته في الخلق فخلق كل شئ بالكلمة فكانت كلمة الله لها القدرة على تحويل العدم إلى شئ فعندما قال كلمته لتكن أرض تحول العدم إلى الأرض ليكن نور فتحول العدم إلى نور وهكذا خلق الله كل شئ بكلمته وكما استطاع الإنسان أن يحول كلمته إلى صورة ، فكاتب القصة يصورها في مناظر فبدلا أن نقرأها نعيشها وكذلك كلمة الله صار جسدا وهو المسيح ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

والكلمة صار جسدا ( يوحنا 1 : 14)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس3: 16)

نعم كل الأنبياء أخبرونا وأسمعونا كلمة الله فسمعناها وقرأناها أما المسيح هو كلمة الله المتجسد، البعض يقول كلنا خلقنا بكلمة الله نعم لكن ليس كلنا كلمة الله بل المسيح فقط هو كلمة الله ، للتأكد من ذلك نرجع للآية نجد أن المسيح كلمة الله ألقاها وهي تعني أن الكلمة لها وجود قبل إلقائها إلى مريم والله أزلي فكلمته أزلية أزليه الله وهذا لا نستطع أن نقوله على أحد غير المسيح ولا يستطع أي كاذب أن يدعيه لنفسه إلا إذا كان يخاطب جهلاء.

لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص38: 34)

ترى ما هذا الجسد ومن أين جاء وإلى أين عاد ؟ أليس الله القادر على كل شئ قادر على أن يعطي كلمته جسدا لنرى الكلمة بعد أن سمعناها.

 

عدم محدوديه الله وعدم محدوديه كلمته :

الرحمن على العرش استوى (طه5:20)

وترى الملائكة حافين حول العرش(الزمر75:39)

ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

وبرغم كل تلك الآيات إلا أننا نقول أن الله غير محدود لآن لاهوت الله وقدرته وكلمته وروحه تخرج من نطاق المادية ومقاييسها حتى لو قلنا عنه أنه استوى على العرش أو كانت الملائكة حافين بعرشه أو الملائكة يحملون عرشه لكنه في لاهوته وقدرته غير محدود .

لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( الكهف109:18)

لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله( لقمان27:31)

ربما يقول قائل أن كل الكتب على الأرض ربما أصغر بحر لو كان لها مدادا ليكفي لكتابتها ، لكن المقصود من الآيات أن كلمة الله غير محدودة.

فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته(والقرأة الأصح و الأبلغ وكلمته وكانوا يقولون بها في كثير من القرأت) واتبعوه (الأعراف158:7)

والمتأمل هنا يجد أن محمدا يؤمن بالله وكلمته المسيح فالأيمان بالله مقرون بالأيمان بكلمته والحوار هنا ليس مع اليهود بل مع النصارى الذين يقرؤون ويثقون في التوراة والإنجيل كذلك هم يؤمنون بالله وكلمته المسيح عيسى .

ثالثا : روح منه : دعنا نناقش كلمة روح منه هل على اتصال به تعالى أم على انفصال عنه ؟ إذا كان على انفصال منه تعالى فكل شئ ينفصل منه جزء ينقص بقدر ما أخذ منه وحاشا لله أن يعتريه نقصان وإذا كان على اتصال فإن السيد المسيح(روح منه) والله شئ واحد لا انفصال وهذا ما قاله السيد المسيح :

أنا في الأب والأب في ( يوحنا10:14)

أنا والأب واحد (يوحنا30:10)

وذلك يدل على أن المسيح والله طبيعة واحدة وبذلك نفهم لماذا المسيح خلق وأحيا الموتى ويعود ليدين العالم بعد أن صعد ولم يزل حيا إلى الآن.

لكن قد يقول البعض إننا جميعا من روح الله نقول لم يقل القرآن ذلك عن أي إنسان ولا آدم لكن آدم هو نفخة من روح الله وهي تعني الخلود في النار أو الجنة .

وفي الحديث عن مريم : فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويالأهب لك غلاما زكيا ( مريم19:19)

الراسل هنا هو الله والمرسل إليه هي مريم والمرسل إليها هو روح الله ، الذي تمثل بشرا سويا وهذا عينه ما جاء في الإنجيل:

قال لها الملاك ... الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ...( لوقا 1: 34-35) الروح القدس هو روح الله.

لما كانت مريم أمه(المسيح) مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18) الروح القدس هو روح الله.

أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس (رسالة فيلبي 2: 6)              وهي نفسها كلمة تمثل بشرا . 

وبرغم كل ذلك يقول البعض أن الذي تمثل بشرا هو جبريل وهو الذي بشر مريم نقول هل جبريل هو روح الله الذي تمثل بشرا ؟ حاشا أن يقول أحد أن جبريل هو روح الله وإذا كان للملاك أن يتمثل بشرا فلماذا الله لا يتمثل بشرا؟ ثم تكملة الآيات يدل على المعنى ؛ لأهب لك غلاما ذكيا؛ هل جبريل يستطيع أن يهب أم أن الله هو الواهب ؟ كما أن البشرى جاءت عن طريق الملائكة وليس عن طريق جبريل . :

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ... وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(آل عمران45:3)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3)

لكن يبقى السؤال هل لله روح أم لا ؟

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (الحجر29:15)

أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (المجادلة22:58)

هل روح الله يتجزأ على المؤمنين ؟ هل إذا أيد روح الله مؤمنا بالشام لا يستطع تأييد مؤمنا باليمن في وقت واحد ؟ بالطبع لا فروح الله غير محدود كما الله غير محدود كما كلمته غير محدود ، نعم كل حي حي بروحه والله هو الحي وله روح ومن ينكره ولا يؤمن به و ييأس منه هو كافر :

لا تيأسوا من روح الله أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (يوسف87:12)

يقول البعض أن كلمة روح هنا تعني رحمة لكن بأي لغة؟ لم ترد بهذا المعنى في أشعار العرب أو في كتب التاريخ ولم يستخدمها أحد بعد القران بمعنى الرحمة ولكنه هوى المفسرين وبرغم هذا فأوردنا الآيات السابقة التي تتحدث عن روح الله. ومن هنا إنكار الله كفر واليأس من رحمة الله وقدرة الله وعدل الله وكلمة الله وروح الله كفر وإذا كنت تؤمن بإله ليس له روح فأنت تؤمن بصنم لا حياة فيه حتى وإن كان اسمه الله وإن كنت تؤمن بإله ليس له كلمة فأنت تؤمن بصنم لا ينطق وإن كان اسمه الله فلقد أسمى عرب الجاهلية أصنامهم باسم الله وأسموا أبناءهم بعبد الله وعبيد الله؛ وإذا كان الله أزلي أبدي فروحه وكلمته وقدرته وعظمته وجلاله و أزلي ابدي .

أخيرا عيسى كلمة الله ألقاها وروح منه فهو عند الله قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به وقبل ولادته لكن ما الفارق بين الله وكلمته وروحه؟ بالطبع لا فرق، لكن سيظل السؤال عالقا ماذا كان يعمل كلمة الله قبل إلقائه إلى مريم؟

 

المؤمنين يؤيدهم الله بعيسى:

المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته وروح منه (النساء171:4)

أولئك كتب (الله) في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه(المجادلة22:58)

وهنا الله يؤيد المؤمنين بروح منه أي روح صادر من ذاته وهذا يوضح أن الله يؤيد المؤمنين بعيسى حيث هو الوحيد الذي قيل عنه روح منه وهو نفسه ما جاء في الإنجيل :

ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (متى20:28)

ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم(أفسس17:3)

أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني(فيلبي13:4)

 

ولادة عيسى وكلامه في البطن والمهد:  

فأشارت إليه(المسيح) قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا ... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم19: 29-33)

وهنا السلام جاء لعيسى من ذاته وطوال فترة حياته على الأرض في ميلاده وموته وبعثه حيا ، وبالمقارنة بما جاء عن يحي في القرآن :

سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (مريم15:19)

ففي الحديث عن عيسى جاء في القرآن كلمة السلام معرفة فهو يعني السلام كله بشموله وكماله ، لكن عن يحى جاءت كلمة سلام نكرة وهو لا يفيد تلك الشمولية والكمال في كلمة السلام.كما أن هذه الآية قالها عيسى وهو في المهد عند ولادته ، فترى أي غيب ذلك الذي عرفه عيسى بأنه سيبعث حيا ومتى تعلم كل هذا ؟ نعم إن عيسى هو السلام الذي جاء إلى الارض، عجيب في ميلاده وفي موته وفي بعثه حيا.

الله هو الحق الملك القدوس السلام (الحشر59: 23)

فالله هو السلام وحياة عيسى من ميلاده إلى بعثه حيا كلها سلام.

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (مريم19 :24)

نعم كلمة سريا لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن لتصف المسيح الفريد العجيب فهي تعني نهر وكلمة تحت تعني بطن أي أن السيد المسيح كلمها من بطنها ليبشرها بنهر الحياة في بطنها ، لكن بعض مترجمين للقرآن يقولون أن الذي ناداها هو جبريل كان موجودا تحتها ، نقول لماذا يجلس جبريل تحت مريم؟ هذا خيال المرضى لا يدخل عقول الأصحاء وعليهم بقراءة غريب القرآن للساجستاني والإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيرهما ليعرفوا أن كلمة تحت تعني بطن .

ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى (كيف) يكون لي ولد ولم يمسسني بشر... ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (آل عمران3: 46-48)

إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل...(المائدة5: 110).

هنا تعلم المسيح الكتاب، الحكمة،التوراة والإنجيل من الله مباشرة وليس كما يدعي البعض بأن عيسى تعلم السحر في مصر أو اليوجا في الصين، لكن السؤال ما هو الكتاب المعطوف على الحكمة والتوراة والإنجيل؟ نعم نال عيسى العلم المطلق وهذا لم ينله أحد غيره، وإذا تحدث عيسى في البطن والمهد بكل تلك الحكمة والعلم والنبوة ببعثه حيا ، ترى متى تعلم كل هذا وهو في البطن والمهد؟ نعم كل هذا أخذه من الأب كما جاء في الإنجيل:

تعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم أجابهم يسوع  تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه أما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم (يوحنا 7:15-18) .

لكن هل حدث ذلك مع أحد من البشر والأنبياء ؟

الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا (النحل16: 78)

وهنا نرى كل البشر يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، بينما عيسى تكلم في البطن والمهد إذا عيسى ليس كالبشر، ترى هل هو منهم؟

 

المسيح الخالق :

إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله (المائدة5: 110)(آل عمران3: 49)

وكلمة يخلق غير كلمة يصنع ، فعيسى يخلق أي يوجد من العدم غير الموجود أي يقول للشئ كن فيكون وينفخ في الطين نسمة الحياة أي نفخة عيسى تعطي الطين الحياة وهي نفس طريقة الله في الخلق .

خلق الإنسان من طين ... ثم سواه ونفخ فيه من روحه(السجدة32: 7-9)

تلك طريقة الله في الخلق وهي نفس طريقة عيسى في الخلق، يقول البعض بإذن الله وهذه مشكلة القرآن ،هل القرآن متناقض مع بعضه؟

إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له(الحج22: 73)

أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون(الأعراف7 :191)

هل من خالق غير الله (فاطر35: 3)

قل هل يستوي الأعمى والبصير أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قل الله خالق كل شئ(الرعد13: 16)

وهنا القرآن يتحدى وينفي أن أحدا يستطيع أن يخلق غير الله كما يؤكد أن الله خالق كل شئ ،ترى الطير الذي خلقه عيسى يدخل في نطاق الكل فيكون عيسى هو الخالق فالآية لم تستثني أما إذا كان ما خلقه عيسى لا يدخل في نطاق الكل فيصبح هناك خالقين ونوعين من المخلوقات مخلوقات خلقها الله ومخلوقات خلقها عيسى. أخيرا لك تلك الآية لتفكر فيها:

افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (النحل16: 17)

نعم لا يتساوى من يخلق ومن لا يخلق فمن يخلق هو الخالق ومن لا يخلق هو المخلوق صالحا كان أم طالحا نبيا كان أم كاذبا أفلا تعقلون؟

 

المسيح يحي الموتى:

وأبرئ ألاكمه (الأعمى منذ ولادته) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله (آل عمران3: 49)

وإذ تخرج الموتى بإذني (المائدة5: 110)

لم يرد في القرآن كله أن أحدا أحيي الموتى و أخرجهم غير المسيح، وكلمة الموتى معرفة تعني شمولية قدرته على إحياء الأموات على الإطلاق فلم يقل أحيا موتى بل قال الموتى ،أما كلمة تخرج الموتى تعني قدرته على إحياء الموتى منذ مئات السنين وبالرجوع إلى قصص الأنبياء لأبن كثير ذكر من أحاديث محمد أن عيسى أخرج وأحيا أحد أبناء نوح .

الله هو الولي وهو يحي الموتى (الشوري42 :9)

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وانه على كل شئ قدير (الحج22: 6)

لكن على ما يدل إحياء الموتى ؟

من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا(المائدة5: 32)

نعم عيسى لم يقتل أحدا أو حرض على القتل والقتال بل هو أحيا أنفس كثيرة فكأنما أحيا الناس جميعا .

ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون63: 11)

كلمة لن تنفي الماضي والحاضر والمستقبل وهي تدل على المستحيل، لكن المسيح أخر حياة أنفس كثيرة وأطال أجالها فمن هو؟

قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (يس36: 78-79)

عيسى أحيا الموتى ترى هل هو الذي أنشأها أول مرة؟ هل هو بكل خلق عليم؟ من هو المسيح الذي أحيا الموتى وأخرجهم وأخر آجالهم وأضاف إليهم آجالا جديدة ؟

 

السيد المسيح والغيب :

يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (المائدة5: 109)

عن المسيح قال القرآن أنه يعلم ما سوف يأكلون ويدخرون في المستقبل وعرف في مهده أنه سيصعد تاركا الأرض لمن جاءوا منها:

أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم (آل عمران3: 49).

 السلام علي ولدت ويوم أموت  ... يوم أبعث حيا (مريم19: 33)

وعن محمد قال القرآن أنه لا يعلم الغيب ولا يعرف كيف يموت :

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الانعام6: 50)( هود11: 31).

ما محمد إلا رسول...افإن مات أو قتل (آل عمران144:3)

قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ... (النمل27: 65)

فقل إنما الغيب لله (يونس10: 20)

عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين العباد (الزمر39: 46)

نعم عيسى يعلم الغيب وهو الذي سيدين العالم وهذا ما جاءت به كتب الحديث ومنها صحيح البخاري ، ترى من هو عيسى؟

 

المعجزة الكبرى والسر الخفي :

لقد أثارت الآيات الأواخر من سورة المائدة أسئلة عديدة ؟؟؟

قال عيسى : اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين .

قال الله    : إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .

قال الله    : يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .

قال عيسى: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .

قال الله  : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات...رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (المائدة5: 114-119)

وهنا حديث واضح ومتصل بدون واسطة أو وحي أو جبريل أو ما شابه ومباشر بين الله وعيسى .

أولا : المائدة ، الواضح فيها نقطتان .

- أنها عيد للأولين والآخرين وهي أية ممتدة تطول السابقين واللاحقين .

- أن من يكفر بعدها يعذبه الله عذابا لا يعذبه لأحد وهنا نجد العذاب مطلق فهو عذاب يفوق عذاب من يكفر بالله أو يشرك به ... حقا إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي إنها تفوق معجزة الخلق وإحياء الموتى فمن ينكرهما ويكفر بالله أو يشرك به له عذاب أقل ممن يكفر بعد هذه المائدة حتى أن السورة كلها سميت باسمها ، لقد كفر بعض اليهود بعيسى ولم يؤمنوا به ولم يتوعدهم الله بمثل من يكفر بعد هذه المائدة ، ترى ما هذه المائدة ؟ما هو سرها الخفي الذي يطول السابقين و اللاحقين؟ لماذا هي فرحا وعيدا؟ لماذا العذاب بعدها أقسى من عذاب الكفر والشرك؟ نعم إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي .

ثانيا : حوار عيسى المباشر مع الله

رد عيسى على سؤال الله أأنت قلت اتخذوني وأمي إلهين ، فضلا عن أنه لا يوجد في أي من الأناجيل هذا القول إلا أن جواب عيسى لله يستدعي التوقف . ؛إن كنت قلته فقد علمته؛ أي لماذا تسأل وأنت تعرف كل شئ ، هل هذا جواب عبد على سيده ورسول على مرسله.؟

ثالثا : يوم وفاة عيسى 

فلما توفيتني ... إن تعذبهم ...إن تغفر لهم قال الله هذا يوم ...رضى الله عنهم ... رضوا عنه ...ذلك الفوز العظيم .

متى قال المسيح ذلك قبل الوفاة أثناء الوفاة بعد الوفاة؟ لا أحد يعرف ذلك إلا من خلال الإنجيل. هذا يوم ترى عن أي يوم يتحدث؟ هذا اسم إشارة للقريب فهو يشير إلى أقرب يوم في الآيات وأقرب يوم لأسم الإشارة هو يوم وفاة عيسى وليس يوم نزول المائدة أو غيره فيكون هو اليوم الذي أتم الله فيه كل شئ ورضى عن البشر ومن يصدق في ذلك سينفع الصادقين صدقهم ، ومن طالع الإنجيل سيجد أن السيد المسيح أكل مع تلاميذه المائدة وبعدها توفي ومات فداء عن البشر يوم الجمعة فهذا هو اليوم الذي رضى الله فيه عن البشر بتقبله فداء المسيح للجنس البشري وعلى الصليب طلب المغفرة لصالبيه ،لو لم يكن هذا اليوم ترى عن أي يوم يتحدث القرآن؟ الحديث المتصل يدل دلالة قاطعه على أن محمدا كان يقصد يوم وفاة المسيح وليس غيره كما يدعي بعض المفسرين بالقول أن المقصود يوم القيامة رغم عدم وجود أي إشارة عن يوم القيامة .

 

المسيح الحي:

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك ! من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم33:19)

بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (النساء158:4)

هنا رفع الله المسيح  إليه إلى مكان كرامته وعزته ، فلم يرفع المسيح إلى الجنة بل رفعه إليه فحيث يوجد الله فالمسيح هناك ، لكن لنا أن نسأل كيف ومتى رفعه؟ هل رأه الناس في رفعه حيا؟ هل مات ثم قام ثم رفعه؟ هل أقامه أحد ، هل قام بذاته وهو الذي أحيا وأخرج الموتى؟ إن من أقام الموتى وأحياهم قادر أن يقوم بذاته فهو الوحيد قاهر الموت وواهب الحياة لمن فارقتهم الحياة . أسئلة حيرى لم يجب عليها القرآن ومن أراد معرفتها عليه بكتاب الله الإنجيل ليجد ضالته ، لكن حسبنا هنا القرآن فلم يرد فيه أن أي بشر أو نبي بعث حيا بينما المسيح فقط رفعه الله إليه وكان يوم بعثه سلام بل كل السلام ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا(يوحنا14: 27)

لكن لماذا المسيح فقط حيا إلى الآن وإلى قيام الساعة ؟ على ماذا يدل رفع المسيح إلى السماء وخلوده حيا إلى الآن؟

لن نؤمن لك حتى أو ترقى (ترتفع وتصعد) في السماء ... قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (الاسراء17: 90-93)

لقد طلب العرب من محمد أن يصعد إلى السماء فأجابهم أنا بشر والصعود لله ، نعم سبحان ربي إن الصعود إلى السماء ليس للبشر لكنه لله. 

وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأنت ميت فهم خالدون(الأنبياء34:21) .

 إنك (يا محمد) ميت وإنهم ميتون(الزمر30:39)

وهنا الحديث القرآني لمحمد أنه ميت وكل البشر ميتون وليس لأحد من البشر قبله الخلد لكن من رفع حيا من ألفي عام فهو خالد وليس من البشر .

توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا(الفرقان58:25)

نعم المسيح عالم بذنوب العباد لأنه هو الذي سيدين العالم لكن على من تتكل ولمن تسبح على الميت أم الحي الذي لا يموت ؟.

 

المسيح والزكاة:

وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا(مريم31:19)

وهنا المسيح هو الوحيد المبارك أينما وجد ، ولكن في موضوع الزكاة والصلاة يبرز لنا نقطتان :

أولا : لمن يدفع المسيح الزكاة؟هل للرومان المحتلين، فهي جزية وليس زكاة ،هل يدفعها لليهود الذين لا يؤمنون به ؟

ثانيا :كلمة ما دمت حيا، هل تعني أنه سيموت؟ طالما المسيح حيا هل يدفع الآن الزكاة ولمن وما نوعها ؟ لماذا يصلى وماذا يقول؟

 

هل صلب المسيح ؟ :

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى أبن مريم (مريم33:19)

كنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد .... إن تغفر لهم فانت العزيز الحكيم(المائدة5: 117-118)

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ... وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

 مما تقدم من الآيات نجد أن المسيح قد مات ورفع وذلك من كلمة أموت في الآية الأولى وكلمة  توفيتني في الثانية ومتوفيك في الثالثة ورفع إلى الله من كلمة أبعث حيا في الأولى ورافعك في الثالثة ، أما الآية الثالثة فهي توضح أن الوفاة حدثت أولا ثم الرفع حدث بعد الوفاة ، لكن كيف ومتى توفى؟

وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق.. وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وإن من أهل الكتاب ألا ليؤمنن به قبل موته(موت من؟) (النساء155-159)

الملاحظ في تلك الآيات أنها لم تقطع بصلب المسيح  وكذلك لم تقطع بعدم صلبه فكثير من مفسري القرآن قالوا بعدم صلبه وآخرون قالوا بصلبه لكن أين الحقيقة وأيهما أقرب للعقل والمنطق والنص القرآني والتوراة والإنجيل؟ هناك الكثير من نبوات التوراة تتحدث عن صلب المسيح  وحواري المسيح الذين كتبوا الأناجيل اقروا بصلب المسيح لكن ماذا عن النص القرآني؟ الملاحظ في النص أنه بدأ بالقول أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ، ثم أقر أن اليهود قالوا أنا قتلنا المسيح  والحواريون الذين حضروا الصلب قالوا أن المسيح قد صلب ، لكن في القرآن لفظ شبه لهم ، الكثير من مفسري القرآن يقولون أن شبه المسيح ألقي على شخص آخر صلب بدلا من المسيح أي أن جميع المفسرين قالوا أن الصلب حدث ولكن من هو المصلوب؟

 

المصلوب شبه المسيح:

ما العبرة والغاية في إلقاء شبه المسيح على شخص آخر؟ يقولون لكي يعاقب هذا الشخص وهو يهوذا الذي خان المسيح ، تري لكي يعاقب الله هذا الشخص يضلل أتباع المسيح الذين حضروا الصلب ودونوا الأناجيل للملاين بعد المسيح؟ شئ غير منطقي وغير مقبول .هناك من يقول لكي يعتبر الناس أن عاقبة خيانة المسيح مرة ،هذه العبرة لم تصل لأحد فاليهود قالوا أنا قتلنا المسيح والحواريون كتبوا أن المسيح صلب فتلك العبرة لم تصل لأحد ، يقولون لكي ينقذ الله المسيح ألقى شبهه على آخر؛ ترى لكي ينقذ المسيح يضلل تلاميذه وأتباعه ويخدعهم ؟ غير منطقي ولا عادل ويصبح الله مضلل للبشر حاشا ، لكن القران لم يوضح من هو الإنسان شبه المسيح ؟ ما الحكمة في ذلك التزييف بوضع شخص مكان آخر ؟ لم يعرف الحواريون ولا اليهود ذلك ما فائدة العمل ؟ أين ذهب جسد المصلوب شبه المسيح ؟ الأثر التاريخي قبر من هو؟ ، لكن سيظل السؤال  الحائر والأهم باق وهو وكيف مات المسيح ومتي وأين ؟كلمات من تلك التي سمعها التلاميذ عند الصلب ودونوها؟ قبر من الفارغ؟

 

المصلوب هو المسيح :

هناك كلمات في القرآن تدل على أن صلب المسيح هو الأقرب للعقل والمنطق وتجيب على السؤال الحائر ما مصير الجسد المصلوب وكيف مات المسيح؟ كلمة ما قتلوه يقينا أي أنه لم يقتل كما كل البشر مات وإلى التراب لكن اليهود شبه لهم أنه مات ككل البشر إلى التراب ويتأكد هذا المعنى من كلمتين، الأولى (بل رفعه الله إليه‎‎) فالجملة التي بعد بل تعني الهدف من الآيات التي قبلها لآن الآية ردا على من ينكر رفع المسيح وليس ردا على من يقول بصلب المسيح وهو ما نراه في الكلمة الثانية وهي( إن الذين اختلفوا فيه) وهو الاختلاف بين اليهود الذين يقولون بالصلب وينكرون الرفع وبين المسيحيين الذين يقولون بالصلب وبرفع المسيح ومن يسأل أهل الذكر سيجد ذلك في الإنجيل :

فاجتمعوا مع الشيوخ (اليهود) وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام ... فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم (متى 28: 11-15)(متى27: 62-66)

هنا جاءت آيات القرآن تؤيد قول النصارى برفع المسيح وترفض قول اليهود بعدم رفعه وذلك نفهمه من جملة الذين اختلفوا فيه فلم يختلف النصارى حول صلب المسيح وقيامته بل الاختلاف كان بين النصارى القائلين بصلبه ورفعه حيا وبين اليهود القائلين بصلبه وعدم رفعه .

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (البقرة 87:2)

والواضح هنا أن موقف اليهود من الرسل فريقا كذبوا وفريقا قتلوا ، والآية تتحدث عن موسى وعيسى فموسى مثلا للذين كذبهم اليهود وعيسى مثلا لمن قتلهم اليهود فليس من البلاغة في شئ أن يذكر موسى وعيسى كذبهما اليهود ولا يذكر أحدا من الذين قتلهم اليهود أليس كذلك؟ .

محنة العقل في صلب المسيح :

إن القارئ المدقق بفهم وروية يجد أن ظاهر النص القرآني يضع عقله في محنة ما بعدها محنة في معرفة من قال إنا قتلنا المسيح  :

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (الصف14:61)

هنا نجد أن بني إسرائيل انقسموا طائفتين طائفة أمنت وهم النصارى وكفرت به طائفة وهم اليهود وبمقارنة ذلك بالآية التي جاءت في القرآن عن صلب المسيح :

 وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (النساء4: 156-157)

هنا يقف العقل حائرا وفي محنة بين كفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم رسول الله وكذلك بين آمنت طائفة وكفرت طائفة فلو آمنوا أنه رسول الله فهم من الطائفة الذين آمنوا فكيف يكونوا مؤمنين ويقولون على مريم بهتانا عظيما ويقولون إنا قتلنا المسيح رسول الله ؟ ولو أنهم من الذين كفروا وقالوا على مريم بهتانا عظيما وقالوا إنا قتلنا المسيح فكيف يقولون عنه رسول الله ؟ نعم حقا إنها المحنة ؟

ولكن لا تزول المحنة و ولا يستقم المعنى إلا بقراءة الإنجيل ستجد أن اليهود قالوا عن المسيح :

من أين لهذا هذه الحكمة والقوات(المعجزات) أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم ...(متى13: 53-55)

ما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات (معجزات) مثل هذه أليس هذا النجار ابن مريم(مرقس6: 2- 4)

نعم لم يقل أي من الأناجيل أن المسيح قال عن نفسه ابن مريم بل هذا اللقب أطلقه عليه اليهود غير المؤمنون به قالوا عنه ابن النجار ابن مريم رسول الله بشر ككل البشر نعم هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت بالمسيح وهم أيضا الذين قالوا إنا قتلنا المسيح وقالوا عن أمه البهتان العظيم نعم كان كفرهم بأنهم لم يؤمنوا أنه كلمة الله الأزلي وروح من ذاته تعالى نعم إنهم لم يؤمنوا به ابن الله ولذلك طلبوا أن يقتلوه :

كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله(يوحنا18:5)

ومن هنا القول بان المسيح ابن مريم نبي ورسول الله بشر ككل البشر،هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت وهم اليهود أما الطائفة التي أمنت هم النصارى الذين يؤمنون بأن المسيح أبن الله (الكلمة ،اللاهوت) ابن الإنسان(الناسوت) وبذلك يستقيم المعنى ويكون اليهود هم الذين قالوا عن مريم الكذب وهم الذين قالوا إنا قتلنا المسيح رسول الله وليس المسيح ابن الله .

يثير البعض سؤالا إذا كان المسيح هو الله الظاهر في الجسد فعندما مات المسيح من كان يحكم العالم خلال الثلاثة أيام التي قضاها المسيح في القبر؟ المسيح هو ابن مريم (الناسوت ) وهو أيضا كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فالذي صلب ومات وقبر هو الناسوت المسيح ابن مريم أما اللاهوت كلمة الله وروحه لم يصلب ولم يمت ولم يقبر حاشا ليس هناك عاقل يستطيع أن يتخيل أن يصلب أو يقتل أو يقبر كلمة الله وروحه.؛ كما يتساءل البعض إذا كان المسيح أبن الله وحبيبه فلماذا تركه ليموت مصلوبا دون أن يمد له يد العون؟ كيف يترك الآب أبنه وحبيبه لمثل هذا الهوان ؟ نعم إنه كلام الشيطان الذي راود بطرس أكبر تلاميذ المسيح وأيضا كلام اللصوص والقتلة :

ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن ...يتألم ... ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا فالتفت وقال لبطرس أذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (متى16: 21-23)

وكان المجتازون يجدفون عليه قائلين ...خلص نفسك إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب وكذلك رؤساء الكهنة (اليهود) .. فلينزل عن الصليب فنؤمن به وكذلك اللصان الذين صلبا معه يعيرانه (متى27: 39- 44)

الحواريون أهل ثقة :

وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا وأشهد بأننا مسلمون(المائدة111:5)

نعم كتب الحواريون تلاميذ المسيح الأناجيل وهم أهل ثقة فيما كتبوا حيث أن القرآن يقر أن الله أوحى إليهم ، فهل يوحي الله إلى كذابين محرفين ؟

يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله(آل عمران52:3) (الصف14:61)

هنا أنصار عيسى هم أنصار الله ،هل أنصار الله كذابين محرفين؟ حاشا أن يتخذ الله من الكذابين أنصارا له ويوحي إليهم .

عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلعم أن الله بعثني رحمة للعالمين .. .لا تختلفوا كما أختلف الحواريون على عيسى بن مريم .. ..فشكا عيسى ذلك إلى الله تعالى فأصبحوا وكل رجل يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم فقال عيسى هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا ففعلوا فقال أصحاب رسول الله صلعم نحن يا رسول الله

 منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب مراسلاته صلى الله عليه وسلم

وهنا المسيحية لكل العالم بكل اللغات وأعطى الله تلك المعجزة للحواريين تأييدا لهم وثقة بما يقولون ويكتبون.

