دعوة للتفكير

الدكتور المقريزي

تقديم

عزيزي القارئ

يسعدني أن أقدم لك كتاب دعوة للتفكير بعد أن قرأته ووجدت فيه الكثير من الإجابات الواضحة والمنطقية على العديد من الأسئلة التي دارت في رأسي وأنا في الإسلام ولازالت تدور في رؤوس الكثير من المسلمين .

نعم انه كتاب يطرح الكثير من المواضيع التي تهم كل إنسان يؤمن بوجود الله والبعث والآخرة وهو أيضا سيساعد الكثير من المسلمين والمسيحيين في فهم عقيدة الآخر ويزيح الستار عن الكثير من الجوانب التي يتجنبها الكثير من رجال الدين المسلمين أو يدورون حول تبريرها وتعليلها دون أن يعطوا جوبا شافيا.

نعم هذا كتاب أتركه بين يديك لتستمتع بطريقته في مناقشه المواضع التي تهمنا جميعا.

 

ناهد متولي

 

 

 

إهداء

 

قرأت بعيني

فهمت بعقلي

ناقشته  حاورته    سألته

أجابني  عرفت   شكرته

نعمة عظيمة منحها لنا الله  العقل

إلى أصحاب العقول أهدي ما كتبت

                                       المقريزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 لقد تلقيت دعوة من أخ مسلم لدخول الإسلام لكنني وافقت بشرط أن أقرأ وأفهم وأسأل ولأنني لست بالشخص السطحي ولا أقبل أن أتلقى الديانة والعقيدة من الأفواه والأقوال لأن الأمر جدا خطير حيث أنه لا يتعلق بمنهج حياة الإنسان القصيرة على الأرض لكن الأهم والأخطر هو ما بعد الموت وإلى ما يقودني الطريق الذي أسلك .

قرأت العديد من الكتب والمراجع التي تشرح وتوضح الإسلام كعقيدة  وطريق حياة وكان مرجعي الأساسي والأهم القرآن الذي  لا يختلف حوله المسلمون كثيرا كباقي الكتب التي قد تقبلها السنة ويرفضها الشيعة أو تقبلها الشيعة  ويرفضها البعض الآخر كما أن هناك من المراجع التي تختلف حولها مذاهب السنة والبعض تقول به المعتزلة وتنفيه السنة فالفرق الإسلامية أكثر من ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار والناجية  واحدة(أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أبي داود من حديث معاوية وأبن ماجة من حديث أنس وعوف أبن مالك)

لكن بعد بحث عميق مضغ من حياتي سنين شبابها وأخذ من وقتي ما لم يعد لكنني لست نادما على فترات أسري وكتبي ولا عن ما أنفقت من مال وجهد فماذا تفيدني كنوز العالم وألقابها لو سلكت طريقا قادني في نهايته إلى جهنم وبئس المصير والآن جاء دوري في دعوة المسلم للتفكير فبكل الحب أطرح أمامه أسئلتي التي دارت في رأسي . 

أرجو أن يتسع صدرك يا أخي لأسئلتي وتقبل دعوتي كما قبلتها أنا من قبل ‎‎‎، حاول أن تجاوبني بالكلمة لا بالطلقة فأسئلتي بحبر كتبتها لا ببرود ورصاص  .

لا أقبل منك أن تجاملني ولا أقبل أن أكون كاذبا منافقا وأجاملك فالحق هو الحق والباطل هو الباطل والدين والسياسة لا يتفقا ولا يمتزجا فلا شراكه بين النور والظلام فالنور ناصع بياضه والأسود حالك ظلامه وللإنسان روح وعقل .

 

أكل آدم من الشجرة فعرف أنه عريان وأكلنا معه بالوراثة فلكل منا ضمير لعله ذلك الذي يوخز كل مخطئ يسير في طريق الظلام ويشعر بالراحة من يتبع النور ، دع العقل حكما ودع العواطف جانبا فكثيرا ما كان الإندفاع ورائها مهلكا .

 

 

دعوة للتفكير

في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟  ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  (الأنعام 6 :125)

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)

أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)

من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)

من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟

جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)

قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

جاء أيضا في المرجع السابق  حديث رقم (15)

قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .

إذا كان الإسلام  هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟

 

المسلمون قبل الإسلام

وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67)

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)

في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )

قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 : 90 )

ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:

 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)   

وملكة سبأ قالت :

رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )

والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )

قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )

لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :

وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)

وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .

أما في الحديث عن محمد :

قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )

قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )

إذا كان  محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟

لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة  ؟

لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين

قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )         

ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟

وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )

ولكن قد يقول قائل :

من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )

كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟

 

الإسلام والحنيفية

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )

ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )

ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )

هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .

ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة  وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )

في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟

 

الإسلام والأيمان

الآن ندخل منطقة أكثر غرابة وهي هل هناك فارق بين الإيمان والإسلام ؟

قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات 49 : 14 )

وهنا فارق كبير بين الإيمان والإسلام فالأعراب مسلمين ولكن غير مؤمنين رغم تلك الآيات العجيبة التي توحد بين الإيمان والإسلام .

ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا (النساء4: 94)

ما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (الروم 30 : 53 )     

إن منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا  ( الجن 72 : 14 )

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة (الزخرف 43 : 68-69 )

من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما .

وفي الحديث عن أهل الكتاب وعرب الجاهلية الأميين :

قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )

وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى يقول القرآن :

يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته ( الحديد 57 :28 )

الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد  وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله ، وفي الحديث عن موسى :

لما جاء موسى  لميقاتنا وكلمه ربه .... قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (الأعراف 7 : 143 )

 

من هم الأعراب ؟

من  المهم أن نعرف من هم الأعراب حتى ينجلي لنا الفارق بين الإيمان والإسلام حيث أن الأعراب مسلمين وليسوا مؤمنين  .

الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله  (التوبة 9 : 97 )

هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )

ولكي تكتمل صورة الأعراب المسلمين المنافقين الكفار غير المؤمنين إليك تلك الآية التي ربما تريح حيرتنا :

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )

الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟

من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟  هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين

 

أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون (القلم 68 : 35-36 )

ولا نعرف أي إجرام أكبر من النفاق والكفر الذي وصف به الأعراب المسلمين ؟ أما النصارى فهم ليسوا مسلمين لكن مؤمنين ولهم نصيب من رحمة الله رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ، هنا يسقط المرء في أعمق هوة عندما يحاول جاهدا معرفة ما الفارق بين الإسلام؛ الكفر ، النفاق ، الإيمان ؟

من يحل اللغز من يفك الطلسم ما هو الإيمان ومن هو المؤمن ما هو الإسلام ومن هو المسلم من هو أول من عملهاوأسلم ؟

 

 

 

إسماعيل واسحق

حكى القرآن في قصصه عن إبراهيم وابنيه إسماعيل واسحق ، لكن القارئ المدقق الفاهم يستطيع أن يعرف على من كان الفداء ؟ من من ابنيه الصالح ومن الظالم ؟ بمن كانت البشرى والهبة ؟ في ذرية من الكتاب والحكم والنبوة ؟

أجزاء الكتاب - فهرس هذا الجزء - بداية الكتاب - إسلاميات

الضحية من شعائر الله في الإسلام :

لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام (الحج 22 :34 )

هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي ( الضحية ) معكوفا أن يبلغ محله (الفتح 48 : 25 )

والبدنة ( الإبل ) جعلناها لكم  من شعائر الله لكم فيها خير ....(الحج 22 : 36 )

من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( الحج 22 : 32 )

إذا كان تقديم الأضحية من شعائر الله ومن تقوى القلوب فهو من أهم الموضوعات التي تهم المسلم حيث يحج الملايين من المسلمين إلى الكعبة كل عام يقدمون الأضحية فكان ضروريا أن يعرفوا على من تم الفداء ؟.

لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه  لافتدوا به ( الرعد 13 : 18 )

لو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة..( يونس 10 : 54 )

من هنا فداء النفوس أغلى من ملئ الأرض ذهبا ومع ذلك كان فداء ابن سيدنا إبراهيم بكبش عظيم .

.....وفديناه بذبح عظيم ( الصفات 37 : 107 )

 

مغزى الفداء وتاريخه:

لقد جرى الفداء وتقديم الأضحية والقرابين في دم الجنس البشري منذ ابني آدم حتى عباد الأصنام كانوا يقربون لأصنامهم الذبائح منها الحيواني والبشري .

واتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر ( المائدة 5 : 27 )

هذا ما حدث مع ابني آدم أبو البشر تقبل من أحدهما ورفض الآخر وهذا أيضا حدث مع ابني إبراهيم أبو الأنبياء .

 

قصة الفداء:

رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك .... فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ....وفديناه بذبح عظيم ( الصافات 37 : 100-107 ).

تلك هي القصة الوحيدة في القرآن التي تحكي فداء ابن سيدنا إبراهيم ، لم يذكر الاسم صراحة لكن هناك ألفاظ مهمة وهي بشرناه ، فلما بلغ معه السعي، فديناه بذبح عظيم

لكن من هو الغلام الذي بشر به الله سيدنا إبراهيم وهو نفس الغلام الذي بلغ معه السعي وهو نفس الغلام الذي فداه الله بالذبح العظيم رغم أن فداء النفس أغلى من ملئ الأرض ذهبا  ، من هو ذلك الذبح الذي وصف بالعظيم ؟ من أين جاء هل جاء من السماء ؟ إلى من يشير؟

 

عهد الله مع إبراهيم وبعض ذريته:

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 )

لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون (الحديد 57 :26 )

الواضح أن لله عهدا مع إبراهيم وأراد إبراهيم من الله أن يستمر عهده مع ذريته لكن الله خاطبه قائلا بعض من ذريتك فاسق وظالم فلا ينال عهد الله الظالمين، لكن ترى من منهما الصالح المحسن ومن هو الفاسق الظالم الذي     ليس له عهد مع الله؟

 

البشرى لإبراهيم وزوجته باسحق:

نبئهم عن ضيف إبراهيم .... قالوا لا توجل ( تخف ) إنا نبشرك بغلام عليم ( الحجر 15 : 51-53 )

نلاحظ هنا أن البشرى بغلام واحد وليس اثنين لكن ترى من هو ؟

هل أتاك حديث ضيف إبراهيم . فأوجس منهم خفية قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت إمرأته في صرة فصكت وجهها  وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك أنه هو الحكيم العليم (الذاريات 51 : 24-30 )

الواضح هنا تكرار البشرى بغلام واحد وهو ابن العاقر العقيم ولكي  تذداد الصورة وضوحا لك تلك الآية :

وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت ياويلتي أألد وأنا عجوز ....قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ( هود 11 : 71-73 ) .

وهنا جاء التصريح بالبشرى باسحق وذريته يعقوب وفي النهاية رحمة الله وبركاته على ذلك البيت وتلك الذرية ، نعم كانت البشرى لأم اسحق ولم يذكر القرآن قط أنه بشر إبراهيم بإسماعيل ولا ذكر لأمه أو ذريته ، والملاحظ أن البشرى في القرآن لم ترد عن ولادة أحد إلا اسحق ويحيى والمسيح .

يا ذكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ( مريم 19 : 7-8 )

وهنا نلاحظ أن البشرى كانت للعجوز ذكريا بغلام اسمه يحيى رغم انه عجوز وامرأته عاقر نعم إنها عظمة الله التي هي فوق الطبيعة .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( آل عمران 3 : 45 )

وهنا جاءت البشرى بالمعجزة الفريدة التي لم تحدث ولن تحدث وهى المولود العجيب ، نعم هؤلاء فقط هم الثلاثة في القران الذين كانت البشرى من الله بميلادهم  .

 

إسماعيل واسحق في الميزان:

سلام على إبراهيم .... وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( الصافات 37: 109-113 ) .

تلك الآيات محورية وهامة جدا فالبركة على إبراهيم واسحق  ولكل من إبراهيم واسحق ابنان أحدهما محسن والأخر ظالم لنفسه ، فإذا كان اسحق نبيا من الصالحين فترى من يكون إسماعيل ؟ ظالم . نعم ومن أول عهد الله مع إبراهيم قال

لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 ) .

هنا أصبح لا عهد مع إسماعيل وذريته ؛ أما اسحق فله البركة ولواحد من ابنيه البركة أيضا وهو يعقوب الصالح الذي تكرر ذكره في القرآن كثيرا أما عيسو فهو ظالم ولم يذكره القرآن . هل إتضحت الرؤيا الآن ؟ لكن سنستمر في البحث سويا والحقيقة وحدها مقصدنا.

 

اسحق هو هبة الله لإبراهيم:

لقد خاطب إبراهيم الله طالبا نسلا :

قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين ( الصافات 37 :99- 100 )

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و اسحق ( إبراهيم 14 : 39 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا ....( الأنعام 6 : 84 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب . كلا جعلنا الصالحين (الأنبياء 21 : 72 )

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ( العنكبوت 29 : 27 )

فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم .... لسان صدق عليا ( مريم 19 : 49-50 )

الواضح هنا أن الهبة من الله تكررت كثيرا بإسحق ويعقوب بينما لم يذكر القرآن أبدا أن الله وهب له إسماعيل ففي الآية الثانية إبراهيم يشكر الله الذي وهب له إسماعيل واسحق أما الهبة من الله التي جاءت في القرآن خصة اسحق فقط ولم تذكر أن الله وهب له إسماعيل ولم يرد ذكر لذرية إسماعيل .

 

إسماعيل نبي وليس نبي:

أ ذكر في الكتاب إسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا (مريم 19 : 54 )

قولوا آمنا بالله.  وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (البقرة 2 : 136 )

وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا ( الأنبياء 21 : 85-86 )

تحدث القرآن في هذه الآيات عن إسماعيل نبيا كما أنه تحدث عن ذرية اسحق ، يعقوب والأسباط أما إسماعيل لم يذكر عن ذريته شيئا كما تحدث عن إسماعيل وإدريس وذا الكفل فقال أدخلناهم في رحمتنا أي هو شئ جانبي لكن هناك آيات ألغت دور إسماعيل نهائيا .

