رسالة إلى كل مسلم ... رقم 3

 

 أخي المسلم عشت في الإسلام خمسة وأربعون سنة من عمري واعرف جيدا الطريقة التي تفكر بها وأعرف أيضا أهم المشاكل التي تقف حائلا بينك وبين تصديق الإيمان المسيحي.ولذلك بنعمه الرب أكتب لك اليوم عن واحدة من هذه المشاكل,وهى قضيه التجسد,ولكي اقرب لك هذه الحقيقة أستشهد بالقرآن الكتاب الذي تؤمن به وبالطبع هذا لا يلزمني الإيمان به.

يقول القرآن في سورة طه رقم 20 في مسلسل المصحف والآيات من 9 إلى 15 (وهل آتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني أنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى .فلما آتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فأخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ,وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ,إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصوة لذكرى ,أن الساعة آتيه أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى )

جاء في تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن الجزء رقم 6 والصفحة رقم4343 ما يأتى (هل آتاك حديث موسى) قيل أنه محمد لم يكن أتاه حديثه بعد ,ثم أخبره به الله.وفى قوله(إذ رأى نار فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا) أبصر موسى نارا وكانت ليلة مظلمة باردة شاتية فطلب من أهله أن يبقوا في مكانهم حتى أنظر.(لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) القبس هو شعلة من نار وكلمة أو أجد على النار هدى,يقال أنه ضل الطريق ولعل ضوء النار يريه الطريق.(فلما آتاها نودي )بمعنى أنه عندما أقترب من النار وجدها نار مشتعلة في شجره عناب,فوقف متعجبا من حسن الضوء وأن الشجرة لم تحترق ولم تفقد لونها الأخضر, وسمع من النار نداء(يا موسى إني أنا ربك) بمعنى أن النداء من النار قائلا (إني أنا ربك)إلى آخر الآيات.

وفى سورة القصص رقم 28 والآية رقم 30 (فلما آتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) بمعنى أن موسى نودي من الشجرة وكان النداء قائلا (إني أنا الله رب العالمين.يفهم من الآيتين السابقتين أن الله كلم موسى في هيئه نار مشتعلة في شجرة مع عدم الأضرار بالشجرة وما يؤكد ذلك عبارة(يا موسى إني أنا ربك)

في المثل الأول من سوره طه وعبارة ( من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) بمعنى أن موسى نودي من الشجرة وكان النداء قائلا (إني أنا الله رب العالمين. يفهم من الآيتين السابقتين أن الله كلم موسى في هيئه نار مشتعلة في شجرة مع عدم الأضرار بالشجرة وما يؤكد ذلك عبارة(يا موسى إني أنا ربك)

في المثل الأول من سوره طه وعبارة (إنى أنا الله رب العالمين) في المثل الثاني من سوره القصص, وتأكيد أن المتكلم هو الله , وأيضا يضيف القرآن في سوره طه أن الله هو المتكلم من النار,قال(أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني).

إذا لا خلاف هنا أن الله كلم موسى من النار. وفى سورة القصص أيضا رقم 28والآيه رقم 46 يقول القرآن(وما  كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون)

وأيضا جاء في تفسير القرطبى الجزء رقم 7والصفحه رقم 1578 الآتي: أي لم تحضر جانب المكان الغربي إذ أرسل موسى إلى فرعون فكذلك لم تحضر جانب الطور إذ نادينا موسى لميقاتنا مع السبعين إلى آخر الآية .

والخلاصة أن الله كلم موسى أو على حد تعبير القرآن نادى موسى من جانب الطور أي مستخدما جبل الطور ,وفى سوره الأعراف رقم 7 و الآية رقم 143 (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فأن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) يقول القرطبي في تفسير هذه الآية في الجزء رقم 4 والصفحة رقم 2807 الآتي :في قوله تعالى (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) تجلى معناه ظهر وتجلى الشيء أنكشف,بمعنى أن الله ظهر للجبل وهنا تأكيد آخر أن الله الخالق القدير قادر أن يستخدم الجبل ليكلم البشر.