 

آدم والمسيح :

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(آل عمران59:3)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص38: 71-72)

بمقارنة ما جاء عن آدم وعن عيسى نجد أن الله نفخ في آدم نسمة الحياة تلك النفخة نفسها كان ينفخها عيسى في الطير الذي خلق ، أما النفخة التي تحدث عنها القرآن في قصصه عن عيسى فنفخها في مريم ونفخها في فرجها :

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ....(الانبياء91:21)

ومريم أبنه عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا (التحريم12:66)

لكن هل حقا عيسى كآدم خلقه من تراب ؟ هل خلقه الله من تراب ثم وضعه في بطن مريم ؟ هل لنا أن نسمي عيسى آدم الثاني أبو الخليقة الجديدة ، ويكون آدم الأول أبو الخليقة القديمة وعيسى أبو الخليقة الجديدة؟ لكن هيا بنا نرى ما الفارق بين آدم الأول وأبنائه وأدم الثاني وأبنائه،كما سنرى المخلوق من التراب إلى أين والمولود كلمة الله وروح منه إلى أين؟

ولد عيسى فترى هل ولد أدم؟ خلق الله أدم من طين ونفخ فيه نسمة الحياة وكان المسيح يخلق من الطين طيرا وينفخ فيه نسمة الحياة ،هل فعل آدم ذلك؟ عاد آدم إلى أصله التراب فهل عاد المسيح إلى التراب ؟ لا بل عاد إلى أصله إلى الله عاد لأنه كلمة الله وروح منه ،هل جاء في القرآن آيات تقول أن آدم كلمة الله وروح منه؟ عيسى خلق وأقام الموتى ، هل هناك آيات تقول أن آدم فعل ذلك؟

عصى آدم ربه فغوى (طه121:20)

لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما (طه115:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ...فلمت تغشاها حملت حملا خفيفا ...فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون... أيشركون ما لا يخلق... (الاعراف7: 189-191)

مما تقدم نجد أن آدم نسى وغوى ولم يكن له عزما كما أنه أشرك بالله ، ترى هل هناك آيات تقول أن المسيح نسى وغوى وأشرك ؟ حاشا فعيسى هو الوحيد في القرآن الذي لم يذكر له خطيئة . غوى آدم واخطأ وبغوايته وخطيئته هبط من الجنة وصار عليه وعلينا حكم الموت حيث لا أحد يعرف كم عاش آدم قبل سقوطه ولو لم يخطئ آدم لم يجز عليه وعلينا حكم الموت حيث لم تكن هناك ولادة ولا موت فلم يعاشر آدم حواء في الجنة .

فوسوس لهما الشيطان ليبدي ما وري عنهما من سوءتهما ...(الاعراف20:7)

وهنا نرى سوءتهما عرفاها بعد وسوسة الشيطان ، فبغواية آدم وحواء وخطيئتهما كان العقاب هو الموت ، ترى من الذي يرفع العقاب والحكم ؟هل هو آدم الثاني؟ ما صفاته وخصائصه؟ ،لابد أن يكون بارا لا يخطئ ليزيل السبب وهو خطيئة آدم الأول ويكون أقوى من الموت قاهرا له ليزيل حكم الموت، وهذا ما جاء في الإنجيل  .

لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (كورونثوس الأولى 15: 22)

صار آدم الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا ... الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء كما هو الترابي هكذا الترابيون وكما السماوي هكذا السماويون(كورنثوس الأولى15: 45)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (ص 38: 71-74)

هنا إذا كان الله أمر الملائكة أن تسجد لأدم الأول وهو من طين رغم أن السجود لله وحده كما أن الشيطان لم يكن مأمورا بالسجود إلا إذا كان من الملائكة، فالشيطان المتكبر الكذاب رفض ؛لكن هل أخطاء الشيطان عندما رفض السجود لمخلوق؟ ،ترى هل يكون غريبا أن يأمر الله الملائكة أن تسجد لأدم الثاني وهو كلمة الله وروح من ذاته تعالى ولم يغوي ولم يعصى ولم يشرك ؟،نعم المسيح أحق بالسجود من آدم الأول وكل من يرفض أن يسجد له فهو شيطان أو من الذين أغواهم الشيطان .

 

المسيح أبن الله :

جاء في القرآن أن المسيح عسى ابن مريم كلمة الله وروح من ذاته تعالى الذي أرسل إلى مريم ، وهنا المسيح ولد من مريم ومن روح الله وهو كلمته ، فإذا قلنا أنه كما آدم تراب لساوينا بين روح الله وكلمته وأي رجل يلد طفلا يموت كلاهما وإلى التراب حاشا أن يقول أحدا ذلك أن روح الله وكلمته إلى التراب يعود ، ترى من هو عيسى وابن من هو ومن أبوه ؟ هل يستطيع أحد أن يقول أن المسيح ابن ادم؟ هل يخطئ أحد إذا قال أن الله أبوه أي أنه ابن الله؟

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (الرعد39:13)

أنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم(الزخرف4:43)

ترى هل للكتاب أم لها طبيعة البشر؟هل هناك عاقل يقول أن أبو الكتاب تزوج أم الكتاب فولدت الكتاب؟ نعم كلمة أم الكتاب تعني مصدر الكتاب وأصله، ترى من هو أبو الكتاب ؟ أليس الله هو أبو الكتاب نعم الكتاب كتاب الله لأن الله أصله ومصدره،هكذا السيد المسيح،إذا كان هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فالله مصدره وأصله ،بهذه الميزة الفريدة لابد أن يكون المسيح ابن الله لأن الله مصدره واصله وليس ككل البشر من رجل وامرأة وليس كآدم لأن آدم خلق بكلمة الله وليس هو كلمة الله أو روح من ذاته تعالى.

لو أراد الله أن يتخذ ولدا لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (الزمر4:39)

نعم اصطفى الله مريم أما لأبنه فكانت مريم تمثل البشرية ، لذلك قال المسيح عن نفسه ابن الإنسان وابن البشر وابن الله ولم يقل مطلقا أنه ابن مريم بل هذا اللقب ابن مريم أطلقه عليه اليهود ليعيروه ويعتبرونه إنسانا فقط

أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ... أوليست أخوته هنا عندنا (مرقس3:6)

لكن ترى ما الفارق بين الله وابن الله ؟

قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (الزخرف81:43)

نعم لا فرق بين الله وروحه وكلمته إله واحد الإيمان بهم هو الإيمان بالواحد والعبادة لهم عبادة الواحد لا فرق ولا انفصال .

قالت النصارى المسيح أبن الله ... يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا ... قاتلهم الله (التوبة30:9) مدنية

هنا قالت النصارى تعني أن كل النصارى تؤمن وتقول أن المسيح ابن الله منذ ظهور الإسلام وقبله وإلى اليوم كما أن الأناجيل السابقة للاسلام بمئات السنوات تقول أن المسيح ابن الله ، ترى لماذا مدح الإسلام النصارى وإيمانهم هل كان محمد لا يدري ذلك ويجهله عندما مدحهم أم كان يدري ثم انقلب عليهم؟

قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

... لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا (المائدة82:5)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى وال....فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون(البقرة62:2)(المائدة69:5)

ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ... وقولوا آمنا .... وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت46:29)

تلك الآيات وغيرها يمدح فيها محمد النصارى لكنه لم يثبت عند تلك الآيات

لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5 :72)

قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9 :30)

وهنا كفر محمد النصارى وأمر بقتلهم ؛ ترى هل الله كان يجهل إيمانهم عندما مدحهم في الآيات الأولى أم أنها آيات مرحلية وانتهت أم ماذا ؟

 

تجسد الله :

إذ قال موسى لأهله إني أنست نارا سآتيكم منها بخير ... فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله ...(النمل27: 7-9)

هل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ... إنني أنا الله ... (طه20: 9-14)

فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي آتيكم منها بخير ... فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله ... (القصص28: 29-30)

من كل ما تقدم نجد أن الله تكلم من الشجرة فهل الله محدود بالشجرة أو بالبقعة المباركة التي خلع موسى نعله فيها ؟ ترى من هي الشجرة التي تكلم الله منها وإلى من ترمز وتشير ؟

لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة يوقد من شجرة مباركة زيتونه يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار نور على نور ويضرب الله الأمثال ...(النور24: 34-35)

المشكاة هي المكان الذي يوضع فيه النور وهى كل كتب الله التي تحتوي كلماته التي تضئ الطريق للبشر المصباح المذكر وهو السيد المسيح كلمة الله والزجاجة هي مريم العذراء التي حوت المصباح بنوره داخلها والملاحظ أن المصباح له صفتان أنه من زجاج (ولقبه في القرآن إبن مريم) وهو الناسوت الذي أخذه من الزجاجة، وهو أيضا النور أي اللاهوت(ولقبه في القرآن كلمة الله ألقاها فهو موجود قبل أن يولد وروح من ذاته تعالى)، لذلك قال القرآن مثلا من الذين خلوا من قبلكم وقال أنزلنا آيات مبينات وجاء في القرآن ، وجعلنا أبن مريم وأمه أية ..(المؤمنون50:23) وليست هناك أم ينطبق عليها لفظ شجرة مباركة غير مريم حيث أنها من النسل المبارك نسل الأنبياء والوحيدة في القرآن التي جاء فيها ، اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3) وهكذا تكلم الله من النار والشجرة ولم تحده النار والشجرة وأيضا نور الله كان في الزجاجة ولم تحده الزجاجة وهكذا المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله تحدث من بطن مريم ومن الجسد ولم يحده بطنها ولا الجسد. لكن السؤال المهم لو لم ينطبق مثل الزجاجة على المسيح وأمه على من ينطبق من الذين قبل الإسلام والقرآن؛ لكن هل لهذا المثل من أثر في كتب السابقين ؟

قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (اشعياء60: 1-3)

نعم الله القادر على كل شئ يستطيع أن يتجسد ويكلمنا كما كلم ادم وإبراهيم وموسى .

 

تجسد الله في القرآن :

لله وجه : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال ... ( الرحمن26:55-27)

لله أعين : وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (الطور49:52)

اصنع الفلك بأعيننا و وحينا (المؤمنون27:23)

لله أيادي : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي(ص 75:38)

أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما (يس71:36)

الله يكتب : وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ (الاعراف145:7)

الله يتكلم : وكلم الله موسى تكليما (النساء164:4)

 يا موسى إني اصطفيتك على الناس بكلامي(الاعراف144:7)

الله ينسى: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومكم هذا (الاعراف51:7)

 وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهى رميم(يس78:36)

الله يتحسر: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون (يس30:36)

 وإنه لحسرة على الكافرين(الحاقة50:69)

الله يحب : إن الله يحب المحسنين(البقرة195:2)

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص(الصف4:61)

الله ينفخ : التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (التحريم12:66)

أحصنت فرجها فنفخنا فيها (الأنبياء91:21)

الله يمكر : ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ...(النمل27: 50)

 افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (الاعراف99:7(

الله يخادع : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم (النساء142:4)

لله ساق : يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون (القلم42:68)

لله عرش: يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

 وترى الملائكة حافين من حول العرش (الزمر75:39)

مما تقدم نجد أن لله وجه وأعين وأيادي وساق يكشف عنه ويكتب ويتكلم ويسمع ويرى وينفخ ويحب ويكره ويمكر ويخادع ويجلس على عرش  يحمله ثمانية ويحوطه ملائكة حوله وغيرها كثير ترى كيف يتخيل أي إنسان هذا الإله ؟ نعم لا نستطع أن نتخيله إلا على شبهنا ومثالنا لكن في أحسن تقويم أي له المطلق في الحب والعدل والسمع والنظر والكلام و.......

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين (التين95: 4-5)

وعندما يقول القران أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك.. .. (الرحمن55: 26) هل معنى ذلك أن فقط وجهه هو الباقي وستفنى يده وساقه وأعينه وغيرها؟ بالطبع لا فهنا يطلق الجزء على الكل أي بقاء وجه الله هو بقاء ليد الله وأعين الله وساق الله وهكذا فإذا كان لله روح وكلمة فيحق لنا أن نقول أن روح الله هو الله وكلمة الله هو الله أليس كذلك؟

عن أبي هريرة عن النبي صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.بابمسند أبي هريرة رضي الله عنه.

عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته.

نفس المرجع السابق.كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

نعم لقد خلق الله الإنسان على أحسن صورة ولكن الإنسان بعصيانه سقط إلى تلك الصورة من الشهوة والخطية، وهذا ما جاء في التوراة:

قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا (تكوين1: 26)

هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله (الزخرف84:43)

هو الأول والأخر والظاهر والباطن (الحديد3:57)

نعم في الباطن وفي السماء إله ندركه ولا نراه نعم في الظاهر وفي الأرض إله رأيناه عندما ظهر على الأرض ، وهذا ما جاء في الإنجيل

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (تيوثاوس الأولى16:3)

للأسف نكرر ذلك في حياتنا كثيرا بدون فهم عندما نطلق شعارات الحرية العدل المساواة الإخلاص وغيرها ونقول نريد هذه الكلمات أن تتجسد في الواقع ولا نفهم أو نتعامى عن قول الله بأن كلمته تجسد :

الكلمة صار جسدا وعاش بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الأب (يوحنا14:1)

 

الثلاثة والثالوث :  

لقد رفض القرآن الثلاثة ألهه كما لم تقل بها المسيحية ولم يذكرها أي من الأناجيل وأقر القرآن الثالوث كما جاءت به المسيحية :

إذ قال الله يا عيسى أبن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله (المائدة116:5)

كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (المائدة73:5)

وهنا يكفر القرآن من يؤمن بثلاثة ألهه وهم الله والمسيح ومريم وهذا لم يقله أي من الأناجيل أو المسيحيين من مولد المسيح وإلى اليوم .

أما الثالوث المسيحي فقد أقره القرآن وصادق عليه :

يا أهل الكتاب(اليهود والنصارى) لا تغلوا ... إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

وهنا تحدث القران عن الله وعن كلمته وعن روحه وهذا هو الثالوث المسيحي الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة مع الملاحظة أن الخطاب القرآني موجه لليهود والنصارى فهو يوضح ذلك لليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى ويصادق على صحة إيمان النصارى بأن الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة.

كما أن القرآن تحدث عن المسيح بأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وهذا يعني أن كلمة الله موجود عنده قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به، نعم المسيح بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم فهو أبن مريم (الناسوت) فهو عبد الله ورسول الله يأكل ويشرب وينام ويتألم ككل البشر لكنه أيضا هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فخلق وأقام الموتى وعلم الغيب ويأتي ليدين العالم .

 

الله رب والمسيح رب :

قل يا أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تعالوا إلى كلمة سواء.إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله (آل عمران64:3)

في هذه الآية أكد القران على أن لا يتخذوا بعضهم أرباب بعض .

قالت اليهود عزير ابن الله (من هو؟) وقالت النصارى المسيح ابن الله يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا قاتلهم الله اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا(التوبة31:9)

في هذه الآية (اليهود والنصارى) اتخاذهم أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم فالمسيح معطوف على الله وليس على الأحبار والرهبان أي يجب أن يتخذوا الله والمسيح ربا واحدا.

 

مجيء الله والمسيح :

إنه (المسيح) لعلم للساعة(القيامة) فلا تمترون (تشكون) بها وأتبعون هذا صراط مستقيم (الزخرف61:43)

وفي نفس سورة الزخرف وفي مجال الحديث عن المسيح يتحدث القرآن عن الله ويقول :

وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ....وعنده علم الساعة (الزخرف43: 84-85)

الآيتان في نفس السورة والحديث عن علم الساعة والقضية بين الله والمسيح والاختلاف في التشكيل الذي جرى للقران بعد موت محمد وكل الصحابة بقرابة المائتي عام ، لكن حسبنا ما هي عليه الآن، فالآية الأولى تقول أن مجيء المسيح هو علامة يوم القيامة، ترى لماذا المسيح فقط هو الذي يعود يوم القيامة وليس غيره؟ ماذا سيفعل في عودته الثانية؟ هل ليدين العالم وتنحني له كل ركبة ويراه الجميع فهو في الأرض اله كما جاء في الإنجيل ؟ هل سيأتي ليصلي وراء محمد كما يزعم البعض؟ هل هناك آية تشير إلى عودة محمد ليصلي المسيح خلفه أم أنه محض خيال ؟ لكن ترى هل لعودة المسيح يوم القيامة علاقة بتلك الآيات :

مالك يوم الدين إياك نعبد (الفاتحة1: 1-4)

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل (الانعام158:6)

الواضح أن الله يأتي يوم القيامة يوم لا ينفع نفس إيمانها إلا التي أمنت من قبل .

إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملائكة صفا صفا ....(الفجر89: 21-23)

وهنا يأتي الله والملائكة يوم القيامة والمسيح كذلك ؟ نعم سيأتي المسيح يوم القيامة ليدين العالم وذلك مثبت في كل كتب الأحاديث الموثوق فيها لدى المسلمين ومنها صحيح البخاري وسنن الترمزي وسنن أبن ماجة ومسند أبن حنبل تري من هو المسيح؟

عن أبي هريرة قال :قال صلعم لو يؤاخذني ربي وعيسى أبن مريم بما جنت هاتان يعني اصبعيه لعذبنا ولا يظلمنا شيأ.

الحلية لأبي نعيم ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة لو أن الله عز وجل يؤاخذني وعيس أبن مريم بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شئا.

الأفراد للدار قطني ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة قال صلعم والذي نفسي بيده ليوشك أن ينزل فيكم أبن مريم حكما عادلا وإماما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبلها أحد.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه

مما تقدم من الأحاديث وغيرها فإن السيد المسيح هو الذي سيدين العالم بالعدل المطلق وهو الذي له السلطان أن يعذب البشر بما فيهم محمد.

أن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين (الانعام6: 57)

 إن الله قد حكم بين العباد (غافر48:40)

هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور(البقرة210:2)

 وهنا الله سيأتي مع الملائكة على السحاب والله سيحكم بين العباد، وهذا ما قاله الإنجيل :

وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب السماء بقوة ومجد فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء(مرقس13: 26-27)

متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء ...(متى25: 31-34)

ترى من هو المسيح الذي سيقف أمامه الأنبياء ومليارات البشر من آدم وإلى قيام الساعة ليدينهم ويكون حكما عدلا مقسطا بنص كل الأحاديث الإسلامية أبشر هو؟

أن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله(البقرة2: 284)

نعم سيعرف المسيح خفايا الأنفس وإلا كيف يدين العالم؟

 

المسيح الشفيع : 

لكي نفهم معنى الشفاعة لابد أن نفهم هذا المثل ، كان لملك عبيد فخالفوا أوامره فطردهم من مملكته ولكي يعودوا لابد لهم من شفيع أو وسيط ، فهل ينفع أن يتشفع فيهم خاطئ مثلهم ؟ بالتأكيد لا . لابد من واحد بار لم يخطئ لكي يرضي قلب الملك ؛ ترى هل بين البشر من معصوم يرضي قلب الله فتكون له الشفاعة؟

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (ق 50: 16)

ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...(يوسف53:12)

وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ... (الانعام98:6)

مما تقدم نجد أن الله خلق النفس وألهمها الفجور والتقوى(؟) وهي أمارة بالسوء والجميع خلق من نفس واحدة وهى نفس آدم فالكل مخطئ حتى الأنبياء لم يكن أحدا منهم معصوما بل الكل أخطأ وأستغفر .

آدم : عصى ربه فغوى(طه121:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء ...فتعالى الله عما يشركون (الاعراف7: 189-190)

نوح : قال رب إني أعوذ بك ... وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين(هود47:11)

رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي(نوح28:71)

إبراهيم : لأكيدن أصنامكم ..فجعلهم جذاذا(قطع)... قالوا أأنت فعلت هذا ..يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم (الأنبياء21: 57-63)

فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه... فراغ إلى آلهتهم... فراغ عليهم ضربا باليمين (الصافات37: 88-93)

فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي...فلما رأى الشمس قال هذا ربي (الانعام6: 77-78)

إن إبراهيم أقل ما يوصف به أنه كذاب وورد ذلك في حديث محمد لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كلها في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم وقوله لسارة هي أختي ،كما لا يغيب عن الذهن أنه قال عن القمر والشمس هذا ربي ونظره للنجوم  مخالفا عبادة قومه الذين كانوا يعبدوا الأصنام .

والأغرب والأعجب: واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا(مريم41:19)

وجاءت كلمة صديقا على سبيل المبالغة ترى بعد هذا الكذب يجوز أن نقول أن إبراهيم صديقا أو حتى صادقا ؟ نعم لابد له من الاستغفار.

إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون (النحل105:16)

لوط : وجاء أهل المدينة(الفاسقين الأشرار) يستبشرون(يريدون فعل ألإثم مع ضيوفه) قال هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين (الحجر15: 67-71)(هود11: 77-87)

وهنا لوط يعرض بناته للزنى مع قوم فاسقين وليس للزواج كما يدعي البعض فلم يأت أهل المدينة الأشرار للزواج بل جاءوا للواط هل يرضى نوح أن يزوج بناته من فجار فسقه؟ .

يوسف : وراودته التي هو في بيتها . ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه (يوسف12 :23-24)

وهنا نرى يوسف استجاب وأصغى إلى شيطان الغواية كما أصغت تلك المرأة العاهرة وهم بها كما همت هي به قبلا أما كلمة لولا أن رأى برهان ربه فإن عتاة الإجرام والعهر والدعارة سيتوقفون أيضا ويتوبون عندما يرون برهان ربهم .

موسى :..فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفرنا له...فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس (القصص28: 15-19)

وهنا موسى قتل وقال هذا عمل الشيطان الذي وسوس لموسى بالقتل وتبعه موسى وغفر الله له ثم كاد يعيد الكرة مرة أخرى ويقتل .

داود : وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ... (ص38: 24-25)

وهنا داود استغفر ربه فغفر الله له ومن يريد أن يفهم القصة فعليه بكتاب الله التوراة (صموئيل الثاني12: 1- 15) لأن سياقها في القران غاية في الغموض.

سليمان : ووهبنا لداود سليمان ...إذ عرض عليه بالعشى الصافنات(الخيل)الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق... ولقد فتنا سليمان ...ثم أناب...قال رب اغفر لي ... (ص38: 31-35)

وهنا سليمان أحب الخيل وتلاها بها عن ذكر الله واستغفر الله بقوله رب اغفر لي ، ولهم في تفسيرها حكايات وأحاديث غريبة عجيبة .

يونس ‎‎: وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر عليه أني كنت من الظالمين (الانبياء21: 87)

وهنا يونس أنكر وشك في قدرة الله وظن أن الله لن يقدر عليه.

محمد : ووجدك ضالا فهدى(الضحى93: 7-8)

 يأيها النبي اتق الله(الاحزاب33: 1)

يأيها النبي لما تحرم ما أحل الله تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم1:66)

استغفر لذنبك وللمؤمنين(محمد19:47)

 ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح2:48)

وهنا يستغفر لذنوبه ما مضى منها وما سيأتي فهو أبدا لن يتوب كما أنه يحرم ما حلله الله ليرضي نسائه ومن حرم حللا كمن أحل حراما كما أنه لم يتق الله.

أين عصمة الأنبياء ؟ فالكل أخطأوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله نعم عصمة البشر والأنبياء محض خيال من آدم وإلى أخر الدنيا كل ابن آدم خاطاؤون حتى الأنبياء منهم ، لكن هل أخطأ المسيح عيسى ؟ لقد أفاض مفسرون القرآن عن معني كلمة المسيح ذلك الاسم الذي أسماه به الله قبل أن يولد؛ الكل أجمع على أنه مسح من الخطايا أي لم يخطئ ،حتى في ولادته لم يستطع أن ينخسه الشيطان كما نخس كل البشر والأنبياء واستشهدوا بكثير من الأحاديث وأكدوها بتلك الآية من القران :

وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (آل عمران36:3)

ترى بعد كل ما تقدم من الآيات من من الرسل والأنبياء يحق له الشفاعة لكي يرضي الله ؟ المسيح بالطبع هو وحده دون سواه

لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(الزخرف86:43)

أجمع مفسرون القران على أن هذه الآية تنطبق على عيسى .

 ذلك عيسى ابن مريم قول الحق (مريم34:19)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ...وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (آل عمران45:3)

لم تنطبق هذه الآية على أحد غير المسيح فهو مطلق الوجاهة في الدنيا لم يخطئ وفي الآخرة هو الشفيع .ترى من غير المسيح شفيع؟ لا أحد غيره، وجاء في الإنجيل :

إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار (رسالة يوحنا الأولى1:2)

 

المسيح عيسى هو الحق :

ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (يشكون) (مريم34:19)

نعم عيسى هو الحق وقول الحق لأنه كلمة الله ولا يأتي من الله الحق إلا الحق .

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى(الحج6:22) .

نعم الله الحق يحي الموتى وعيسى كذلك هو الحق ويحي الموتى.

ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق (الروم8:30) (الحجر85:15)

نعم الله خلق السموات والأرض بكلمته وعيسى هو كلمة الله ،وقال السيد المسيح عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة(يوحنا6:14)

 

كل من يؤمن بعيسى يغيره الله :

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى أبن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة (الحديد27:57)

الذين أتيناهم الكتاب من قبله (قبل القرآن أي النصارى)... يدرءون(يدفعون ويجازون) بالحسنة السيئة...إذا سمعوا اللغو(السب والأذى) أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم (القصص28: 52-55)

هنا كل من يتبع عيسى المسيح يضع الله في قلوبهم الرأفة والرحمة ، لماذا أتباع عيسى والمؤمنين به فقط دون غيرهم؟ كما أنهم لا يعيشون بقانون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (البقرة2: 194) نعم المعتدي سارق ومغتصب وقاتل أي من قتلك أقتله ومن سرقك اسرقه وخذ ماله غنائم إن أتباع المسيح فقط يبادلون من يسئ إليهم بالحسنة، وهذا ما جاء في الإنجيل .

إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (كورونثوس الثانية17:5)

نعم في المسيح وبالمسيح تخلع الإنسان القديم الذي يعامل الآخرين الخطاة بنفس معاملتهم ولا يتحمل أن يسامح أو يغفر أو يرحم من أساء إليه نعم كل من يؤمن بعيسى المسيح يصير خليقة جديدة يملأ قلبه الرحمة والرأفة فيحسن لمن يسئ إليه بينما أوامر القرآن لمحمد وأتباعه :

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخذهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ...(التوبة9: 14-15)

وهنا قلوب المؤمنين بمحمد وقرأنه فيها غيظ وغل ولا تشفى صدورهم إلا بتعذيب غير المسلمين وقتلهم تلك أوامر القرآن للمؤمنين به. 

 

أخيرا

ترى من هو السيد المسيح؟ هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فهو موجود قبل إلقائه إلى مريم وقبل أمه وقبل البشر،ولد متعلما من الله قبل أن يولد ،تحدث في البطن والمهد ، الخالق،الحي ، المحيي القدوس الذي لم يخطئ السلام من مولده وإلى بعثه الحق الديان الشفيع ترى ماذا بقى من صفات الله وطبيعته ؟ لا شئ المسيح هو الله الظاهر في الجسد :

الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع(يوحنا31:3)

الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال صدقوني إني في الآب والآب في وإلا صدقوني لسبب الأعمال نفسها (يوحنا14: 10-11)

لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(يوحنا24:15)

هنا لم يكتف السيد المسيح بأقواله فقط بل يستشهد بأعماله أيضا أنها أعمال الله الآب ولم يعملها أحد غيره فإن لم تؤمنوا به فأنتم خطاة تموتون في خطاياكم ولا عذر لأحد يوم الحساب.

 

التوراة الإنجيل القرآن

جاء في القرآن عشرات الآيات التي تتحدث عن التوراة والإنجيل وأنهم كتب الله المنزلة فيها حكم الله متطابقة مع بعضها محفوظة من التبديل والتحريف ثم جاءت آيات تقول أنها تحرفت وتبدلت فكيف معرفة السبيل إلى ذلك ؟

 

كلام الله المنزل:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... (الشورى51:42)

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو عن طريق غير مباشر(جبريل) وهو أدنى درجات الوحي .

نزل عليك الكتاب (القران) بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان (ال عمران3:3)

يأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده (آل عمران65:3)

 مما تقدم نجد أن القران التوراة والإنجيل والفرقان (؟) كتب الله المنزلة والقران جاء مصدقا لهم مع اختلاف التنزيل فعن القران قال نزل يعني متفرقا وعنهما قال أنزل يعني  مرة واحدة ، والملاحظ أن هذه الآية مدنية أي بعد ظهور محمد بأكثر من ثلاثة عشر سنة .

 

التوراة إمام ونور وهى بخط الله :

من قبله كتاب موسى إماما ورحمة ... فلا تك في مريه(شك) منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (هود17:11)

لقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل (السجدة23:32)

من قبله كتاب موسى إماما (قائد ودليل) ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا (الأحقاف12:46)

ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (الانعام154:6)

قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (الانعام91:6)

كتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة (الاعراف145:7)

هنا يشهد القرآن أن كتاب موسى هو المرجع والدليل والإمام لكل كتب الله ويشدد القران على محمد أن لا يشك في كتاب موسى ولا يكون في مريه من لقائه وهو على أحسن تفصيلا وموعظة لكل شئ وهدى ونور للناس وهو بخط الله في الألواح والألواح جاءت معرفة وليس نكرة كما جاء عن القرآن : 

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21- 22)

 

الإنجيل كتاب منير فيه هدى ونور:

فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر(كتاب داود) و الكتاب المنير  (الإنجيل) (آل عمران184:3)(فاطر25:35)

وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور(المائدة46:5)

وهنا نجد الإنجيل هو الكتاب المنير فيه هدى ونور مطابق للتوراة ومصدقا لها ومصادقا عليها

 

ضرورة إيمان المسلم بالإنجيل والتوراة:

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القرآن) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (النساء136:4)

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

في الآية الأولى يجب على المسلم أن يؤمن بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله وهو الإنجيل وفي الثانية آمن محمد والمسلمين بكل كتب الله ، ترى أين تلك الكتب التي آمن بها محمد والمسلمين ؟ هل آمن محمد بكتب محرفة غير موجودة كما يدعي البعض أنها نسخت أو رفعت هل تؤمن بالقران ولا تقرأه ولا تعمل به ولا تطبق شرائعه؟ ما معنى أن تؤمن بالتوراة والإنجيل ولا تقرأهما أو تعمل بما فيهما؟ انه إيمان شكلي سياسي نفاقي.هل تخدع نفسك أم تخدع الله أم تخدع غيرك؟

 

التوراة والإنجيل حكم الله:  

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ...إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا(؟) للذين هادوا(المائدة5: 43-44)

إذا كانت التوراة والقران من عند الله فأحكام الله واحدة فلماذا نجد القران يرفض حكم محمد وشريعته في اليهود ويقول عندهم التوراة فيها حكم الله ؛هل القران ليس من عند الله؟ لكن ترى هل يطالبه ويطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع ؟ كما أن هذه الآية تدل على بقاء حكم التوراة في عهد محمد فالقول أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية والإسلام نسخ المسيحية هو قول باطل وضد القرآن فكيف يقول القران عندهم التوراة فيها حكم الله ويدعي البعض أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية؟

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون (المائدة47:5)

وهنا يأمر القران نبيه بأن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بأحكام الإنجيل فاسق، ترى الله يأمر بتطبيق أحكام كتاب تحرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع حكمه ؟ لو الإنجيل تحرف ، هل الله كان يجهل ذلك ؟ وهذا يؤكد بقاء حكم الإنجيل وأنه لم ينسخ بالقران حسب إدعاء البعض بأن المسيحية نسخت اليهودية والإسلام نسخ اليهودية والمسيحية ، فكيف نسخت المسيحية بينما القران يطالب بتطبيق حكم الله الإنجيل ؟ نعم أكد القران أن التوراة والإنجيل حكم الله وهما يختلفان عن القران ولا يجوز أن يطبق آيات القران وحكمه عليهم ولكن الأغرب تلك الآية

قاتلوا الذين لا يؤمنون ويحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق (الإسلام)(التوبة9: 29)

وهنا يرفض محمد أن يطبق أهل الكتاب أحكام كتبهم بل يحرمون ما حرم محمد ويدينون بالإسلام والآية السابقة تقول أن من لا يطبق أحكام الإنجيل فهو فاسق ترى من الفاسق؟

وانزل إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم(المائدة48:5)

وفي هذه الآية يقول أن شرائع الله ليست واحدة فهي تختلف باختلاف الأمم ‍‍.