في الحديث عن عرب الجاهلية ونبيهم محمد قال القرآن :

رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم .( القصص 28 :46 )

لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ( السجدة 32 : 3 )

ما أتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ( سبأ 34 : 44 )

أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو انزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم (الانعام6: 156-157)

من الملاحظ في هذه الآيات أن العرب لم يأتهم نذير قبل محمد ولم يكن لهم كتاب قبله ونزل كتاب الله فقط على طائفتين هم اليهود والنصارى وبذلك يكون ألغى دور إسماعيل نبيا ولم ينزل عليه شئ ، ولو تمسكنا بدور إسماعيل نبيا وأنزل إليه لسلمنا بخطأ الآيات التي تقول ُ لم يأتهم نذير قبلك وليس لهم كتب يدرسونها قبلك كما أنه في الآية الأخيرة الغي كل الأنبياء الذين ذكرهم القرآن خارج الطائفتين اليهودية والنصرانية .

لكن جاءت الآيات الصريحة التي تثبت أن الوعد باقي وثابت في ذرية اسحق وفيها دون غيرها الكتاب والحكم والنبوة .

 

الوعد لذرية اسحق دون غيرها:

في الحديث عن يوسف :

يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق ( يوسف 12 : 6 )

وهنا تمام النعمة على إبراهيم بنجاته من النار وعلى اسحق بالفداء ويوسف بنجاته من السجن .

ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب (العنكبوت 29 : 27 )

لقد أتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة .... وفضلناهم على العالمين ( الجاثية 45 : 16 )

ولقد آتينا موسى الهدي وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ( غافر 40 : 53 )

وهنا الهبة لاسحق ويعقوب وتمام النعمة على يوسف وأجداده يعقوب واسحق والكتاب والحكم والنبوة في بني إسرائيل وهم ورثته ولا حكم ولا نبوة  ولا كتاب خارج تلك الذرية المباركة ، أما بعض الأنبياء والقصص التي خارج تلك الذرية المباركة ذرية اسحق ويعقوب فهي في موضع شك حتى أن قصصهم في القرآن غير واضح وغير منطقي مثل صالح وناقة الله ، ومدين وعاد وأخا هود وذي القرنين وذا الكفل ولقمان وشعيب وأصحاب الرس والرجس والأيكة ورفيق موسى في مركبته ( الخضر ) وغيرها من القصص غير التوراتيه وتلك الأنبياء خارج تلك الذرية المباركة .

 

العرب قبل محمد لم ينزل عليهم شئ:

أن تقولون إنما أنزل الكتاب على طائفتين (النصارى واليهود ) من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ( الأنعام 6 : 156-157 )

مما تقدم نجد أن العرب لم ينزل عليهم أي كتاب قبل محمد لكن الكتاب نزل فقط على طائفتين قبل محمد وهم اليهود والنصارى ؛ فترى على أي من الطائفتين نزلت صحف إبراهيم والذي أوحى إلى إسماعيل وشعيب وذا الكفل وصالح وأخا هود وغيرهم ؟

لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط .... ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (يونس 10 : 47-48 )

وهنا يؤكد العرب المعاصرون للإسلام بأنه ليس هناك رسل من الأمم الأخرى .

وللعقل وقفة إسماعيل هو ابن إبراهيم العبراني وأمه هاجر الجارية المصرية فكيف يكون عربي أو ينتمي إليه العرب حتى لو تزوج منهم؟

من كل ما تقدم ترى أي الابنين تم عليه الفداء ؟ إذا أراد الله أن يمتحن إبراهيم ويختبر طاعته لله ؛ يطلب منه ذبح ابنه من زوجته آم ابنه من عبدته ابنه الصالح الحليم ام ابنه الظالم ؟ على من الفداء على إسماعيل أو اسحق؟ بالطبع اسحق هبة الله المبارك عليه والنبي على حد تعبير القران.

أخيرا إليك ما جاء في التوراة :

أجاب الرب ( إبراهيم ) أن سارة زوجتك التي تلد لك أبنا وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدي معه ومع ذريته من بعده عهدا أبديا ( تكوين 17 : 19 ) .

 

 

النذير والنبي

لقد وصف القرآن نبي العرب محمد بالنذير ووصفه أيضا بالنبي لكن هل هناك فارق بين النذير والنبي؟ متى وأين وصف نفسه بالنذير؟ متى وأين وصف نفسه بالنبي؟ لا يمكن معرفة ذلك إلا بالرجوع إلى القرآن وآياته المكي منها والمدني وهذا ما سنناقشه بالتفصيل .

نعم كل نبي جاء  كان نذيرا ومبشرا للناس لكن ليس كل نذير نبي فربما أحد من الناس حمل على عاتقه ومن نفسه أن ينذر الناس ويحذرهم من وقوع كارثة أو خطر جسيم أو أمر مهلك أو يبشر الناس بخير عميم قادم إليهم وهو ليس بالضرورة أن يكون نبيا ، جاء في شعر ورقة بن نوفل :

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم              أنا  النذير فلا  يغركم أحد  

لا  تعبدوا إله  غير  خالقكم             فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد

 

هنا نرى ورقة بن نوفل قس مكة وابن عم خديجة أول أزواج محمد يقول عن نفسه أنه نذير ولم يكن ورقة نبيا .

إن القارئ المدقق بفهم وتعقل يجد أن القرآن صرح في آياته المكية أن محمدا نذيرا وأستخدم تلك الألفاظ نذير ، تنذرهم ، فأنذر ، نذيرا وغيرها كثير من الآيات المكية بل إن القارئ الأكثر تدقيقا وتعمقا وفهما يجد أن القرآن المكي صرح في آياته أن محمدا ليس إلا نذير وإلا هنا حرف حصر أي أن محمدا ليس له صفة أخرى ولا عمل غير الإنذار فهو فقط نذير .

 

 محمد فقط نذير:

وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ( الفرقان 25 : 56 )

قل أعظكم بواحدة أن تقوموا لله ... ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي ... (سبإ 34 : 46-50 )

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير  مبين( الأعراف 7 : 184 )

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( الأعراف 7 : 188 )

قالوا لو أنزل عليه آية من ربه قل إنما الآيات عند الله إنما أنا نذير مبين ( العنكبوت 29 : 50 )

ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا إنما أنا  نذير مبين ..( ص 38 : 69-70 )

وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين ( الشعراء 26 : 115 )

إن هو إلا نذير لكم ( سبا 34 : 46 ) إن أنت إلا نذير ( فاطر 35 : 23 )

المتأمل في كل تلك الآيات المكية يجد أن القرآن حصر أن محمدا فقط نذير وليس له كما للأنبياء حتى أنه تارة لا يعرف إذا كان يسير في الضلالة أم في الهدى فيقول إن ضللت فعلى نفسي وإن إهتديت فبما يوحي إلى ربي ، وتارة يتحلل من صنع المعجزات التي تؤيد الأنبياء لا لشئ إلا لأنه فقط نذير ، وتارة لا يعلم الغيب مثل الأنبياء ولا يملك دفع السوء عن نفسه فهو فقط نذير ، ولا يوحى له شئ عن تخاصم الملأ الأعلى لأنه فقط نذير ، واستخدم لفظ النذير في عدد قليل من الآيات المدنية وأضاف إليها بعض الألفاظ مثل نبي ، مبشرا ، شاهدا ، أرسلناك والملاحظ اختفاء حرف الحصر إلا في آيات المدينة .

يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( الأحزاب 33 :45 )

 

 الذكر والذكرى:

نعم كل منذر لا يأتي بجديد لكن يذكر الناس بأشياء وأخبار وأحداث وأقوام وكتب سابقه ، والقارئ المدقق بفهم وروية وتعقل يجد أن أغلب آيات الذكر والتذكرة والذكرى هي آيات مكية :

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( طه 20 : 99)

وقالوا يا الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( الحجر 15 : 6 )

وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( النحل 16 : 44 )

إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له حافظون ( الحجر 15 : 9 )

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( الأنبياء 21 :48 )

إن هو إلا ذكر للعالمين ( القلم 68 : 52 ) ( التكوير 81 : 27 )

من كل ما تقدم نجد أن الذكر نزل على موسى وهو ذكر الذين قبل محمد وكذلك هو أنباء من سبقوه ، هو ذكرى وتذكرة غير مفروضة على أحد بل هي لمن شاء :

فذكر إن نفعت الذكرى ( الأعلى 87 : 9 )

ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ( طه 20 : 3 )

نعم القرآن ما هو إلا تذكرة ليس إلا وهى قصص الأولين .

 

 محمد نبي:

ترى متى وأين صرح القرآن صراحة أن محمدا نبيا ؟ لم يحدث ذلك خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبطول ستة وثمانين سورة لكن صرح بها عندما جاء إلى المدينة خلال تسع سنوات وفي أقل من ثلاثين سورة فالآيات المكية كانت تصف محمد أنه نذير ليس إلا .

إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي ( آل عمران 3 : 68 )

يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال ( الأنفال 8 : 65 )

يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ( التوبة 9 :73 )

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين( الأحزاب 33 : 1)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ( التحريم 66 : 1 )

إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الأحزاب 33 :165 )

نعم هناك العشرات من الآيات المدنية التي خلعت على محمد صفة النبي بينما كل آيات مكة خلال ثلاثة عشر سنة لم تصف محمد بالنبي إلا في آيتين وقد جزم كل شراح القرآن والمفسرين أنهما مدنيتين ووضعتا في السورة المكية وذلك من فعل الذين وضعوا القرآن ورتبوه بعد موت محمد .

الذين يتبعون النبي الأمي ( الجاهل ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .... قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته ( ! )( الأعراف 7 : 157-158 )

المعروف أن ترتيب سور القرآن وكثير من آياته حدث بعد موت محمد ومن هنا تجد الكثير من الآيات والسور المدنية تسبق الآيات والسور المكية بعكس ترتيبها التاريخي حسب نزولها، كما أنه كثير من الآيات المدنية وضعت في سور مكية والعكس ، لكن الأهم هنا في تلك الآيات أن الخطاب القرآني في الآيات السابقة واللاحقة خطاب وحوار مع اليهود وهم كانوا بالمدينة (خيبر)، كما لا يخفى استمالة النصارى في الآية الثانية حيث قال أن ذلك النبي الأمي يؤمن بالله وكلمته أي يؤمن بالله وبعيسى حيث أن المسيح هو كلمة الله ، أما كلمة الإنجيل هي الكلمة الأكثر إقحاما في النص حيث أن الآيات السابقة واللاحقة تحكي عن موسى واليهود فلا مجال لإقحام كلمة الإنجيل .

ومن هنا لنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟  كما أنه من الملاحظ أن قرابة ثلاثة عشر سنة في مكة لم يكن للإسلام أي عبادات واضحة أو شرائع بل مجرد إنذار من النار وتبشير بالجنة وبعض القصص المكررة عن السابقين من أهل الكتاب وأساطير العرب ويميل أغلب السور المكية إلى وحدة القافية وقصر العبارة وغيرها ، لكن حسبنا أن نسأل لماذا كان محمد في ضعفه بمكة مجرد نذير فقط ليس إلا بينما في المدينة صار نبيا ؟ هل هناك تفسير لهذا التدرج والانتقال من حالة الإنذار إلى حالة النبوة ؟ .

 

 

النبي والجن

صرح القرآن أن هناك علاقة وثيقة بين محمد وقرأنه من ناحية وبين الجن من الناحية الأخرى ،حيث أن القارئ المدقق الفاهم يجد أن الذين آمنوا بالقرآن وشهدوا بصحته وهداه إلى الحق هم الجن حيث أن تلك السور مكية وكان محمد يومها مرفوضا لا يؤمن به من الإنس إلا أهل بيته وهم يعدوا على الأصابع . لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟

 

الجن خلق من النار:

في الحديث عن موسى : الق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ( القصص 28 : 3 )

قال القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى (طه 20 : 20 )

والجان خلقناه من قبل من نار سموم ( إبراهيم 15 : 27 )

وخلقنا الجان من مارج من نار ( الرحمن 55 : 15 )

وهنا ما يتميز به الجن أنه يهتز كالثعابين ويسعى كالحيات وخلق من نار .

 

خلق إبليس من نار وهو رجيم:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ... ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ( الأعراف 7 : 11-20 )

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ... قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فأذلهما الشيطان عنها ... وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ... (البقرة 2 : 34-36 )

.... فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ( الكهف 18 : 50 )

مما تقدم نجد أن الجن خلق من نار وإبليس خلق من نار أيضا وكان إبليس من الجن وأذل الشيطان آدم وحواء والعداوة بينهم بأمر الله ، لكن ماذا عن العفاريت ؟

 

الجن والعفاريت شئ واحد:

في حوار سليمان والجن : قال عفريت من الجن أنا أتيك به ( عرش ملكة سبأ ) قبل أن تقوم من مقامك .... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( النمل 27 : 39-40 )

وهنا العفريت واحد من الجن كما إبليس وعند العفاريت علم من الكتاب  ، ترى أي كتاب ذلك الذي تعرفه العفاريت ؟

 

الشياطين والجن يتزاوجون:

إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دون الله وهو لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( الكهف 18: 50 )

وهنا إبليس والجن يتزاوجون ولهم ذرية .

 

المتعة بين الأنس والجن:

يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم ( أصدقائهم ) من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغت آجالنا الذي أجلت (الأنعام 6 : 128)

وهنا نرى المتعة متبادلة بين الإنس والجن ، لكن لم يوضح أي نوع من المتعة وإن كانت أحاديث محمد أشارت إلى ذلك .

 

نهاية الجن والشياطين وإبليس واحدة:

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ... فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم ( ص 38 : 75-85 )

ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 ) ( الأعراف 7 : 38 )

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( مريم 19 : 68 ) ( الأعراف 7 : 18 )

وهنا جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار ولهم قاسم مشترك واحد هو إغواء البشر وإهلاك ذرية آدم .

الجن العلوي والسفلي:  

يقسم علماء المسلمين الجن إلى الجن العلوي المؤمن بمحمد وقرأنه والجن السفلي الكافر، ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرأنه ؟ هل لهم نصيب في الجنة ؟ هل للجن العلوي أن يخطئ ويكفر ويرتد عن الإسلام ويصبح من الجن السفلي ؟ هل للجن السفلي أن يؤمن بالقرآن ومحمد ويصبح من طائفة الجن العلوي ؟ وهنا العقل في محنة بين آيات القرآن التالية :

سمعنا قرأنا عجبا ... فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( الجن 72 : 1-2 )

وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك .... وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار )( الجن 72 : 11-14 )

في هذه الآيات الجن مسلم مؤمن غير مشرك نعم ليس كل الجن .