أخي المسلم من الأمثلة السابقة التي قدمتها لك من القرآن,ومن تفسير واحد من كبار علماء الإسلام نجد أن الله استخدم كل من الشجرة والجبل ليكلم موسى,وكما نعلم الشجرة نبات والجبل جماد وبطبيعة الحال أنت تصدق القرآن وتثق فيه والسؤال,إذا كان الله استخدم النبات والجماد هل من غير المعقول أن يستخدم الإنسان ليحل فيه ويكلم البشرية؟ أتصدق كلام الله من الشجرة ومن الجبل ولا تصدق أنه كلمنا بالمسيح ؟؟؟ وكما يقول القرآن أن الإنسان هو أشرف المخلوقات كما جاء في سورة التين رقم 95 والآيات من 1-4 (والتين والزيتون وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم) بمعنى أن الله خلق الإنسان في احسن صوره,وفى سوره الحجر رقم 15 والآيات من 28 إلى 30 يقول القرآن(إذ قال ربك إلى الملائكة أني خالق بشر من صلصل من حما مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين,فسجد الملائكة أجمعون )

يفهم من الآيات السابقة أن الله أمر الملائكة للسجود لآدم , وهذا وان دل على شيء إنما يدل على قدر آدم والمنزلة الرفيعة التي وضعه الله فيها . وأكرر طالما أن لآدم هذا القدر العظيم عند الله ,فلماذا لا يكلم البشر فيه؟, ثم أسألك أخي المسلم أن تقرأ بتمعن الآيات التالية من سورة مريم رقم 19 والآيات رقم 16 و17 (واذكر في الكتاب مريم غذ إنتبذت من أهلها مكانا شرقيا ,فأتخذت من دونهم حجابا ,فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)

جاء في تفسير القرطبي الجزء رقم 6والصفحه رقم 4261الآتى:في قوله تعالى (وأذكر في الكتاب مريم )الخطاب لمحمد أي عرفهم قصه مريم,(إذ أنتبذت) أي تنحت وتباعدت,(من أهلها) ممن كان معها,(فأرسلنا إليها روحنا) قيل روح عيسى لأنه الله خلق الأرواح قبل الأجساد, فركب الروح في الجسد ,وقيل هو جبريل , وأضيف الروح إلى الله تعالى,(فتمثل لها بشرا سويا) أي تمثل لها رجلا حسن الصورة, بشر مائة في المائة,إذا دققنا النظر في الآيات السابقة وفى التفسير سنصل إلى نتيجة هامة جدا وهى أن روح الله الذي أرسل إلى مريم سواء كان روح عيسى أو جبريل أو أي مسمى آخر ظهر لمريم في صوره بشرا سويا أي رجل مائه في المائة,حسن الصورة بمعنى أن روح الله أخذ صوره بشر,ومن هنا نجد أن القرآن يذكر التجسد أي ظهور الروح في جسد آدمي. أخي المسلم مفهوم الآيات لا يختلف عن مفهوم التجسد في المسيحية, فنحن نقول الله ظهر في الجسد والقرآن يقول أن روح الله أخذ صورة رجلا حسن الصورة,السيد المسيح,وكما يقول القرآن في سورة النساء رقم4 والآية رقم 171 (إنما المسيح عيسى ابن مريم,رسول الله, وكلمته,القاها إلى مريم وروح منه) المسيح ابن مريم بالجسد,لأنه ولد بدون أب,ورسول الله لأنه مرسل من الله,كلمته ألقاها أي أن الكلمة كانت عند الله ثم القاها الله إلى مريم,وروح منه ,لأن المسيح مؤيد بالروح القدس أو روح الله كما جاء في سوره البقرة رقم 2 والآية رقم  78 . أخي المسلم أرجوك أن تتأمل في معنى الآيات السابقة.

                                                                                    وللحديث بقية

                                                                                         ناهد