الفرقان والقرآن والجن:  

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان(آل عمران3: 3-4)

وهنا كلمة نزل الكتاب أي القران تعني متفرقا وأنزل للتوراة والإنجيل والفرقان تعني نزل دفعة واحدة .

تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان1:25) 

 وهنا الفرقان هو القران

وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (البقرة53:2) 

وهنا الكتاب والفرقان تزلا على موسى

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين (الأنبياء48:21)

 وهنا موسى وهارون آتاهما الفرقان

ترى ما هو الفرقان الذي نزل مرة على موسى ومرة نزل على موسى وهارون ومرة نزل على محمد ولم ينزل على عيسى أو غيره؟

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا ...إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله وأمنوا به (الأحقاف46: 29-30)

هنا الجن الذي استمع للقران آمنوا به ودعوا قومهم من الجن للإيمان به وقالوا كتاب أنزل من بعد موسى ،هل لم يعترف الجن بالإنجيل ؟هل الجن كان يقصد الكتاب الذي أنزل بعد موسى أي الإنجيل ؟ هل يقصدون القران ويجهلون أن الإنجيل هو الذي جاء بعد موسى؟ ولكن الأكثر عجبا جملة مصدقا لما بين يديه ، يدي من؟هل يدي الله أم يدي محمد ؟ إن كان يدي الله هل يطلع الله الجن على الكتاب الذي بين يديه؟ متى عرفوا أنه مصدقا لما بين يديه قبل إسلامهم أم بعده؟ هل يقصدون مصدقا لما بين يدي محمد ترى ما هو الكتاب الذي كان بين يديه وجاء القران مصدقا له؟

 

ما هو الذكر؟ وحفظ الله له:

وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل44:16)(مكية)

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (الحجر6:15)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (طه99:20)

وهنا نرى الذكر يبين للناس ما أنزل إليهم سابقا ويحكي أنباء السابقين وكلمة الذكر مشتقة من ذكر وتذكرة وذكرى أي أنه يذكر بما سبق والذكر نزل على محمد وقال عنه العرب أنه مجنون  .

االقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم (القمر54: 23-27)

وهنا الذكر نزل على صالح نبي ثمود وهو صاحب الناقة المرسلة من الله فتنة للناس أهل ثمود .

لقد كتبنا في الزبور(كتاب داود) من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء 105:21)

وهنا كتب الله في الزبور ومن قبله الذكر أن الأرض يرثها عباد الله الصالحين فالذكر هو أيضا ما قبل داود .

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر9:15)

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (النحل16: 43)

هنا الله يحفظ الذكر من التبديل والتغيير وأهل الذكر هم المرجع عندما يجهل جاهل شيئا ؛ لكن بقى أن نعرف أن هذه الآيات مكية

 

أهل الكتاب يحفظون كتبهم وهم المرجع لمحمد:

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير (الاعراف169:7)

ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون (آل عمران79:3)

إنا أنزلنا التوراة .... يحكم بها النبيون... والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء(المائدة44:5)

كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل... قل فأتوا بالتوراة فأتلوها إن كنتم صادقين (آل عمران93:3)

كل تلك الآيات تدل على أن أهل الكتاب كانوا يدرسون كتبهم وأستحفظهم الله عليها ومحمد يطالبهم أن يأتوا بالتوراة سيجدون فيها ما حرم وما أحل لهم ولم يشكك محمد في صحتها بل إنتقد سلوكهم واستشهد بالتوراة ، ترى هل كان يستشهد بوهم أو كتاب رفع أو نسخ ؟

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس94:10)

وهنا أهل الكتاب هم المرجع لمحمد عندما يشك فيما أنزل إليه ، ترى هل يطالب القران محمد ويأمره أن يسأل ويتأكد من كذابين محرفين لكتبهم ؟

 

أهل الكتاب يكتمون كتبهم عن محمد:  

يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (آل عمران71:3)

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب... أولئك ما يأكلون ...إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة (البقرة174:2)

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم (آل عمران187:3)

نعم كل هذه الآيات مدنية وهى جاءت في حوار محمد مع أهل الكتاب في المدينة حيث كان كثير من العرب يعتنقون النصرانية واليهودية فهم لم يحرفوا كتابهم بل حجبوه عن محمد لكي لا ينقل منه وهو تارة يستجديهم وأخرى يهددهم.

 

اللاتبديل والتبديل في القران:

لا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (الانعام34:6) (الكهف18: 27)

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الانعام115:6)

سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الفتح48: 23)

سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الاحزاب62:33)

ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد (ق29:50)

هنا نجد القرآن يؤكد بكثير من الآيات وبصورة قاطعة أنه لا تبديل ولا تحويل ولا تغيير لكلام الله وشرائعه فهي نفس سنة الذين خلوا والله ليس بظالم للبشر حتى يقول قولا ويبدله ويغيره ، لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد ؟

قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (يونس15:10)

في هذه الآية لا نرى التشدد في عدم التبديل والتغيير كما في الآيات السابقة بل نلاحظ روح التفاوض والمماطلة ، ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، ثم جاءت تلك الآيات :

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (النحل101:16)

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير(البقرة106:2)

أي مقدرة تلك التي تعد بأن الله لا يبدل القول ولا يظلم العبيد ثم يرجع عن وعده ويبدل ،ألا يكون الله حقا ظلاما للعبيد؟

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى)أنه الحق من ربك فيؤمنون به ( الحج22: 52-54)

من كل ما تقدم نجد أن الله تراجع عن وعده بأنه لا يبدل كلمته ثم يبدل ما يشاء ويلغي ما يشاء بل من المذهل حقا أن محمدا يتلقى آيات من الشيطان ثم يعود الله ينسخها ويلغيها ويحكم آياته وينقيها ،أين روح النبوة التي تميز كلام الله من كلام الشيطان ؟ ترى ما الفارق بين البشر الفاسقين الذين يمنيهم الشيطان وبين الأنبياء الصالحين؟والأغرب أن هدف الله من ذلك أن يعلم أهل الكتاب انه الحق وللحق نقول أن أهل الكتاب يزدادون يقينا بعد هذه الآيات انه ابعد ما يكون عن الحق بل ليس فيه شئ من الحق أليس كذلك؟

 

مصدق وغير مصدق:

جاء في القرآن آيات تقول أنه مصدق ومطابق لما جاء قبله وآيات تقول أنه مغاير لما قبله .

وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم   (البقرة41:2)

ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم   (البقرة91:2)

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها (النساء47:4)

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم (البقرة101:2)

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم (النساء26:4)

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا(الشورى13:42)

مما تقدم نجد القرآن مصادق ومطابق لما قبله والله يهدي المسلمين إلى سنن وشرائع من قبلهم .

ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم(المائدة48:5)

هنا يصرح القران أن لكل أمة شريعتها ومنهاجها الخاص وتلك إرادة الله ليبلوا الناس فيما أنزل إليهم .

وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (النحل118:16)

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ...(غافر78:40)

ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ...(النساء164:4)

مما تقدم نجد هناك اختلاف بين ما نزل على اليهود وما جاء به محمد وهناك رسلا لا يدري محمد عنهم شيئا ، ثم جاءت تلك الآية المحيرة :

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

وهنا يبرز سؤال كيف يؤمن المسلم برسل لم يقصصهم القرآن ؟ هل يكفي أن يقول آمنت برسل الله ؟ كيف يؤمن بكتب الله إن لم يقرأها ويعمل بها؟ هل يكفي أن يقول آمنت بكتب الله؟ إن كان هكذا لماذا يقرأ المسلم القرآن؟ لماذا لا يعمل به ؟ إذا كان حقا يؤمن بكتب الله فعليه أن يقرأها ويعمل بها أليس كذلك؟

وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق (الرعد37:13)

هنا نجد أن القرآن هو حكم العرب وتاريخ العرب يحكي أن الحج والحجر الأسود والتلبية في الحج وقطع يد السارق ونظام السبايا وملك اليمين والزواج بالمهر والطلاق والكثير من أحكام عرب الجاهلية هي مثل ما جاء به القرآن، ترى هل التوراة والإنجيل هي أيضا حكما عربيا لكي يكون القرآن مصدقا لها؟

 

تحريف الكتاب وأهل الكتاب: 

افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعملون (البقرة75:2)

وهذه الآية تدل على أن كلام الله صحيح لم يحرف؛ وأن اليهود سمعوه وعقلوه لكنهم حرفوا تفسيره فالحوار في الآيات كان مع اليهود وكلمة سمعوه تدل على سلامة التوراة من التحريف.

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل... يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ...فاعف عنهم وأصفح(المائدة13:5)

وهنا حوار مع اليهود ينسب إليهم التحريف ونسيان ما ذكرهم به محمد وفي النهاية يطلب منه أن يصفح عنهم ويعفو ورفض تطبيق أحكامه عليهم لآن التوراة عندهم فيها حكم الله .

يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ...من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله  (المائدة41:5-43)

وهنا الحوار مع اليهود الذين يسمعون من العرب بعض ما جاء به محمد فيفتون ويحرفون بالقول إن أتاكم هذا خذوه وإن لم تؤتوه فاحذروه.

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ...وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين وطعنا في الدين (الإسلام) ولو انهم قالوا سمعنا واطعناخيرا لهم (النساء46:4)

هنا الحوار مع اليهود وهو تحريف بالقول وليا بألسنتهم وطعنا في الإسلام ، تلك هي كل الآيات التي تتحدث عن التحريف كلها حوار مع اليهود ولا تتخطى سوء فهمهم أو ليا بألسنتهم لكنها لم تتطرق إلى النصارى وإنجيلهم ، بل أكدت على صحة التوراة وأنها تحتوي حكم الله فلا تحريف ولو تحرفت التوراة فكيف يطالبهم بتطبيق أحكامها ورفض أن يطبق عليهم حكمه قائلا عندهم التوراة فيها حكم الله؟ ترى هل كان يطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف؟.

محمد يتبع التوراة والإنجيل معا ويدعو لإتباعهما:  

قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك(المائدة68:5)

أهل الكتاب تشمل اليهود والنصارى يطالبهم بتطبيق التوراة والإنجيل معا، اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ترى هل كان محمد مبشرا لليهود بالإنجيل ؟.

ولو أن أهل الكتاب .ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة (المائدة5: 65-66)

وهنا أيضا حديث مع أهل الكتاب ولم يقل التوراة أو الإنجيل فقط بل قال التوراة والإنجيل والغريب أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل فلماذا يدعوهم لكي يتبعوا الإنجيل بجانب التوراة؟ لآن هذا إيمان الأمة المقتصدة حسب تسمية القرآن وهذا هو إيمان النصارى .

قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما(الكتابين) أتبعه إن كنتم صادقين(القصص49:28)

محمد يتبع الكتابين ويتحداهم أنه ليس هناك أهدى منهما ويطالبهم أن يأتوا بكتاب أهدى منهما لكي يتبعه، ما هما الكتابين اللذين اتبعهما محمد؟ هل اتبعها دون أن يقرأهما أو يعمل بأحكامهما؟

وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ....(سباء31:34)

وهنا نرى محمد يدعوهم للإيمان بالقرآن أو بالذي بين يديه وكان ردهم لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه، ترى ما هو الكتاب الذي بين يديه(غير القرآن) ويدعوهم للإيمان به ؟.

 

وقفة وسؤال:

يأيها الذين أمنوا(المسلمين) آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القران) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(النساء136:4)

هنا يطالب القرآن المسلمين بالإيمان خاصة بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله هو الإنجيل، ترى هل يخدعهم ويطالبهم بالإيمان بكتاب محرف أو رفع؟ كما أنه يطالبهم بالإيمان بكل الكتب والرسل ومن لم يؤمن بذلك ففي الضلال البعيد ترى هل يكفي أن تقول أمنت بلسانك ولا تقرأ تلك الكتب وتثق فيها وتعمل بها ؟ لو كان نعم ترى أي إيمان ذلك؟ كثيرون يؤمنون بالله ولا يعملون بما قال هل هؤلاء مؤمنين ؟

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا  (النساء4: 150-151)

رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك (النساء164:4) (غافر78:40)

وهنا مطالب المسلم بالإيمان بكل الرسل وإلا اصبح كافرا حقا ، ترى كيف يعرف ويؤمن بهؤلاء الرسل الذين لم يقصصهم القرآن؟

لقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا (الإسراء 55:17) (النساء163:4)

ترى أين زبور داود الذي يجب على المسلم الإيمان به ؟هل تحرف زبور داود وفي أي الآيات نجد ذلك ؟

أشياء انفرد بها القران:

انفرد القران باشياء لم تحدث ولم توجد في كتب الله التوراة والإنجيل فالمطالع للقرآن يجد أنه كتاب مقلوب غير منظم أو مرتب وبلا شاهد.

 كتاب مقلوب:

المطالع للقرآن يجد أن من جمع القرآن وضع الكثير من السور المدنية في بدايته وهي التي جاء بها محمد مؤخرا أي بعد ظهور محمد بثلاثة عشر سنة ووضع كثير من السور المكية في آخر القرآن وهي الآيات التي جاء بها محمد أولا فالوضع الصحيح هي السور المكية أولا ثم السور المدنية بعدها ، ترى لماذا فعلوا ذلك؟ هل من رتبه هكذا كان جاهلا أو كان يعرف ولم يكن أمينا، فهل يأتمنوا جاهلا أو غشاشا على كتابة القرآن ؟ هل نثق فيما كتب؟

 

كتاب غير مرتب:

 تجد القران في كثير من السور يتحدث عن إبراهيم وعيسى وآدم مثلا فيجد القارئ نفسه فقد الترابط وهو أبسط قواعد الكتابة أن يكون الكتاب مترابطا فما بالك بكتاب الله :

إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا(النساء163:4) (الانعام6: 84-86)

كما أنك لا تستطع معرفة قصة متكاملة من سورة واحدة فذكر آدم في تسعة سور ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، نوح ذكر في ثمانية وعشرين سورة ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، وقس على ذلك باقي القصص ، كما افتقد الترتيب التاريخي كما كتب الله التوراة والإنجيل.

 

كتاب غير قاطع:  

يختلف القرآن عن كتب الله ففي الكثير من آياته تجد أنه غير قاطع فتجد في كثير منها تلك الكلمات والحروف أو ولو إلا حتى لعل عسى لولا وغيرها.

 

كتاب كتب بالتواتر:

ففي التعريف الموجود في نهاية المصحف تجد أنه كتب على مايوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة(أي عن) عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم،ترى ما هي المسافة بين رواية حفص وبين محمد؟ماذا حدث في كل تلك الفترة ومع كل هؤلاء ،ومن أرد معرفة العجب فعليه بكتاب المصاحف للساجستاني والإتقان في علوم القران للسيوطي والمصاحف لأبي داود وغيرهم.

 

كتاب غير منقط:

كتب القرآن الأصلي بدون تنقيط أو تشكيل ولكنه نقط على يد يحي ابن يعمر العدواني بعد موت محمد بما يزيد عن المائتي عام والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب،ما هي الضمانة على مطابقة القرآن الحالي بالأول؟ فالتشكيل هو الذي غير القراءات حتى اقتتل العرب وهذا الذي دفع عثمان أن يوحدهم على قراءة واحدة مخالفا أحاديث محمد على أن للقران سبع قراءات أين وما هي السبع قراءات؟.

كتاب بلا تاريخ:

عندما جمع عثمان القرآن أحرق ما كان بحوزة كل الصحابة من نسخ اختلفت عن قرانه،فكان هناك أكثر من عشرة نسخ منه تختلف اختلافا شاسعا فيما بينها كما أن كثيرين كانوا يطلقون على عثمان حراق المصاحف لماذا فعل تلك الفعلة الشنعاء وأضاع هذا الأثر المهم؟ ثم جاء الحججاج ابن يوسف الثقفي وغير في القرآن إحدى عشر موضعا ويمكن الرجوع إلى المصاحف للساجستاني والخلافة الإسلامية للمستشار محمد سعيد العشماوي ،نعم ضاع كل أثر للقرآن الأول وأيضا ضاع مصحف عثمان فاقدم النسخ هي بعد مئات السنوات من الهجرة رغم وجود دولة إسلامية قوية منذ هجرة محمد ولعدة قرون ، السؤال المهم لماذا طمسوا كل أثر للقرآن الأول؟

 

كتاب بلا شاهد:

يظل القران هو الكتاب الوحيد بلا شاهد فلقد شهد القرآن عن التوراة والإنجيل بأنهم كتب الله :

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله...(المائدة43:5)

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه (المائدة47:5)

رغم أن الفاصل الزمني بين التوراة والقرآن أكثر من عشرين قرنا وبينه وبين الإنجيل قرابة سبعة قرون إلا أن القرآن شهد بصحتهما وتطابقهما مع بعضهما وأي إدعاء بتحريفهما لا يصدقه عقل لآن هذه المدة الطويلة كافية بانتشار ملايين النسخ منهما فأي تحريف سهل فضحه بمجرد إظهار النسخ القديمة حيث يوجد العديد من النسخ قبل القرآن بمئات السنين ومنها مخطوطة وادي قمران بالأردن لسفر أشعياء قبل محمد بقرابة عشرة قرون وهي تشهد على تطابقها مع ما هو موجود بين أيدينا الآن أما تطابق التوراة والإنجيل فشهد له محمد :

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ... وأتيناه الإنجيل ... مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة46:5)

وهنا أكد محمد على تطابق التوراة والإنجيل كما أن السيد المسيح وتلاميذه استشهدوا بمئات الآيات من التوراة تأكيدا لصحتها كما أن التوراة تنبأت وشهدت للمسيح أنه يولد من عذراء ويذهب إلى مصر ويشفي المرضى ويفتح عيون العمي ويصلب بين أثمه لصوص وكثير من النبوات التي تحققت في شخص المسيح  ومن هنا يقف القران بلا شاهد فلا الإنجيل شهد له ولا التوراة شهدت له وحتى شهادة التاريخ التي كان على العرب التمسك بها فهي أيضا شهادة مطموسة مشوشة مشوهة .

 

كتاب لا يجتمع حوله كل المسلمين:

 يجمع كل المسلمون على أن القران الحالي هو ليس كل القران الذي جاء به محمد فكتب السنة مملوءة بالأحاديث التي تعترف أن هناك آيات وسور ضاعت ولم تكتب مثل آية الرجم للزاني والزانية وآية رضاعة الكبير التي كانت تعمل بها عائشة لكي تسمح للغرباء أن يصيروا أخوتها من الرضاعة فيدخلوا عليها وقتما شاءت وشاءوا وفي أي وضع كانت وكانوا وحتى لو كانت وحدها ولكن ذلك بعد موت محمد كما أن هناك الكثير من السور التي ضاعت ومن اشهرها ما أخرجه الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق. من كتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي.

كما أن قرآن الشيعة يشتمل على سورة الولاية التي يحذفا السنة من قرانهم حسب قول الشيعة أو يزيدها الشيعة في قرانهم حسب قول السنة وهي

بسم الله الرحمن الرحيم

يأيها الذين أمنوا بالنبي والولي نبي وولي بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين.

وللمزيد عليك بكتاب فصل الخطاب في معرفة تحريف كتاب رب الأرباب للأمام النوري.

أهل الكتاب والقران

أهل الكتاب بالتحديد حسب القرآن هم اليهود والنصارى ، ولقد جاء في القرآن المئات من الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب وأنبياء أهل الكتاب وكتب أهل الكتاب جملة وتفصيلا بل أن أغلبية قصص القرآن وصفحاته جاءت لتحكي قصص وحكايات وأنبياء أهل الكتاب؛ فكلمة موسى تكررت قرابة مائة وثلاثين مرة في أكثر من بضع وعشرين سورة وغيره من أنبياء ورجالات أهل الكتاب، هناك آيات في القرآن تصف أهل الكتاب بأن لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن في الآخرة وإلههم وإله محمد واحد؛ ثم هناك آيات تصفهم بأنهم كفار وتصفهم بأسوأ درجات الكفر وتحرم المسلم من صداقتهم ومودتهم؛ بل تطور الأمر إلى حد طردهم من بلادهم في جزيرة العرب؛ كما أن أهل الكتاب في البلاد التي فتحها العرب أي احتلها العرب ألزموهم بدفع الجزية أذلاء في بلادهم على غرار ما فعله كل المحتلين بل حرموهم من لغاتهم وعربوهم وكأن الله لا يفهم غير العربية.

 

لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن:  

إن الذين آمنوا(المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والنصارى والصابئين(الذين يعبدون الأجرام السماوية والنجوم) من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون(الصحيح لغويا الصابئين) والنصارى من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون(المائدة69:5)

نرى هنا أن اليهود والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولهم أجرهم عند ربهم ولا شرط؛حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرانه.

 

في اليهود النبوة وهم أفضل العالمين:

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين(البقرة47:2)

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة122:2)

ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين الجاثية(16:45)

وهنا الله فضل بني إسرائيل على العالمين وهم الذين أنعم الله عليهم؛ بل وقمة ما يبتغي المسلم هو أن يكون مع بني إسرائيل على الصراط المستقيم.

صلاة المسلم ليهديه الله صراط اليهود:

ولقد مننا على موسى وهارون ... وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم. سلام على موسى... (الصافات37: 114-120)

مالك يوم الدين إياك نعبد أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(الفاتحة1: 4-7)

الآية الثانية هي التي يصلي بها المسلم خمس مرات كل يوم يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم الذي لموسى وهارون وصراط الذين أنعم الله عليهم وهم بني إسرائيل فالقرآن تشهد آياته أن الله أنعم على بني إسرائيل دون سواهم .

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة47:2)(البقرة122:2)(البقرة40:2)

 

الثقة التامة في علماء بني إسرائيل:

وانه لفي زبر الأولين أولم يكن آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل (الشعراء26: 196-197)

هنا يقول محمد أن قرانه موجود في كتب الأولين وليس جديدا؛ كما انه يقول لقريش أنها آية ومعجزة لهم أن علماء بني إسرائيل يعلمونه وهنا ثقة تامة في علماء بني إسرائيل.

 

مودة النصارى وعلى هديهم يسير محمد:

يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة(آل عمران55:3)

ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا(المسلمين)الذين قالوا إنا نصارى...منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون (المائدة82:5)

أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة(اليهود) فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوم ليسوا بها بكافرين أولئك(إشارة للبعيد أي النصارى) الذين هدى الله فبهداهم اقتده(اتخذهم قدوة) (الانعام6: 89-90)

مما تقدم نجد النصارى فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة وهم أهل مودة ولا يستكبرون وهم القدوة والدليل لمحمد .

يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين(الصف14:61)

وهنا التطبيق العملي فمحمد يطالب أتباعه أن يكونوا مثل هذه الطائفة من بني إسرائيل التي آمنت بعيسى واصبح أنصار عيسى هم أنصار الله .

 

شهادة أهل الكتاب وشهادة الله:

نزل به الروح الأمين على قلبك...وأنه(القران) لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أنه يعلمه علماء بني إسرائيل(الشعراء26: 193-197)

شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وأولوا العلم(اليهود والنصارى) قائما بالقسط(آل عمران18:3)

هنا القرآن يستشهد بعلماء بني إسرائيل ويستشهد بالملائكة وأولوا العلم وهم أهل الكتاب اليهود والنصارى وليس العرب الأميين :

وليعلم الذين أتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ...(الحج54:22)

ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق (سباء6:34)

قل للذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) والأميين(أي الجهلة وهم عرب الجاهلية) أأسلمتم ...(آل عمران20:3)

ترى هل يضع كذابين محرفين في تصنيف واحد مع الله وملائكته كما في الآية الثانية؟هل يخدع الله محمد ويحيله على كذابين ويستشهد بهم ؟

يقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم  ومن عنده علم الكتاب(الرعد43:13)

ترى من الذي عنده علم الكتاب ويستشهد به محمد مع شهادة الله؟ هل هو شخص أم أهل الكتاب ؟

افغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب.. والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين(الشاكين)(الانعام114:6)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك(يونس94:10)

هنا نجد أن لا أحد سمع الله والملائكة يشهدون فالشهادة الفعلية التي استوثق بها إله محمد هي شهادة أهل الكتاب وهم المرجع لمحمد عندما يشك في الوحي الذي ينزل إليه، هل كان إله محمد يجهل تحريف أهل الكتاب لكتبهم أم كان يخدعه بأن يسأل كذابين محرفين أم هي آيات مرحلية؟ لكن الأغرب والأعجب أن اله القران ألغى شهادة أهل الكتاب نهائيا حتى في ابسط الأمور

واستشهدوا شهيدين من رجالكم (من المسلمين) وان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان (البقرة2: 282)

أي عنصرية اكثر من هذا فشهادة أهل الكتاب لا تقبل في المحاكم التي تطبق الشريعة الإسلامية بناء على تعليمات محمد في قرأنه؛ قد يقول المتحمسين لتطبيق الشريعة الاسلامية؛ انظر الى الدول الإسلامية فإنها تقبل شهادة أهل الكتاب وغيرهم ؛ نقول نعم إنها تحكم بشريعة بشرية؛ فهل شريعة البشر الوضعية اكثر رقيا وتحضرا وتساوي بين البشر وهي افضل من شرائع محمد العنصرية؟

 

النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد:

ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا(اليهود)...ويقتلون الأنبياء بغير حق ...ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل...ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات..(آل عمران3: 112-114)

قال عيسى...للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا ...(الصف14:61)

وهنا بني إسرائيل طائفتين اليهود الذين ضربت عليهم الذلة وهم الذين قتلوا الأنبياء بغير حق والنصارى المؤمنين أنصار عيسى أنصار الله وهم الذين نصرهم الله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله(محمد) يؤتكم كفلين(نصيبين) من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ...(الحديد28:57)

هنا الخطاب لأتباع عيسى فيخاطبهم بكلمة الذين آمنوا ويطالبهم محمد بالإيمان به ليكون لهم نصيبين فهم مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ولهم نصيب من رحمة الله برغم انهم لم يؤمنوا به وبقرانه.

 

النصارى رحماء متسامحين:

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم ... وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ...(الحديد27:57)

هنا نجد أن عيسى هو المقفى به على الرسل ولم يذكر في القرآن أن الله قفي على آثره بأحد كما أن الله يملأ قلوب الذين أتبعوه بالرأفة والرحمة دون أتباع أي نبي أو رسول آخر .

الذين آتيناهم الكتاب من قبله( قبل القران يقصد النصارى)...إذ يتلى عليهم ... يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة(القصص54:28)

هنا النصارى متسامحين يردون على من يسئ إليهم بالحسنة فهم لا يعتدون على من اعتدى عليهم وليس يطبقون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أي لا يتشبهون بالخطاة والأشرار .

الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ... ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار... ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب(الرعد13: 22-23)

 

أهل الكتاب آمنوا ولن يؤمنوا بمحمد:

كذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون (العنكبوت47:29)

إن الذين أوتوا العلم من قبله إذ يتلى عليهم(القران) يخرون للأذقان سجدا (الاسراء107:17)

والذين آتيناهم الكتاب من قبله (النصارى)هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا أنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين (القصص28: 52-55)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك ... وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق (المائدة5: 82-83)

هنا أهل الكتاب آمنوا بالقرآن وأعينهم تفيض بالدمع ويخرون سجدا ويؤتون أجرهم مرتين، لماذا أجرهم مرتين؟ ولمن الأجر الواحد؟ لكن ترى هل ثبت كلام محمد بأن أهل الكتاب آمنوا به وبقرانه؟

قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون(آل عمران72:3)

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (البقرة76:2)

هنا نرى أن أهل الكتاب راوغوا آمنوا أول النهار وكفروا آخره وآمنوا أمام المسلمين وكفروا سرا ترى لماذا؟ هل للقتال والقتل الذي جاء به قرآن المدينة؟ أم هم لم يؤمنوا أصلا في مكة حيث أن في كثير من الآيات المكية يصفهم بالمؤمنين وكان عدد أتباع محمد يعدوا على الأصابع فترى من هؤلاء الذين خروا للأذقان سجدا من أهل الكتاب كما وصفتهم آيات مكة؟

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم (البقرة120:2)

ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما اتبعوا قبلتك (البقرة145:2)

وهنا قطع قرآن المدينة كل أمل في إيمان أهل الكتاب بمحمد وقرأنه؛ أين أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين أمنوا به؟ وبعد أن فرق بين اليهود أشد عداوة وبين النصارى أقربهم مودة عاد فوحد بينهم قائلا لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم.

 

المساومة والإنذار الأخير لأهل الكتاب:   

لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت29: 46)

قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا(؟) بأنا مسلمون(آل عمران64:3)

في الآية الأولى يطالب القرآن بمجادلة أهل الكتاب بالحسنى والإيمان بما أنزل إليهم وإلههم وإلهكم واحد وفي الثانية دعوة للتفاوض معهم واستمرار المساومة وعدم إملاء الشروط؛ فقط أن لا يشركوا بالله وعدم اتخاذ بعضهم أرباب ولا يشترط عليهم بأن يؤمنوا بمحمد ولا قرأنه .

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا(القران) مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ...(النساء47:4)

وهنا نرى لا مساومة ولا جدال بالحسنى بل هو أمر للإيمان بالقرآن وإلا يستعدوا لطمس الوجوه .