قل أعوذ برب الناس ... من شر الوسواس الخناس ... من شر الجنة والناس ( الناس 114 : 1-6 )

ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 )

وهنا محمد يستعيذ من الشياطين والجن؛ وجهنم ستمتلاء من الجن والناس كما أن ليس هناك آية واحدة تقول أن هناك مكان في الجنة للجن ، هنا الحيرة ما مصير الجن العلوي الذي آمن بالقرآن وصدق محمد ؟ هل أفاده ذلك شيئا ؟

الجن أعداء الإنسان والأنبياء:

كان رجال من الإنس يتعوذون برجال (هل هناك اناث؟) من الجن فزادوهم رهقا ( الجن 72 : 6 )

يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم  بل كانوا يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون ( سبا 34 :40- 41 )

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول (الأنعام 6 : 112 )

هنا الجن يوحون إلى الإنس كلام مزخرف جميل بليغ . لكن ترى من غير محمد وأتباع محمد يؤمنون بالجن ؟

 

عبادة الجن ورسلهم:

‎‎‎‎‎وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات 51 : 56 )

يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ( الأنعام 6 : 130 )

وهنا نرى أن للإنس كما للجن عبادات لله ولهم رسل منهم يقصون عليهم آيات الله وكتبه .

 

هل محمد رسول الجن والقرآن كتابهم ؟

لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه .

وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا أنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ( يدي من؟ ) يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله (محمد ) وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم.. ( الأحقاف 46 : 29-31 )

قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ... ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ... أنا لما سمعنا الهدي (القران) أمنا به ... وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ... ( الجن 72 : 1- 14 )

الواضح من الآيات أن الجن آمن بالإسلام وصدق بمحمد وقرأنه وأنه مطابق لما بين يديه ( ؟ ) ورفعوا الله أن يكون له صاحبة أو ولد وهي نفسها أفكار القرآن عن النصارى ؛ كما أنهم دعوا من يريد الرشد فعليه بالإسلام ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن والشياطين والأبالسه العفاريت ؟ أي دين وأي نبي ذلك الذي يبشرون به ؟  أي إله ذلك الذي يشرك الجن في علمه ويطلعهم على ذلك الكتاب الذي بين يديه ؟ هل الله لكي يثبت صدق نبيه وصحة دعواه أن يقبل شهادة الجن والعفاريت والأبالسة الشياطين ويردد كلامهم ؟ ترى هل من العقل أن نصدق نحن شهادة الجن والعفاريت والشياطين ونثق في كلامهم دون فحص وتمحيص ؟ كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ هل ننسى تهديد إبليس بأن يقعد لذرية آدم من كل اتجاه ليضلها ، والأعجب أن الله في القرآن يردد كلام الجن حيث أن سورة الجن والأحقاف هي كلام الجن وهي لا تختلف كثيرا في الأسلوب والمعنى عن كثير من آيات القرآن وسوره .

لإن اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( الإسراء 17 : 88 )

لقد جاء الجن بمثل القرآن بل جاء به نفسه حيث السور السابقة هي موجودة في القرآن ويقرأها الجميع على أنها من عند الله بينما هي في الحقيقة كلام الجن ، وإليك بعض الآيات التي تكشف عن طبيعة الجن وخداعهم :

قال قائل منهم أني كان لي قرين ( جن ) يقول إنك لمن الصادقين ( الصافات37: 51-52 )

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين ( الحشر 59 : 16 )

وهنا لا يخفى عليك أن الجن والشيطان يستطيع أن يقنع الإنسان أنه صادق في كل ما يعمل ولا يكتشف الإنسان ذلك ألا في النهاية عندما لا تكون هناك فرصة للتوبة والندم.

كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فزرهم ( أطردهم) وما يفترون ( الأنعام 6 : 112 )

فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته .... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ... ( الحج 22 : 52 - 54 )

وهنا نرى أن الشيطان والجن يوحيا للإنسان زخرف القول أي كلام منسق جميل يأخذك بريقه ونغمه ، كما أن الشيطان يوحي إلى محمد آيات ثم ينسخها الله (! ) ويحكم آياته والأغرب والأعجب كيفية معرفة الذين أوتوا العلم برغم كل ذلك أنه الحق ؟ أي حق !

فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنفسهم مهتدون ( الأعراف 7 : 30 )

وهنا نرى الذين يتبعون الشياطين والجن يحسبون أنفسهم مهتدون لكن عندما تتكشف لهم الحقيقة يقولون :

قال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( فصلت 41 : 29 )

عن ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك قال وإياي إلا أن الله تعالي أعانني عليه فاسلم فلا يأمرني إلا بخير.صحيح مسلم ومسند أحمد ومنتخب كنز العمال في السنن الأقوال والأفعال للعلامة المتقي الهندي.

عن عائشة ما منكم من إلا ومعه شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فاسلم. صحيح مسلم ومنتخب كنز العمال للعلامة المتقي الهندي.

مما تقدم وغيره كثير نجد أن محمدا كان له قرين من الشياطين والجن يأمرانه وهما مسلمين مؤمنين.

أخيرا ترى ماذا قال كتاب الله التوراة عن الجن عملا بالقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون :

لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم أنا الرب إلهكم (لاويين 19 : 31 )

النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم أجعل وجهي ضد تلك النفس وأقطعها من شعبها (لاويين 20 : 6 )

إذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فأنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه    ( لاويين 20 : 27 )

لا يوجد فيك .... من يسأل جان أو تابعة ولا من يستشر الموتى لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب ( تثنية 18:11-12 )

كان منسي أبن اثنتي عشرة سنة .... واستخدم جانا وتوابع وأكثر من عمل الشر في عيني الرب لإغاظته (ملوك الثاني21 :1-6) (أيام الثاني33: 6) 

فمات شاول بخيانته التي خان بها الرب ... وأيضا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال (أيام الأول 10 : 13 )

من كل ما تقدم نجد أن الكتاب المقدس يصف الجان بأنه أرواح شريرة شيطانية ونهى الله عن التعامل معها وكل من يستمع لها نجس ومكروه عند الله ويقطع هذه النفس وذريتها من شعبها.

 

محمد في القران

العرب الذين عاصروا محمد في جهلهم وجاهليتهم وصفوه بكثير من الصفات ، لكن الأغرب والأعجب أن القرآن والسنة تطبقا معهم إلى حد بعيد مع ما وصفوه به ، قال عنه العرب أنه كذاب أشر ومفتري وكذلك قال القرآن تاب الله على النبي وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قالوا عن قرأنه ليس وحيا من الله بل انه قول شاعر وقال القرآن أنه قول رسول كريم قالوا للمؤمنين به إنكم تتبعون رجلا مسحورا وجاءت السنة بأن محمدا سحر ، قالوا عنه يتلقى وحيا من الشيطان والجن وجاء القرآن فعلا بكلام الجن كما جاء أن محمدا تلقى وحيا من الشيطان ثم نسخه الله وألغاه وأحكم آياته ، قالوا عنه مجنون لا يدري وقال هو في قرأنه أنه لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ، قالوا كاهن يرقي بكلام مركب مثل كهان العرب وجاءت المعوزتين آخر مصحف عثمان وقد رقى بهما جبريل محمدا عندما سحره اليهود واختل عقله وأصبح لا يدري ما يحدث حوله ، وجاء في القرآن الكثير عن مدى تصديق محمد والعرب للقرآن والعمل به وإليك ما جاء :

 

بداية محمد:

ألم يجدك يتيما فآوى وضالا فهدى (الضحى :93 :6 )

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك (الخطايا ) الذي أنقض (أحنى واثقل) ظهرك (الشرح 94 : 1-3)

يا أيها المدثر قم فأنذر ... ثيابك فطهر الرجز فأهجر (المدثر 74 : 1-5 )

مما تقدم يتضح أن محمدا كان يسير في طريق الضلال فهداه الله وكان محملا بالخطايا والآثام التي أحنت ظهره من ثقلها وكثرتها ووضعها عنه الله لكن ترى ماذا عن الرجز الذي أمره أن يهجره ؟

ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم ويذهب عنكم رجز الشياطين (الأنفال 8 : 11 )

 

هل أحمد رسول بني إسرائيل:

إذ قال عيسى أبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا سحر مستمر(الصف 61: 6 )

ترى لماذا أحمد وليس محمد فالأسماء لا تتغير في جميع اللغات ؟ لكن ترى هل كان أحمد رسولا لبني إسرائيل حتى يدعو المسيح بني إسرائيل للأيمان به؟ إذا كانت به البشرى لبني إسرائيل لماذا لم يهاجر إلى بلادهم لتتم به النبوة والبشرى ؟ لماذا لم يبشر عيسى أتباعه النصارى بأحمد ؟

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل (الأعراف 7 : 157 )

إن القارئ الفاهم والمدقق ليجد هذه الآية محشورة ومقحمة في الأحداث حيث أن ما قبلها حديث وكلام موسى وما بعدها يحكي عن موسى وقومه من الآية 103 إلى 174 فلا موقع للحديث عن الإنجيل حيث أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ثم أنه من الواضح لكل عاقل أن اليهود لم يؤمنوا بعيسى فكيف يخاطب من لم يؤمنوا به ترى هل الله يجهل تلك ألبديهيات ؟

 أن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون (النمل 27 : 76 )

ناهيك عن أن محمد لم يظهر في بني إسرائيل ، لكن لنا أن نسأل بأي لغة كان يقص القرآن على بني إسرائيل ؟نحن نعلم أن القرآن عربي وبني إسرائيل ليسوا عربا؟.

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه (إبراهيم 14 : 4 )

وهنا يجزم القرآن أن كل رسول جاء بلسان قومه ، ولما كان بنو إسرائيل عجما لا يفهمون العربية فكل الآيات التي تشير أن محمدا رسول بني إسرائيل مشكوك في صحتها .

 

محمد للعرب الأميين محمد للناس جميعا:

ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس 10 : 47 )

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا (النحل 16 : 36)

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (الرعد 13 : 7 )

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من أمة إلا خلا فيها نذير (فاطر35: 24)

وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها (مكة) رسولا (القصص 28 : 59 )

هو الذي بعث في الأميين(عرب الجزيرة ) رسولا منهم (الجمعة62 : 2 )

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ( إبراهيم 14 : 4 )

من كل ما تقدم نجد أن لكل أمة رسول ولكل قوم هاد ومحمد هو نصيب الأميين ، لكن جاءت تلك الآيات التي تقول أن محمدا للناس جميعا

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف 7 : 158 )

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( سباء34: 28)

 

 

محمد الوحيد الذي بلا معجزة:

قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون (الأنبياء 21 : 5)

وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن جاءتهم  آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات(المعجزات) عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ( الأنعام 6 : 109)

هكذا قابل عرب الجاهلية محمدا بأن يأتيهم بمعجزات كما جاء أنبياء الله السابقين الحقيقيين وهي كلمات ذات دلالات ولها مغزى مهم فهي تدل على معرفتهم بأخبار ومعجزات الأنبياء السابقين وإيمانهم بها .

قالوا لولا نزل عليه آية(معجزة) من ربه قل ان الله قادر أن ينزل آية (الأنعام 6 : 37)

يقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا وإني معكم من المنتظرين (يونس 10 : 20 )

أن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (الشعراء 26 : 4 )

أن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ...(النمل 27 : 92-93)

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد (فصلت 41 : 53 )

إن نشاء نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ان في ذلك لآية لكل عبد منيب( سبا 34 : 9 )

قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا(يدل على معرفة العرب بما فعل موسى) ... أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا  (قطعا).. ( الإسراء 17 : 90-92 )

    العرب في جهلهم وجاهليتهم طالبوا محمد أن يأتيهم بمعجزة كما أنبياء الله السابقين الصادقين ووعد هم أن يأتيهم بآيات تخضع لها الأعناق وسيرونها في الآفاق فيعرفونها ليعلموا أنه الحق من ربهم وان الله على ذلك الوعد شهيد وزعم محمد أن يسقط السماء عليهم كسفا وطالبهم بالانتظار وكان محمد معهم من المنتظرين ، وطال الانتظار لكن جاءت تلك الآية لتقطع على المنتظرين طول انتظارهم :

وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ... وما نرسل بالآيات إلا تخويفا (الإسراء 17 : 59 )

      أي أن الله منع أن يعطي محمدا معجزة لآن السابقين كذبوا بمعجزات الأنبياء قبله ، ترى هل هذا التعليل منطقي ؟ لقد طلب العرب منه معجزة حتى يؤمنوا به وهذا يدل على إيمانهم بمعجزات السابقين ، ولو كان الأمر عند الله هكذا بأنه لن يرسل معجزات على يد محمد فلماذا الوعد بأنه سيرسل آيات ومعجزات في الآفاق تخضع لها الأعناق ؟ هل كان الله كاذبا في وعده أم أن الآيات التي تعد بالمعجزات ليست من عند الله ؟ وترى هل معجزات الله تخوف الناس أم هي دليل على صدق الأنبياء وصدق دعواهم ؟

وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون . وألقى السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون (الاعراف7: 117- 122 )

هنا آمن أكثر الناس شرا وكفرا وهم السحرة عندما شاهدوا المعجزات إذا ليست المعجزات تخويفا بل هي برهانا للصدق وكشفا للزيف والكذب وهى الأكثر إقناعا .

 

محمد الوحيد الذي لم يكلمه الله:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... ( الشورى 42 : 51 )

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو بطريقة غير مباشرة أي عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي حيث أنه لم يرد في القرآن كله أن أحدا من الأنبياء تلقي وحيا من جبريل غير محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله .

 

الله ، النبي ، النساء:

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم (أبنه بالتبني) إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج ...ما كان على النبي من حرج سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا (الأحزاب 33 : 37-38 )

هذه هي الآيات الأكثر عجبا فهناك عبارات مثل قضى زيد منها وطره ما معناها؟هل تعني أن زوجة الابن تصبح حلالا لأبوا زوجها بعد أن يجامعها الابن ويقضي وطره؟ كيف عرف النبي أن زيد قضى وطره ؛هل هناك مدة محدده؟ هل مرة واحدة تكفي لقضاء الوطر أم هناك عدد محدد من المرات لقضاء الوطر؟ لكي لا يكون على النبي والمؤمنين من حرج نعم تحرج عرب الجاهلية من ان يضاجع الرجل زوجة ابنه بالتبني حتى لو قضى الابن منها وطره لكن الوحي والله وجبريل لم يتحرجوا بان الابن الذي يقضي وطره من زوجته عليه أن ينزل لأبيه لكي يقضي الأب دوره ووطره هل يجوز هنا القياس فالعلاقة بين الأب والابن هي الأقوى من علاقة الاخوة أو الصداقة فإذا قضى الأخ أو الصديق من زوجته وطره هل ينزل لأخيه أو لصديقه لكي يقضى هو الآخر وطره؟ ما الذي حدث بعد تلك الآيات الربانية هل نزل كل ابن قضى وطره من زوجته لأبيه لكي يقضي الأب وطره؟ سنة الذين من قبل؛ كذبت حاش أن ينسب ذلك للسيد المسيح أو غيره .

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك(النساء السبايا اللاتي أعطاهم الله لمحمد!) وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ... لكي لا يكون عليك حرج ( الاحزاب33: 50)

   هنا أباح لمحمد زوجاته اللاتي أتاهن أجورهن وما ملكت يمينه من الأسرى والجواري والسبايا اللاتي أخذهن بعد الحرب والقتال وأسرهن بعد قتل أزواجهن أو أهلهن ،ثم أقربائه ، ثم أي امرأة وهبت نفسها لمحمد أن أراد محمد أن ينكحها(كيف تهب المرأة نفسها له؟ هل للمؤمنات والمؤمنين اليوم أن يقلدوا نبيهم ويقتدوا به ؟تخيل أيها المؤمن أن تأتيك امرأة مؤمنة وتقول لك وهبتك نفسي؟ هل لذلك مدة محددة؟  وكل تلك الآيات جاءت لا لشئ إلا لتزيل الحرج عن محمد حيث كان العرب في جهلهم وجاهليتهم يتحرجون من كل ذلك .

ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت(رغبت في نكاحها) ممن عزلت(من تركت) فلا جناح (لوم وحرج) عليك (الاحزاب33: 51)

وهنا لا عدل بين نسائه فيعاشر من يرغب ويترك منهن من يترك فلا حرج

لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ... (الاحزاب33: 52)

   هنا حرم محمد النساء ولم يحرمها فحرم القرآن عليه تبديل أزواجه ولكن استثنى له أن يبدل ويغير ما شاء في نساء ملك اليمين من الأسرى والعبيد لكن القارئ الفاهم يجد أن كل هذه الآيات جاءت في فترة زمنية محددة وهى فترة سورة الأحزاب؛ نعم يمر الإنسان بفترة المراهقة الثانية ترى هل ينطبق ذلك على فترة سورة الأحزاب؟.

ومع كل تلك الآيات التي أباحت لمحمد كل النساء إلا أن عينيه كانت تتطلع لنساء غيره فنزلت آية تكبح جماحه من التطلع إلى نساء غيره.

لا تمد عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا (طه 20: 131 )

نعم لقد أباحت سورة الأحزاب بالسر كل السر. لكن سيظل عالقا بالعقل سؤالا فالعلاقة بين الرجل والمرأة أما شرعية وهى الزواج وحددها القران بأربعة أو زنى لكن ماذا عن ملك اليمين وعن النساء اللاتي وهبن أنفسهن لمحمد هل هو زواج فالزواج محدد ترى هل هو زنى أم ماذا؟

 

الطيبين للطيبات:

الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (النور26:24)

عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيب وأبكار(التحريم5:66)

إن تتوبا (عائشة وحفصة) إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه... (التحريم66: 4)

يا نساء النبي أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (الذنوب والخطايا) أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 32-33)

هنا نرى القران يطالب نساء النبي أن يتوبا ويهددهن بالطلاق وان هناك نساء وعذارى افضل منهن وان الله يريد أن يطهرهن ويذهب عنهن الرجس .

 

محمد لا يتقي الله ويكسر شرائعه:

يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما (الأحزاب 33: 1)

إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه (زيد) أمسك عليك زوجك(زينب بنت جحش) واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (الأحزاب33: 37)

يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم 66: 1)

وهنا نرى النبي لا يتقي الله ولا يخشاه بل يخاف الناس كما أنه يكسر شرائعه ويحرم ما أحل الله ليرضي نسائه رغم أنه جاء في القرآن:

 أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (التوبة 9 : 13)

 

محمد يعبس في وجه الفقراء المؤمنين ويأنس للأغنياء الضالين:

عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى (الغني) فأنت له تصدى (تقبل وتستمع) وما عليك ألا يزكى أما من جاءك يسعى وهو يخشى (يخشى الله) فأنت عنه تلهى (عبس 80: 1-10)

وهنا نرى محمدا يعبس في وجه الأعمى وتركه ويلهى بعيدا عن من يخشى الله ويأنس ويستمع ويجالس الأغنياء الكافرين .

محمد المذنب دائما:

فأصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ... (غافر 40: 55)

فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات(محمد47: 19)

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار(التوبة9: 117)

لكن هل توقفت ذنوب محمد عند هذا الحد ؟ لا بل صرح القرآن أنه أبدا لن يتوب

 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخرويهديك صراط مستقيم (الفتح48: 2)

محمد الفظ غليظ القلب وغير الفظ ولا غليظ القلب:

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم (التوبة 9 : 73) (التحريم 66 : 9)

قاتلوا الذين يلونكم (يعادونكم ) من الكفار وليجدوا فيكم غلظة (التوبة 9 : 123)

لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(آل عمران 3 : 159)

قد يرى البعض أن عدم الغلظة مع الاتباع والأشياع والغلظة مع الكفار نقول لو أن هذه هي البداية لما اكتسب محمد واحد إلى جواره فالكل رفضه في مكة عدا نفر قليل من أهله بدافع القبلية والعصبية ، فكل آيات الغلظة مدنية .

 

محمد رحمة لكل الناس محمد رحمة للمسلمين فقط:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء 21: 107 )

وهنا إلا حرف حصر أي أن محمد فقط رحمة لكل الناس

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 48 : 29)

وهنا صارت الرحمة متبادلة بين المؤمنين به والشدة على غيرهم أي نوع من الرحمة بين الأم وأبنها والأخ وأخوه ، نعم حيوانات الغابة لها تلك الفطرة والطبيعة.

قال النبي صلعم أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده فقد جئتكم بالذبح.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

محمد لا يعلم الغيب ويعلم الغيب:  

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الأنعام 6 : 50)(هود11: 31)

وهنا محمد يؤكد أنه لا يعلم الغيب .

قيل يا نوح أهبط ... تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل ...(هود11: 49)

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ... (آل عمران3: 44)

رغم أن تلك الأحداث حدثت قبل محمد ويعرفها كثير من عرب الجاهلية وأهل الكتاب اليهود والنصارى الذين تحاور معهم القرآن كثيرا فليس فيها غيب أو وحي لكنها محاولة للتماس النبوة .

محمد المجرم لا يدري في ضلال يسير أم في هدى:   

قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا أو إياكم لعلى هدي أو في ضلال مبين لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (سباء34: 24-25)(مكية)

قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي(سباء34: 50)(مكية)

قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم أن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرمبين(الأحقاف46: 9)(مكية)

    الملاحظ أن كل تلك الآيات مكية ولكن إذا كان حال محمد هكذا لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ولا يدري ما يفعل به وباتباعه فمن من نتأكد من صحة دعواه ؟ والأعجب  كلمة عما أجرمنا فترى أي جرم فعل وفعلوا، لماذا هذا الخنوع مع الكفار حتى أنه قال ولا نسأل عما تعملون، وهل يمكن التوفيق بين تلك الآيات السابقة أو المكية وبين تلك الآيات المدنية:

فمن يطع الرسول فقد أطاع الله (النساء4: 80)(مدنيه)

من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (الاحزاب33: 71)(مدنيه)

 

محمد يضيق صدره من القرآن كما يضيق بكلام الكفار:

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125 )

كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه(القرآن) لتنذر به وذكرى للمؤمنين (الاعراف7: 2)

فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك ... إنما أنت نذير (هود11: 12)

الذين يجعلون مع الله إله آخر ... ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (الحجر15: 96-97)

في الآية الأولى من يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  وفي الثانية والثالثة  صدر محمد ضيقا حرجا من كلام القرآن وفي الآية الأخيرة يضيق صدر محمد أيضا بكلام الكفار وشركهم كما ضاق بكلام القرآن.

 

محمد يشك في القرآن:

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكن من الممترين (الشاكين) (البقرة2: 146-147)

مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(كان) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (آل عمران3: 59-60)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (يونس10: 94)

مما تقدم نجد أن أهل الكتاب يعرفون كتابهم كما يعرفون أبناءهم حيث أن الهاء في كلمة يعرفونه تعود على الأقرب وهو الكتاب وأكد ذلك في الآية الثالثة عندما أمر محمد عندما يشك في شئ أو يلتبس عليه أمر أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله أي النصارى قبله، أما في الآية الثانية فكان شك محمد كيف يكون عيسى كلمة الله وروح منه ورفع إلى السماء ويقول أنه مثل آدم من تراب؟ لكن السؤال الأهم إذا كان الإنجيل والتوراة تحرفا بيد اليهود والنصارى فكيف يأمر القرآن محمد أنه عندما يشك في صحة الوحي أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب قبله؟ ترى هل يحيله على محرفين؟

 

محمد يتلقى وحيا من الشيطان:

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله (يلغي) ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم .. وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) أنه الحق من ربك فيؤمنون به فتخبت (تطمئن) له قلوبهم (الحج22: 52-54)

تلك هي الآيات الأكثر صراحة وعجبا في القرآن فصراحتها أن محمد يتلقى وحيا من الشيطان والعجب أن الله يسمح بذلك ليفتن المنافقين والكفار كأن الله لا يريد هدايتهم والأعجب أن الذين أوتوا العلم عندما يسمعون محمد يردد كلام الشيطان ثم ينسخه الله ويلغيه يؤمنون وتطمئن قلوبهم ويعرفون أنه الحق من الله ويؤمنون  كيف.؟ أي حق في هذا ؟ الواقع أن العكس هو الصحيح ، ولذلك لم ولن يؤمنوا ويزداد العجب مع تلك الآية:

ما تنزلت به (القران) الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون (الشعراء26: 210-212)

الواضح من هذه الآية أن الشياطين معزولون عن سماع الوحي القرآني وفي الآيات السابقة أنهم سمعوا الوحي وأوحوا لمحمد آيات نسخها الله بعد أن قالها محمد لاتباعه فكيف بين الآية وسابقتها؟

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الأنعام 6 : 112).

وهنا نرى أن زخرف القول وبلاغته وقوة الصياغة اللغوية هي ليست من الله بل هي من وحي شياطين الأنس الجن .

أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف 7: 200)(فصلت 41: 36)

وهنا  نرى أن الشياطين كانت تنزغ محمدا والقرآن يأمره بأن يستعذ بالله من نزغاتهم ،ثم تأتي الآيات الأكثر عجبا.

هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (الشعراء26: 221-223)

هنا الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين  وكلمة أكثرهم كاذبون على من تعود؟ بالطبع على الشياطين لان الأفاكين هم الكاذبين ومن هنا فبعض الشياطين صادقين!! نعم فلا تعجب يا صديقي فلقد كان لمحمد شيطان مسلم يأمره !!

قال محمد ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير{إحياء علوم الدين للأمام أبي حامد ألغزالي وأيضا صحيح مسلم عن عائشة زوج محمد}فهل لنا أن نقول أن محمدا كان يتلقى أوامر من الشيطان؟ ربما يقول البعض نعم انه شيطان مسلم لا يأمر إلا بالخير ومن هنا هل يكذب من يقول أن محمدا كان يأتمر بأمر الشيطان المسلم؟! .

إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الأنعام 6: 68)

 ها هو الشيطان ينسي محمد القرآن لكن إليك تلك الآية الأعجب:

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (المجادلة58: 19)

قال الرسول صلعم ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

عن أبن مسعود قال رسول الله صلعم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.

صحيح مسلم

غضبت عائشة رضى الله عنها مرة فقال لها رسول الله صلعم ما لك؟جاءك شيطانك؟فقالت وما لك شيطان؟قال بلى ولكني أعانني عليه الله فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير.

صحيح مسلم من حديث عائشة.إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب ذم الغضب والحقد والحسد.

إذا كان محمد له شيطان فكم شيطان للمسلم المؤمن؟ إذا كان شيطان النبي بالجهد وإعانة الله له أسلم شيطان النبي فكم يحتاج المؤمن المسلم العادي حتى تسلم شياطينه؟قبل أن يسلم شيطان النبي هل كان يأمره بالخير أم بالشر؟ ترى ماذا يفيد الشيطان والجن إسلامهم؟ هل لهم مكان في الجنة؟ هل كان محمد يتلقى أوامره من الشيطان والجن؟ هل ننتظر من الشيطان خير حتى لو كان مسلم؟أنا لا أظن بل أجزم أن الشيطان عدو البشر حتى لو كذب وقال أنه مؤمن بالله.

روي أن إبليس لعنه الله تمثل لعيسى أبن مريم فقال له قل لا إله إلا الله فقال كلمة حق ولا أقولها بقولك.

إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.