 

كفر أهل الكتاب والانقلاب عليهم:

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا ...(النساء4: 150-151)

هنا حدد الكافرين حقا هم كل من لم يؤمن بكل الرسل فيجب على أهل الكتاب الإيمان بمحمد وإلا أصبحوا كافرين حقا. نعم هذه الآية فضحت الفكر السياسي لمحمد بمقارنتها بتلك الآيات

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(البقرة2: 62)(المائدة5: 69)

نعم اليهود لا يؤمنوا بالمسيح ومع ذلك قال عنهم لا خوف عليهم والنصارى يعتبرون الصابئين فئة ضالة ولا يؤمنون بمعتقداتهم وكذلك الصابئة لا يؤمنوا بالمسيحية واليهودية ومع ذلك قال أن لهم أجرهم ؛نعم انه الفكر السياسي

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة30:9)

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب(القران) ولم يجعل له عوجا ... وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم (الكهف18: 1-5)

في هذه الآيات وحد بين اليهود والنصارى بأنهم كافرون حقا؛ والقرآن هو إنذار لهم ، كما أن كلمة النصارى تعني كل النصارى يؤمنون أن المسيح ابن الله منذ أيام محمد وقبله آمن أباؤهم؛فلماذا وصفهم بالإيمان في كثير من الآيات السابقة؟

ضربت عليهم الذلة أين ماثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق(آل عمران112:3)

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون(الحديد27:57)

أن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله(التوبة9: 34)

ولما جاءهم كتاب  …مصدقا لما معهم ... كفروا به فلعنة الله على الكافرين ... فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة89:2)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون(المائدة82:5)

مما تقدم نجد أن اليهود أهل الكتاب والحكم والنبوة وأفضل العالمين والذين لا خوف عليهم وأصحاب الصراط المستقيم صاروا كفارا مشركين وهم أشد أعداء المسلمين وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله؛ كما أن الذي يؤمن بكتابه الذي فيه هدى ونور دون الإيمان بمحمد وقرأنه كافر؛ أما النصارى الذين لا خوف عليهم وهم أهل المودة ولهم أجرهم حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه صاروا كفارا ما لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه،والرهبان أهل المودة الذين لا يستكبرون والذين ترهبوا ابتغاء رضوان الله صاروا لصوصا ينهبون أموال الناس بالباطل ويبعدونهم عن طريق الله وكثير منهم فاسقون.

 

المسلم لا يصادق الكفار واليهود والنصارى :

لا يتخذ المؤمنون(المسلمين)الكافرين أولياء من دون المؤمنين(آل عمران28:3)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(أصدقاء) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم (المائدة51:5)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق (الممتحنة60: 1)

وهنا القرآن يحرم على المسلم أن يصادق اليهود والنصارى ومن يصادق يهودي أو نصراني فقد ترك الإسلام إلى دين من يصادقه بينما لا يحدث ذلك إذا صادق المسلم الكفار ولكن الأعجب أنه وحد بين اليهود والنصارى وأنهم أصدقاء بعض ثم عاد وفرق بينهم في تلك الآية:

قالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ (البقرة113:2)

 

طرد أهل الكتاب من ديارهم وتخريبها وأسرهم وقتلهم واحتلال أراضيهم:

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم...فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيادي المؤمنين(المسلمين)...ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء(الطرد) لعذبهم في الدنيا... وما قطعتم من لينة(نخل وزروع)أو تركتموها... فبإذن الله (الحشر59: 2-5)

وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم(حصونهم) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم (الأحزاب 33: 26-27)

مما تقدم فالطرد لأهل الكتاب وتخريب بيوتهم وقطع أشجارهم وقتلهم وأسرهم على يد المسلمين المؤمنين المخربين والاستيلاء على أرضهم وديارهم وأموالهم أين التسامح مع باقي الديانات؟ كان العرب الجهلة يعيشون يهودا ونصارى وصابئين وعباد العديد من الأصنام والمجوس وغيرهم أين سماحة الإسلام؟

 

القتل لأهل الكتاب أو الإسلام أو الجزية:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون(أذله)(التوبة29:9)

مما تقدم نجد أن اليهود والنصارى بين ثلاثة خيارات إما أن يعلنوا إسلامهم ويحرمون ما حرم محمد أو يدفعون الجزية وهم مذلولين وإلا سيقتلون ؛نعم إنه العجب أن أرواح أهل الكتاب أرخص عند محمد من بعض الدراهم القليلة فإما يدفعونها أو تحصد أرواحهم لا بل الدين عند محمد أرخص من تلك الدراهم فان دفعوا الجزية يستمروا على ما هم عليه .

 

أحاديث عن أهل الكتاب:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم لا تبتدؤا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.كما رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

عن عمر أبن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله قضى أن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين وهم اليهود النصارى.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال صلعم اخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب وأعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

المسند للإمام أحمد. أبي يعلي في مسنده. الحلية لأبي نعيم.

عن عمر قال سمعت رسول الله يقول لئن عشت وبقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا يبقي فيها إلا مسلم .

أبن جرير في تهذيبه. منتخب كنز العمال.. .للعلامة الهندي.

عن عمر قال ما نصارى العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم.

سنن البيهقي. منتخب كنز العمال في سنن الأفعال والأقوال للشيخ العلامة الهندي.باب متفرقات الأحاديث المتعلقة بالجهاد.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال أن أخر ما تكلم به النبي أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب.

سنن البيهقي.منتخب كنز العمال . . . للشيخ العلامة الهندي.

 

نساء أهل الكتاب لا رجال أهل الكتاب:

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن ...(المائدة5:5)

لماذا أحل اليوم ولم يكن محللا بالأمس؟ لماذا حلال للمسلم الزواج من نساء أهل الكتاب وليس حلال للمسلمة الزواج من رجال أهل الكتاب؟ هل إيمان المرأة من أهل الكتاب يختلف عن إيمان الرجل من أهل الكتاب؟ بالطبع لا فالكتاب هو نفس الكتاب يؤمن به الرجل وتؤمن المرأة به أيضا. هناك أسباب واهية يقولها بعض ضعاف العقول يخدعون بها العامة وهي قد يكره الرجل من أهل الكتاب المرأة المسلمة لكي تتبع دينه أو قد يرث الأطفال دين الاب،هذه كلها أسباب مرفوضة إذا كان حلال للمسلم الزواج من المرأة من أهل الكتاب فدينها صحيح سواء اعتنقه الزوج أو الأطفال أو لم يعتنقوه ، والغرب يشهد الآن حرية لا مثيل لها؛ فلماذا لا تقولون أن للمسلمة في الغرب حق الزواج من الرجل من أهل الكتاب إذا كان لا يكرهها ؛نعم لا تستطيعون لآن الآية لا تحتمل ذلك.

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم (البقرة221:2)

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة   وحرام ذلك على المؤمنين(النور3:24)

لقد نكح محمد نساء غير مسلمات أسيرات وجواري مثل صفية بنت حيي يهودية بشهادة عائشة ريحانة بنت زيد يهودية من أسرى بني قريظة وجويرية بنت الحارث من أسرى بني المصطلق مارية القبطية جارية أهداها له المقوقس عندما علم من رجال محمد أن نبيهم مولع بالجميلات؛ ترى من الزاني بحكم آيات محمد؟ فالزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة. أما الإكراه في الدين فلم يسجل القرآن أن أهل الكتاب أكرهوا أحدا بل قال أنهم يحسنون لمن يسئ إليهم فالإكراه وقتل المرتد لا يوجد إلا في عقيدة مشركي العرب وفي عقيدة محمد.

وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ...(الانعام137:6)

ترى هل الدين عدد وتعداد إن أعداد البشر الذين لا يؤمنون بوجود الله ويعيشون جريا وراء شهواتهم أكثر بكثير ممن يؤمنون بوجود إله له شرائع وقوانين تنظم الحياة بين البشر وتحترم العلاقات بينهم دون تمييز أو تفرقة.

 

الإسلام ذو الوجهين:

نحن هنا أمام وجهين متناقضين للإسلام تجاه أهل الكتاب بأي الوجهين يعمل المسلمون اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين؟

هل أمام المنتديات الحضارية وفي البلاد المتحضرة وحالات ضعف المسلم يظهر وجه المودة لأهل الكتاب أما في البلاد الإسلامية وفي حالة سيطرة المسلم وقوته فالوجه الآخر هو الوحيد والصحيح ؟ هل هناك تفسير لهذا الانقلاب من الضد إلى الضد ومن النقيض إلى النقيص؟ هل تغير إيمان أهل الكتاب وعقيدتهم لا بين مكة والمدينة فقط بل في السورة المدنية الواحدة يقول عنهم القرآن في آياته كلاما معسولا ثم ينقلب عليهم بكلام أمر من العلقم ؟

قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون قل يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا(آل عمران 3: 98-99)

ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله ...أولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114(

وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب(آل عمران3: 199)

في الآية الأولى من سورة آل عمران يعلن كفر أهل الكتاب وأنهم يبعدون الناس عن طريق الله ويريدونها عوجا ثم في الآيتين التاليتين من نفس السورة يستثني فئة من أهل الكتاب ويعلن أنهم من الصالحين ولهم أجرهم ففي آية التكفير الأولى عممها وشمل كل أهل الكتاب ثم بعد ذلك خص فئة منهم فكيف ذلك؟

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم ... ما لك من الله من ولي ولا نصير (البقرة120:2)

الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (البقرة121:2)

وهنا تأمل موقفه من أهل الكتاب في سورة البقرة الآية وسابقتها .

ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ...(المائدة14:5)

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم....(المائدة18:5)

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(توادونهم) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (المائدة51:5(

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة69:5)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ...(المائدة82:5)

أيوجد تناقض أعظم من هذا في السورة الواحدة؛ الآية(14) من المائدة العداوة والبغضاء بين النصارى إلى يوم القيامة،الآية(18) الله يعذب اليهود والنصارى، الآية(51) تمنع المسلم من صداقة ومودة اليهود والنصارى،الآية(69)اليهود والنصارى لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الآية(82) اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين والنصارى أقربهم مودة. مواقف متناقضة في السورة الواحدة والفارق بينها آيات قلائل، ترى لماذا هذا التناقض والضد؟ يقال إن السياسة لا تعرف صداقة دائمة أو خصومة دائمة بل أن الصداقة قد تفتر والعداء قد يتلاشى وذلك تبعا لتغير وتباين المصالح والأهداف، هل ينطبق ذلك على مواقف القرآن من أهل الكتاب؟ هل هناك تفسير غير ذلك يرد العقل عن حيرته بسبب هذا التناقض والضد لا بين قرآن مكة والمدينة بل في السورة المدنية الواحدة ؟ أخيرا ما موقف الإسلام من أهل الكتاب الذين لا يؤمنوا بمحمد وقرأنه بل يؤمنون انه نبي كاذب وكتابه ليس من عند الله؟

المرأة في القران

لقد تحدث الكثيرون عن أن القرآن حرر المرأة وساوى بينها وبين الرجل ولا فرق بين الرجل والمرأة في الإسلام،نعم للحقيقة كان للمرأة دورا رئيسيا في انتشار الإسلام لكن ما هو دورها؟ نعم تحدث القرآن كثيرا عن المرأة وأفرد لها سورة خاصة هي سورة النساء وجاء بكثير من الآيات عن المرأة في سور عديدة لكن ترى ماذا قال؟

 

المساواة بين الرجل والمرأة:

يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات13:49)

من يعمل الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا (النساء124:4)

من يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب (غافر40:40)

إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى (آل عمران195:3)

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ...وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ...(النور24: 2-3)

من كل ما تقدم نجد أن القرآن ساوى تماما بين الرجل والمرأة بالعقاب على الأرض وساوى بينهما في الآخرة بالثواب وأنه لا يضيع أجرهم كما أن دورهما في الخلق واستمرار الحياة واحد، لكن ترى هل المساواة بينهما هي كل ما جاء به القرآن ومحمد؟

 

للرجل نساء بدون حد أقصى:

قد أفلح المؤمنون ...الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين(المؤمنون23: 1-6)

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتهن أجورهن وما ملكت يمينك (الاحزاب50:33)

فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الاتعدلوا فواحدة أو ما ملكت إيمانكم ذلك أدنى الاتعولوا(النساء3:4)

وهنا الزواج بأربعة وإن خاف الرجل أن لا يعدل فواحدة أو ما يستطع أن يأخذ وينكح من نساء ملك اليمين(العبيد الذين يستطيع أن يشتريهم المسلم أو الأسرى) حيث ليس هناك حد أقصى لنساء ملك اليمين ولا يشترط العدل بينهن، وهذا من أغرب العلاقات بين الرجل والمرأة فالعلاقة بين الرجل والمرأة إما شرعية وهى الزواج ومحدده بأربعة وإما زنى فترى أين ملك اليمين؟ إن كان زواج فالزواج محدد بأربعة وملك اليمين غير محدد؛ فهناك فصل واضح بين الزواج وملك اليمين وإن كان زنى فمحمد فعلها وكل أصحابه وكل من جاء بعده حتى أن علي ابن أبي طالب كان له قرابة العشرين ؛فترى هل أحل محمد الزنى وأعطاه اسما آخر هو ملك اليمين؟ وإن كان ليس بزواج ولا زني فماذا يكون؟ لكن هل ثبت مبدأ العدل بين الزوجات؟

لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل(النساء129:4)

وهنا تبدل العدل بين النساء إلى الميل والتمييز لكن ما حدوده؟ لا حدود له لكن هو أقل من كل الميل

 

الطلاق من حق الرجل فقط:  

ذكر الطلاق في القرآن في ثلاث سور مدنية هي البقرة والطلاق والأحزاب وكان الخطاب القرآني موجه للرجال وهو ينفي حق المرأة فيه

يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن(الطلاق1:65)

إذا طلقتم النساء فبلغن آجالهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف  (البقرة231:2-232 ,236 ,237)

لا جناح عليكم إذا طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة(البقرة236:2) (الاحزاب49:33)

فإن طلقها فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها(الثاني) فلا جناح عليهما أن يتراجعا (البقرة230:2)

من كل ما تقدم من الآيات القرانيه فالطلاق من حق الرجل فقط أما الآية الأخيرة ففيها العجب وهى عندما يطلق الرجل امرأته ثلاث مرات لا ترجع له إلا بعد أن تنكح رجلا غيره (التجحيش أو المحلل)؛ قالوا لكي يتأدب الرجل فلا يطلق زوجته فماذا عن شعور المرأة الطاهرة العفيفة الشفافة المحبة لزوجها وأولادها التي لا ترجع لزوجها وأولادها إلا بعد أن تنكح رجلا آخر والذي ربما لا يطلقها.

فاحشة المرأة وفاحشة الرجل:

واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا (النساء15:4)

واللذان يأتيانها منكم(الرجال) فأذوهما فإن تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما(النساء16:4)

ما هي الفاحشة التي يعنيها القران هنا ؟ يقول البعض الزنى نقول جاءت في سورة النور الحديث عن عقوبة الزنى واضحة كلمة الزاني والزانية تلك السورة التي نزلت بعد واقعة عائشة زوجة محمد وصفوان ابن المعطل أما هنا فكلمة اللاتي تستخدم لجمع المؤنث ثم لم يذكر عقوبة للرجل في نفس الآية وما يزيد الأمر وضوحا الآية التي تليها وهى تتحدث عن الفاحشة التي يأتيها اثنان من الرجال فالمعنى الأقرب هو ممارسة الجنس مع نفس النوع أي الشذوذ لكن الغريب هنا أن الحكم على الرجال بالأذى ربما بالقول فلم يحدد حجم الأذى ونوعه أما إذا كانت المرأة على الطرف الآخر فالحبس في البيوت إلى أن يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا وهى كلمة مطاطة غامضة لا نجد لها معنى لكن الأغرب والأعجب أن الله يتقبل توبة الرجال(فان تابا للرجال) ولا يقبل للمرأة توبة.

 

نشوز المرأة ونشوز الرجل:  

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ...واللاتي تخافون(مجرد خوف) نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا (النساء34:4)

وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا والصلح خير (النساء128:4)

وهنا يتضح لنا إذا خاف الرجل نشوز زوجته يعظها ثم يهجرها في المضجع ويضربها وهنا الترتيب تصاعدي فالعظة تكون بالكلمة وتركها في المضجع يؤلمها بالحرمان من إشباع غريزتها ثم ضربها إيلاما نفسيا وجسديا فلا يقبل أن يدعي البعض أن ضربها ضرب غير موجع أو ضربها بريشة نعام فالآية لا تحتمل ؛ حتى و إن فالضرب في حد ذاته امتهان لكرامتها أما إذا خافت المرأة نشوز الرجل فعليها بالسعي إلى الصلح والتنازل إلى الحد الذي يرضي الزوج عنها فالصلح خير فلا عظة ولا هجر في مضجع ولا ضرب .

 

للرجل حق هجر زوجته:  

للذين يؤلون(يحلفون أن لا يمارسوا الجنس مع نسائهم) من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا(رجعوا ومارسوا) فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم (البقرة2: 226-227)

هنا نجد أن من حق الرجل حق هجر زوجته لمدة أربعة أشهر فالخطاب للذين آمنوا الرجال وإن رجع الرجال إلى نسائهم فالله غفور رحيم أما ا إذا أراد الرجال الطلاق فالله سميع عليم .

الأطفال من حق الرجل:

يأتها النبي إذا طلقتم النساء ...وإن كن وألات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم(اختلفتم) فسترضع له أخرى(الطلاق65: 1-6)

لاحق للمرأة في طفلها بل هو من نصيب الرجل حقا مطلقا لا استثناء فيه وتأخذ المرأة أجرة الرضاعة وإن اختلفا ترضع طفله امرأة أخرى.

لا يقتل رجل بامرأة:

يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى (البقرة178:2)

وهنا تمييز بين الحر والعبد والأنثى فلا يقتل حر بعبد أو أنثى ولا يقتل عبد بالأنثى .

 

المرأة نصف الرجل أو أقل:  

استشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان...إن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى (البقرة282:2)

هنا الرجل في الشهادة يساوي امرأتين لكن لو كان عدد الشهود من النساء مائة أو ألف وليس بينهن رجلا فلا قيمة لشهادة المائة والألف من النساء والحجة القرآنية ضعف ذاكرة الأنثى.

عن أبن عمر قال: قال رسول الله صلعم ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب منكن.

صحيح مسلم من حديث أبن عمر.

يوصيكم الله في أولادكم للذكر حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإذا كانت واحدة فلها النصف (النساء11:4)

هنا الرجل له ضعف ميراث المرأة .

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن أمرؤ هلك(مات) ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد(النساء176:4)

هنا نرى إذا مات الرجل وليس له أولاد وله أخت ترث نصف ما ترك أما إذا ماتت المرأة وليس لها أولاد ولها أخ يرث كل ما تركت

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن ...ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم (النساء12:4)

هنا نجد الزوجة لها نصف زوجها إذا تساوت الظروف أي في حالة وجود وعدم وجود أولاد.

 

المرأة نصف المرأة أو اقل :

هنا سنستعرض موقف القران من المرأة الحرة والمرأة العبدة أو الأسيرة أو ملك اليمين .

من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات(أي المرأة الحرة وهذا الاختيار الصعب الذي ربما لا يقدر عليه المسلم) فمن ما ملكت إيمانكم من فتياتكم المؤمنات(هذا البديل الأسهل على المسلم وهن الأسرى والعبيد وملك اليمين) والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف... فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب (النساء25:4)

نحن هنا أمام نوعين من النساء اللاتي من نصيب المسلم المؤمن المحصنات(الحرائر) وما ملكت إيمانكم(الأسرى والعبيد) لكن هل العلاقة بين المسلم المؤمن والفتيات المؤمنات العبيد ملك اليمين زواج أم لا؟ ما الفارق بينهن وبين المحصنات الحرائر حتى يأخذن نصف العقوبة؟ لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد من التمييز بين الحرة والعبدة إلى النصف؟

والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون(النور4:24)

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (النور23:24)

ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا وأولئك أصحاب النار فيها خالدون(البقرة217:2)

هنا لو قذف شخص المحصنات(المرأة الحرة) حتى ولو صدقا ولم يكن معه أربعة شهود يجلد ثمانين جلدة لكن إذا قذف نساء ملك اليمين ولو زورا وبهتانا وكذبا فلا عقوبة فلم يرد في القرآن آية عن سب ملك اليمين أو العبيد والأسرى لكن عقوبة سب الحرائر الكبرى في الآخرة فهي عقوبة الكافر والمرتد ؛ ترى لماذا أغلظ القرآن تلك العقوبة ؟ نعم إنها آيات من سورة النور التي نزلت بعد واقعة عائشة مع صفوان ابن المعطل عندما بات معها ليلة في الصحراء قال فيها العرب والله ما نجى منها وما نجت منه فأغتاظ الوحي وجاء بتلك الآيات الصعبة ؛ لكن ترى هل توقف القرآن عند هذا الحد في التفريق بين امرأة وأخرى؟

وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت إيمانكم(الأسرى والعبيد)ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء(الزنى)إن أردن تحصينا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم(النور33:24)

هنا ينصح القرآن المسلمين الذين لا يستطيعون الزواج من الحرائر بالعفة بنكاح النساء العبيد والأسرى، ترى أي أنواع العفة تلك؟ كما ينصح القرآن المسلمين المؤمنين بعدم إكراه العبيد والأسرى على البغاء والدعارة ؛ترى في حالة رضاها مسموح؟ وحتى بعد إكراههن على البغاء والدعارة فلا عقوبة بل الله غفور رحيم .

 

المرأة والغائط:  

يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ...ولا جنبا(بعد الجماع) إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط(البراز)أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا(بالتراب) بوجوهكم (النساء43:4)

إن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء ...ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج(المائدة6:5)

هنا يجب على المسلم المؤمن لكي يصلي أن يتطهر إذا جامع النساء أو جاء منه الغائط أو لمس المرأة فالمرأة والغائط شئ واحد وإن كانت أحاديث محمد قالت يقطع صلاة المسلم المرأة والحمار والكلب لكن حسبنا هنا القرآن.

 

أحاديث عن المرأة:

عن أبي هريرة قال أن النبي صلعم قال تقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار.

المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.صحيح البخاري وسنن النسائي ومنتخب كنز العمال.

عن عائشة قالت يا رسول الله أي أهل الجنة أكثر وأيهم أقل قال أكثرهم المساكين وأقلهم الأغنياء والنساء قالت ما النساء في الجنة قال كغراب أبيض في غربان سود .

منتخب كنز العمال في سنن الأفعال والأقوال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب فضل الفقر والفقراء.

عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلعم أيما أمرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة.

أخرجه أبن ماجة من حديث أم سلمة والترمذي والإحياء للغزالي باب كتاب آداب النكاح.

عن عائشة رضي الله عنها قالت أتت فتاة إلى النبي صلعم فقالت يا رسول الله إني فتاة أخطب فأكره التزويج فما حق الزوج على المرأة؟ قال لو كان من فرقه إلى قدمه صديدا فلحسته ما أدت شكره قالت أفلا أتزوج قال بلى تزوجي فإنه خير.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب آداب النكاح.أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة.

جاء في الإحياء أن النبي صلعم قال لا يفلح قوم تملكهم امرأة.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب آداب النكاح.رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي بكرة.

عن عبد الرحمن بن شبل قال النبي صلعم أن الفساق هم أهل النار قالوا يا رسول الله ومن الفساق قال النساء قالوا أولسن بأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا أنتلين لم يصبرن.

مسند الإمام أحمد بن حنيل.الكبير للطبراني المستدرك للحاكم. منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للعلامة الشيخ علي المتقي الهندي بابترهيبات وترغيبات تختص بالنساء وفيه فصلان.

 

الرجل والمرأة في الجنة:  

إن المتقين ...في جنات وعيون ....كذلك زوجناهم بحور عين(الدخان44: 51-54)

لكن ترى من هن الحور العين؟ كم عددهن لكل مسلم مؤمن متق؟

حور مقصورات في الخيام ... لم يطمثهن(يجامعهن) أنس قبلهم ولاجان فبأي ألاء ربكما تكذبان(الرحمن55 :72-75)

أنشأناهن إنشاء(خلقهن الله بدون ولادة لمتعة المؤمن المسلم) فجعلناهن أبكارا(يعودن أبكار عذارى بعد دخول المؤمن المسلم  عليهن)(الواقعة56: 35-38)

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلعم أن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا.أخرجه الطبراني في الصغير والبزار والسيوطي في الدر المنثور وأبن كثير في النهاية وابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.

الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون...فيها ما تشتهيه الأنفس(الزخرف43: 69-71)

مما تقدم للرجل المؤمن المسلم أزواج في الجنة من تلك الأبكار اللاتي خلقهن الله لمتعة المؤمن المسلم في الجنة لم يطمسهن أنس ولا جان قبلهم ، لكن جنة النساء الأبكار تختلف عن جنة العفة والتقوى التي كان فيها آدم قبل أن يعصى الله وتنكشف عورته هو وحواء.

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءتهما...فدلهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءتهما(أعضاءهم الجنسية) ...يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوري سوءتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير لكم ...يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءتهما ...(الاعراف7: 20-27)(طه20 :120-121)

لقد عاش آدم وحواء في طاعة الله فلم يريا سوءتهما لكن بعد طاعتهما للشيطان وغوايته وبعد مخالفتهما لوصية الله بانت لهما سوءتهما وكان هذا هو هدف الشيطان ثم حذر الله بني آدم من ذلك الهدف الشيطاني وناشدهم بالتقوى،إذا كان هذا حال آدم وحواء في جنة الله لم يعرفا سوءتهما في طاعة الله بل عرفاها بعد طاعة الشيطان فكيف يتناقض الله ويسمح بكل تلك النساء الأبكار؟ لكن دعنا من كل ذلك فإذا كان من حظ المسلم المؤمن في الجنة هذا العدد المفتوح من النساء الأبكار ، ترى ما حظ المرأة المسلمة المؤمنة في جنة الله تلك؟هل لها عدد مفتوح من الرجال ؟هل خلق الله لها أزواجا على شاكلة الحور العين كما للرجل؟هل النساء الأبكار كانت حوافز للمقاتلين العرب لكي يقاتلوا بقوة ويضحوا بحياتهم لكي يفوزوا في الجنة بالنساء اللاتي يعدن أبكارا بعد دخول المؤمن عليهن؟ ما نصيب المرأة؟ أبدا لم يذكر القرآن أي متعة للنساء، هذا حظ المرأة ووضعها في القرآن في الدنيا والآخرة وغيرها كثير وإن كانت أحاديث محمد جاءت بالكثير من التفاصيل لكن حسبنا هنا القرآن فقط فالمرأة في الإسلام يضيق بها مجلد.

السلام والجهاد

جاء القرآن بآيات تدعو إلى السلام وتلك الآيات يتغنى بها كثير من المسلمين وخاصة في الغرب تلك الآيات التي ربما لا تتجاوز عدد الأصابع لكنه أيضا جاء بآيات حرب وقتال وإن كانت في عددها أضعاف عدد آيات السلام .

 

السلام في الإسلام:

عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان63:25)

أيها الذين آمنوا(المسلمون)أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه عدو لكم مبين(البقرة208:2)

وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه السميع العليم(الانفال61:8)

فإن أعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا...فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا(النساء4: 90-91)

فلا تهنوا(تضعفوا) وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم(محمد47: 35)

لقد بدأت آيات السلم بآيات مكية نرى فيها سلام الخانع الضعيف فمهما فعل الجاهلون يكون رد محمد والمسلمين سلام أما آيات السلام المدنية فهي مد يد السلام بعد أن يمد الطرف الآخر يده بالسلام ثم لإسلام ولا دعوة للسلام إذا كانت كفة المسلم هي العليا

 

القتل والقتال من فضل الله على البشر:

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين(البقرة251:2)

هنا نرى من فضل الله على البشر بأن دفعهم ليقتتلوا ويقتلوا بعضهم بعضا لكي لا تفسد الأرض .

 

القتال لله والقتال للشيطان:

الذين آمنوا(المسلمين) يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت(الشيطان) فقاتلوا أولياء الشيطان(النساء76:4)

وهنا القتال والقتل واحد لكن الإختلاف في المسمى هذا يقتل من أجل الله وهذا يقتل من أجل الشيطان .

 

الاستعداد الدائم للقتال والتحريض عليه:

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم(الانفال60:8)

يأيها النبي حرض المؤمنين(المسلمين) على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ...والآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ...(الانفال8: 65-66)

هنا الاستعداد الدائم للقتال والتحريض عليه والله علم أن المؤمنين بمحمد فيهم ضعفا ما بين الآية وسابقتها .

 

القتال هو الإيمان:

ليعلم الذين نافقوا أو قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون(آل عمران167:3)

ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف ...(محمد47: 20-21)

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم الله عذابا أليما(الفتح16:48)

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ...فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل...(النساء77:4)

ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الإدبار ومن يولهم يومئذ دبره(ظهره)إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير(الانفال8: 15-16)

مما تقدم نجد في الآيتين الاولتين المتخلفين عن القتال منافقين وهم أقرب للكفر من الإيمان وفي قلوبهم مرض والملاحظ أنهم لاموا الله على آيات القتال تلك بقولهم ربنا لم كتبت علينا القتال وفي الثالثة محمد يدعو الأعراب لقتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون فإذا تخلف الأعراب عن دعوة محمد لهم للقتال فعذابهم من الله اليم أما إذا شاركوا فالله سيجزيهم أجرا حسنا والآيتين الأخيرتين ليست الصلاة أو الزكاة وغيرها تدل على أن المؤمن يخشى الله بل القتال هو الدليل الأوحد على الإيمان ثم أن المسلم إذا فر من القتال وأعطى ظهره للعدو فعليه غضب الله والنار مأواه.

 

القتال الجزاء والحافز:

فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤته أجرا عظيما (النساء74:4)

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران169:3)

فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي  وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار(آل عمران195:3)

ومغانم(السلب والنهب بعد المعارك) كثيرة يأخذونها ... وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم...(الفتح48: 19-20)

فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم (الانفال69:8)

وهنا جزاء من يقاتل في سبيل الله أي من أجل الإسلام سواء انتصر أو انهزم أو قتل سيكفر الله عنهم سيئاتهم ولهم جنات من تحتها الأنهار وهم أحياء يرزقون أما في الدنيا فسلب ونهب وسرقات ومغانم كثيرة (ممتلكات ونساء وأولاد القتلى من الكفار) فتلك مواعيد الله للمسلمين .

 

درجات الجزاء للمقاتل:

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (الصف4:61)

لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر(الأعمى) والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة(النساء4: 95-96)

ما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ... لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10) .

فرح المخلفون بمقاعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا(تحاربوا) في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون(التوبة9: 81-82)

مما تقدم يتضح معنى الجهاد وهو القتال وليس جهاد النفس والذي يتخلف عن دعوة محمد للقتال حتى في الحر فجهنم أشد حرا في انتظاره،كما أن هناك درجات لا يستطع المؤمن الوصول إليها إلا بالقتال والحرب فلا يتساوى المجاهدون والقاعدون كما أن هناك درجات لا يستطع أي مقاتل مسلم مؤمن بعد الفتح الوصول إليها فلا يستوي من أنفق وجاهد قبل الفتح وبعده فمن عملها قبل الفتح أولئك أعظم درجة .

 

قطع الرقاب والأصابع:

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم(كثر قتلهم) فشدوا الوثاق(أسرهم مكبلين) فأما منا(إطلاقهم) بعد وأما فداء(اخذ الفدية)(محمد 47: 4)

وهنا قتل وقطع رقاب كل من لا يؤمن بإله الإسلام أو أسرهم.

إذ يوحي ربك إلي الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (أصابع اليدين والقدمين) (الانفال8: 12).

 

القتل لا الأسر:

ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن(يكثر في القتل) في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم (الانفال8: 67)

ونزلت هذه الآية عندما أخذ محمد الفدية من أسري بدر رضوخا لمشورة أبي بكر وكان رأي عمر قتلهم فنزلت هذه الآية تلوم محمد وتؤيد رأي عمر بقطع رؤوس الأسرى وتلغي الأسر بالقول ما كان لنبي أن يكون له أسرى وحتى يثخن أي يكثر القتل للعدو.

 

قتل اليهود والنصارى:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يدهم صاغرون(أذلة)(التوبة9: 29)

وهنا الخيار أمام أهل الكتاب اليهود والنصارى أما أن يدخلوا الإسلام ويعملوا بشرائعه ويحرموا ما حرم محمد أو أن يدفعوا الجزية وهم أذلة في أوطانهم وإن رفضوا هذه أو تلك ولم يستطيعوا دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا سبيل لهم غير القتل.

 

القتال دفعا للفتنة:

قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين(البقرة2: 193)

قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير(الانفال8: 39)

مما تقدم نجد الأمر القرآني واضح بقتل كل من لا يؤمن بإله محمد أو يدعوا لغيره فإن لم ينتهوا فالأمر واضح بالعدوان عليهم وقتلهم.

 

قتل من ينقض الإسلام:

وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فاقتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون (التوبة9: 12)

لا مناقشة أو مجادلة فالواضح أن وسيلة القتل هي نصيب من نكث في إيمانه من بعد عهده وبعض الأئمة يتخذون هذه الآية دليل على قتل المرتد بعد عن الإسلام.

 

قتل المؤمن المرابي:

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله...(البقرة2: 278- 279)

والواضح هنا الحرب والقتل لكل من لا يمتنع عن الربى حتى لو كان مؤمنا بالله .

 

حل المنازعات الإسلامية بالقتال:

إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت..(الحجرات49 : 9)

الطائفتان مؤمنتان متنازعتان لكن الحل القرآني هو القتل والقتال للتي بغت. لكن ترى ما هو أمر الله؟ كلا منهما تدعي أنها ترعي أمر الله والتاريخ الماضي والحاضر يشهد بتسلح كل طائفة بآيات القرآن.

 

جزاء من يحارب الله ورسوله:  

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ... إلا الذين تابوا قبل أن نقدر عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم (المائدة5: 33-34)

إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا(خالفوا)الله ورسوله (الانفال8: 12-13)

هنا نرى أن الذين يعادون ويشاقون محمد أن تقطع أطرافهم من خلاف وتقطع أصابعهم وتضرب أعناقهم ويصلبوا وينفوا من الأرض .لكن الأعجب تلك العبارة إلا الذين تابوا قبل أن تقدر عليهم ... إن الله غفور رحيم أي لا توبة لضعيف قدر عليه المسلمون ولا نعرف للمغفرة موقع بعد كل هذا ؛ ولك تلك الآيات

عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون(المؤمنون23: 92-96)

أي حرب لله أعظم من الشرك لكن القرآن يأمر نبيه أن يجازي تلك السيئة بالحسنى لا بالقتل وتقطيع الأطراف والصلب وغيره ترى ما الفارق؟ الفارق الوحيد أن هذه الآيات مكية وسابقتها مدنية .

 

القتل والتعذيب يشفي صدر المسلم ويذهب غيظه:‎‎‎

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على ...(التوبة9: 14-15(

وهكذا أوامر إله القرآن للمؤمن المسلم أن قتل وتعذيب المخالف في العقيدة يشفي صدره ويذهب غيظه.

هنا لنا أن نعرف أن هذا جزء من آيات القتل والقتال التي نزلت كلها بالمدينة خلال أقل من عشر سنوات وفي ثمانية وعشرين سورة بينما لم تنزل آيات القتل والقتال خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبامتداد ستة وثمانين سورة وأخيرا لك تلك الآيات المكية:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الانبياء21: 107)

لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(حبيب)(فصلت41: 34)

لك وحدك أن تستنبط من خلال كل ما تقدم مدى الرحمة ونوعيتها.أخيرا حبيبي القارئ ما رأيك في تلك الآيات المكية هل تستطيع أن توافق بينها وبين الآيات المدنية؟ هل آيات النذير في مكة هي آيات النبي في المدينة؟ نعم لقد كان إسلام المدينة استئصاليا؛ فمنع الفتنة بالقتل ومنع الربى بالقتل والفصل بين الفئتين المؤمنتين بالقتل ودعوة الأعراب لقتل قوم ذو بأس شديد حتى يسلموا وأهل الكتاب جزاءهم القتل أن لم يسلموا أو يدفعوا الجزية أذلاء ومن لا يؤمن بوجود الله فهو كافر وله القتل والهندوس لهم القتل والبوذيين لهم القتل؛ القتل القتل ولا شئ سوى القتل فهو الحل والإسلام هو الحل!!! .

القرآن المتناقض المطاط

إن القارئ المدقق للقرآن يجد أنه يتناقض كثيرا مع نفسه فتارة نزل مرة واحدة؛ وتارة نزل متفرقا؛ وتارة وحي من السماء؛ وتارة كلام محمد نفسه؛ وتارة لا يتبدل وتارة يتبدل ويتغير؛ وغيرها كثير مما سنذكره في موضعه كما أنه في كثير من الأحيان كان غير واضح وغير قاطع كما كتب الله وترك الباب مفتوحا لكل فرد أن يرى فيه ما يرى ويفتي بما يروق له فتعددت الفتاوى و تطاحنت وتناحرت من الضد إلى الضد ومن النقيض إلى النقيض حتى أصبح المسلم في حيرة لا يحسد عليها. لكن الأغرب والأعجب أن عرب الجاهلية أدركوا تلك الحقيقة منذ ظهور الإسلام تلك الملاحظة التي يتعامى عنها من يدعون العلم اليوم ويصفون عرب الجاهلية بالجهل .

منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) ماذا قال آنفا(سابقا) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم (محمد47: 16)

وهنا يظهر بجلاء أن العرب السابقين لاحظوا التناقض فيما يقوله لهم وما قاله سابقا.

 

نزل القران مرة واحدة ونزل متفرقا:

شهر رمضان أنزل فيه القرآن هدى للناس(البقرة2: 185)

إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر(القدر97: 1-2)

وهنا نرى القرآن نزل دفعة واحدة في رمضان وتحديدا في ليلة القدر لكن البعض يقولون أنه أنزل إلى السماء الثالثة أو بداية نزول في ليلة القدر .

قال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك (الفرقان25: 32)

وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث(الاسراء17: 106)

يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ... حين ينزل القرآن... (المائدة5: 101)

وهنا نجد القرآن نزل متفرقا وفي بعض المرات آية آية حسب المواقف ومن قرأ أسباب النزول قد لا يصدق ما يرى.

 

القران منذ الأزل؛ القران للمناسبات:

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21-22)

هنا نجد القرآن عند الله منذ الأزل في لوح محفوظ.

قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير(المجادلة58: 1)

يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين. (الانفال8: 66)

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ... علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم (البقرة2: 187)

لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق (آل عمران3: 181)

مما تقدم نجد أن الله علم أن في المسلمين ضعف بين الآية وسابقتها فأصبح المائة يغلبون مائتين بدلا من ألف في الآية السابقة وأن الله سمع أقوال التي تجادل محمد وتحاوره وسمع قول من يقولون أن الله فقير وعرف أن المسلمين كانوا يمارسون الجنس في الصيام ويختانون أنفسهم فخفف عنهم وسمح لهم الرفث إلى نسائهم وكثير من قصص القرآن على هذه الشاكله.

 

القران وحي؛ القران قول الرسول:

وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به (الأنعام6: 19)

إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)

إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون(التكوير81: 19-23)

في الآية الأولى القرآن وحي وفي الثانية والثالثة هو قول الرسول الكريم فليس وحي.

 

القران لا يتبدل ؛ القرآن يتبدل:

لا مبدل لكلمات الله (الأنعام6: 34)

لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا (الكهف18: 27)

ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد (ق 50: 29)

إذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (النحل16: 101)

ما ننسخ(نلغي ونغير) من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

في الثلاث آيات الأولى يؤكد ويجزم القرآن بأن لا مبدل لكلمات الله والله ليس بظالم للعبيد حتى يضلل العبيد و يزيغهم ويبدل كلمته وفي الآيتين التاليتين الله يبدل ويغير وينسخ وينسي لكن عرب الجاهلية عرفوا ذلك وقالوا لمحمد ‘‘أنت مفتري‘‘ ترى هل صدقوا أم كذبوا؟

 

القران حكم الجاهلية وليس بحكم الجاهلية:

أفحكم الجاهلية يبتغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (المائدة5: 50)

كذلك أنزلناه حكما عربيا (الرعد13: 37)

في الأولى يستنكر حكم الجاهلية وفي الثانية يؤكد ويصف بأن أحكام القرآن هي أحكام العرب ؛ يدعي البعض أن جملة حكما عربيا تعني لغته عربية نقول أنه يصف الحكم بأنه عربي وتاريخ العرب قبل الإسلام جاء بكثير من أحكام الإسلام قبل محمد والوحي والنبوة  .

 

القران لاشك فيه ومشكوك فيه:

تنزيل الكتاب لا ريب (لاشك) فيه من رب العالمين (السجدة32: 2)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس10: 94)

في الأولى لاشك في القرآن وفي الثانية عندما يشك محمد في القرآن يسأل أهل الكتاب قبله.

القران محكم وغير محكم:  

كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(هود11: 1)

هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (آل عمران3: 7)

في الأولى كتاب محكم وفي الثانية بعضه محكم وبعضه متشابه غير محكم.

 

القران واضح مبين وغير واضح ولا مفهوم:

الر تلك آيات الكتاب المبين (يوسف12: 1)

الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ( الحجر15: 1 )

وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (آل عمران 3: 7)

يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل (الأعراف7: 53)

في الآيتين الأول القرآن كتاب مبين واضح وفي التاليتين لا يعلم تأويله إلا الله ولم يأت تأويله بعد وهذا يفسر حيرة المسلمين بين فتاوى العلماء والشيوخ المختلفة والمتناقضة بين من يحلل ومن يحرم وكل يستند إلى آيات القرآن والكل يختم فتواه بالله أعلم ترى متى نعلم؟ ومتى يأتي تأويله؟ بالإضافة إلى الحروف المبهمة في فاتحة كثير من السور ولا يعلمها إلا الراسخون في العلم فلم يظهر منهم أحد إلى الآن.

 

الأمثال للعلماء فقط والأمثال للعامة:

تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (العنكبوت29: 43)

تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( الحشر59 :21(

في الأولى الأمثال لا يعقلها إلا العالمين وإلا حرف حصر أي فقط العالمين فقط هم الذين يعقلون الأمثال وفي الثانية الأمثال لكل الناس لكي يتفكروا بعقولهم.

 

الله يرى؛ الله لا يرى:

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(الأنعام6: 103)

دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ورآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى (النجم53: 8-16)

في الأولى الله لا تدركه الأبصار أي لا يرى وفي الثانية نزل وتدلى؛ ترى من أي شئ تدلى؟ يقول البعض أنه جبريل؛ لكن السؤال أوحى إلى عبده عبد من؟ هل لم ير محمد جبريل إلا مرة واحدة قبل أن يراه في المرة الأخرى عند سدرة المنتهى وهى شجرة النبق التي عن يمين العرش(تفسير الجلالين)؟

 

الله يغفر كل الذنوب؛الله لا يغفر كل الذنوب:

إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (الزمر39: 53)

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (النساء4: 48؛116)

في الأولى يغفر جميع الذنوب وفي الثانية لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.

 

الله يغفر الكفر؛الله لا يغفر الكفر:

و الذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار(البقرة2: 39)

إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم (النساء4: 168)

كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ... جزاؤهم أن عليهم لعنة الله. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب. إلا الذين تابوا من بعد وأصلحوا فإن الله غفور رحيم(آل عمران86-89)

يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر بعد إسلامهم ...فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما (التوبة9: 74)

قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر الله لهم ما قد سلف (الأنفال8: 38)

نلاحظ في الآيتين الأول أن الكفر لا يغفر والكافرون أصحاب النار وفي الآيات التالية إمكانية مغفرة الكفر حتى لو كان هذا الكفر بعد إيمانهم وإسلامهم لكن الأعجب والأغرب تلك الآية:

لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين (التوبة9: 66)

فالكل كفر لكن يعفوا الله عن طائفة ويعذب طائفة أخرى لماذا؟ يقول البعض بأنهم كانوا مجرمين؛ ترى ما هو الجرم الأعظم من الكفر؟

 

اللا مغفرة والمغفرة لمن قتل مؤمن:

وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن يقتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة... ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (النساء4: 92-93)

وهنا لا مغفرة لمن قتل مؤمن قاصدا متعمدا فالنار جزاؤه خالدا فيها ولكن فقط إذا قتله خطأ فتحرير رقبة.

الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ... إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما(الفرقان25: 68-70)

وهنا نجد كلمة إلا من تاب يبدل الله سيئاتهم حسنات وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات.

إن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما  على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله (الحجرات49: 9)

الطائفتان مؤمنتان ولكن هناك أمر قرآني بقتال وقتل إحدى الطائفتين رغم أنها مؤمنة وهنا احل قتل المؤمن .

 

الشفاعة لله فقط ولغيره:

قل لله الشفاعة جميعا (الزمر39: 44)

ما أدراك ما يوم الدين.. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله (الأنفطار82: 17-19)

واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون (البقرة2: 48)

يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة(مودة) ولا شفاعة (البقرة2: 254)

وهنا يجزم القرآن بأن يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا ولا تقبل شفاعة من أي نفس لنفس فلله وحدة الشفاعة جميعا.

إن ربكم الله ... ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه...(يونس10: 3)

لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(من هم الذين يعلمون ويقصدهم محمد) (الزخرف43: 86)

هنا سيأذن الله بالشفاعة للذين من دونه ومن شهد بالحق وهم يعلمون (المقصود بالشفيع هنا فقط هم عيسى وعزير والملائكة وليس محمد تفسير الجلالين)

وبذلك تتشفع النفس في النفس وفي نفوس كثيرة ويقبل منها الشفاعة.

 

الله وتقواه:

يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (آل عمران3: 102)

فاتقوا الله ما استطعتم وأسمعوا وأطيعوا وأنفقوا...(التغابن64: 16)

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها(ما السبيل لمعرفة وسعها؟) (البقرة2: 286)

في الآية الأولى يتقي الإنسان الله كما يحق لله التقوى وفي الثانية على قدر ما يستطيع الإنسان أما كلمة وسعها في الآية الثالثة فما حدودها؟ هل تختلف حدودها باختلاف الأنفس والظروف الأزمنة؟

 

الحسنات والسيئات وعدل الله وظلمه:

إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (البقرة2: 284)

قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (النساء4: 77)

إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها (النساء4: 40)

ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به... (النساء4: 123)

وهنا نرى أن الله عادل لا يظلم مثقال ذرة حتى ما يخفيه الإنسان يحاسبه الله عليه كما أن من يعمل السوء لابد أن يجزى به.

إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما(النساء4: 31)

أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم (الأحقاف46: 16)

الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا المم (الخطايا الصغيرة) إن ربك واسع المغفرة (النجم53: 32)

أولئك هم المتقون... ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (الزمر39: 33-35)

مما تقدم نجد الله لا يحاسب الإنسان إلا على الخطايا الكبيرة فقط بل يتقبل أحسن ما عمل الإنسان ويتجاوز عن سيئاته أما المتقين في الآية الثالثة فسيكفر الله عنهم أسوأ خطاياهم .

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون (الأنعام6: 160)

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء (البقرة2: 261)

وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات (هود11: 114)

وهنا نرى الحسنة تتضاعف إلى عشرة وإلى سبع مائة لكن لا نعرف ما معنى في سبيل الله؟ هل هو الإنفاق في القتال أم غيره؟ ثم أن الحسنات يذهبن السيئات والسيئة بمثلها ؛ ترى لو سرق شخص سبع مائة ريال هل تذهب عنه تلك السيئة بأن يتصدق بسبعين ريالا أو ينفق ريالا واحدا في سبيل الله لان الحسنات يذهبن السيئات؟.

 

الله يشفي الصدور والقتل يشفي الصدور:

يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة (يونس10: 57)

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم...(التوبة9: 14-15)

في الأولى مواعظ الله تنزع الغل من الصدور ويشفيها وفي الثانية الأمر القرآني للمسلمين بأن يعذبوا ويقتلوا مخالفيهم في العقيدة وبذلك تشفي صدور المؤمنين المسلمين ويذهب الغيظ من صدورهم وتشفى.

 

الخالق والخالقين:

إذ قال لقومه إلا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين (الصافات37: 124-125)

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة ... فكسونا العظام لحما... فتبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون23: 12-14)

هنا نجد كلمة أحسن الخالقين توحي أن هناك خالقين يفاضل القرآن بينهم وبين الله لكن الله أحسنهم؛ هل جاءت لتماشي السجع والقافية ففسد المعنى أم هناك خالقين؟

قل الله خالق كل شئ (الرعد13: 16)

 

الرسل واحد والرسل درجات:

تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 253)

وهنا نرى أن الله فاضل ومايز بين رسله فالبعض أفضل من بعض كما أن لبعضهم درجات عليا والبعض أقل؛ ترى من في العليا ومن دون ذلك ومن في السفلي ؟ البعض كلمه الله؛ كما أن عيسى الوحيد الذي ذكر باسمه دونهم فماذا عن باقي الرسل؟

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة2: 285)

وهنا لا فرق بين الرسل رغم أن الله فرق بينهم ومايز فالبعض في الدرجات العليا والبعض في أسفل الدرك.

 

محمد للعرب الأميين؛ محمد للناس جميعا:

لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس10: 47)

هو الذي بعث في الأميين(العرب) رسولا منهم (الجمعة62: 2)

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء(إبراهيم14: 4)

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف7: 158)

في الآيات الأولي لكل أمة رسول وكل رسول يأتي بلسان قومه ومحمد هو رسول الأميين(الجهلة) العرب ولذلك يصفونه بالنبي الأمي أما في الآية الأخيرة يصرح أنه نبي للناس جميعا.

 

محمد رحمة للعالمين محمد رحمة للمسلمين فقط:

ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء21: 107)

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح48: 29)

في الأولى محمد رحمة لكل الناس وفي الثانية محمد والمسلمين رحماء بينهم وقساة أشداء على من يخالفهم في الدين.

 

الإيمان بالله قدر واختيار:

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير(التغابن64: 2)

ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا (المائدة5: 41)

لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا (الأنعام6: 107)

لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون (هود11: 34)

فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(الكهف18: 29)

قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها (يونس10: 108)(الإسراء17: 15)

في الآيات الأولى نجد أن الإيمان والكفر قدر بيد الله ولا حرية للإنسان فيه ولا اختيار فهو مسير وفي الآيتين الأخيرتين الإنسان في حرية تامة وقدره بيده فمن شاء فليؤمن أو يكفر.

 

النفاق وعدمه ومدى  مغفرته:

وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم (التوبة9: 68)

بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما (النساء4: 138)

ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما (العنكبوت29: 8)

ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله (العنكبوت29: 10)

يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم (الأحزاب33: 24)

من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان  لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله (النحل16: 106)

وهنا نجد الله توعد المنافقين بنار جهنم كما الكفار ثم على المؤمن أن لا يطع والديه حتى لو قاتلاه لكي يكفر كما أنه على الإنسان أن ينظر إلى عذاب الله وليس عذاب الناس وفي الآية الأخيرة أباح الكفر الظاهري تحت الإكراه وهو النفاق بعينه وإن لم يوضح مدى الإكراه ونوعيته وترك الباب مفتوحا لكل من يرى فيه برأيه.

 

النهي عن الفحشاء والأمر بها:

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها أباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (الأعراف7: 28)

إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (الاسراء17: 15)

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين (الأسراء17: 4)

في الآية الأولى الله لا يأمر بالفحشاء وفي الثانية الله عندما تكون إرادته تدمير قرية يأمر الأغنياء فيها بالفسق وفي الثالثة قضاء الله لبني إسرائيل في الكتاب بالفساد مرتين.

 

الصفح والجهاد:

إن الساعة (القيامة) لآتية فأصفح الصفح الجميل (الحجر15: 85)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (التوبة9: 73)

الآية الأولى مكية فيها الصفح الجميل لأن الساعة آتية أما الآية الثانية مدنية ففيها الجهاد والغلظة رغم أن آيات المدينة جاءت بعد آيات مكة وهو ما يوحي أن الساعة باتت أقرب فكان لزاما أن يكون الصفح أجمل.

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

النبي والساعة:

ويسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها (الاعراف7: 187)

يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا (الأحزاب33: 63)(الشورى42: 17)

فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها (علاماتها) (محمد47: 18)

اقتربت الساعة وانشق القمر (القمر54: 1)(مكية)

في الأولى والثانية لا أحد يعلم الساعة إلا الله وفي الثالثة ظهرت علاماتها وفي الرابعة المكية اقتربت الساعة وانشق القمر.

 

الأشهر الحرام حرام وحلال:   

يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله والشهر الحرام (المائدة5: 2)

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ...منها أربعة حرام ذلك الدين القيم لا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة (التوبة9: 36)

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به (البقرة2: 217)

 

الشورى وعدمها:

والذين استجابوا لربهم (المؤمنين بمحمد) وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم (الشورى42: 38)

فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(ال عمران3: 159)

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (الاحزاب33: 36)

يتغنى البعض بالآيتين الأولى والثانية على أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية بقول شاورهم في الأمر ترى يشاور من؟ هل يشاور الملحدين والعلمانيين والذين لا يعترفون بوجود الله أو حتى أهل الكتاب أو أصحاب أي معتقد غير الإسلام ؟ بالطبع لا لآن الشرط هو أن يقيموا الصلاة ؛ ثم جاءت الآية الثالثة لتلغي الشورى حيث إذا أقر محمد شيئا فليس لمؤمن أو مؤمنة خيار غير التنفيذ وإلا أصبح عاصيا وفي الضلال المبين.

الخمر حلال وحرام:

إنما الخمر والميسر..  رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (المائدة 5:  90)

لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون (النساء4: 43)

مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء... أنهار من لبن... أنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل (محمد47: 15)

مما تقدم نجد الموقف من الخمر بين الحلال طوال الوقت ماعدا وقت الصلاة إلى تجنبها تماما إلى أنهار من الخمر للمؤمنين لذة للشاربين في جنة الله الذي حرم الخمر عليهم في الأرض.

الأمومة بالولادة فقط وبالرضاعة أيضا:

الذين يظاهرون (يحلف بأن زوجته كأمه) من نسائهم ما هن أمهاتهم أن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا (المجادلة58: 2)

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه (نساء محمد) أمهاتهم (الأحزاب33: 6)

حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم... وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم (النساء4: 23)

مما تقدم نجد في الآية الأولى إلا اللائي ولدنهم إلا حرف حصر إذا ليس للإنسان أم إلا التي ولدته وفي الآيات التالية هناك نساء محمد أمهات المؤمنين والتي ترضع الإنسان هي أمه أيضا.

 

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

 

الحمل والفصال:

والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة (البقرة2: 233)

ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين (لقمان31: 14)

 حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (الأحقاف 46: 15)

في الأولى والثانية الرضاعة أربعة وعشرون شهرا وفي الثالثة حمله وفصاله (فطامه) ثلاثون شهرا فتكون مدة الحمل ستة أشهر فكيف؟

الله والتوبة:

ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم (التوبة9: 104)

هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون (الشورى42: 25)

إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقرة2: 222)

فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم (المائدة5: 39)

هنا نجد الله التواب يحب التوابين ويقبل التوبة من عباده حتى الظالمين منهم .

إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة (النساء4: 17)(الانعام6: 54)

ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (النساء4: 18)

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم (المائدة5: 33-34)

هنا نجد أن التوبة محصورة على من يعمل السوء بجهالة ولا توبة لمن أدرك الحق على فراش الموت وليس هناك توبة لضعيف قدر عليه المسلمون لكن الأعجب تلك الآية:

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار... بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم (التوبة9: 117)

ترى هل عمل محمد وأصحابه السوء بجهالة فتقبل الله توبتهم.

توبة الشيطان وعدمها:

فأزلهما الشيطان عنها (الجنة) فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ...قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة2: 36‎‎‎‎‎‎‎ـ38)

قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فأما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (طه20: 123)

وهنا هبطوا منها جميعا بعضهم لبعض عدو وهم آدم وحواء والشيطان لكن من اتبع هدي الله من هؤلاء فلا خوف عليهم وهنا للشيطان توبة.

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ...وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين...فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (ص38: 75ـ85)

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا (مريم19: 68)

وهنا نجد لا توبة للشيطان ولا هدي بل عليه اللعنة إلى يوم الدين ومكانه جهنم ومن تبعه كما أن هناك كثير من الأحاديث تقول أنه كان لمحمد شيطان أعانه الله عليه فأسلم فلا يأمره إلا بالخير.

سحر الملائكة وسحر الشياطين:

واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين (ملائكة) ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرق بين المرء وزوجه وما هم بضارين به أحد (البقرة2: 102)

على من تتلوا الشياطين؟ من هم الملاكين هاروت وماروت؟ وما يعلمان أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر هذا يدل على أن الملائكة تعلم الناس السحر أي نوع من الملائكة تلك؟ هل تتلقى الملائكة تعاليم السحر من الشيطان أم من الله؟ لكن لك تلك الآية الأعجب:

وما ننزل الملائكة إلا بالحق...(الحجر15: 8)

إلا في الآية السابقة حرف حصر أي فقط؛ فترى تعاليم السحر هي الحق تأمل؟

الشياطين تنزل على الأفاكين وتنزل على الأنبياء :

هل أنبأكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم (الشعراء221:26ـ222) وما أرسلنا من قبلك من رسول  ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته (الحج 22 :52)

وهنا نرى الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين وفي الثانية الشياطين تلقي آيات على محمد فينسخها الله (يلغيها) ثم يحكم آياته .

إن عبادي ليس لك عليهم من سلطان إلا من اتبعك من الغاوين (الحجر42:15) .

 وقال الشيطان... ما كان لي عليكم من سلطان إلا إن دعوتكم فاستجبتم لي (ابراهيم22:14)

 وفي الحديث عن محمد: وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الانعام68:6)

 استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله (المجادلة19:58)

 وهنا نجد عباد الله ليس للشيطان عليهم سلطان إلا من استجابوا لدعوته والشيطان ينسي محمد آيات الذكر كما ينسي الذين استحوذ عليهم الشيطان.

القران والشمس :

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا (يونس5:10)

هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21)

الشمس تجري لمستقر لها .. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (يس38:36ـ40)

 وسخر لكم الشمس والقمر دا‎‎‎‎‎‎‎‎‎ئبين وسخر لكم الليل والنهار (ابراهيم33:14)

حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين ..(الكهف86:18).

مما تقدم نجد أن الشمس هي مجرد ضياء والقمر نور والشمس تجري لمستقر لها هي عين من طين تغرب فيه ...لكن الأغرب من ذلك تلك الآيات :

ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (نوح15:71ـ16)

و..تبارك الذي جعل السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (الفرقان61:25).

ترى هل حقا أن القمر المعتم هو نور لتلك السموات السبع التي يبلغ اتساعها اللانهاية؟

خلق السموات والأرض :

أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ..والأرض من بعد دلك دحاها(النازعات27:79ـ30)

الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن(الطلاق12:65) .

الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام (الفرقان59:25) (هود7:11) .

وهنا نرى أن السموات خلقت أولا ثم الأرض بعد ذلك والجميع في ستة أيام.

تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلي(طه20: 4)

هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات(البقرة29:2) .

بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداد وجعل فيها رواسي .. وبارك فيها وقدر أقواتها في أربعة أيام ثم استوى إلى السماء وهي دخان ... فقضاهن سبع سموات في يومين(فصلت9:41ـ12)

وهنا نرى العكس؛ أي أن الله قد خلق الأرض أولا ثم السموات وخلق الأرض والسموات في ثمانية أيام .

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت (الغاشية17:88ـ20)  .

 لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس(غافر57:40)

وهنا نرى أن معجزة خلق الإبل تسبق خلق السموات والجبال والأرض وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس .إذن فخلق الإبل هي المعجزة الأكبر على الإطلاق ترى هل هذه هي الحقيقة أم أنها نظرة الصحراوي إلى الإبل؟.

الليل والنهار :

وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون (يس36: 37)

الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21) .

يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (الزمر5:39)

أم السماء بناها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها (النازعات79: 27-30)

فالق الإصباح وجعل الليل سكنا (الانعام96:6) .

تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل (آل عمران27:3)

 هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (الانبياء33:21)

 يقلب الله الليل والنهار (النور44:24) .

وهنا لا نعرف كيفية الموافقة بين يسلخ؛ يكور؛ يفلق؛ يولج؛ يقلب؛ يسبح؛ أغطش؛ أخرج؛ لكن الأعجب تلك العلاقة بين الليل والشمس والنهار:

ثم استوى على العرش يغشى(يغطي) الليل النهار يطلبه حثيثا (الاعراف54:7)

وهنا الليل يطلب النهار حثيثا.

والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها(يظهرها) والليل إذا يغشاها(يغطيها)(الشمس1:91ـ4)

 وهنا الليل يغشى الشمس ..كيف؟ والنهار يكشفها. هل يوافق ذلك العلم والعقل ؟

القران والبحرين :

ما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج من كل لحما طريا وتستخرجون حلية(فاطر35: 12)

مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيانيخرج منهما اللؤلؤ والمرجان(الرحمن55: 19-22)

هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا(الفرقان25: 53)

أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهرا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا (النمل27: 61)

ما هما البحرين؟ هل من الماء العذب يخرج اللؤلؤ والمرجان؟ أين نجدهما؟ قالوا في الدول الاسكندنافية هل يخرج منهما اللؤلؤ؟

وإذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين (الكهف18: 60)

هل موسى وصل إلى الدول الاسكندنافية؟ أم هناك بحرين غيرهما؟ هل هناك من بحور أخرى؟

اليهود والنصارى مشركين ..و..غير مشركين:

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله. يضاهئون (يماثلون ويشابهون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة30:9) .

 وهنا اليهود والنصارى مشركين.

إن الذين أمنوا (المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة (الحج17:22)

وهنا تحدث عن ستة معتقدات الإسلام ؛اليهودية ؛ الصابئية ؛ النصرانية ؛ المجوس والذين أشركوا الخمسة الأول في ناحية والذين أشركوا في ناحية أخرى.

لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم للذين أمنوا الذين قالوا اٍنا نصارى (المائدة82:5) .

 وهنا تحدث عن أربع معتقدات هي الإسلام واليهود والنصارى والذين أشركوا وبهذا أصبح اليهود والنصارى غير مشركين .