هل رأيتم كيف كان عيسى يعرف طبيعة الشيطان المخادع ولا يتجاوب معه حتى لو قال لا إله إلا الله؟

وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله فانتهره يسوع قائلا أخرس وأخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا(لوقا4: 33-35)

 

النهاية المحتومة والبشرى الأخيرة:

لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها (النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (مريم19: 70-72)

وهنا جميع المسلمين سيردون النار والآية لم تستثني محمد بل الكل واردها ثم ينجي الذين اتقوا رغم أن محمدا رفض تلك المقولة التي حكاها أهل الكتاب على حد تعبير القرآن :

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (آل عمران3: 24)

قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولوا على الله ما لا تعلمون (البقرة2: 80)

لا فارق بين ما جاء به القرآن في الآية الأولى وما حكاه القرآن عن أهل الكتاب في الآيتين الثانية والثالثة ، الفارق الوحيد أن الآية الأولى مكية والآيتين الثانية والثالثة مدنيتان ، فهل في مكة كان معهم وفي المدينة انقلب عليهم ؟

 

محمد لا يملك لنفسه وللمؤمنين شيئا:

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله (الاعراف7: 188)

 قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (الجن72: 21)

قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله (يونس10: 49)

 

الله ومحمد:

إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الاحزاب33: 56)

لماذا الله وملائكته يصلون على النبي؟ هل يحتاج النبي إلى صلاة المؤمنين بعد صلاة الله والملائكة؟  ماذا يقول الله  في الصلاة على محمد ؟

يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من ألظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (الاحزاب33: 41-44)

هنا نرى صلاة الله وملائكته تخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، كيف يكونون مؤمنين وقابعين في الظلمات؟ هل تخرج صلاة الله وملائكته النبي من الظلمات إلى النور أم لها عمل آخر؟

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه (تساعدوه وتساندوه) وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (الفتح48: 9)

لمن هذا التسبيح والتوقير والمساعدة؟ نعم المساعدة والتوقير والتسبيح لمحمد فالسورة في السنة السادسة للهجرة ولا يمكن مقارنتها بقرآن مكة أو النذير الذي كان بمكة، وأخيرا لك تلك الآيات:

يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم (تدخلون النار) وانتم لا تشعرون  إن الذين يغضون (يخفضون) أصواتهم عند رسول الله (محمد)  أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (الحجرات49: 3)

نعم إنها سورة مدنية في السنة السادسة للهجرة فمجرد خفض الصوت عند النبي هو امتحان للتقوى بل يستوجب المغفرة والأجر العظيم. لكن بعد كل ما استعرضناه عن حكم القرآن لنا أن نستعرض حكم العرب المعاصرين لمحمد من خلال القرآن لنرى إلي أي حد تطابق حكم القرآن والعرب على محمد وإلى أي مدى اختلفا؟  لكن السؤال الأهم متى حدث الاختلاف؟

 

قالوا شاعر:

بل قالوا أضغاث أحلام بل أفتراه بل هو شاعر فيأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون ( الأنبياء21: 5)

ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون (الصافات37: 36)

أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (الطور52: 30-31)

المتأمل في أغلب السور المكية يجدها مقفاة والكثير منها موزون  يمتاز بقصر العبارة والكثير من آياتها يمكن صياغته في قالب شعري مثل سورة العلق (69) كما أن الأحاديث تكشف عن أن محمدا كان يحضر سوق عكاظ ويحب شعر قس ابن ساعده وسلمة ابن الأكوع وكان يطلب من أبي بكر وغيره أن يسمعوه بعضا من أشعارهم وكان له شاعر هو حسان أبن ثابت يمدحه كعادة ملوك زمانه كل ذلك بعد أن قال محمد بنزول القرآن عليه وقال الشعراء يتبعهم الغاوون (الشعراء26: 224)؛ لكن ترى ماذا أجابهم القرآن عن قولهم أن قرأنه قول شاعر:

إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)

أي أنه ليس وحي لكنه قول رسول كريم .

قالوا مفتري كذاب:

وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (ص 38: 4)

قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرين (بحيرة وعدآس النينوي وقين وميسرة وورقة بن نوفل وغيرهم) اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا  (الفرقان25: 4-5)

وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات ... وقالوا ما هذا إلا إفك ( كذب) مفترى(من عنده وليس من عند الله)( سبا 34: 43)

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (كذاب)(النحل16: 101)

عندما رأى عرب الجاهلية تبديل الآيات ترى هل اخطأوا عندما قالوا كذاب وعندما قارنوا الآية السابقة بتلك الآيات :

لا مبدل لكلمات الله ( الانعام6: 34)، ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد( ق 50: 29)، لا تبديل لكلمات الله(يونس10: 64)

 

شكوا في قرانه:

أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري(ص38: 8)

لقد شك العرب في قرأنه على انه من عند الله ولكن الأغرب ان محمد نفسه شك مثلهم في هذا الذكر أي القران

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك(يونس10: 94)

 

قالوا مسحور:

إذ يقول الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (لاسراء17: 47)

وقال الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (الفرقان25 : 8)

لقد سحر اليهود محمدا وهذا ثابت في كتب التاريخ الإسلامي وكتب أسباب نزول القرآن وغيرها على سبيل المثال لا الحصر صحيح البخاري كتاب السحر باب الطب ، فترى هل كذب العرب أم صدقوا فيما قالوا إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا ؟

 

قالوا مجنون:

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر أنك لمجنون (الحجر15: 6)

أن لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (الدخان44: 14 )

وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (القلم 68 : 51)

افترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد (سبا 34: 8)

لكن ترى ماذا أجابهم القرآن على قولهم بأن محمدا مجنون ؟

إنه لقول رسول كريم... وما صاحبكم بمجنون (التكوير81: 19-22)

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين(الأعراف7: 184)

لقد كان رد القرآن عجيبا ُما بصاحبكم ُ صاحب من ؟ لو قلنا هذا الرد على الكفار لكانت الطامة الكبرى فمحمد صاحب الكفار وصديقهم ما هذا الود وتلك الصحبة ؟إلى أي مدى استمرت وإلى أي شئ تقود ؟ هل لآن محمد كان ضعيفا بمكة فكان يصاحبهم وعندما قوى في المدينة ضرب رقاب أصحابه ؟ صاحب من ؟هل قال أصحاب محمد والمؤمنين به أنه مجنون فجاء رد القرآن عليهم ما بصاحبكم من جنة وما صاحبكم بمجنون، لو كان هكذا لكانت الطامة أكبر من الأولى ويكون أصحاب محمد هم الأدرى به والأوثق شهادة .

 

قالوا كاهن:

فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون (الطور52: 29)

إنه لقول رسول كريم ... ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون(الحاقة69: 40-42)

 سحر اليهود محمدا وأصبح لا يدري ما حوله وجاء جبريل ورقاه بالمعوذتين أعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس وهما نفس رقي كهان الجاهلية .

 

قالوا أساطير الأولين يسمعها ويكتبها:

قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين(الأنفال: 8-31)

إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين(النحل16: 24)(المؤمنون23: 83)

 الواضح هنا أن العرب كانوا يعرفون قصص السابقين و كان تعقيبهم أن ما يقوله محمد هو قصص وأساطير الأولين وهو ليس شئ جديد ولم ينكر محمد ذلك.

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم (النساء4: 26)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق(طه20: 99)

تلك القرى نقص عليك من أنبائها(الاعراف7: 101)(هود11: 100)

وهنا وفي كثير من الآيات لم ينكر محمد أن قرأنه هو قصص الأولين والأنبياء السابقين وأساطير القرى وأنبائها وأخبارها مثل أهل الكهف والناقة المبصرة وذي القرنين وكثير من القصص غير الموجودة في كتب الله ، ولكن من أين جاء بها ؟

قال الذين كفروا أن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...وقالوا أساطير الأولين إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 4)

هنا كانت شهادة العرب المعاصرين أن تلك القصص كان محمد يسمعها وتملى عليه ويدرسها ، لكن ترى هل كان ذلك صحيحا؟ المتأمل بفهم وتعقل يرى أن محمدا قبل إعلانه للنبوة كان يذهب إلى غار حراء للتعبد ، ترى على طريقة من التعبد في المغارات ؟ فالعباد هناك كثيرون والدراسة مستفيضة في تلك الخلوة وهذا ما قاله العرب ولم ينكره القرآن :

كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (الانعام6: 105)

ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل16: 103)

من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست ، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل:

أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية  ،أسفار كتب بالسريانية،اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية،الجبت الشيطان بالحبشية،جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود، سريا نهر بالسريانية ، سندس رقيق الديابج بالفارسية ،الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم ،غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة،والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم ؟

أخيرا لنا أن نعرف أن كل تلك الآيات التي قالها العرب هي آيات مكية أما من إسلام المدينة وإلى اليوم فلا حرية في التعبير والتفكير والاعتقاد فحذف إسلام المدينة كلمة حرية ومرادفاتها من القاموس العربي فلم يجرؤ أحد في المدينة وإلى اليوم على قول شاعر، مجنون، مفتري ، مسحور، فإن عبر أحد عن رأيه كافر ويقتل وإن فكر أحد ورفض دين الأباء فمرتد ويقتل وإذا ناقش أحد مسلما فهو يفتنه عن دينه ويقتل :

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ...(المائدة5: 33-34)

ترى متى يعود العربي إلى ما قبل إسلام المدينة؟ عندما كان عرب الجاهلية يحترمون حرية الفرد فيما يعتقد فكان هناك اليهود والنصارى والصابئة والمجوس وعباد الأصنام التي كان عددها كبير كل يدين بما يقتنع به ويناجي الرب الذي يريد دون قمع او سيف . ترى متى نتحرر ونملك أن نقول كما قال أهل مكة؟ متى يضيق الفارق بيننا وبين العالم الذي نعيشه إلى أربعة عشر قرنا فقط؟ متى نعود إلى مكة؟ ما أشد الشوق إليها وما أحلى العودة إليها .

 

 

المسيح في القرآن

تحدث القرآن عن عيسى وأمه حديثا عجيبا فريدا مثيرا متفردا ، ورد أسم عيسى خمسة وعشرين مرة بين مكة والمدينة، ورد أسم المسيح إحدى عشرة مرة كلها بالمدينة فلم يعرف بهذا الاسم في مكة ترى لماذا؟ ورد اسم مريم أربعة وثلاثين مرة بينما لم يرد أسم محمد في قرأنه إلا أربع مرات فقط ولمريم سورة في القرآن باسمها ، لم يذكر اسم أحد من النساء غيرها كما أنها فوق كل نساء العالم وصديقه ومن يقول السوء فيها كافر ، ولم يذكر القرآن عن أي نبي لفظ اصطفاك مرتين في آية واحدة غيرها ، كما أنها وابنها آية لكل الأجيال ، ولم يقل عن أحد تحدث في البطن والمهد غير عيسى، تعلم قبل أن يولد كما أنه كلمة الله وروح من ذات الله ، ولم يأت أحد بمعجزات مثله وهو الوحيد الوجيه في الدنيا والآخرة ، وهو الحق ، نعم لقد وضع القرآن المسيح فوق كل البشر والأنبياء مما يجعل الإنسان يسأل من هو المسيح ؟ ولادته العجيبة ، صعوده ورفعه حيا تاركا الأرض تحوى في باطنها كل البشر والأنبياء بينما هو حيا خالدا في السماء والكل يترقب عودته يوم القيامة ليحاسب مليارات البشر من آدم وإلى يوم الساعة . الكل سيقف أمامه وسيعرف خفايا قلوبهم ويجازي كل واحد عما فعل خيرا كان ام شرا حقا إنه السؤال الخالد من هو المسيح؟

 

من هي أم عيسى ؟

إن الله اصطفى آدم وإبراهيم وآل عمران على العالمين (آل عمران 3: 33)

إذ قالت امرأة عمران (أم مريم؟) رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( آل عمران3: 35-36)

مما تقدم نجد أن مريم من ذرية الأنبياء التي اختارها الله وهي نذر لله وهي في البطن ومحصنه وذريتها من الشيطان ، لكن القرآن وقع في خطأ تاريخي حيث قال أن أم مريم هي زوجة عمران أبا هارون وموسى وأكد على ذلك الخطأ بتلك الآية :

يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (مريم19: 28)

وهنا أكد ذلك الخطأ وقال أن مريم أخت هارون ، يقول بعض المفسرين أن نسبتها لهارون لأنها من ذريته وتشريفا لها ، أي تشريف ينقص مريم التي قال فيها القرآن ما لم يقله في أحد من الأنبياء  ، لكن ترى لماذا قال عن أمها امرأة عمران؟ نعم من يقرأ التوراة يجد أن هناك فارق زمني يقارب الخمسة عشر قرنا بين مريم أم المسيح عيسى وبين مريم أخت هارون أبنه عمران . 

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (في ماذا؟) من روحنا...( التحريم66: 12)

في هذه الآية أكد القرآن  على أن مريم بنت عمران لكن الأغرب جملة أحصنت فرجها فنفخنا فيه  من الذي نفخ ؟ الله بالطبع ، نفخ في ماذا؟ بالطبع في فرجها ، لكن كيف نفخ هذا متروك لخيال القارئ .

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقها قال يا مريم أنى لك هذا (من أين لك هذا) قالت هو من عند الله (آل عمران3: 37)

لقد تغذت مريم وترعرعت على غذاء نازل من السماء من عند الله ولم يذكر القرآن ذلك عن أي نبي .

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران3: 42)

لم يرد في القرآن كله عن أي نبي كلمة اصطفاك مرتين في آية واحدة غير مريم ، كما أنها أطهر أم وفوق كل نساء العالم ، وفي تقريع اليهود الذين قالوا عن مريم الإفك اعتبر القرآن ذلك كفر :

بكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما (النساء4: 156)

لماذا كل هذه الكرامات لمريم فوق أم كل الأنبياء ونساء العالمين ومن يقول في حقها الكذب فهو كافر رغم أن الكفر كلمة لنا عليها تحفظ .