اليهود والنصارى واحــد ؛ اليهود والنصارى مختلفين :

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) لا تتخذوا اليهود والنصارىٍ أولياء(أصدقاء) بعضهم أولياء بعض (المائدة51:5) .

 قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم (البقرة135:2) .

قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم (المائدة18:5)

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى (البقرة111:2) .

مما تقدم اليهود والنصارى واحد وهم أصدقاء بعض ومحمد في موقف العداء منهم .

وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ الله يحكم بينهم يوم القيامة (البقرة113:2) .

 وهنا اليهود والنصارى مختلفين والفصل بينهما يوم القيامة والتناقض العجيب في السورة الواحدة (111:2) تسليم متبادل بأن اليهود والنصارى سيدخلون الجنة فقط . والآية(113:2) تكفير متبادل بين اليهود والنصارى.

 

الرهبــان أهل مودة ؛ الرهبــان لصــوص :

ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا اٍنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (المائدة82:5) .

 إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله (التوبة34:9) .

النصارى رحماء؛ النصارى قتلة :

ثم قفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة(الحديد57: 27)

الذين آتيناهم الكتاب من قبله( أي قبل القران وهم النصارى) يدرءون(يردون ويدفعون) بالحسنة السيئة ..(القصص28: 52-54)

وهنا النصارى متسامحين ويجازون من يسئ إليهم بالحسنة.

إن الله اشترى من المؤمنون أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعد عليه حقا في التوراة والإنجيل والقران(التوبة9: 111)

وهنا النصارى كتب عليهم في الإنجيل إن يقتلوا ويقاتلوا في سبيل الله ! ترى هل في تاريخ كل تلاميذ السيد المسيح ورسله حروب وقتال؟ في أي الأناجيل مكتوب ذلك الوعد؟

النبي يتبع قبلة اليهـود والنصـارى ... ولا يتبعها:

 سيقول السفهاء(؟) من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها (البقرة142:2)

 قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام (البقرة144:2) .

 ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض(البقرة145:2) .

في الآية الأولى غيـر محمد قبلته من بيت المقدس قبلة اليهود إلي مكة فقال السفهاء لماذا غير محمد قبلته . ثم تقلب وجه محمد في السماء فأعاده الله إلى المسجد الحرام بمكة . وفي الثالثة نصل الى النتيجة ؛ وهي فشل محاولات محمد استمالة أهل الكتاب حتى لو صلى إلى قبلتهم فلم يتبعوا قبلته .

العهد واللاعهد مع المشركين:

براء من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (التوبة1:9) إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقضوكم شيئا ولم يظاهروا (يساعدوا) عليكم أحدا (التوبة9: 4)

كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين (التوبة7:9) .

الله ورسوله ليس لهم عهد مع المشركين لكن لماذا استثنى هذه الجماعة من المشركين هل لأن شركهم مقبول ؟ هل لأن محمد يوم عاهدهم كان ضعيفا ؟ هل للمسلمين اليوم عهد مع المشركين في حالة ضعفهم؟ لم يوضح القرآن السبب والظروف .

ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم وثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون (الانفال54:8ـ55) .

الخلود وعدم الخلود:

إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا (الاحزاب64:33ـ65)

 والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (البقرة82:2)

 فأما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربكو أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض (هود108:11)

 يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (ابراهيم48:14)

إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا (أوقات محددة ) (النباء21:78ـ23)

يوم القيامة يتكلمون ولا يتكلمون:  

ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما (الاسراء97:17) .

إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلالا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة (آل عمران77:3)

هنا نرى الكافرين عميا وبكما (لا يتكلمون) وصما (لا يسمعون )  ولا يكلمهم الله .

يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا (العنكبوت25:29)

إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون (الزمر31:39)

وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والأنس نجعلهما تحت أقدامنا (فصلت29:41)

جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم انهم صالوا النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم ... مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار (ص56:38ـ 64) .

 إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ونادوا يا مالك(اسم علم) ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون (الزخرف74:43ـ80)

 وهنا نرى أنهم يوم القيامة يتكلمون ويكفر بعضهم ببعض ويلعنون بعضهم ويختصمون إلى الله ويودوا لو يدوسوا من أضلهم من الأنس والجن ثم حوار أهل النار ثم حوارهم مع مالك  من مالك هذا ؟

إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (النحل92:16)

وهنا نرى الله يكلمهم ويبين لهم الاختلاف؛ ترى هل يتحدث الله مع صم لا يسمعون؟

اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ولو نشاء لطمسنا على أعينهم (يس65:36ـ66) .

وهنا سيكون الكلام بالأيدي والأرجل لكن كيف يلعن بعضهم بعضا بالأيدي والأرجل كما أن الأيدي والأرجل شاهد فقط على ما كانوا يكسبون . وأخيرا نسأل هل يتكلمون في يوم القيامة أم لا يتكلمون ؟

في الجنـة كثير وقليل:  

أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة (كثير) من الأولين وقليل من الآخرين(الواقعة11:56ـ14) .

لأصحاب اليمين (أهل الجنة) ثلة من الأولين وثلة من الآخرين (الواقعة56: 38-40) .

وكثيرا من آيات القرآن تجد فيها هذا التناقض والضد كما أن العديد من الآيات جاءت غير قاطعة وغير مفهومة ومبتورة وغامضة رغم أنه جاء في الحديث عن القرآن في القرآن  :

ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (يوسف111:12) .

هيا بنا نرى تفصيل كل شئ .

ذلك الكتـاب..هذا الكتاب:

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (البقرة2:2) .

وهنا أظن أن كلمة ذلك تختلف عن كلمة هـذا؛ فلو يقصد القرآن لقال هذا الكتاب لأن ‏(ذلك) تشير للبعيد فترى ما هو ذلك الكتاب الذي لا ريب (لاشك) فيه.

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ...(الحشر21:59)

وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به (الانعام19:6).

فلو قصد بكلمة ذلك إشارة إلى القرآن لقال :هذا الكتاب وليس ذلك الكتاب .كما أن الآية (5) من نفس السورة تقول أولئك على هدى من ربهم (البقرة5:2) فلو قصد المسلمين لقال هؤلاء .

فترى ما هو ذلك الكتاب الذي لاشك فيه ؟ وهنا نورد الجواب على هذا السؤال بهذه الآية :

ومن قبله كتاب موسى إمام ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا(الاحقاف12:46)

 *انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن إضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه (البقرة173:2)

 قد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم (الانعام119:6) .

ترى ما هو ألإضطرار ونوعه وحجمه؟ لم يوضح.

*  لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم (البقرة225:2).

والذين لا يشهدون بالزور إذا مروا باللغو مروا كراما (لا يشتركون) (الفرقان72:25)

لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان (المائدة89:5).

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ..لا نبتغي الجاهلين (القصص55:28).

وهنا نسأل ما هو اللغو وما هي حدوده؟ لم يوضح .

* وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (آل عمران7:3).

ما هي المحكمات أم الكتاب؟ ما المتشابهات؟ لم يوضح .

* كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون (المطففين18:83ـ21).

ما هو عليين؟وما العلاقة بينه وبين الكتاب المرقوم ؟لم يوضح .

* ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك(البقرة196:2) .

ما هو الأذى الذي في الرأس ؟ هل هو القمل؟ وما حجم الصدقة عن القمل؟ كم عدد أيام الصيام ليشفى الإنسان من القمل ؟ ما هو النسك المقصود والمختص بألأذى الذي في الرأس ؟ لم يوضح.

*رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة(البينة98: 2-3)

إن القرآن قد كتب بعد موت محمد بقرابة خمسة عشر عام .فترى ما هي الصحف المطهرة التي كان محمد الأمــي يتلوها ؟ وما هي الكتب القيمة؟ لم يوضح.

* كلا إنها تذكرة... في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيادي سفرة كرام بررة(عبس11:80ـ16).

ومادام القرآن قد كتب بعد موت محمد ؛ فترى ما هي الصحف المكرمة المطهرة؟ من هم الكرام البررة؟ لم يوضح .

* اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة3:5) .

هل ينتهي القرآن بهذه الآية؟  هل هي خاتمة التشريع؟ ما معنى اليوم أكملت لكم دينكم؟ ما هو النقص الذي اكتمل ذلك اليوم؟ هل يعمل المسلم بما جاء بعد هذه الآية؟ وان لم يعمل؛ ما موقفه؟

في الآية(4:5) من نفس السورة قد أحل القرآن طعام ونساء أهل الكتاب في الآية (6:5) من نفس السورة فالوضوء بالتراب إذا لم يجد المسلم ماء في الآية (38:5) من نفس السورة : قطع يد السارق. في الآية (90:5ـ91) نجد الأمر باجتناب الخمر .

كذلك الآية: تمت كلمات ربك صدقا وعدلا(الانعام115:6).

فترى هل هذه تمــام القرآن ؟؟

* اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم (المائدة5:5) .

لماذا أحل اليوم طعام أهل الكتاب ولم يكن محللا بالأمس؟ النصارى هم من أهل الكتاب وهم يأكلون لحم الخنزير .ترى هل يحل للمسلم أكله؟ فالآية لم تستثني . المسلم لا يأكل إلا المذبوح حسب الشريعة أي المكبر عليه(الله أكبر) أثناء الذبح فهل أهل الكتاب يكبرون على ذبائحهم؟

* ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل (النساء129:4).

ما حدود الميل؟ بالطبع اقل من كل الميل ولو بقليل؛ ومادام لن يستطع المسلم العدل فلماذا الزواج بأربعة؟ لم يوضح.

* لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده (الانعام152:6) (الاسراء34:17) .

ما المقصود بالتي هي أحسن ؟ متى يبلغ اليتيم أشده ؟ لم يوضح.

وابتلوا اليتامى ..فإذا أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ..ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف (النساء6:4) .

ما هو المعروف وحدوده ؟ والفقر وحدوده؟ لم يوضح .

* لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق(الانعام151:6) (الاسراء33:17) (الفرقان68:25) .

ما هو الحق الذي استثناه ؟ لم يوضح فالمسلم يكفر ويحلل قتل غير المسلم ويكفر المسلمون بعضهم بعضا.

* من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان (النحل106:16)

 ما هو حجم الإكراه ومداه ونوعه الذي استثناه ؟ لم يوضح.

* سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه آياتنا انه هو السميع البصير(الاسراء1:17)

(سبحان وآياتنا وانه السميع البصير) من المتحدث؟ لماذا تمت المعجزة ليلا؟ لماذا لم يره أحد ؟ لمن يعود المسجد الأقصى ؟ لم يكن للعرب والمسلمين مسجدا هناك؛ هل بناه اليهود أم النصارى؟ لماذا بارك الله حوله؟

* ما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس (الاسراء60:17)

هل هناك توافق ما بين الآيتين السابقتين خاصة أنهما في نفس السورة . في الآية الأخيرة نلاحظ أن الإسراء والمعراج ما هي إلا رؤيـا. فهل تعد هذه الرؤيا معجزة لمحمد وفتنة للناس ؟ ولماذا يريد الله بث الفتنة بين الناس هكذا؟ ما هو ذنب الناس عندما يفتنوا بها إذا كانت إرادة الله فتنتهم ؟

قد أتينا موسى تسع آيات(الاسراء101:17) فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات(الاعراف133:7)

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين(الاعراف107:7)ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (الاعراف7: 108)(الشعراء33:26) ؛ نقص المحاصيل والمياه(130:7) ؛المن والسلوى والغمام(البقرة2: 57)

الإثنى عشر عينا(البقرة60:2) ؛إحلال عقدة لسانه(طه27:20) ؛انفلاق البحر(الشعراء63:26) ؛ اذهب إلى فرعون انه طغى..فأراه الآية الكبرى(النازعات17:79ـ20).ما هي الآية الكبرى؟ ما هي التسع آيات؟قال البعض إن التسع آيات كانت في العصا . أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون. .. فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين(النمل12:27ـ13) .

أي طوفان ذاك الذي حدث في أيام موسى ؟ وكيف نجا بني إسرائيل والفراعنة منه؟ هل غرق أحد؟ ما هي التسع آيات ؟ لم يوضح ذلك.

* في الحديث عن سليمان: لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص34:38) .

من الذي فتن سليمان؟ من الذي ألقى على كرسيه هذا الجسد؟ ومما صنع؟ كيف أناب سليمان؟ ما لعبرة والدرس ؟ هل يتطابق ذلك مع التوراة . ولماذا؟

* في الحديث عن أيوب :وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب (ص41:38) .

 هل للشيطان سلطان بتعذيب الأنبياء ؟

* وأسلنا له عين القطر (قالوا النحاس!) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه يعملون له ما يشاء من محاريب  (أبنية مرتفعة) وتماثيل وجفان(أحواض كبيرة) كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود  (سباء12:34ـ13) .

ما هو عين القطر في أي مكان نجده أو آثاره؟ هل كل تلك الأعمال الصالحات هي من أعمال الجن؟ ما معنى اعملوا آل داود؟

*  فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا ...(ص38: 36-40)

ونعمة الأعمال أليس بينهم مخرب؟ وما عمل الشياطين المقرنين في الأصفاد؟ لماذا هم كذلك؟ لم يوضح

* لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم(العنكبوت46:29) .

ما هو الأحسن المستثنى؟ ما حدود ونوع الظلم المستثنى ؟ هل الجدال بالسيف مع الآخر إذا اظهر أن عقيدته صحيحة ؟لم يوضح.

* يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحله إيمانكم)أي ترجع عن ما أقسمت عليه) وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به (أفشته وأظهرته) وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين (التحريم1:66ـ5) .

من الواضح أن هذه هي من أقصى الآيات التي تلوم محمد . فترى ما الذي  حلله الله وحرمه محمد ليرضي نسائه ؟ ما هي تحله الأيمان ؟ وفي أي الظروف؟ ولمن؟إنها قصة طويلة عن إن محمدا اقسم بالله وحرم مارية لكي يتجنب فضيحة حفصة وعندما أراد أن يردها نزلت تلك الآية ولهم في تفسيرها العجب!!!. ما هو السر الذي أودعه محمد بعض أزواجه وأفشوه ؟ لماذا أطلعه الله من بعد ..ولم يحذره قبل أن يودعها السر وتفشيه؟ عرف بعضه وأعرض عن بعض ..ما لذي عرف وما الذي أعرض عنه ؟ من هما الزوجتان اللتان يطالبهما القرآن بالتوبة؟  من هم صالح المؤمنين ؟ هل هو عمر؟ لم يذكر القرآن ولم يوضح.

*ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما(التحريم10:66)

ما نوع الخيانة ؟ وهل لهذا علاقة بخيانة زوجتي محمد فالآيتان في نفس السورة ؟ وما هو نوع خيانة امرأة نوح ؟ لم يوضح .

* خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم(الزمر6:39)

من أين أنزل الله الثمانية أنعام؟ وماذا عن باقي الأنعام؟ لم يوضح

…*أنزلنا الحديد فيه بأس شديد (الحديد57: 25)

قال بعض المخبولين أن سورة الحديد رقمها 57 وهو نفس الرقم الذري للحديد وهى معجزة علمية للقران وتناسى هذا المخبول أن من وضع أرقام السور ورتبها هكذا هم الذين كتبوا القران بعد محمد فلم يقل محمد أو جبريل أو اله محمد ضعوا سورة الحديد عند الرقم 57 فلو كانت معجزة فيجب أن تنسب لغير محمد الذي عجز عن أن يأتي بمعجزة في حياته ليقنع معاصريه بأنه نبي فراحوا الآن يتلمسون أي شئ حتى لو كان خداعا وزورا؛ من أين أنزل الله الحديد؟ قال البعض أنزله الله من كوكب آخر؛هل أنزل الأنعام في الآية السابقة من نفس الكوكب أم من كوكب آخر؟.أيهما اسبق في الإنزال الأنعام أم الحديد؟

*  والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنــة (محمد4:47 ـ6).

يهدي من؟ ويصلح بال من؟ والى أي شئ يهديهم بعد قتلهم؟ لم يوضح.

*قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة (العنكبوت29: 20)

لقد قطع الملايين الأرض سيرا وطيرانا وزحفا ولم يروا يكف بدأ الخلق فهل هناك طريقة قرآنية للسير حتى نرى كيف بدأ الخلق؟

* فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد .فأكلا منها(طه120:20ـ121)

أكلا منها ولم يخلدا ترى ما هذه الشجرة؟ لم يوضح.

* عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ألم نجعل الأرض مهادا (النباء1:78ـ6)

ترى ما هو النبأ العظيم؟ من هم الذين اختلفوا فيه؟ وما وجه الاختلاف؟  ثم كلا سيعلمون.. متى..ومن سيخبرهم؟ هل للآية : ألم نجعل الأرض مهادا علاقة بما قبلها؟ لم يوضح.

* والطور وكتاب مسطور في رق منشور (الطور52: 1-3) .

كتب القرآن بعد محمد  فترى ما هو الكتاب المنشور في الرق ويقسم به الله ؟ لم يوضح.

* قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود (البروج4:85ـ6).

من هم أصحاب الأخدود القاعدين على النار ؟ هل حاسبهم الله قبل يوم القيامة؟ لم يوضح.

*  إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم(التوبة9: 60)

من هم المؤلفة قلوبهم ؟ هل هم الذين كان محمد يعطيهم الأموال ليدخلوا الإسلام؟  إن أسوا أنواع الرشوة وأحط أنواع الراشي والمرتشي من يأخذ ما لك ليعطيك قلبه وولاءه وكذلك من يستغل عوزك وفقرك ليعطيك الأموال ليأخذ ما في قلبك ؛ ترى من هم المؤلفة قلوبهم؟ هل لهم نظير الآن؟

* وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لغائظون ...فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ...فأوحينا إلى موسى أن أضرب عصاك البحر(الشعراء26: 52-63)

فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون وأترك البحر رهوا انهم جند مغرقون كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم...كذلك أورثناها قوم آخرين(الدخان44: 23-28)

وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فأدع ربك ...قال أتستبدلون بالذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة(البقرة2: 61)

وأورثنا القوم الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمات ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ...(الاعراف7: 137-138)

قال موسىيا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم (المائدة5: 20-21)

في الآية الأولى والثانية القصة نفس القصة والآيات تركيباتها واحدة تقريبا لكن في الأولى ورث بني إسرائيل خيرات مصر قبل أن يخرجوا منها وفي الثانية ورثها قوم آخرون بعد خروج بني إسرائيل منها وفي الثالثة هبط بني إسرائيل مصر مرة أخرى وضربت عليهم الذلة والمسكنة وفي الرابعة ورث بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها وفي الخامسة يأمرهم بدخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم؛ كيف نخرج من كل ذلك بقصة واحدة؟ ما هي الأرض المباركة التي أورثها لهم الله وما الأرض المباركة التي كتبها لهم؟ لماذا تلك الأرض مباركة والأخرى مقدسة؟

* وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم فتاب عليكم(البقرة2: 54)

هل النبي موسى ينصح قومه بالانتحار؟ تاب عليهم هل انتحروا؟ لم يوضح

القران والروح :

يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده(غافر40: 15)

ما هو الروح الذي يلقيه؟

* تعرج (تصعد) الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(المعارج70: 4)

ما هو الروح المعطوف على الملائكة الذي يصعد إلى الله في خمسين ألف سنة؟

* ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده (16: 2)

ما هو الروح الذي تنزل به الملائكة؟

* يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا(النباء78: 38)

ما هو الروح المفرد الذي يقوم مع الملائكة صفا؟

* ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم (القدر97: 3-4)

ما هو الروح الذي ينزل مع الملائكة ؟ ووسط كل هذه التساؤلات الحيرى لنا وللسابقين فماذا أجاب القران عن ما هو الروح؟

* ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا(الاسراء17: 85)

إن الروح هي الأهم بالنسبة لكل إنسان؛ لكن لم يجب القران ولا محمد عن تلك الأسئلة الحيرى ترى من يجيب؟

* ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون أن(لا) يوحي إلى إلا إنما أنا نذير مبين(ص38: 69-70) .

من هم الملأ الأعلى؟ فيم يختصمون؟ إذا كان محمد لا يدري عنهم شيا لأنه نذير فقط فمن أي الكتب السماوية نعرف ذلك؟

* وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا(العنكبوت29: 39-40)

تحدث القران عن ثلاثة قارون؛ فرعون؛ هامان وتحدث عن أربعة أنواع من العقاب حاصبا ما هو ولمن؟الصيحة ما هي ولمن؟ خسف الأرض لمن؟ الغرق لمن؟ هل الترتيب حسب الأسماء صحيح حيث فرعون الثاني في الأسماء والغرق عقابه ترتيبه الأخير في العقاب؟

* فتلقى أدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم (البقرة2: 37)

ما هي تلك الكلمات؟ طرد أدم فكيف تاب عليه؟

* حفظا من كل شيطان ماردويقذفون من كل جانبإلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب (الصافات37: 7-10)

كيف حفظها وبماذا؟ يقذفون ماذا ولمن ولماذا؟ ما هي الخطفة ومن من خطفها؟ ما هو الشهاب الثاقب هل يوافق ذلك العلم عن الشهب وكيف تنزل إلى الأرض؟

وحفظها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين(الحجر15: 17-18)

وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا(الجن72: 8-9)

هل يدلنا أحد عن عمل الشهب؟ هل استفاد أحد شيئا من كلام الجن هذا؟

* في الحديث عن يونس: وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (الصافات37: 146)

كم عاشت اليقطينة وما المغزى منها؟ هل لنا أن نرجع إلى سفر يونان لكي نستوضح الغموض الذي يتلبس الآية؟

*فاصبر كما أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل (الاحقاف46: 35)

لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما(طه20: 115)

اخطأ آدم واخطأ كل الأنبياء؛ لم يكن لأدم عزم ترى من هم أولوا العزم وهل لمحمد منه شيئا؟

* من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم(البقرة2: 194)

المعتدي ظالم وسارق ولص ومغتصب هل يأمر الله بالرد على السرقة والقتل والاغتصاب بالمثل؟ أي كتاب وأي اله يبيح ذلك؟

* قالوا إن الله عهد إلينا إلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم(آل عمران3: 183)

من الرسل الذين أكلت قرابينهم النار ؟ وما معنى أكل النار للقرابين؟

* مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب(النحل16: 26)

أي بنيان وأي سقف وأي عذاب وأي قوم ؟ هل هذا كلام واضح أم هو غاية في الغموض والبتر؟ نعم من قرأ تفاسيرهم يجد فها عجب العجاب ويراهم كيف يتخبطون.

* والعاديات(الخيل) ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا (العاديات100: 1-5)

هنا الله يقسم بخيل الغزاة المغيرة في الصباح أي اله هذا؟ لماذا لم يقسم بالإبل وهى اعظم خلقا من الجبال والناس والسماء والأرض؟ تري هل يقسم الله الآن بطائرات الشبح وصواريخ الحسن والحسين أم سيظل يقسم بالخيل؟

* يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه (نضجه)فإذا طعمتم فانتشروا(الاحزاب33: 53)

هنا يأمر القران المؤمنين أن لا يدخلوا بيوت النبي إلا إذا دعاهم إلى طعام وإذا دعاهم لغير طعام فلا يتعمدوا البقاء حتى ينضج الطعام ترى هل هذا في لوح الله المحفوظ؟

* ويسبح الرعد بحمده والملائكة(الرعد13: 13)

كيف يسبح الرعد المعطوف على الملائكة بحمد الله؟ لعل الإجابة في أحاديث محمد بان الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب هل يوافق ذلك العلم؟

* إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا(النصر110: 1-2)

السورة مدنية بعد انتصار محمد ودخوله مكة ترى هل دخول الناس أفواجا في الإسلام إيمانا بمعجزات محمد واقتناعا بما يدعوا إليه أم هو استسلام المغلوب على أمره تحت تهديد السيف؟

* الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر (الزمر39: 23)

لقد آتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم(الحجر15: 87)

نجد هنا القران معطوف على السبع المثاني فهي شئ غيره ترى ما هي؟ كلمة سبع من المثاني تدل على إنها ليست كل المثاني أين نجد باقي المثاني؟

*لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا (النساء4: 148)

ترى ما هو السوء من القول المستثنى ويرضى عنه الله؟

* الأنعام خلقها لكم والخيل والبغال والحميريخلق ما لا تعلمون(النحل16: 5-8)

البغال هي هجين بين الحمار والحصان ولم يخلقها الله؛ كيف يقول الله خلقها؟ أين القران من العلم؟

* ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكرإني تبت إليك وإني من المسلمين (الاحقاف46: 15)

هل فهم أحد شيئا عن الإنسان؟ لماذا حملته كرها ووضعته كرها؟ لماذا أربعين سنة وليس قبل ذلك أو بعده ؟ هل يبلغ الإنسان اشده في الأربعين؟

* يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم (الحجرات49: 12)

ليس كل الظن إثم ترى ما هو الظن الحلال ولا إثم فيه؟

* قد فرض لكم تحلة إيمانكم والله مولاكم(التحريم66: 2)

ما هي تحلة الإيمان ولمن وفي أي الظروف وكيف؟ لم يوضح

هناك الكثير والكثير لكن ما قدمته كان مثالا للقراءة المتفحصة لبعض الآيات والسور.

ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (يوسف12: 111)

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا(النساء4: 82)

لك وحدك حبيبي القارئ أن تحكم من خلال ما قدمنا هل فصل القران كل شئ؟ وهل هناك اختلاف وتناقض اكثر مما استعرضنا؟ ترى هل القران من عند الله؟ أم هو حقيقة من عند غير الله.

 

 

الأمثال والقصص

ضرب الأمثال وسرد القصص في كتب الله هو للتبسيط والتسهيل على ألبسطاء لكي يفهموا ويتفكروا ويتذكروا ويستنتجوا الهدف والمغزى من المثل والقصة؛ لكن ترى هل كان ذلك هو الهدف والمغزى والنتيجة من الأمثال والقصص التي جاء بها القران:

لقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون(الزمر39: 27)

وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون(ابراهيم14: 25)

مما تقدم نرى الأمثال في القران للناس جميعا لكي يفهموا ويتذكروا ؛ والآن هيا بنا نستعرض بعض الأمثال التي وردت في القران لنرى هل جاءت حقا بالهدف وهو التبسيط لكي يفهم الناس ويعقلوا ويتذكروا أم يشكوا ؟

ما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا وليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين أمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب  والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر(المدثر74: 27-31)

في هذا المثل جعل الله عدد أصحاب النار فتنة للذين كفروا وفي قلوبهم مرض فإرادة الله فتنتهم لا هداهم لماذا؟ ليستيقن أهل الكتاب أي ليتأكد اليهود والنصارى بأن القران من عند الله ولا يشكوا فيه؛ ترى هل هذا المثل جعلهم يتأكدوا من صحة القران أم العكس هو الواقع والأقرب إلى العقل والمنطق؟ الكافرون اعملوا عقولهم وقالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ هل يستطيع المؤمنون بالقران وبهذا المثل أن يجيبوا على سؤال الكافرين ماذا أراد الله بذلك مثلا؟ أجاب القران بان لا يعلم عددهم إلا الله فترى كيف يستيقن أهل الكتاب إذا كان لا يعرف عددهم إلا الله؟ كيف يزداد المؤمنون المسلمون إيمانا؟ ترى هل تحقق الهدف من المثل أم تحقق العكس تماما؟

*  ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون(النحل16: 75)

هل يستوون من هم الذين لا يستوون؟ تحدث القران عن عبدا واحدا مملوكا ولم يتحدث عن الآخرين شيئا؛ كيف نعرف ونقرر انهم لا يستوون؟ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون؛ لماذا الحمد لله إذا كان أكثرهم لا يعلمون الحمد لله من من ولمن؟

*  ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون انك ميت وانهم ميتون(الزمر39: 29-30)

ضرب الله مثلا رجلين إحداهما ابكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ولله غيب السموات والأرض (النحل16: 76-77)

من فهم شيئا من المثل؟

*  لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

*  مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة  أصابها  وابل فاتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله .. أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون(البقرة2: 265-266)

*  إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا(المسلمين) فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقون (البقرة2: 26)

ترى هل يستطيع الذين أمنوا المسلمين أن يقولوا لنا كيف فهمت عقولهم أن هذا حق من ربهم؟ يهدي به كثير كم عدد الذين اهتدوا بسبب هذا المثل طيلة أربعة عشر قرنا؟ ولنا أن نسأل ماذا أراد الله بكل تلك الأمثال الغامضة غير المفهومة ؟ يضل بها كثيرا لماذا يضل الله أهل العقول المفكرة ؟ يهدي بها كثيرا كيف اهتدى بها الكثيرون هل فكروا فيها واقتنعوا بها واستفادوا منها ؟

أخيرا لك هذا المثل: لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم (النور24: 34-35)

الواضح هنا أن هذه الآيات وهذا المثل لنور الله من قصص الذين خلوا أي قبل القران والإسلام ؛ فترى ما هي المشكاة والزجاجة والكوكب الدري ؟ لمن ترمز وتشير؟ من هو المصباح ؟ من يستطيع أن يستوضح هذا المثل دون أن يقرأ كتب السابقين ؟ و تمضي بنا الأمثال في القران على هذه الشاكلة ويضل بها كثير.

* فأقصص القصص لعلهم يتفكرون(الاعراف7: 176)

*  نحن نقص عليك احسن القصص(يوسف12: 3)

*  وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك موعظة وذكرى للمؤمنين (هود11: 120)

هدف القصص القرآني أن يتفكر فيه الناس وموعظة وذكرى للمؤمنين وهو  احسن القصص كما انه يثبت فؤاد محمد؛ والآن نستعرض بعضا من احسن القصص:

إحدى القصص/1:

 كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه لم يتغير (طعمه) وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شئ قدير (البقرة2: 259)

نرى في هذه القصة أن إنسان مر على قرية متهدمة وشك كيف الله يحيها بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم أحياه وسأله كم مت؟ قال يوما أو أيام فقال الله انظر إلى طعامك وشرابك لم يتعفن أو ينتن وانظر إلى حمارك وانظر إلى العظام كيف نكسوها لحما والله جعله آية للناس وهكذا يحي الله الموتى!

من هذا الرجل؟ في أي العصور عاش؟ ما مذهبه ودينه وقومه وكتابه؟ ما اسم القرية الخاوية على عروشها وأين تقع؟ كيف مات الرجل؟ إذا كان الطعام لم يتغير وحماره موجود كيف عرف الرجل انه مات مائة عام؟ أليس العكس هو الصحيح؟ أين الناس الذين جعله الله لهم آية ومعجزة؟ هل بعث الله الرجل والقرية؟ كيف عرف الناس حقيقة هذه القصة وحقيقة موت الرجل مائة عام؟ والعديد من التساؤلات؟؟؟ لكن بقى لنا سؤال هل استفاد أحد من السابقين واللاحقين شيئا من هذه القصة؟ هل هذا هو احسن القصص؟ هل حقا هذه عظة وذكرى يا مسلمين؟

قصة أخرى/2:

ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا أنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة( من طين) ووجد عندها قوما قلنا يا ذي القرنين إما أن تعذب وإما تتخذ فيهم حسنا قال إما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (عرايا) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يا جوج وما جوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خراجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما آتوني بزبر الحديد حتى أساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا(نحاس) فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا(الكهف18: 83-99)

من هو ذي القرنين هذا؟ في أي العصور عاش؟ من ذريته ومن قومه وعلى دين من؟ من القوم القاطنين عند مغرب الشمس وأمر الله ذي القرنين أن يعذبهم أو يرحمهم؟ هل هناك مكان لغروب الشمس وهو عين من طين؟ هل هناك مكان لمشرق الشمس وما المسافة بينه وبين مغربها؟ من القوم العرايا الذين وجدهم ذي القرنين عند مشرق الشمس؟ أين يقع السدين؟ من هؤلاء القوم الذين يجيدون صناعة الحديد ولا يفقهون قولا؟ من هم ياجوج وماجوج؟  وكثير من الأسئلة الحيرى ؛ ما الدرس المستفاد للسابقين واللاحقين ويطل على الرأس السؤال الأهم هل حقا هذا احسن القصص ؟ أين العظة والذكرى يا مؤمنين؟

قصة أخرى/3:

أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار(تجادل) فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض(الكهف18: 9-26)

في هذه القصة نرى أصحاب الكهف والرقيم ما هو؟ اختلفوا فيه! في أي البلاد عاشوا؟ ما ديانتهم ومن قومهم؟ ماتوا ثلاث مائة وتسع سنين ثم تصارع حزبان في عددهم من هما الحزبين؟ كم عددهم؟ لا يعلم عددهم إلا قليل لماذا لم يخبرنا بعددهم احد؟ لماذا أمر القران محمد أن لا يجادل فيهم احدا؟ كثير من عرب الجاهلية كانوا يعرفون القصة من أين جاءوا بها؟ من فهم شئ من هذه القصة؟ ما هي العبرة والدرس المستفاد للسابقين واللاحقين من هذه القصة؟ هل حقا هذا احسن القصص؟ هل هذا يبسط للناس طريق الهداية ويعرفهم الحق؟ هل بهذه القصة يتثبت فؤاد محمد؟ لماذا أمره أن لا يستفت أحدا ونسي انه قال سابقا إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك؟

قصة أخرى/4:

وراودته عن نفسه وغلقت الأبواب ولقد همت به وهم بها يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا أنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش الله ما هذا بشرا إن هذا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فأستعصم ولئن لم يفعل ما أمره (بماذا أمرته) ليسجنن وليكونا من الصاغرين قال رب السجن احب إلى مما يدعونني إليه وألا تصرف عني كيدهن اصب(يميل ويرغب) إليهن(لمن؟) واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن (يوسف12: 23-34)

من سرد القصة نرى امرأة العزيز أرادت فعل الفحشاء مع يوسف وهمت به وهم بها وشاع الخبر وجمعت امرأة الملك النسوة اللاتي لمنها وشهدن بضلال امرأة العزيز وقطعن أيديهن ودماء كثيرة وآلام ما بعدها آلام لكنهن قلن حاش لله هذا ملاك كريم وتستمر رغم تقطيع الأيادي فتطلب امرأة العزيز من يوسف أن يمارس الجنس معها أمامهن وهن أيضا أيدن ذلك والدليل كلمة صرف كيدهن كيف صرف؟ أي فضيحة تلك؟ ودخل يوسف السجن؛ أعطت كل واحدة منهن سكينا لماذا؟ هل كانت امرأة العزيز تتنبأ أنهن سيقطعن أيديهن؟ قلن حاشى الله أن هذا ملاك كريم هل كان الفراعنة يعرفون الله وملائكته؟ هل الحبكة القصصية تدخل عقل طفل؟ إن دخلت عقول المؤمنين بها والمصدقين ما المستفاد منها؟ حيث أن يوسف تارة رأى برهان ربه وتارة صرف الله عنه كيدهن؛ هل هذا احسن القصص؟ هل يثبت هذا فؤاد الناس أم العكس؟

قصة أخرى/5:  

إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره هو أنشأكم من الأرضيا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين أمنوا معه واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين(هود11: 61-68)

من صالح هذا؟ من ذرية من والى من أرسل إلى ما كان يدعو وما كتابه هل نسخ وتحرف؟ ما طريقة نجاته والمؤمنين به؟ما هي ناقة الله وما اختلافها عن النوق العصافير وناقة محمد القصواء ما المعجزة فيها؟ لكن دع كل ذلك جانبا ما هي الصيحة؟ لقد تكررت الصيحة كثيرا في قران محمد خاصة مع الأنبياء الذين يكتنفهم الغموض وليس لهم اصل في كتاب الله التوراة والإنجيل :

لما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين أمنوا وأخذت الذين ظلموا الصيحة(هود11: 94)

فلما جاء آل لوط انهم لفي سكرهم يعمهون فأخذتهم الصيحة فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة (الحجر15: 61-74)   

فإذا استويت أنت ومن معك على الفلكثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم(نبي بعد نوح؟؟) ... قال عما قليل ليصبحن نادمينفأخذتهم الصيحة(المؤمنون23: 28-41)

 وقارون وفرعون وهامان..ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا (العنكبوت29: 40)

قوم نوح وعاد وفرعون وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق(ص38: 12-15)

واضرب لهم مثلا أصحاب القريةوجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال اتبعوا المرسلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(يس36: 13-29)

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج(ق 50: 42)

كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيبفأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم (الشعراء26: 176-189)

أما عاد فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا أما ثمود فأخذتهم صاعقة عذاب(فصلت41: 16-18)

ما هي الصيحة والصاعقة والظلة ومن هؤلاء الأقوام والأنبياء غير الموجودين في كتب الله ؛لماذا هذا الغموض في قصصهم ؟ هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى/6:

ألم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون وقاتلوا في سبيل الله واعلموا(البقرة2: 243-244)

من هؤلاء القوم ؟ من أي الديار خرجوا ولماذا؟ في أي زمان عاشوا وفي أي ارض سكنوا؟ هل كان لهم كتاب ولهم نبي فعصوه؟ قال لهم الله موتوا كيف قال لهم وعن طريق من ؟هل ماتوا بالسبب الذي خرجوا بسببه أم بسبب اخر؟ هل هناك علاقة بين القصة والآية التي تليها فتكون قصة في نطاق ترهيب المسلمين لكي يقاتلوا وان فروا من الموت فالموت سيلاحقهم ؟ ما العبرة والدرس المستفاد؟ لكن سيظل السؤال الحائر هل هذا هو احسن القصص ؟ هل هذا يثبت القلوب والعقول ؟

قصة أخرى/7:

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنودهفتبسم ضاحكا من قولها وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديد أو لأاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين  إني وجدت امرأة تملكهم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء (المطر والنبات) في السموات والأرض ويعلم ما يخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم قال عفريت من الجن أنا آتيك به (عرش الملكة) قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب(من هذا؟هل يعلم من الكتاب اكثر من سليمان؟ هل هو من الجن؟) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . (النمل27: 17-44)

سليمان يعرف لغة الطير والحشرات نعم ؛ لكن النملة تعرف سليمان وجنوده؟ سليمان يعرف لغة الهدهد؛ لكن الهدهد يعرف جهل سليمان بملكة سبأ؟ الهدهد يعرف أن الشيطان زين لملكة سبأ وقومها أن يسجدوا للشمس ويعرف رب العرش العظيم ويعرف انه يخرج الخبء! ما هو الكتاب الذي عند العفريت علم منه؟ هل حقا تلك عظة وذكرى يا مسلمين؟هل هذا احسن القصص؟ أي فؤاد الذي يثبته هذا الكلام ؟

قصة أخرى/8:

في مجال الحديث عن سليمان فلما قضينا عليه الموت(مات) ما دلهم(الجن)على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته(عصاه) فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (سباء34: 14)

وهنا يقص محمد في قرانه واحدة من اعجب واغرب القصص وهى أن سليمان مات وهو متكأ على عصاه ولم تعرف الجن ذلك إلا بعد أن أكلت دابة الأرض تلك العصا فخر سليمان وعرفت الجن انه مات وقال الجن بأسى انهم لو يعلموا ذلك ما لبثوا في العذاب المهين كل هذا الوقت؛ هل دخلت القصة عقل طفل هل تفكر أحد فيها؟ لماذا لم يدفن أهل سليمان جثة ملكهم وتركوها على العصا؟ ترى طوال فترة بقاء جسد سليمان على العصا لم يدخل عليه أحد من قواده أو وزراءه أو أهل بيته؟ مملكة سليمان ابن داود بدون ملك يسير أمورها كل هذا الوقت حتى تأكل الأرضة العصي؟ هل كان سليمان يعيش فقط مع هؤلاء الجن الجهلة على كوكب آخر؟ أين معرفة الجن الذين احضروا عرش ملكة سبأ في طرفة عين؟ما العظة والدرس يا أولي الألباب؟

قصة أخرى/9:

أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها(يجمعون الثمار) مصبحين ولا يستثنون فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم .قال أوسطهم فأقبل بعضهم يتلاومون قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خير منها وأنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون (القلم68: 17-33)

من هم أصحاب الجنة؟ في أي البلاد والعصور؟ هل لهم كتاب ونبي؟ ما هو طائف ربك ومن هو أوسطهم؟ ما الدرس والعظة المستفادة هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى/10:

نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم فالتقطه آل فرعون إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين.(القصص28: 2-10)

نرى هنا فرعون وهامان يقتلا أطفال بني إسرائيل والله يريد أن يمن على بني إسرائيل ويجعلهم الوارثين ماذا سيرثون ؟ وألقت أم موسى ابنها موسى في البحر في عصر ملك فرعون وهامان.

قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين لعلي اطلع إلى اله موسى فأخذناه وجنده فنبذناهم في اليم(القصص28: 38-40)

وقال فرعون يا همان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب (غافر40: 36)

هنا نجد أن فرعون وهامان اللذان كانا في طفولة موسى هما اللذان وقفا ضد موسى بعد نبوته ؛ كم عاشا وكم كان عمرهما؟ هل في كل تاريخ الفراعنة واحد اسمه هامان؟ وتمضي كثيرا من قصص القران على هذه الشاكلة نختتمها بموسى والخضر

إذ قال موسى لفتاه لا ابرح مجمع البحرين أو امضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فأتخذ سبيله في البحر سربا فوجدا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك قال انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم اقل انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكيه بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه وإما الجدار فكان لغلامين يتيمين وكان تحته كنز لهما  كان أبوهما صالحا فأراد ربك (الكهف18: 60-82)

ما العبرة في وجود الحوت؟ أين ذهب فتى موسى في فترة مصاحبة موسى للعبد الصالح؟ من العبد الصالح هذا؟ الملاحظ ان العبد يتكلم بصيغة الجمع (فخشينا؛ فأردنا) من أين جاء والى أين ذهب؟ كيف موسى أمام للناس وكليم الله يتعلم من هذا العبد ترى من هو؟ عبد صالح يقتل طفلا لمجرد انه خشي؛ أي صلاح في ذلك؟هل هناك أحد من أصحاب العقول أن يدلنا على العبرة المستفادة من تلك العظة والذكرى؟ هل ثبتت فؤاد أحدا؟ هل هذا احسن القصص؟ لقد قال العرب في جهلهم وجاهليتهم أساطير الأولين :

قالوا أساطير الأولين اكتتبها تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 5 )(النمل27: 68) 

نعم كل حرية العرب كانت في مكة لكن في المدينة وبعدها لا يجرؤ أحد أن يفتح فاه بما يعتمل في عقله أو ما يجيش به صدره فإذا تكلم أحد فبعدها صمت الأبد فإسلام المدينة نزع حرية التعبير فخرست الألسنة وصمت العقول لكن لنا أن نستدعي الإمام النووي ليعلق لنا على تلك القصة وهى تصلح كتعليق على كل القصص السابقة وإجابة لسؤالنا الحائر هل حقا هذا احسن القصص؟.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم تعليقا على قصة موسى والخضر(القصة السابقة) قال : في هذه القصة بيان اصل عظيم من أصول الإسلام وهو وجوب التسليم بكل ما جاء به الشرع وان كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول ولا يفهمه اكثر الناس وقد لا يفهمونه كلهم ! نعم لقد صفع الإمام النووي وجوه كل من يتغنون بأن الإسلام دين التفكر والعقل وذو الألباب! نعم لقد أباح الإمام النووي بأصل الإسلام هو أن تؤمن وتستسلم وتضع عقلك في التابوت وان فهمت وتكلمت وتحررت فيضعونك في التابوت.

الحرية والإكراه

جاء في القران الكثير من الآيات التي تثبت أن الإيمان والكفر ليس بيد الإنسان لكنه قدر مقدر من عند الله خالق خلقه منهم مؤمن ومنهم كافر ومنهم من يريد الله ويشاء له الهداية ومنهم من يريد ويشاء له الله الضلالة والكفر. كما أن هناك العديد من الآيات تعطي للإنسان حرية الإيمان أو الكفر فمن اهتدى فلنفسه ومن أساء فعليها ومن احسن أو أساء فلها ثم أن الأديان كلها لله والدعوة للإسلام بالحسنى فلا إكراه في الدين فالحرية مفتوحة على أوسع أبوابها وللفرد أن يختار ما شاء لا بين دين وآخر بل بين الإيمان أو الكفر ؛ لكن هل توقف القران عند هذا الحد؟ لا بل تخطاه بان لا دين مقبول عند الله غير الإسلام ؛ والقتل والقتال لمن يعتنق غيره أو يكفر بالله . لقد تحول الموقف من الضد إلى الضد وسنسرد تلك الآيات التي تبين كلا على حده.

الإيمان والكفر قدر من عند الله:

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (التغابن64: 2)

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله (يونس10: 100)

لو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه(لم يسمع ولم يعقل) وجعل على بصره غشاوة(ظلمة) فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (الجاثية45: 23)

ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين(يونس10: 99)

ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (آل عمران3: 176)

أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم (هود11: 34)

وقيضنا(سببنا) لهم قرناء (شياطين) فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس وانهم كانوا خاسرين(فصلت41: 25)

ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم عذاب عظيم(المائدة5: 41)

لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا(الانعام6: 107)

قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (الانعام6: 149)

ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (الحجرات49: 7)

من كل ما تقدم وغيره من الآيات نجد أن الإنسان مسلوب الإرادة لا ذنب له في كفره وضلاله ولا خيرة له في إيمانه وهداه فالقدر قدر الله الذي خلق منذ البدء كافر ومؤمن ؛ وهو أيضا الذي خلق النفس وألهمها فجورها وتقواها فالإنسان بالفطرة لديه الفجور والتقوى؛ ولو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو أراد الله لأمن من في الأرض جميعا ولكن حق قول الله أن يملأ جهنم من الناس والجن ولا ينفع نصح الأنبياء طالما إرادة الله إغوائهم وفتنتهم وهو الله الذي زين الإيمان في قلب الإنسان ويكره لديه الكفر والفسوق والعصيان ؛وهو الذي قيض للفاسقين شياطين ليضلوهم  ولنا أن نسأل إذا كان الإيمان والكفر قدر الله على الإنسان فما ذنبه ولماذا الثواب والعقاب ؟ ما ذنب المذنب وما فضل المؤمن ؟ لكن الأغرب من ذلك أن الكفار قالوا نفس كلام محمد :

وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول إلا البلاغ (النحل16: 35)

سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤناكذلك كذب الذين من قبلهم قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعوا إلا الظن وان انتم إلا تخرصون(الانعام6: 148)

ترى إلى هذا الحد التطابق بين ما قاله محمد في قرانه من ناحية وبين ما قاله المشركين من الناحية الأخرى؛ قال محمد للمشركين إنكم تخرصون إنكم تكذبون هل لنا أن نقول له كما قال لهم ؛ أليس قال هو بمثل ما قالوا !

حرية الاختيار بين الإيمان والكفر:

وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر  … (الكهف18 : 29)

هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره (فاطر35: 39)

فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل (يونس10: 108)

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها(الاسراء17: 7)

إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل (الزمر39: 41)

من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى (الاسراء17: 15)

قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه(الله) (الزمر39: 14-15)

من كل ما تقدم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن كفر فعليه كفره ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها ومن احسن أو أساء فلنفسه وهكذا الإنسان حر طليق يختار كما يشاء لا بين دين وأخر لكن بين الإيمان والكفر وللإنسان الحق في أن يعبد من دون الله ما شاء .

الأديان كلها لله:

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون(الصابئين) والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة5: 69)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون(البقرة2: 62)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة(الحج22: 17)

من أهل الكتاب أمة يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114)

قل أمنت بما انزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير(الشورى42: 15)

من كل ما تقدم لا خوف على المسلمين واليهود والنصارى والصابئين كما أن المسلمين واليهود والنصارى والصابئين فئة واحدة والذين أشركوا فئة أخرى الله يفصل بينهم يوم القيامة ولا حجة عليهم فالله يجمع بينهم يوم القيامة واليه المصير؛ لا بل تخطى القران ذلك وخاطب الكافرين قائلا :

قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين(109: 1-6)

حتى مع الكافرين وعباد الأصنام ففي تلك الآية المكية كان محمد غاية في السلم حتى مع عباد الأصنام ؛ كرر مرات عديدة انه لا يعبد ما هم عابدون ولهم دينهم ومحمد له دينه ولا حجة بين محمد وبين أحد فلكل أعماله .

الدعوة للإسلام بالحسنى:  

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين (النحل16: 125)

فان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين(النحل16: 82)

وما على الرسول إلا البلاغ المبين (العنكبوت29: 18)

ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه انه  لا يفلح الكافرون(المؤمنون23: 117)

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان25: 63)

ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله (الاحزاب33: 48)

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .(البقرة2: 256)

مما تقدم نجد أن الدعوة للإسلام بالحكمة وبالحسنى وما على محمد إلا البلاغ وإلا حرف حصر يعني محمد مبلغ فقط ومهما فعل الجاهلون بمحمد وباتباعه فردهم على الجاهلين سلام ولا يكرهون أحدا على دخول الإسلام .

ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي(صديق) حميم(فصلت41: 34)

وقيله يا رب أن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام (الزخرف43: 88-89)

ترى أي سلام في هذه الآيات المكية لكن ترى هل هذا كل ما في القران ؟

الإكراه والقتل لغير المسلم:

   لقد ورد الكثير من الآيات التي تحرض المسلم على القتال وقتل كل إنسان لا يدين بالإسلام سواء كان هذا الإنسان يهوديا أو نصرانيا أو بلا دين؛ فلا دين غير الإسلام فهو الدين الوحيد القيم والمقبول عند الله وغيره مرفوض. لكن قبل أن نستعرض تلك الآيات علينا أن نحدد في عجالة معنى الكفر والكافرين ومعنى الإسلام.

إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا (النساء4: 150-151)

ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا لما معهم كفروا به فلعنة الله على الكافرين فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم أمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة2 :89-91)

وهنا اصبح من يؤمن بالله ورسله دون أن يؤمن بمحمد يصبح كافرا حقا وكذلك من يؤمن بالتوراة والإنجيل دون إن يؤمن بمحمد وقرانه فهو أيضا من الكافرين وعليه اللعنة وباءوا بغضب على غضب .

أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين (يونس10: 105)

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين(الانعام6: 161)

ومن احسن دينا ممن اسلم  وجهه لله وهو محسن اتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا(النساء4: 125)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين(آل عمران3: 67)

وهنا الدين القيم هو دين إبراهيم الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما ؛ أما اليهود والنصارى فهم كفار مشركين.

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9: 30)

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5: 17؛ 72)

وهنا اصبح اليهود والنصارى كفار مشركين وهم والكفار الذين لا يؤمنون بوجود الله شئ واحد وسنوضح في الآيات التالية كيفية تعامل الإسلام والمسلم مع غير المسلم

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب (آل عمران3: 19)

ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(آل عمران3: 85)

أفغير دين الله يبتغون وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها(آل عمران3: 83)

من هذه الآيات المدنية وغيرها اصبح الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام دين إبراهيم وغيره مرفوض ولن يقبل. والآن لنا تلك الآيات التي تلغي حرية الاختيار بين دين وآخر وبين الإيمان والكفر فالقتل لكل من لا يعتنق الإسلام ؛ أما الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة وبالموعظة الحسنة فتبدلت وصار القتل والسيف هو الدعوة والداعي أما اليهود والنصارى فلا مكان لهم إلا أن يعيشوا أذلة بعد أن يدفعوا الجزية وإذا ضاقت يدهم عن دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا مكان لهم في الحياة أما إذا عزت عليهم الحياة فعليهم الدخول في الإسلام دون اقتناع أو تفكير فهكذا اسلم من في الشرق كرها.

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (أذلاء)(التوبة9: 29)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (التحريم66: 9)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم(التوبة9: 73)

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح48: 29)

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم (كثر القتل فيهم) فشدوا الوثاق(أوثقوهم)(محمد47: 4)

سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (الانفال8: 12)

فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلوة وأتوا الزكوة فخلوا سبيلهم(التوبة9: 5)

ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا(النساء4: 89)

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض(المائدة5: 33)

من كل ما تقدم فقتل الكفار وضرب الرقاب وتقطيع الأيدي والأرجل والصلب لكل من يعتنق غير الإسلام وحتى أهل الكتاب فعليهم أن يعيشوا أذلاء بعد أن يدفعوا الجزية أو يحرموا ما حرم محمد أي يدخلون الإسلام وان رفضوا هذه وتلك فالقتل القتل.

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فان تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما(الفتح48: 16)

هنا يدعوا محمد الأعراب إلى المشاركة معه في قتال قوم أشداء فيقتلوا أو يدخلون الإسلام ؛ اين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ أين لا إكراه في الدين؟ أين دع أذاهم واصفح الصفح الجميل وقل سلام؟ أين ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة؟ أين ما على الرسول ‘لا البلاغ؟ أين اليهود والنصارى الذين لا خوف عليهم؟ أين الكافرون الذين لهم دينهم ومحمد له دينه أين الذي بينك وبينه عداوة كأنه صديق حبيب؟ أين إسلام مكة ؟ هل هناك قتل وقتال في قران مكة؟ هل آيات السلم والود والسلام كانت آيات مرحلية وانتهت؟ لماذا هذا التدرج والتنقل من الضد إلى الضد؟ كيف يوافق المسلم بين قران مكة وقران المدينة وبين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ نعم أن أي حركة سياسية تمر بمرحلة استضعاف تهادن وتسلم وربما تغازل الكثيرين وتخطب ودهم وتسعى جاهدة لاستقطابهم لتحقيق أغراضها؛ ثم مرحلة اختبار القوة ثم مرحلة السيطرة وهى الوجه الحقيقي والصحيح تسقط فيه أقنعة مرحلة الاستضعاف وتختفي من على الأوجه مساحيقها . ترى هل الذي ينطبق على الحركات السياسية بتطبيق على الاسلام؟ هل نتعامل مع الإسلام على انه دين سماوي له نصوص قاطعة لا تتناقض ولا تتعارض بين مرحلة وأخري؟ هل يستطيع المسلم أن يوافق بين ذلك التناقض بين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ هل يستطيع أحد أن يزيل التناقض والضد بين الآيات وبعضها؟ هل يستطيع أحد أن يقنعنا أن الإسلام شئ آخر غير انه حركة سياسة.

الله والشيطان

لقد جاء في القران صفات فريدة لله سبحانه وتعالى مثل الماكر والمتكبر والمخادع والغاوي؛ كما جاءت صفات فريدة للشيطان انه يخاف الله رب العالمين ويعظ الناس ولا يشرك بالله وانه برئ فالله هو الذي أغواه كما جاء أيضا أعمال اشترك فيها الله مع الشيطان سنورد كل منها على حده.

الله الماكر المخادع:

مكروا ومكر الله والله خير الماكرين (آل عمران3: 54)

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الانفال8: 30)

وهنا نرى أن الله ماكر لكن ربما يكون هناك مكر خير ومكر شر ولله مكر الخير فقط كما يدعي البعض.

وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا (الرعد13: 42)

وهنا نجد أن لله المكر جميعا وهو شامل كل المكر.

وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا (يونس10: 21)

أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون(7الاعراف: 99)

وهنا نجد أن الله خير الماكرين وهو الأسرع مكرا وله المكر جميعا وعلى المؤمنين أن يتوقعوا دائما مكر الله ولا يأمنوا مكره أما من يأمن مكر الله فأولئك هم القوم الخاسرون أما القوم المؤمنون فيتوقعوا دائما مكر الله ويحضرنا هنا حديث إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الخوف والرجاء:

لما ظهر على إبليس ما ظهر طفق جبريل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فأوحى الله أليهما مالكما تبكيان كل هذا البكاء؟ فقالا يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري.

وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون (الانعام6: 123)

وهنا الله الماكر إرادته أن يستخدم أكابر مجرمي القرية ليمكروا فيها وهم مسلوبوا الإرادة ولا يشعرون.

إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا(النساء4: 142)

وهنا نرى الخداع المتبادل بين المنافقين وبين الله.

الله المتكبر؛ الشيطان المتكبر:

قال(الله) فاهبط (للشيطان) منها(الجنة) فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين(الاعراف7: 13)

‘ذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر(البقرة2: 34)

وسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (38: 71-74)

وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم.

هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام الجبار المتكبر (59: 23)

وهنا نجد الله يشارك الشيطان نفس الصفة وهى التكبر لكن لك تلك الآيات الأعجب

إن الله لا يحب المتكبرين(16: 23)

فلبئس مثوى المتكبرين (16: 29)

أليس جهنم مثوى المتكبرين(39: 60)

الشيطان يعظ ويبشر بالإسلام:

وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم (ابراهيم14: 22)

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين (الحشر59: 16)

وهنا نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم.

قل أوحي إلي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدوانا منا الصالحون ومنا دون ذلك وإنا لما سمعنا الهدى(القران) أمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وانا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا(الجن72: 1-14)

الواضح من الخطاب القرآني أن الكلام هو كلام الجن نفسه وهو نفس كلام الشيطان فلا فارق بين الجن والشيطان والله. في القران يردد اله القران كلام الجن ويتلوه على محمد ! ولما كان الجن والشياطين شئ واحد؛ فترى هل نثق في كذبهم وخداعهم فليس هناك دليل واحد على وجود الجن المؤمن كما أن ليس هناك دليل واحد على وجود الشيطان الذي يخاف الله ولا يشرك به؛ فترى هل نصدق موعظة الجن والشيطان ونثق في بشراه وما بشر به؟

 

الفتنة من الله ومن الشيطان:

يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة (الاعراف7: 27)

ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم(الحج22: 53)

كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون(الانبياء21: 35)

قال(موسى) رب لو شئت أهلكتهمأن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا(الاعراف7: 155)

وقتلت(موسى) نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا(طه20: 40)

قال(الله) فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك (طه20: 85)

وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة (الاسراء17: 60)

مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس .لكن جاءت تلك الآيات الأغرب :

وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة (الفرقان25: 20)

لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا (المائدة5: 48)

وهنا نرى الله يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم !

الغواية من الله؛ الغواية من الشيطان:

قال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (الحجر15: 39)

قال (الشيطان) فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين (ص 38: 82-83)

وهنا الشيطان يتهدد البشر بالغواية ويحلف بعزة الله أن لا يستثني منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين ؛ وهذا هو خداع الشياطين حيث أن الشيطان يكون اكثر فرحا إذا أغوى عباد الله المخلصين أليس كذلك؟

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون (هود11: 34)

فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (الصف61: 5)

وهنا نرى أن إرادة الله غواية البشر وإزاغتهم.

قال(الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض (الحجر15: 39)

قال(الشيطان) فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (الاعراف7: 16)

وهنا نرى الشيطان يتبرأ من جرمه وتكبره ويدعي كذبا بأنه برئ وان الله أغواه فلا ذنب له طالما أراد الله له الغواية.

الرجس من الله ؛ الرجس من الشيطان:

إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (المائدة5: 90)

كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (الانعام6: 125)

ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون(يونس10: 100)

لكن الأغرب أن الرجس كان داخل بيت محمد :

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 33)

الرجز من الله ؛ الرجز من الشيطان:

فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء(البقرة2: 59)

فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (الاعراف7: 162)

وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين(الانفال8: 11)

الله ينسي ؛ الشيطان ينسي:

سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى(86: 6-7)

وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

أما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين(الانعام6: 68)

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان(المجادلة58: 19)

الأولى والثانية الله ينسي والثالثة والرابعة الشيطان ينسي حزبه ذكر الله ويستحوذ عليهم  وكذلك الشيطان ينسي محمد!

الله يوحي؛ الشيطان يوحي:

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر(الانبياء21: 7)

إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون(الانعام6: 121)

وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة(الحج22: 52)

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون(الانعام6: 112)

في الآية الأولى الوحي من الله وفي الآيات التالية نرى الشياطين يوحون إلى اتباعهم كما يوحون إلى الأنبياء وللشياطين زخرف القول يوحونه إلى بعض بمشيئة الله.

 

المنسوخ من الله؛ المنسوخ من الشيطان:

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)

وهنا الله ينزل آيات في القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وهنا الآيات المنسوخة والملغاة هي آيات من عند الله !

فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياتهليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض (الحج22: 52-53)

وهنا الشيطان يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي القها الشيطان على محمد وهنا نرى الآيات المنسوخة الملغاة هي آيات من الشيطان.

 

الشيطان يضل ؛ الله يضل:

يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا(النساء4: 60)

قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين(القصص28: 15)

أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه(الجاثية45: 23)

أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)

هنا الشيطان يضل الناس وكذلك الله يضلهم أيضا؛ ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وأنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين(سبأ34: 24)

وهنا نرى محمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !

 

 

الله يزين عمل السوء ؛ والشيطان كذلك:

ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون(الانعام6: 43)

لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم(النحل16: 63)

وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم(الانفال8: 48)

هنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم(النمل27: 4)

كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم(الانعام6: 108)

أفمن زين له لسوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء (فاطر35: 8)

وهنا أيضا الله كما الشيطان يزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الأعجب :

كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الانعام6: 137)

هنا نرى المشركين يقتلون أولادهم المرتدين عن الشرك فضلا عن أن الله هو الذي زين لهم هذا القتل وذلك نفهمه من كلمة لو شاء الله ما فعلوه وهو ما جاء به الإسلام وهو قتل المرتد وبألتاكيد قال محمد إن هذا أمر الله .

 

الله يكيد ؛ الشيطان يكيد:

انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا (الطلاق86: 13-17)

أملي لهم أن كيدي متين (القلم68: 45)

وهنا الكيد متبادل بين الله والكافرين ولكن كيد الله متين؛ لكن ماذا عن كيد الشيطان؟

الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (النساء4: 76)

الله يأمر بالفسق والفساد ؛ والشيطان يأمر بالفحشاء:

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين(الاسراء17: 4)

إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا(الاسراء17: 16)

هنا قضاء الله لبني إسرائيل الفساد في الأرض وأمره للمترفين بالفسق في القرية فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.

ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يإمر بالفحشاء والمنكر(النور24: 21)

الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (البقرة2: 268)

 

الله والشيطان رأسا برأس:

قال (الله) فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة إلى يوم الدينقال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال(الله) هذا صراط علي مستقيم (الحجر15: 34-40)

هذا حوار وعهد بين الله والشيطان والشيطان يقول لله لأنك أغويتني سأضل أبناء أدم وأغويهم إلا عبادك المخلصين والله يؤكد بأن هذا هو صراطه المستقيم فيا لبراءة الشيطان فهو ينفذ صراط الله المستقيم .

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

 

الله والشيطان اتفقا على الإنسان:

الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا(تغريهم) (مريم19: 83)

إن يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا(من الذي فرضه؟) ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم (النساء4: 117-119)

قال (الله) اذهب (يا إبليس) فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجالك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا(الاسراء17: 63-64)

وهنا نرى الله يرسل الشياطين على الكافرين لكي يغرونهم ويحرضونهم على الشر والله منذ البداية مقدر نصيبا مفروضا سوف يضللهم الشيطان .

لو شيئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

  وهنا الله يستطيع أن يأتي كل نفس هداها لكن هناك جهنم والله لا يريدها فارغة بل الله وعد أن يملأ جهنم؛ لكن هل ستمتلأ جهنم؟

يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)

ترى هل ستمتلأ جهنم أم سيدخلها البشر أجمعين لكي يحق قول الله عليها بأن يملأها من الناس والجنة؟

الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى (طه20: 8)

مما قدمنا سالفا ترى هل لله الأسماء الحسنى فقط أم وغير الحسنى أيضا ؟

الموت وما بعده

إن أهم الموضوعات التي تهم كل إنسان أن يعرف حقيقة مصيره المجهول بعد أن تتوقف دقات القلوب وتموت فينا كل الأحاسيس وتفر من أيدينا كل قوتنا وسلطاننا ؛ لا أحد يساندنا أو يدافع عنا أو يجاملنا فلا تمييز ولا تفرقة كل إنسان يقف بمفرده يحاسب ويجازى عن ما زرع في رحلته القصيرة على الأرض كل منا يصل إلى نهاية الطريق التي سلكها لا يستطع أحدا أن يجادل الله فلقد منحنا عقولا نميز بها بين الغث والثمين وأعطى كل منا ضمير يحس به الصواب من الخطأ يؤلمه إذا اخطأ ويسعده إذا أصاب .

تحدث القران عن الموت فهناك ألموتة الأولى والثانية وتحدث عن النار والدرك الأسفل والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر والنار الكبرى وشجرة الزقوم وغيرها؛ كما تحدث عن الجنة ونعيمها من لحوم وفواكه وانهار الماء واللبن والخمر والعسل والحور العين والأبكار والعذارى اللاتي من نصيب المسلم المؤمن الذكر وبلا عدد والآن سنورد كل منها على حده لكن دعنا نتوقف قليلا عند تلك الآيات :

إذ تلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد(ق50: 17-18)

من هما المتلقيان؟ هل يموتا مع الإنسان أم يتلقيان من إنسان اخر؟ مما خلقا المتلقيان هل من طين كما أدم أم من نار كما الجن والشياطين أم من شئ أخر؟

قال قرينه هذا ما لدي عتيد القيا في جهنم كل كفار عنيد (ق50: 23-24)

قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لديا وقد قدمت لكم بالوعيد (ق50: 27-30)

من القرين في الآية الأولى ؟ ومن اللذين سيلقيانه في جهنم؟ من القرين في الآية الثانية؟ لاتختصموا؛ من يختصم مع من؟

من يعش(يبتعد) عن ذكر الرحمن نقيض (نخصص) له شيطانا فهو له قرين(الزخرف43: 36)

وهنا نرى القرين هو الشيطان ترى هل الله يجل للإنسان قرين من الشياطين؟ ما الفرق بينه وبين شيطان محمد؟

وقيضنا(خصصنا وسببنا) لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم(فصلت41: 25)

ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرين (النساء4: 38)

ترى ما ذنب الإنسان؟

كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقيه منشورا(الاسراء17: 13)

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد(ق50: 20-21)

من هو السائق والشهيد وما هو ذلك الطائر الذي في العنق ؟

حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(المؤمنون23: 99-100)

ما هو البرزخ الذي ورائهم ؟

وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة (حيوان) من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (النمل27: 82)

ترى ما هذه الدابة؟ من أي ارض تخرج ؛ هل من جزيرة العرب أيضا؟ بماذا تتكلم وتكلم من وبأي لغة؟ هل ستتكلم بلغة القران العربية؟ هل ستخاطب المسلمين عامة أم العرب؟ هل هناك من سيؤمن بما تقوله الدابة ويعمل به؟ ما الهدف من خروجها؟ ماذا تختلف تلك عن الجساسة ذلك الحيوان الخرافي الذي قال محمد لا صحابه أنها ظهرت في إحدى الجزر ولهم فيها أقوال مضحكة! هل هناك نظير لهذه الدابة في كتب الله التوراة والإنجيل أم الدابة فقط لأهل القران؟

 

الموتة الأولى والرزق الحسن:

إن المتقين في مقام أمين  كذلك زوجناهم بحور عين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان 44 : 51-56)(الصفات37: 59)

والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا يرزقنهم الله رزقا حسنا(الحج22: 58)

لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران3: 169)

هنا نرى الموتة الأولى ونرى الذين قتلوا في سبيل الله لهم الرزق الحسن كما نرى المتقين مع أزواجهم من الحور العين ؛ لمن الموتة الأولى هل لكل المؤمنين أم للمتقين فقط؟ الأحياء عند ربهم يرزقون؛ هل حاسبهم الله بمجرد موتهم وأدخلهم الجنة ثم يرزقهم الرزق الحسن؟ هل الحور العين للمتقين فقط؟ أين هم من البرزخ

كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة (آل عمران3: 185)

الأجر يوم القيامة لكن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ولهم الرزق الحسن قبل القيامة كيف؟

يوم ندعوا كل أناس بأممهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا (الاسراء17: 71)

فأما من أوتي كتابه بيمينه  فهو في عيشة راضية وأما من أوتي كتابه بشماله خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه (الحاقة69: 19-31)

فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره يصلى سعيرا (الانشقاق84: 7-12)

فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه في جهنم خالدون(المؤمنون23: 102-103)

مما تقدم نجد البعض كتابه بيمينه والآخر كتابه بشماله والبعض وراء ظهره والبعض ثقلت موازينه والآخر خفت موازينه والكل يوفون أجورهم يوم القيامة ؛ أين الذين قتلوا في سبيل الله الذين يرزقون عند ربهم ؟

الحياة مرتين ؛ الموت مرتين:

إن الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبرقالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فأعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (غافر40: 10-11)

كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (البقرة2: 28)

وهنا نحن أمام إماتتين أي الموت مرتين (أحييتنا مرتين) أي الحياة مرتين ؛ ترى ما هي الحياة الأولى والثانية قبل اعترافهم بذنوبهم ؟ وما الموت مرتين ؟

إن المتقين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان44: 51-56)

فالمتقون لا يذوقون إلا الموتة الأولى؛ ما هي الموتة الثانية وعلى من تجوز وما حال الإنسان بين الحياتين والإماتتين؟

اللا موت واللا حياة:

وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (الحج22 : 2 )

انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحي (طه20: 74)

الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم (فاطر35: 36)

هنا نرى حالة بين الحياة والموت ؛ ترى ما هي ولمن ؟

درجات العذاب:

إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار (النساء4: 145)

يتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى (الاعلى87: 11-12)

أما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون(السجدة32: 20-21)

مما تقدم نجد الدرك الأسفل للمنافقين ونرى النار الكبرى والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر لكن الأغرب كلمة لعلهم يرجعون ! ترى بعد أن يذوقوا النار والعذاب الأدنى هل لهم أن يرجعون والى أين يرجعون؟

ممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا (اعتادوا) على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردوا إلى عذاب عظيم (التوبة9: 101)

والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يضاعف له العذاب يوم القيامة(الفرقان25: 68-69)

وهنا نرى العذاب مرتين والعذاب العظيم والعذاب المضاعف لكن ما الفارق بين كل تلك العذابات ولمن؟

أم لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولاهم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون (الطور52: 43-47)

ما حدود الظلم ؟ ما هو العذاب وما هو العذاب الذي دون ذلك ؟

أقصى درجات العذاب:

فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد (الفجر89: 15-26)

قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا ولأخرنا وآية منك وارزقنا قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين (المائدة5: 115)

الواضح من الآية الأولى أن هذا الإنسان مؤمن بوجود الله ويرجع كل شئ إلى الله تعالى لكنه لا يكرم اليتيم ولا يطعم المسكين ويحب المال حبا كبيرا لكن الله سيعذبه عذابا لم يعذبه لأحد ويوثقه وثاقا لم يوثقه لأحد؛ ترى لماذا يعذبه اكثر من الكافر والمشرك وغيرهما؟ هل لهذا علاقة بتفاخر العرب بالكرم وحبهم للكريم؟ أما الآية الثانية فمن يكفر بعد هذه المائدة سيعذبه الله عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين؛ ترى ما حجم نوع العذاب المشار إليه؟ لماذا الذي يكفر بعد هذه المائدة يعذبه الله اكثر من المشرك والكافر ومقترف كل الذنوب؟

مأكل ومشرب وملبس أهل النار:

في سلسلة زرعها سبعون زراعا فأسلكوه ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون (الحاقة69: 32-37)

إن شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون (الدخان44: 45)

أم شجرة الزقوم إنها شجرة تخرج من اصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فأنهم لا كلون منها فمالئون منها البطون (الصافات37: 62-66)

وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب (الكهف18: 29)

سقوا ماء حميما فقطع امعاءهم(محمد47: 15)

ومن ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد (ابراهيم14: 16)

هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق (الحج22: 19-22)

سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (ابراهيم14: 50)

هنا نرى طعام أهل النار من غسلين ومن شجرة الزقوم يملأون منها البطون وهى الوحيدة التي تنبت من اصل الجحيم وذلك الطعام يغلي في بطونهم ثم يشربون من  ماء صديد وماء حميم يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء ويصب على رؤوسهم ماء يغلي يصهر بطونهم والجلود أما لباسهم فمن قطران ومن نار لكن كم عدد أهل النار؟

وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (هود11: 119)

لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)

وهنا أن الله قال وقدر أن يملأ جهنم ثم يسألها هل امتلأت وتقول هل من مزيد ترى متي تمتلئ جهنم وتقول كفى لم يخبرنا القران بذلك ؟

 

الجنة وأنهارها:

مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار(الرعد13: 35)

لقد تكرر في القران الوعد بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار اكثر من أي مظهر أخر فلقد وردت هذه الجملة في القران قرابة الأربعين مرة ؛ ترى هل لذلك علاقة بطبيعة الصحراء حيث بدأ محمد دعوته؟ نعم إن وقع كلمة الأنهار على عقل البدوي قاطن الصحراء تختلف عن وقعها على عقل قاطني البلدان التي تجري فيها الأنهار حيث لا تعاني تلك البلدان من شح المياه. لكن ترى ما هذه الأنهار؟

مثل الجنة التي وعد بها المتقون فيها انهار من ماء غير آسن (أي رائحة مياه الأنهار تختلف عن رائحة آبار جزيرة العرب ذات الرائحة الكريهة) وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى (محمد47: 15)

تلك هي الأنهار الأربعة التي تجري من تحت الجنة الإسلامية؛ والأعجب تلك الأنهار التي من خمر لذة للشاربين وهى تنفي أي ادعاء على أنها خمر غير مسكر بل أكد أنها تحمل اللذة للشاربين

ملبس أهل الجنة:

لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضر من سندس (الكهف18: 31)

يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (فاطر35: 33)

يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (الدخان44: 53)

الواضح هنا أن اللون الوحيد المذكور هو اللون الأخضر هل لان هذا اللون يخلب لب البدوي قاطن الصحراء؟ ولباسهم حرير لماذا هل لان البدوي كان لإبليس إلا من وبر الإبل وصوف الأغنام وكلاهما خشن؟ أما حليهم فهو من ذهب ولؤلؤ ترى هل لهذا علاقة بالآية التي تشهر وتسخر من امرأة أبي لهب ؟

تبت يدا أبي لهب وتب وامرأته حمالة الحطب في جيدها (عنقها) حبل من مسد(ليف) (المسد111: 1-5)

 

 

مساكن أهل الجنة:

وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن(التوبة9: 72)

الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد (الزمر39: 20)

الذين أمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار (العنكبوت29 :58)

حور مقصورات في الخيام (الرحمن55: 72)

هنا نرى مساكن طيبة وغرف وخيام ! لكن الأعجب أن امرأة فرعون عرفت ذلك وأمنت به وصدقته قبل محمد وطلبت من الله بناية لها في تلك الجنة وصارت امرأة فرعون مثلا من الله للمؤمنين المسلمين .

وضرب الله مثلا للذين أمنوا (المسلمين) امرأة فرعون 1ذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين(التحريم66: 11)

بأي نبي أمنت امرأة فرعون؟ كان الفراعنة عباد أصنام وكانوا يؤمنون بالميزان وبالبعث وبالبنايات وبالأكل والشراب في الآخرة؛ ترى هل تصلح هذه المرأة أن تكون قدوة للمسلمين ؟

ترى ما نصيب محمد في الجنة؟ ليست مساكن أو بيوت أو غرف أو خيام بل قصور

تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (الفرقان25: 10)

لكن السؤال المهم أين تقع جنة عدن؛ هل هي عدن التي على الخارطة أم غيرها ؟

 

النساء والأبكار في الجنة:

إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب(ثدي الفتاة) أترابا(متساويات في العمر) وكأسا دهاقا(الخمر)(النبأ78: 31-36)

ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم (الزخرف43: 70)

متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(بياض عينيها صافي)(الطور52: 20)

وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون انا اشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا(الواقعة56: 22-37)

فيهن قاصرات الطرف (من الخجل) لم يطمثهن(يجامعهن)انس قبلهم ولا جان (الرحمن55: 56)

حور مقصورات في الخيام لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان متكئين على رفرف خضر (الرحمن55: 72-76)

وهنا نرى المؤمن الرجل في الجنة له زوجاته مضاف إليها الحور العين الأبكار اللاتي لم يجامعهن قبل المؤمن المسلم انس ولا جان؛ لكن كم العدد المسموح ؟ لم يوضح القران ذلك فربما العدد مفتوح لكن أهم ما يميزهن أنهن أمثال اللؤلؤ المكنون

فراش أهل الجنة وشغلهم:

وفرش مرفوع (الواقعة56: 34)

متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(الطور52: 20)

متكئن على فرش بطائنها من إستبرق (الرحمن55: 54)

إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون (يس36: 55-56)

عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولاهم عنها ينزفون عندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون(الصافات37: 40-49)

هنا نجد الأسرة مصفوفة والفراش من إستبرق مرفوعة والأرائك تحت ظلال الأشجار يتكئ عليها المؤمنون يدور عليهم كؤوس الخمر لذة للشاربين وعندهم النساء الجميلات من الحور العين كأنهن بيض مكمنون ؛  لكن بقى لنا أن نعرف معنى كلمة في شغل فاكهون ترى؛ ما الشغل المناسب لتلك الحالة وهذا الوضع ؟

يجيبنا حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين بأن شغلهم إفتضاض الأبكار فليتنافس المتنافسون!!!

إن الأبرار لفي نعيم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (المطففين83: 22-26)

الولدان المخلدون:

يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين (الواقعة56: 17-18)

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(؟؟) عليهم ثياب سندس  (حرير) خضر وستبرق وحلوا أساور من فضة إن هذا جزاء وكان سعيكم مشكورا انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا (؟؟) (الانسان76: 19-23)

ويطاف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون(الطور52 :24)

لمن هؤلاء الولدان المخلدون والغلمان؟ لماذا صفتهم كصفة الحور العين الحسان اللاتي سيجامعهن المسلم المؤمن في الجنة ؟ فتارة تجد الولدان لؤلؤا منثورا وتارة تجدهم كالؤلؤ المكنون ؛ ترى هل الغلمان هم الولدان المخلدون ؟ هل لهؤلاء الغلمان والولدان نصيب من متع الجنة وهل لهم من الحور العين نصيب؟ هل هم أطفال المسلمين الذين ماتوا فلا يكون لهم نصيب من الحور العين أم أن الأطفال سيبلغون ويكون لهم نصيب منها ؟

 

مأكل ومشرب أهل الجنة:

مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى(محمد47: 15)

أمددناهم بفاكة ولحم مما يشتهون (الطور52: 22)

وفاكة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون (الواقعة56: 20-21)

إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)

إن الأبرار لفي نعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تنسيم عينا يشرب بها المقربون (المطففين83: 18-28)

درجات الجنة:

ومالكم إلا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض لا يستوي منكم من انفق منكم من قبل الفتح وقاتل أولئك اعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10)

لا يستوي القاعدون من المؤمنون والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين في سبل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما (النساء4 :95)

وهنا نرى القتال والجهاد بالنفس والمال قبل الفتح اعظم الدرجات كما أن المجاهدين اعظم درجة من القاعدين لكن بماذا ميزهم الله؟ ربما لحم طير اكثر أو فاكهة انضج أو انهار اغزر أو ولدان وغلمان اصغر أو حور عين ونساء أحلى واجمل !

لمن خاف مقام ربه جنتان ذواتا افنان (من كل نوع) فيهما عينان تجريان فيهما من كل فاكهة زوجان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان ومن دونهما جنتان مدهامتان(خضار داكن) فيهما عينان نضختانفيها فاكهة ونخل ورمان.حور مقصورات في الخيام(الرحمن55: 46-78)

الواضح هنا انه تحدث عن أربع جنات في الأولى والثانية العينان تجريان وذكر فواكها ولم يفصل ولم يذكر الحور العين صراحة لكن ذكرهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس ولا جان أما الجنتين الأخريين فالعينان نضاختان أي فوارتان أما الفواكه ففصل منها النخيل والرمان أما النساء فذكر منهن الحور العين مقصورات في الخيام ؛ كل ذلك من نصيب من خاف مقام ربه. ترى ما هو الاختلاف بين من خاف مقام ربه وبين باقي المؤمنين  وبين الذي جاهد وقتل قبل الفتح أو بعده ؟

إن الأبرار يشربون في كأس كان مزاجها كافوراويسقون فيها كأسا كان مزجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)

هل الزنجبيل والكافور هو فقط من نصيب الابرار؟ هل لهم نساء وحور عين وولدان وغلمان أم انهم سيكتفون بالكافور الزنجبيل؟

إن الأبرار لفي نعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ومزجها من تنسيم عينان يشرب بها المقربون(المطففين83: 18-28)

الرحيق الذي رائحته مسك ؛ ترى هل هو للمقربين فقط ؟

الجنة الإسلامية ومتاع الدنيا الفاني:

لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج (طرق مرتفعة) عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين (الزخرف43: 33-35)

زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضةذلك متاع الحيوة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أو أنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهره ورضوان من الله (آل عمران3: 14-15)

وهنا نجد متاع الدنيا الفاني حب الشهوات من النساء والذهب والفضة والسرر التي يتكئون عليها والزخرف وما إلى ذلك ثم أنبأ محمد في قرانه بخير من ذلك أزواج مطهره ناهيك عن ما أسردناه سابقا . والسؤال هل هناك تشابه بين الجنة الإسلامية ومتاع الدنيا الفاني ؟

 

أين الجنة وأين النار:

ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم ان  لعنة الله على الظالمين  وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال نادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمها على الكافرين (الاعراف7: 44-51)

من هو المؤذن الذي أذن بينهما؟ من هم الرجال الذين على الأعراف(الأسوار)؟ لماذا هم بين بين؛ لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون ولم يدخلوا النار؛ ترى متى يستقر بهم المطاف وأين؟

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا أنظرونا نقبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور(الحديد57: 13-14)

من كل ما تقدم نجد النار والجنة متجاورتين حتى أن بينهما باب باطنه رحمة وظاهره العذاب وبين الجنة والنار سور عليه رجال لم يستقر بهم المطاف بعد لا هم في الجنة ولاهم في النار ثم هناك حديث مسموع بين أهل الجنة وأهل النار فالجنة والنار متلاصقتين فقط بينهما سور أو حجاب .

سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (آل عمران3: 133)(الحديد57: 21)

هنا نرى أن الجنة تحوز على مساحة السموات والأرض؛ فأين النار التي تجاور الجنة وفقط الفاصل بينهما حجاب؟

وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا (الكهف18: 100-102)

وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتهاادخلوا أبواب جهنم خالدين(الزمر39: 71-72)

إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (الحجر15: 43-44)

وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون (الشعراء26: 90-95)

فإذا جاءت الطامة الكبرى وبرزت الجحيم لمن يرى (النازعات79: 34-36)

هنا نرى أن جهنم نزلا للكافرين ولها سبعة أبواب ولها خزنتها ونرى الجحيم برزت لهم؛ ترى من أي شئ برزت؟ إذا كانت الجنة للمؤمنين المسلمين فان أعداد أهل النار أضعافا مضاعفة فأين النار إذا كانت الجنة بعرض السموات والأرض؟

يوم نقول لجهنم هل امتلأت تقول هل من مزيد (ق50: 30)

وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء (الزمر39: 73-74)

ترى أي ارض تلك التي سيرثها المتقين؟ ترى هل هي ارض عدن؟

الخلود وعدمه:

إن الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا (الاحزاب33: 64-65)

والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (البقرة2: 82)

فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك(هود11: 106-107)

أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ(هود11: 108)

يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (ابراهيم14: 48)

إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لبثين فيها أحقابا(مدة محددة)(النبأ78: 21-23)

وهنا نرى في الآيات الأول المؤمنين والكافرين خالدين في الجنة أو النار ثم تأتي الآيات التي تقول انهم خالدين في الجنة أو النار ما دامت السموات والأرض ثم تأتي الآيات التي تقول بتبدل السموات والأرض؛ وأخيرا الآية التي تقول إن الطاغين يمكثون في النار أحقابا أي غير خالدين في النار؛ ترى أي مؤلفقة بين كل ذلك وهل للخلود من معنى؟

 

 

البشرى الأخيرة:

بعد كل ما استعرضناه من عذاب النار. ترك القران بشرى أو إنذار أو قضاء من الله مقدر ومحتوم لكل المسلمين .

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا(راكعين) ثم لنحن اعلم بالذين هم أولى بها صليا وان منكم إلا واردها (الجميع سيردون النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم لننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا(مريم19: 68-71)

وهنا نرى الشياطين والمتقين في النار فالكل واردها هذا قضاء الله المحتوم والآية لم تستثني أحدا حتى محمد لم تستثنه الآية لكن كم سيمكث المتقين في النار؟ لم يوضح القران المدة .! ترى هل من عدل الله أن يرد المتقين النار؟ لكن القارئ المدقق يرى إن تلك المقولة هي نفسها التي رفضها محمد عندما قالها أهل الكتاب على حد تعبير القران :

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (البقرة2: 80-81)

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (آل عمران3: 24-25)

ترى هل يستطيع أحد أن ينكر التوافق بين تلك الآيات التي رفضها محمد ثم جاء بمثلها؟

أخيرا : إذا كانت الأديان كلها من عند الله فهل يوجد نفس الكلام في كتاب الله الإنجيل؟

جاء قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة وسألوه (المسيح) يا معلم كان سبعة اخوة اخذ الأول امرأة ومات ولم يترك نسلا فأخذها الثاني ومات ولم يترك نسلا .فأخذها السبعة ولم يتركوا نسلا وأخر الكل ماتت المرأة أيضا ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة فأجاب يسوع وقال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم متى قاموا لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة في السموات (مرقس12: 18-25)

لأن ليس ملكوت السموات أكلا وشرابا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (رومية14: 17)

 

 

خاتمة

أخي المسلم هذه دعوة لتحريرك .

الإسلام سياسة نعم سياسة الدين الواحد والحزب الواحد

أعطونا أدنى حقوقنا وهو حرية أن نسأل

إلى متى سيظل الحزب الحاكم هو حزب الله؟ إلى متى سيظل فضيلة الإمام وجلالة الملك وسمو الأمير وفخامة الرئيس يتحدث ولا أحد يجرؤ أن يسأله؟

إلى متى يا شيخنا إذا قلنا رأينا الصريح في الآية أو في النص تصدر فتواك ضدنا بالقتل وتتهمنا بالشرك بالكفر بالردة بالذندقة ويروح من أعميتهم بالنص ينفذون فتواك ؟

إلى متي يا جلالة ملكنا وسمو أميرنا وفخامة رئيسنا تقصف كل لسان يعارض تبذيرك وترفك وينوه لفساد أو ظلم استشرى في حكمك فتصدر فتواك كما شيخنا بقتل كل من يعارضك وتحكم عليه حسب شريعة الله فيروح أبناء قبيلتك وأسرتك وعشيرتك وطائفتك وقريتك وحزبك الذين أعميتهم بالأموال والألقاب يقتلوننا ويحكم شيخنا بكفر كل من يعارضك؟

نعم ضاعت حريتنا اقتسمتموها سويا من الجاني؟ شريعة الله حزب الله شيخ الله الحاكم بأمر الله!

نسبة المسلمين في البلاد الإسلامية هي نفس النسبة التي تحصل عليها من نتائج المبايعة لملكنا لأميرنا لرئيسنا فالكل لا يرضى به والنتيجة أن الكل بايعه على بركة الله . إلى متى سنظل نبايع؟ لقد بايعوا محمدا وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والى اليوم نبايع ! ترى متى نتحرر ونختار؟

إن فردا حرموه حرية اختيار الرب الذي يعبده كيف يعطونه حرية اختيار الفرد الذي يحكمه؟

إلى متى في كل حروبكم ترفعون المصاحف ويحشد كل طرف مجموعة من الملالي والأئمة والمشايخ والمسابح واللحى يتسلح كل طرف منهم بآيات القران فشطرتموه نصفين نصفه مع المعتدي ونصفه مع المعتدى عليه نصفه مع الجاني ونصفه مع المجني عليه نصفه مع الحاكم ونصفه مع المحكوم فتبرزون فيه الشئ ونقيضه. اختلفتم في كل شئ من يوم أن مات محمد والى اليوم الكل على حق وهو الأحق ! اختلفتم في كل شئ في موته في دفنه في خليفته في قرانه !

نريد أن نقرأ القران كما جاء به محمد ترى من يدلنا هل لنا أن نسأل أهل الذكر؟ من يزيل الغموض والتناقض والشك عن القران؟ من الذي قال هذا مكي وذلك مدني؟ أين المصحف ذات القراءت السبع ياشيخنا؟ بل اين المصاحف التي اختلف معها عثمان واحرقها؟

نعم اختلف قران مكة عن قران المدينة؛ نعم اختلف إسلام مكة عن إسلام المدينة؛ نعم اختلف النذير في مكة عن النبي في المدينة؛ نعم القران الذي بين أيدينا مشكوك فيه من الذي كتبه عن رواية من عن قرأة من عن من ..عن من عن من عن النبي !

من الذي جمعه هكذا ووضع أخره أوله وأوله أخره؟ لماذا قلبوا القران هكذا ياشيخنا؟ هل لجهل من جمعه أم أراد الجامع ان يخفي شيئا؟ فهل يأتمنوا جاهلا أو غشاشا على جمع القران؟ هل من جمع القران ورتبه ونقطه وشكله كان معصوما فالعصمة لله .

متى تنتهي الوصاية على عقولنا ونقرأ ما نريد نحن لا ما تريدون انتم لنا أن نقرأ؟ متى نقرأ كل كتب الله لكل رسل الله التي تصادرونها وتطاردونها؟ متي نقرأ كل الكتب المعارضه لحكمكم لحزبكم لدينكم؟ متى نختار بحرية الدين الذي نريد والحزب الذي نريد؟ متي تختفي مفردات إرهابنا التي تتسلحون بها الخائن الكافر المرتد العميل المتآمر .لقد خلقنا الله أحرارا فلماذا تحرم ما احل الله يا شيخنا وملكنا وأميرا ورئيسنا؟ قل لي يا شيخنا لماذا تخلفنا من بعد ما عربونا من بعد ما أسلمونا فلله اسلم من في الشرق طوعا وكرها؟

أما أنت يا أختي المسلمة فوقرن في بيوتكن حتى يتوفاكن الموت هذا حكم عرب الجاهلية وجاء القران حكما عربيا ! حقا انه من المبكي المضحك أن يتمتع كل أفراد العالم البوذي والهندوسي والمسيحي والملحد والمادي والكافر بحرية العقيدة والتفكير والاعتقاد والتعبير والاختلاف والنقض والاختيار وهلم حرية بينما المفكر المسلم يجاهد طيلة أربعة عشر قرنا أو يزيد لكي يحصل على حرية أن يسأل !

لقد هشم عمر بن الخطاب رأس من سأل عن متشابهات القران ومن يومها والى الآن صار السؤال وتهشيم الرأس توأمان فمازال السؤال عالقا طيلة أربعة عشر قرنا ولا أحد يجرؤ أن يعيده ! انه لمن العار على البشرية أن المرأة المسلمة في القرن الحادي والعشرين لا تملك أن تعري رأسها أو تغطيه؛ أما وضع الرجل فهو أسوأ يا ليتهم حجبوه أو نقبوه بل لقد اجتاحوا عقله من الداخل واحتلوه !

لقد احتل عرب الجزيرة البلاد المجاورة العراق سوريا مصر ليبيا تونس الجزائر المغرب السودان احتلوا الأراضي باسم الإسلام عربوا أهلها باسم الإسلام  وها عقل المسلم احتل بالكلية باسم الإسلام. فالجهاد مقدس ضد كل الديانات والمعتقدات حتى بين المسلمين أنفسهم فالدين عند الله الإسلام ولم يتفق المسلمون على ما هو الإسلام. ما اجمل العذارى والبكارى اللاتي في انتظار المجاهد المسلم الذي قتل وقاتل في سبيل الإسلام ! انه لمن دواعي الحزن اليوم أن يجاهر المسلمون ويطالبون بتطبيق شريعة الحكم العربي قبل اكثر من أربعة عشر قرنا وقبل ظهور محمد فنزل القران حكما عربيا !

ترى في أي اتجاه يسير عقل المسلم؟ كل أنواع الحريات التي يتمتع بها أي فرد في العالم حرم منها المسلم باسم الإسلام. ترى متي يتحرر المسلم ويحصل فقط على حرية أن يسأل؟

حقا إني لمشفق على أصحاب العقول ولا يدري محنتهم إلا من عاشها .

الحق إن لم تقله صرعك وان قلته قتلوك فأي الخيارين تختار؟ أن تعيش في محنة الحق المكتوم حتى يصرعك أو أن تقوله وبعدها راحة الأبد ما ارخص النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. أين الحق ؟