 

تحقيق نبوات التوراة والكتب بعيسى :

وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة5: 46)

 الشطر الثاني الإنجيل مصدقا للتوراة أما في الشطر الأول فإرسال عيسى مصدقا لما جاء من نبوات عنه في التوراة ولكي يزداد الأمر وضوحا :

ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه ( التحيم66: 12)

ومعنى صدقت بكلمات ربها وكتبه تعني أنها صدقت بالنبوات التي جاءت عنه في كتب الله قبل ولادة عيسى ، نعم كل حياة عيسى سطرتها كتب الله قبل ولادته وما يخص ولادته من عذراء لم يمسها بشر جاءت به النبوات التي صدقت بها مريم :

ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (أشعياء7: 14)

وأيضا هذا ما قاله السيد المسيح لليهود عن الآيات التي جاءت عنه وكان يذكرها لهم حتى لا يكون لهم العذر إذا رفضوه ، وكان هذا واحدا من الفروق الجوهرية بين المسيح والأنبياء الكذبة الذين جاءوا بعده فلم يستطع واحدا منهم أن يذكر لهم آية واحدة من التوراة والإنجيل لدعم نبوته وكما أن هذه النبوات لم تزل إلى الآن موجودة في كتب اليهود ورغم اختلافهم مع النصارى لم يجرؤا على حذفها أو تحريفها لآن الله أقوى من البشر فلا يستطع كل تجبر اليهود أن يزيل حرفا واحدا من كتبه.

 

المقفى ولا مقفى عليه(الخاتم):

ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ...ثم قفينا (أتبعنا) على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل(الحديد57: 26-27)

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة...(المائدة5: 46)

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 87)

مما تقدم نجد أن النبوة والكتب جاءت بعد نوح وإبراهيم وهى في ذريتهما وأول الأنبياء هو موسى الذي أتاه الله الكتاب وجاء باسمه وجاءت الرسل بعده وجاء المسيح عيسى باسمه ليختم وينهي عصر الأنبياء فهو المقفي الذي ليس بعده مقفي أي لامقفي عليه فليس هناك آية واحدة في القران تقول أن الله قفى بأحد بعد عيسى

 

عيسى رسول الله وكلمته وروح منه :   

إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته  ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ( أي اسم كلمة الله هو المسيح )(آل عمران3: 45)

هنا نرى طبيعة عيسى أنه ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه.

أولا : المسيح رسول الله ابن مريم نعم المسيح كان مثل كل البشر أكل وشرب ونام وجاع وتألم هذا لكونه ابن مريم أي بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم وشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وهذا واضح في الإنجيل وكان من ألقابه في الإنجيل ابن الإنسان وابن البشر :

والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده (يوحنا14:1)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس16:3)

فإذا تألم المسيح لأجلنا بالجسد .... (بطرس الأولى1:4)

الذي إذ كان في صورة الله (الكلمة) ... أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6- 8)

وكل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله(يوحنا الأولى4: 2- 3)

والكثير من الآيات التي تقول أن السيد المسيح كان مثلنا تماما لكنه لم يخطئ .

ثانيا : كلمة الله : دعنا نناقش معنى الكلمة وماهيتها ؟ الكلمة المنطوقة نسمعها والكلمة المكتوبة نقرأها والكلمة المصورة المتجسدة نراها ونلمسها والكلمة في كل الحالات واحدة لا تنفصل عن قائلها ، كما أنها تحمل نفس طبيعة قائلها إذا كان وديعا طاهر القلب كانت كلماته مملوءة بالسلام والمحبة وإذا كان شهوانيا دمويا كانت كلماته معثرة قاتلة ، من هنا لا يمكن معرفة المتكلم إلا من خلال كلمته ،كما لنا أن نغوص قليلا في كلمة الله ، الله عندما خلق الخلق استخدم كلمته في الخلق فخلق كل شئ بالكلمة فكانت كلمة الله لها القدرة على تحويل العدم إلى شئ فعندما قال كلمته لتكن أرض تحول العدم إلى الأرض ليكن نور فتحول العدم إلى نور وهكذا خلق الله كل شئ بكلمته وكما استطاع الإنسان أن يحول كلمته إلى صورة ، فكاتب القصة يصورها في مناظر فبدلا أن نقرأها نعيشها وكذلك كلمة الله صار جسدا وهو المسيح ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

والكلمة صار جسدا ( يوحنا 1 : 14)

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس3: 16)

نعم كل الأنبياء أخبرونا وأسمعونا كلمة الله فسمعناها وقرأناها أما المسيح هو كلمة الله المتجسد، البعض يقول كلنا خلقنا بكلمة الله نعم لكن ليس كلنا كلمة الله بل المسيح فقط هو كلمة الله ، للتأكد من ذلك نرجع للآية نجد أن المسيح كلمة الله ألقاها وهي تعني أن الكلمة لها وجود قبل إلقائها إلى مريم والله أزلي فكلمته أزلية أزليه الله وهذا لا نستطع أن نقوله على أحد غير المسيح ولا يستطع أي كاذب أن يدعيه لنفسه إلا إذا كان يخاطب جهلاء.

لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص38: 34)

ترى ما هذا الجسد ومن أين جاء وإلى أين عاد ؟ أليس الله القادر على كل شئ قادر على أن يعطي كلمته جسدا لنرى الكلمة بعد أن سمعناها.

 

عدم محدوديه الله وعدم محدوديه كلمته :

الرحمن على العرش استوى (طه5:20)

وترى الملائكة حافين حول العرش(الزمر75:39)

ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

وبرغم كل تلك الآيات إلا أننا نقول أن الله غير محدود لآن لاهوت الله وقدرته وكلمته وروحه تخرج من نطاق المادية ومقاييسها حتى لو قلنا عنه أنه استوى على العرش أو كانت الملائكة حافين بعرشه أو الملائكة يحملون عرشه لكنه في لاهوته وقدرته غير محدود .

لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( الكهف109:18)

لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله( لقمان27:31)

ربما يقول قائل أن كل الكتب على الأرض ربما أصغر بحر لو كان لها مدادا ليكفي لكتابتها ، لكن المقصود من الآيات أن كلمة الله غير محدودة.

فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته(والقرأة الأصح و الأبلغ وكلمته وكانوا يقولون بها في كثير من القرأت) واتبعوه (الأعراف158:7)

والمتأمل هنا يجد أن محمدا يؤمن بالله وكلمته المسيح فالأيمان بالله مقرون بالأيمان بكلمته والحوار هنا ليس مع اليهود بل مع النصارى الذين يقرؤون ويثقون في التوراة والإنجيل كذلك هم يؤمنون بالله وكلمته المسيح عيسى .

ثالثا : روح منه : دعنا نناقش كلمة روح منه هل على اتصال به تعالى أم على انفصال عنه ؟ إذا كان على انفصال منه تعالى فكل شئ ينفصل منه جزء ينقص بقدر ما أخذ منه وحاشا لله أن يعتريه نقصان وإذا كان على اتصال فإن السيد المسيح(روح منه) والله شئ واحد لا انفصال وهذا ما قاله السيد المسيح :

أنا في الأب والأب في ( يوحنا10:14)

أنا والأب واحد (يوحنا30:10)

وذلك يدل على أن المسيح والله طبيعة واحدة وبذلك نفهم لماذا المسيح خلق وأحيا الموتى ويعود ليدين العالم بعد أن صعد ولم يزل حيا إلى الآن.

لكن قد يقول البعض إننا جميعا من روح الله نقول لم يقل القرآن ذلك عن أي إنسان ولا آدم لكن آدم هو نفخة من روح الله وهي تعني الخلود في النار أو الجنة .

وفي الحديث عن مريم : فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويالأهب لك غلاما زكيا ( مريم19:19)

الراسل هنا هو الله والمرسل إليه هي مريم والمرسل إليها هو روح الله ، الذي تمثل بشرا سويا وهذا عينه ما جاء في الإنجيل:

قال لها الملاك ... الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ...( لوقا 1: 34-35) الروح القدس هو روح الله.

لما كانت مريم أمه(المسيح) مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18) الروح القدس هو روح الله.

أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس (رسالة فيلبي 2: 6)              وهي نفسها كلمة تمثل بشرا . 

وبرغم كل ذلك يقول البعض أن الذي تمثل بشرا هو جبريل وهو الذي بشر مريم نقول هل جبريل هو روح الله الذي تمثل بشرا ؟ حاشا أن يقول أحد أن جبريل هو روح الله وإذا كان للملاك أن يتمثل بشرا فلماذا الله لا يتمثل بشرا؟ ثم تكملة الآيات يدل على المعنى ؛ لأهب لك غلاما ذكيا؛ هل جبريل يستطيع أن يهب أم أن الله هو الواهب ؟ كما أن البشرى جاءت عن طريق الملائكة وليس عن طريق جبريل . :

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ... وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(آل عمران45:3)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3)

لكن يبقى السؤال هل لله روح أم لا ؟

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (الحجر29:15)

أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (المجادلة22:58)

هل روح الله يتجزأ على المؤمنين ؟ هل إذا أيد روح الله مؤمنا بالشام لا يستطع تأييد مؤمنا باليمن في وقت واحد ؟ بالطبع لا فروح الله غير محدود كما الله غير محدود كما كلمته غير محدود ، نعم كل حي حي بروحه والله هو الحي وله روح ومن ينكره ولا يؤمن به و ييأس منه هو كافر :

لا تيأسوا من روح الله أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (يوسف87:12)

يقول البعض أن كلمة روح هنا تعني رحمة لكن بأي لغة؟ لم ترد بهذا المعنى في أشعار العرب أو في كتب التاريخ ولم يستخدمها أحد بعد القران بمعنى الرحمة ولكنه هوى المفسرين وبرغم هذا فأوردنا الآيات السابقة التي تتحدث عن روح الله. ومن هنا إنكار الله كفر واليأس من رحمة الله وقدرة الله وعدل الله وكلمة الله وروح الله كفر وإذا كنت تؤمن بإله ليس له روح فأنت تؤمن بصنم لا حياة فيه حتى وإن كان اسمه الله وإن كنت تؤمن بإله ليس له كلمة فأنت تؤمن بصنم لا ينطق وإن كان اسمه الله فلقد أسمى عرب الجاهلية أصنامهم باسم الله وأسموا أبناءهم بعبد الله وعبيد الله؛ وإذا كان الله أزلي أبدي فروحه وكلمته وقدرته وعظمته وجلاله و أزلي ابدي .

أخيرا عيسى كلمة الله ألقاها وروح منه فهو عند الله قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به وقبل ولادته لكن ما الفارق بين الله وكلمته وروحه؟ بالطبع لا فرق، لكن سيظل السؤال عالقا ماذا كان يعمل كلمة الله قبل إلقائه إلى مريم؟

 

المؤمنين يؤيدهم الله بعيسى:

المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته وروح منه (النساء171:4)

أولئك كتب (الله) في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه(المجادلة22:58)

وهنا الله يؤيد المؤمنين بروح منه أي روح صادر من ذاته وهذا يوضح أن الله يؤيد المؤمنين بعيسى حيث هو الوحيد الذي قيل عنه روح منه وهو نفسه ما جاء في الإنجيل :

ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (متى20:28)

ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم(أفسس17:3)

أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني(فيلبي13:4)

 

ولادة عيسى وكلامه في البطن والمهد:  

فأشارت إليه(المسيح) قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا ... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم19: 29-33)

وهنا السلام جاء لعيسى من ذاته وطوال فترة حياته على الأرض في ميلاده وموته وبعثه حيا ، وبالمقارنة بما جاء عن يحي في القرآن :

سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (مريم15:19)

ففي الحديث عن عيسى جاء في القرآن كلمة السلام معرفة فهو يعني السلام كله بشموله وكماله ، لكن عن يحى جاءت كلمة سلام نكرة وهو لا يفيد تلك الشمولية والكمال في كلمة السلام.كما أن هذه الآية قالها عيسى وهو في المهد عند ولادته ، فترى أي غيب ذلك الذي عرفه عيسى بأنه سيبعث حيا ومتى تعلم كل هذا ؟ نعم إن عيسى هو السلام الذي جاء إلى الارض، عجيب في ميلاده وفي موته وفي بعثه حيا.

الله هو الحق الملك القدوس السلام (الحشر59: 23)

فالله هو السلام وحياة عيسى من ميلاده إلى بعثه حيا كلها سلام.

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (مريم19 :24)

نعم كلمة سريا لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن لتصف المسيح الفريد العجيب فهي تعني نهر وكلمة تحت تعني بطن أي أن السيد المسيح كلمها من بطنها ليبشرها بنهر الحياة في بطنها ، لكن بعض مترجمين للقرآن يقولون أن الذي ناداها هو جبريل كان موجودا تحتها ، نقول لماذا يجلس جبريل تحت مريم؟ هذا خيال المرضى لا يدخل عقول الأصحاء وعليهم بقراءة غريب القرآن للساجستاني والإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيرهما ليعرفوا أن كلمة تحت تعني بطن .

ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى (كيف) يكون لي ولد ولم يمسسني بشر... ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (آل عمران3: 46-48)

إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل...(المائدة5: 110).

هنا تعلم المسيح الكتاب، الحكمة،التوراة والإنجيل من الله مباشرة وليس كما يدعي البعض بأن عيسى تعلم السحر في مصر أو اليوجا في الصين، لكن السؤال ما هو الكتاب المعطوف على الحكمة والتوراة والإنجيل؟ نعم نال عيسى العلم المطلق وهذا لم ينله أحد غيره، وإذا تحدث عيسى في البطن والمهد بكل تلك الحكمة والعلم والنبوة ببعثه حيا ، ترى متى تعلم كل هذا وهو في البطن والمهد؟ نعم كل هذا أخذه من الأب كما جاء في الإنجيل:

تعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم أجابهم يسوع  تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه أما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم (يوحنا 7:15-18) .

لكن هل حدث ذلك مع أحد من البشر والأنبياء ؟

الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا (النحل16: 78)

وهنا نرى كل البشر يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، بينما عيسى تكلم في البطن والمهد إذا عيسى ليس كالبشر، ترى هل هو منهم؟

 

المسيح الخالق :

إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله (المائدة5: 110)(آل عمران3: 49)

وكلمة يخلق غير كلمة يصنع ، فعيسى يخلق أي يوجد من العدم غير الموجود أي يقول للشئ كن فيكون وينفخ في الطين نسمة الحياة أي نفخة عيسى تعطي الطين الحياة وهي نفس طريقة الله في الخلق .

خلق الإنسان من طين ... ثم سواه ونفخ فيه من روحه(السجدة32: 7-9)

تلك طريقة الله في الخلق وهي نفس طريقة عيسى في الخلق، يقول البعض بإذن الله وهذه مشكلة القرآن ،هل القرآن متناقض مع بعضه؟

إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له(الحج22: 73)

أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون(الأعراف7 :191)

هل من خالق غير الله (فاطر35: 3)

قل هل يستوي الأعمى والبصير أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قل الله خالق كل شئ(الرعد13: 16)

وهنا القرآن يتحدى وينفي أن أحدا يستطيع أن يخلق غير الله كما يؤكد أن الله خالق كل شئ ،ترى الطير الذي خلقه عيسى يدخل في نطاق الكل فيكون عيسى هو الخالق فالآية لم تستثني أما إذا كان ما خلقه عيسى لا يدخل في نطاق الكل فيصبح هناك خالقين ونوعين من المخلوقات مخلوقات خلقها الله ومخلوقات خلقها عيسى. أخيرا لك تلك الآية لتفكر فيها:

افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (النحل16: 17)

نعم لا يتساوى من يخلق ومن لا يخلق فمن يخلق هو الخالق ومن لا يخلق هو المخلوق صالحا كان أم طالحا نبيا كان أم كاذبا أفلا تعقلون؟

 

المسيح يحي الموتى:

وأبرئ ألاكمه (الأعمى منذ ولادته) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله (آل عمران3: 49)

وإذ تخرج الموتى بإذني (المائدة5: 110)

لم يرد في القرآن كله أن أحدا أحيي الموتى و أخرجهم غير المسيح، وكلمة الموتى معرفة تعني شمولية قدرته على إحياء الأموات على الإطلاق فلم يقل أحيا موتى بل قال الموتى ،أما كلمة تخرج الموتى تعني قدرته على إحياء الموتى منذ مئات السنين وبالرجوع إلى قصص الأنبياء لأبن كثير ذكر من أحاديث محمد أن عيسى أخرج وأحيا أحد أبناء نوح .

الله هو الولي وهو يحي الموتى (الشوري42 :9)

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وانه على كل شئ قدير (الحج22: 6)

لكن على ما يدل إحياء الموتى ؟

من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا(المائدة5: 32)

نعم عيسى لم يقتل أحدا أو حرض على القتل والقتال بل هو أحيا أنفس كثيرة فكأنما أحيا الناس جميعا .

ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون63: 11)

كلمة لن تنفي الماضي والحاضر والمستقبل وهي تدل على المستحيل، لكن المسيح أخر حياة أنفس كثيرة وأطال أجالها فمن هو؟

قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (يس36: 78-79)

عيسى أحيا الموتى ترى هل هو الذي أنشأها أول مرة؟ هل هو بكل خلق عليم؟ من هو المسيح الذي أحيا الموتى وأخرجهم وأخر آجالهم وأضاف إليهم آجالا جديدة ؟

 

السيد المسيح والغيب :

يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (المائدة5: 109)

عن المسيح قال القرآن أنه يعلم ما سوف يأكلون ويدخرون في المستقبل وعرف في مهده أنه سيصعد تاركا الأرض لمن جاءوا منها:

أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم (آل عمران3: 49).

 السلام علي ولدت ويوم أموت  ... يوم أبعث حيا (مريم19: 33)

وعن محمد قال القرآن أنه لا يعلم الغيب ولا يعرف كيف يموت :

لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الانعام6: 50)( هود11: 31).

ما محمد إلا رسول...افإن مات أو قتل (آل عمران144:3)

قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ... (النمل27: 65)

فقل إنما الغيب لله (يونس10: 20)

عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين العباد (الزمر39: 46)

نعم عيسى يعلم الغيب وهو الذي سيدين العالم وهذا ما جاءت به كتب الحديث ومنها صحيح البخاري ، ترى من هو عيسى؟

 

المعجزة الكبرى والسر الخفي :

لقد أثارت الآيات الأواخر من سورة المائدة أسئلة عديدة ؟؟؟

قال عيسى : اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين .

قال الله    : إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .

قال الله    : يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .

قال عيسى: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .

قال الله  : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات...رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (المائدة5: 114-119)

وهنا حديث واضح ومتصل بدون واسطة أو وحي أو جبريل أو ما شابه ومباشر بين الله وعيسى .

أولا : المائدة ، الواضح فيها نقطتان .

- أنها عيد للأولين والآخرين وهي أية ممتدة تطول السابقين واللاحقين .

- أن من يكفر بعدها يعذبه الله عذابا لا يعذبه لأحد وهنا نجد العذاب مطلق فهو عذاب يفوق عذاب من يكفر بالله أو يشرك به ... حقا إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي إنها تفوق معجزة الخلق وإحياء الموتى فمن ينكرهما ويكفر بالله أو يشرك به له عذاب أقل ممن يكفر بعد هذه المائدة حتى أن السورة كلها سميت باسمها ، لقد كفر بعض اليهود بعيسى ولم يؤمنوا به ولم يتوعدهم الله بمثل من يكفر بعد هذه المائدة ، ترى ما هذه المائدة ؟ما هو سرها الخفي الذي يطول السابقين و اللاحقين؟ لماذا هي فرحا وعيدا؟ لماذا العذاب بعدها أقسى من عذاب الكفر والشرك؟ نعم إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي .

ثانيا : حوار عيسى المباشر مع الله

رد عيسى على سؤال الله أأنت قلت اتخذوني وأمي إلهين ، فضلا عن أنه لا يوجد في أي من الأناجيل هذا القول إلا أن جواب عيسى لله يستدعي التوقف . ؛إن كنت قلته فقد علمته؛ أي لماذا تسأل وأنت تعرف كل شئ ، هل هذا جواب عبد على سيده ورسول على مرسله.؟

ثالثا : يوم وفاة عيسى 

فلما توفيتني ... إن تعذبهم ...إن تغفر لهم قال الله هذا يوم ...رضى الله عنهم ... رضوا عنه ...ذلك الفوز العظيم .

متى قال المسيح ذلك قبل الوفاة أثناء الوفاة بعد الوفاة؟ لا أحد يعرف ذلك إلا من خلال الإنجيل. هذا يوم ترى عن أي يوم يتحدث؟ هذا اسم إشارة للقريب فهو يشير إلى أقرب يوم في الآيات وأقرب يوم لأسم الإشارة هو يوم وفاة عيسى وليس يوم نزول المائدة أو غيره فيكون هو اليوم الذي أتم الله فيه كل شئ ورضى عن البشر ومن يصدق في ذلك سينفع الصادقين صدقهم ، ومن طالع الإنجيل سيجد أن السيد المسيح أكل مع تلاميذه المائدة وبعدها توفي ومات فداء عن البشر يوم الجمعة فهذا هو اليوم الذي رضى الله فيه عن البشر بتقبله فداء المسيح للجنس البشري وعلى الصليب طلب المغفرة لصالبيه ،لو لم يكن هذا اليوم ترى عن أي يوم يتحدث القرآن؟ الحديث المتصل يدل دلالة قاطعه على أن محمدا كان يقصد يوم وفاة المسيح وليس غيره كما يدعي بعض المفسرين بالقول أن المقصود يوم القيامة رغم عدم وجود أي إشارة عن يوم القيامة .

 

المسيح الحي:

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك ! من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم33:19)

بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (النساء158:4)

هنا رفع الله المسيح  إليه إلى مكان كرامته وعزته ، فلم يرفع المسيح إلى الجنة بل رفعه إليه فحيث يوجد الله فالمسيح هناك ، لكن لنا أن نسأل كيف ومتى رفعه؟ هل رأه الناس في رفعه حيا؟ هل مات ثم قام ثم رفعه؟ هل أقامه أحد ، هل قام بذاته وهو الذي أحيا وأخرج الموتى؟ إن من أقام الموتى وأحياهم قادر أن يقوم بذاته فهو الوحيد قاهر الموت وواهب الحياة لمن فارقتهم الحياة . أسئلة حيرى لم يجب عليها القرآن ومن أراد معرفتها عليه بكتاب الله الإنجيل ليجد ضالته ، لكن حسبنا هنا القرآن فلم يرد فيه أن أي بشر أو نبي بعث حيا بينما المسيح فقط رفعه الله إليه وكان يوم بعثه سلام بل كل السلام ، وهذا ما جاء في الإنجيل :

سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا(يوحنا14: 27)

لكن لماذا المسيح فقط حيا إلى الآن وإلى قيام الساعة ؟ على ماذا يدل رفع المسيح إلى السماء وخلوده حيا إلى الآن؟

لن نؤمن لك حتى أو ترقى (ترتفع وتصعد) في السماء ... قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (الاسراء17: 90-93)

لقد طلب العرب من محمد أن يصعد إلى السماء فأجابهم أنا بشر والصعود لله ، نعم سبحان ربي إن الصعود إلى السماء ليس للبشر لكنه لله. 

وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأنت ميت فهم خالدون(الأنبياء34:21) .

 إنك (يا محمد) ميت وإنهم ميتون(الزمر30:39)

وهنا الحديث القرآني لمحمد أنه ميت وكل البشر ميتون وليس لأحد من البشر قبله الخلد لكن من رفع حيا من ألفي عام فهو خالد وليس من البشر .

توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا(الفرقان58:25)

نعم المسيح عالم بذنوب العباد لأنه هو الذي سيدين العالم لكن على من تتكل ولمن تسبح على الميت أم الحي الذي لا يموت ؟.

 

المسيح والزكاة:

وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا(مريم31:19)

وهنا المسيح هو الوحيد المبارك أينما وجد ، ولكن في موضوع الزكاة والصلاة يبرز لنا نقطتان :

أولا : لمن يدفع المسيح الزكاة؟هل للرومان المحتلين، فهي جزية وليس زكاة ،هل يدفعها لليهود الذين لا يؤمنون به ؟

ثانيا :كلمة ما دمت حيا، هل تعني أنه سيموت؟ طالما المسيح حيا هل يدفع الآن الزكاة ولمن وما نوعها ؟ لماذا يصلى وماذا يقول؟

 

هل صلب المسيح ؟ :

السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى أبن مريم (مريم33:19)

كنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد .... إن تغفر لهم فانت العزيز الحكيم(المائدة5: 117-118)

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ... وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

 مما تقدم من الآيات نجد أن المسيح قد مات ورفع وذلك من كلمة أموت في الآية الأولى وكلمة  توفيتني في الثانية ومتوفيك في الثالثة ورفع إلى الله من كلمة أبعث حيا في الأولى ورافعك في الثالثة ، أما الآية الثالثة فهي توضح أن الوفاة حدثت أولا ثم الرفع حدث بعد الوفاة ، لكن كيف ومتى توفى؟

وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق.. وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وإن من أهل الكتاب ألا ليؤمنن به قبل موته(موت من؟) (النساء155-159)

الملاحظ في تلك الآيات أنها لم تقطع بصلب المسيح  وكذلك لم تقطع بعدم صلبه فكثير من مفسري القرآن قالوا بعدم صلبه وآخرون قالوا بصلبه لكن أين الحقيقة وأيهما أقرب للعقل والمنطق والنص القرآني والتوراة والإنجيل؟ هناك الكثير من نبوات التوراة تتحدث عن صلب المسيح  وحواري المسيح الذين كتبوا الأناجيل اقروا بصلب المسيح لكن ماذا عن النص القرآني؟ الملاحظ في النص أنه بدأ بالقول أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ، ثم أقر أن اليهود قالوا أنا قتلنا المسيح  والحواريون الذين حضروا الصلب قالوا أن المسيح قد صلب ، لكن في القرآن لفظ شبه لهم ، الكثير من مفسري القرآن يقولون أن شبه المسيح ألقي على شخص آخر صلب بدلا من المسيح أي أن جميع المفسرين قالوا أن الصلب حدث ولكن من هو المصلوب؟

 

المصلوب شبه المسيح:

ما العبرة والغاية في إلقاء شبه المسيح على شخص آخر؟ يقولون لكي يعاقب هذا الشخص وهو يهوذا الذي خان المسيح ، تري لكي يعاقب الله هذا الشخص يضلل أتباع المسيح الذين حضروا الصلب ودونوا الأناجيل للملاين بعد المسيح؟ شئ غير منطقي وغير مقبول .هناك من يقول لكي يعتبر الناس أن عاقبة خيانة المسيح مرة ،هذه العبرة لم تصل لأحد فاليهود قالوا أنا قتلنا المسيح والحواريون كتبوا أن المسيح صلب فتلك العبرة لم تصل لأحد ، يقولون لكي ينقذ الله المسيح ألقى شبهه على آخر؛ ترى لكي ينقذ المسيح يضلل تلاميذه وأتباعه ويخدعهم ؟ غير منطقي ولا عادل ويصبح الله مضلل للبشر حاشا ، لكن القران لم يوضح من هو الإنسان شبه المسيح ؟ ما الحكمة في ذلك التزييف بوضع شخص مكان آخر ؟ لم يعرف الحواريون ولا اليهود ذلك ما فائدة العمل ؟ أين ذهب جسد المصلوب شبه المسيح ؟ الأثر التاريخي قبر من هو؟ ، لكن سيظل السؤال  الحائر والأهم باق وهو وكيف مات المسيح ومتي وأين ؟كلمات من تلك التي سمعها التلاميذ عند الصلب ودونوها؟ قبر من الفارغ؟

 

المصلوب هو المسيح :

هناك كلمات في القرآن تدل على أن صلب المسيح هو الأقرب للعقل والمنطق وتجيب على السؤال الحائر ما مصير الجسد المصلوب وكيف مات المسيح؟ كلمة ما قتلوه يقينا أي أنه لم يقتل كما كل البشر مات وإلى التراب لكن اليهود شبه لهم أنه مات ككل البشر إلى التراب ويتأكد هذا المعنى من كلمتين، الأولى (بل رفعه الله إليه‎‎) فالجملة التي بعد بل تعني الهدف من الآيات التي قبلها لآن الآية ردا على من ينكر رفع المسيح وليس ردا على من يقول بصلب المسيح وهو ما نراه في الكلمة الثانية وهي( إن الذين اختلفوا فيه) وهو الاختلاف بين اليهود الذين يقولون بالصلب وينكرون الرفع وبين المسيحيين الذين يقولون بالصلب وبرفع المسيح ومن يسأل أهل الذكر سيجد ذلك في الإنجيل :

فاجتمعوا مع الشيوخ (اليهود) وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام ... فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم (متى 28: 11-15)(متى27: 62-66)

هنا جاءت آيات القرآن تؤيد قول النصارى برفع المسيح وترفض قول اليهود بعدم رفعه وذلك نفهمه من جملة الذين اختلفوا فيه فلم يختلف النصارى حول صلب المسيح وقيامته بل الاختلاف كان بين النصارى القائلين بصلبه ورفعه حيا وبين اليهود القائلين بصلبه وعدم رفعه .

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (البقرة 87:2)

والواضح هنا أن موقف اليهود من الرسل فريقا كذبوا وفريقا قتلوا ، والآية تتحدث عن موسى وعيسى فموسى مثلا للذين كذبهم اليهود وعيسى مثلا لمن قتلهم اليهود فليس من البلاغة في شئ أن يذكر موسى وعيسى كذبهما اليهود ولا يذكر أحدا من الذين قتلهم اليهود أليس كذلك؟ .

محنة العقل في صلب المسيح :

إن القارئ المدقق بفهم وروية يجد أن ظاهر النص القرآني يضع عقله في محنة ما بعدها محنة في معرفة من قال إنا قتلنا المسيح  :

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (الصف14:61)

هنا نجد أن بني إسرائيل انقسموا طائفتين طائفة أمنت وهم النصارى وكفرت به طائفة وهم اليهود وبمقارنة ذلك بالآية التي جاءت في القرآن عن صلب المسيح :

 وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (النساء4: 156-157)

هنا يقف العقل حائرا وفي محنة بين كفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم رسول الله وكذلك بين آمنت طائفة وكفرت طائفة فلو آمنوا أنه رسول الله فهم من الطائفة الذين آمنوا فكيف يكونوا مؤمنين ويقولون على مريم بهتانا عظيما ويقولون إنا قتلنا المسيح رسول الله ؟ ولو أنهم من الذين كفروا وقالوا على مريم بهتانا عظيما وقالوا إنا قتلنا المسيح فكيف يقولون عنه رسول الله ؟ نعم حقا إنها المحنة ؟

ولكن لا تزول المحنة و ولا يستقم المعنى إلا بقراءة الإنجيل ستجد أن اليهود قالوا عن المسيح :

من أين لهذا هذه الحكمة والقوات(المعجزات) أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم ...(متى13: 53-55)

ما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات (معجزات) مثل هذه أليس هذا النجار ابن مريم(مرقس6: 2- 4)

نعم لم يقل أي من الأناجيل أن المسيح قال عن نفسه ابن مريم بل هذا اللقب أطلقه عليه اليهود غير المؤمنون به قالوا عنه ابن النجار ابن مريم رسول الله بشر ككل البشر نعم هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت بالمسيح وهم أيضا الذين قالوا إنا قتلنا المسيح وقالوا عن أمه البهتان العظيم نعم كان كفرهم بأنهم لم يؤمنوا أنه كلمة الله الأزلي وروح من ذاته تعالى نعم إنهم لم يؤمنوا به ابن الله ولذلك طلبوا أن يقتلوه :

كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله(يوحنا18:5)

ومن هنا القول بان المسيح ابن مريم نبي ورسول الله بشر ككل البشر،هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت وهم اليهود أما الطائفة التي أمنت هم النصارى الذين يؤمنون بأن المسيح أبن الله (الكلمة ،اللاهوت) ابن الإنسان(الناسوت) وبذلك يستقيم المعنى ويكون اليهود هم الذين قالوا عن مريم الكذب وهم الذين قالوا إنا قتلنا المسيح رسول الله وليس المسيح ابن الله .

يثير البعض سؤالا إذا كان المسيح هو الله الظاهر في الجسد فعندما مات المسيح من كان يحكم العالم خلال الثلاثة أيام التي قضاها المسيح في القبر؟ المسيح هو ابن مريم (الناسوت ) وهو أيضا كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فالذي صلب ومات وقبر هو الناسوت المسيح ابن مريم أما اللاهوت كلمة الله وروحه لم يصلب ولم يمت ولم يقبر حاشا ليس هناك عاقل يستطيع أن يتخيل أن يصلب أو يقتل أو يقبر كلمة الله وروحه.؛ كما يتساءل البعض إذا كان المسيح أبن الله وحبيبه فلماذا تركه ليموت مصلوبا دون أن يمد له يد العون؟ كيف يترك الآب أبنه وحبيبه لمثل هذا الهوان ؟ نعم إنه كلام الشيطان الذي راود بطرس أكبر تلاميذ المسيح وأيضا كلام اللصوص والقتلة :

ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن ...يتألم ... ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا فالتفت وقال لبطرس أذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (متى16: 21-23)

وكان المجتازون يجدفون عليه قائلين ...خلص نفسك إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب وكذلك رؤساء الكهنة (اليهود) .. فلينزل عن الصليب فنؤمن به وكذلك اللصان الذين صلبا معه يعيرانه (متى27: 39- 44)

الحواريون أهل ثقة :

وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا وأشهد بأننا مسلمون(المائدة111:5)

نعم كتب الحواريون تلاميذ المسيح الأناجيل وهم أهل ثقة فيما كتبوا حيث أن القرآن يقر أن الله أوحى إليهم ، فهل يوحي الله إلى كذابين محرفين ؟

يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله(آل عمران52:3) (الصف14:61)

هنا أنصار عيسى هم أنصار الله ،هل أنصار الله كذابين محرفين؟ حاشا أن يتخذ الله من الكذابين أنصارا له ويوحي إليهم .

عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلعم أن الله بعثني رحمة للعالمين .. .لا تختلفوا كما أختلف الحواريون على عيسى بن مريم .. ..فشكا عيسى ذلك إلى الله تعالى فأصبحوا وكل رجل يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم فقال عيسى هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا ففعلوا فقال أصحاب رسول الله صلعم نحن يا رسول الله

 منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب مراسلاته صلى الله عليه وسلم

وهنا المسيحية لكل العالم بكل اللغات وأعطى الله تلك المعجزة للحواريين تأييدا لهم وثقة بما يقولون ويكتبون.

 

آدم والمسيح :

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(آل عمران59:3)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص38: 71-72)

بمقارنة ما جاء عن آدم وعن عيسى نجد أن الله نفخ في آدم نسمة الحياة تلك النفخة نفسها كان ينفخها عيسى في الطير الذي خلق ، أما النفخة التي تحدث عنها القرآن في قصصه عن عيسى فنفخها في مريم ونفخها في فرجها :

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ....(الانبياء91:21)

ومريم أبنه عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا (التحريم12:66)

لكن هل حقا عيسى كآدم خلقه من تراب ؟ هل خلقه الله من تراب ثم وضعه في بطن مريم ؟ هل لنا أن نسمي عيسى آدم الثاني أبو الخليقة الجديدة ، ويكون آدم الأول أبو الخليقة القديمة وعيسى أبو الخليقة الجديدة؟ لكن هيا بنا نرى ما الفارق بين آدم الأول وأبنائه وأدم الثاني وأبنائه،كما سنرى المخلوق من التراب إلى أين والمولود كلمة الله وروح منه إلى أين؟

ولد عيسى فترى هل ولد أدم؟ خلق الله أدم من طين ونفخ فيه نسمة الحياة وكان المسيح يخلق من الطين طيرا وينفخ فيه نسمة الحياة ،هل فعل آدم ذلك؟ عاد آدم إلى أصله التراب فهل عاد المسيح إلى التراب ؟ لا بل عاد إلى أصله إلى الله عاد لأنه كلمة الله وروح منه ،هل جاء في القرآن آيات تقول أن آدم كلمة الله وروح منه؟ عيسى خلق وأقام الموتى ، هل هناك آيات تقول أن آدم فعل ذلك؟

عصى آدم ربه فغوى (طه121:20)

لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما (طه115:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ...فلمت تغشاها حملت حملا خفيفا ...فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون... أيشركون ما لا يخلق... (الاعراف7: 189-191)

مما تقدم نجد أن آدم نسى وغوى ولم يكن له عزما كما أنه أشرك بالله ، ترى هل هناك آيات تقول أن المسيح نسى وغوى وأشرك ؟ حاشا فعيسى هو الوحيد في القرآن الذي لم يذكر له خطيئة . غوى آدم واخطأ وبغوايته وخطيئته هبط من الجنة وصار عليه وعلينا حكم الموت حيث لا أحد يعرف كم عاش آدم قبل سقوطه ولو لم يخطئ آدم لم يجز عليه وعلينا حكم الموت حيث لم تكن هناك ولادة ولا موت فلم يعاشر آدم حواء في الجنة .

فوسوس لهما الشيطان ليبدي ما وري عنهما من سوءتهما ...(الاعراف20:7)

وهنا نرى سوءتهما عرفاها بعد وسوسة الشيطان ، فبغواية آدم وحواء وخطيئتهما كان العقاب هو الموت ، ترى من الذي يرفع العقاب والحكم ؟هل هو آدم الثاني؟ ما صفاته وخصائصه؟ ،لابد أن يكون بارا لا يخطئ ليزيل السبب وهو خطيئة آدم الأول ويكون أقوى من الموت قاهرا له ليزيل حكم الموت، وهذا ما جاء في الإنجيل  .

لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (كورونثوس الأولى 15: 22)

صار آدم الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا ... الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء كما هو الترابي هكذا الترابيون وكما السماوي هكذا السماويون(كورنثوس الأولى15: 45)

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (ص 38: 71-74)

هنا إذا كان الله أمر الملائكة أن تسجد لأدم الأول وهو من طين رغم أن السجود لله وحده كما أن الشيطان لم يكن مأمورا بالسجود إلا إذا كان من الملائكة، فالشيطان المتكبر الكذاب رفض ؛لكن هل أخطاء الشيطان عندما رفض السجود لمخلوق؟ ،ترى هل يكون غريبا أن يأمر الله الملائكة أن تسجد لأدم الثاني وهو كلمة الله وروح من ذاته تعالى ولم يغوي ولم يعصى ولم يشرك ؟،نعم المسيح أحق بالسجود من آدم الأول وكل من يرفض أن يسجد له فهو شيطان أو من الذين أغواهم الشيطان .

 

المسيح أبن الله :

جاء في القرآن أن المسيح عسى ابن مريم كلمة الله وروح من ذاته تعالى الذي أرسل إلى مريم ، وهنا المسيح ولد من مريم ومن روح الله وهو كلمته ، فإذا قلنا أنه كما آدم تراب لساوينا بين روح الله وكلمته وأي رجل يلد طفلا يموت كلاهما وإلى التراب حاشا أن يقول أحدا ذلك أن روح الله وكلمته إلى التراب يعود ، ترى من هو عيسى وابن من هو ومن أبوه ؟ هل يستطيع أحد أن يقول أن المسيح ابن ادم؟ هل يخطئ أحد إذا قال أن الله أبوه أي أنه ابن الله؟

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (الرعد39:13)

أنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم(الزخرف4:43)

ترى هل للكتاب أم لها طبيعة البشر؟هل هناك عاقل يقول أن أبو الكتاب تزوج أم الكتاب فولدت الكتاب؟ نعم كلمة أم الكتاب تعني مصدر الكتاب وأصله، ترى من هو أبو الكتاب ؟ أليس الله هو أبو الكتاب نعم الكتاب كتاب الله لأن الله أصله ومصدره،هكذا السيد المسيح،إذا كان هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فالله مصدره وأصله ،بهذه الميزة الفريدة لابد أن يكون المسيح ابن الله لأن الله مصدره واصله وليس ككل البشر من رجل وامرأة وليس كآدم لأن آدم خلق بكلمة الله وليس هو كلمة الله أو روح من ذاته تعالى.

لو أراد الله أن يتخذ ولدا لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (الزمر4:39)

نعم اصطفى الله مريم أما لأبنه فكانت مريم تمثل البشرية ، لذلك قال المسيح عن نفسه ابن الإنسان وابن البشر وابن الله ولم يقل مطلقا أنه ابن مريم بل هذا اللقب ابن مريم أطلقه عليه اليهود ليعيروه ويعتبرونه إنسانا فقط

أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ... أوليست أخوته هنا عندنا (مرقس3:6)

لكن ترى ما الفارق بين الله وابن الله ؟

قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (الزخرف81:43)

نعم لا فرق بين الله وروحه وكلمته إله واحد الإيمان بهم هو الإيمان بالواحد والعبادة لهم عبادة الواحد لا فرق ولا انفصال .

قالت النصارى المسيح أبن الله ... يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا ... قاتلهم الله (التوبة30:9) مدنية

هنا قالت النصارى تعني أن كل النصارى تؤمن وتقول أن المسيح ابن الله منذ ظهور الإسلام وقبله وإلى اليوم كما أن الأناجيل السابقة للاسلام بمئات السنوات تقول أن المسيح ابن الله ، ترى لماذا مدح الإسلام النصارى وإيمانهم هل كان محمد لا يدري ذلك ويجهله عندما مدحهم أم كان يدري ثم انقلب عليهم؟

قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)

... لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا (المائدة82:5)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى وال....فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون(البقرة62:2)(المائدة69:5)

ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ... وقولوا آمنا .... وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت46:29)

تلك الآيات وغيرها يمدح فيها محمد النصارى لكنه لم يثبت عند تلك الآيات

لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5 :72)

قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9 :30)

وهنا كفر محمد النصارى وأمر بقتلهم ؛ ترى هل الله كان يجهل إيمانهم عندما مدحهم في الآيات الأولى أم أنها آيات مرحلية وانتهت أم ماذا ؟

 

تجسد الله :

إذ قال موسى لأهله إني أنست نارا سآتيكم منها بخير ... فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله ...(النمل27: 7-9)

هل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ... إنني أنا الله ... (طه20: 9-14)

فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي آتيكم منها بخير ... فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله ... (القصص28: 29-30)

من كل ما تقدم نجد أن الله تكلم من الشجرة فهل الله محدود بالشجرة أو بالبقعة المباركة التي خلع موسى نعله فيها ؟ ترى من هي الشجرة التي تكلم الله منها وإلى من ترمز وتشير ؟

لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة يوقد من شجرة مباركة زيتونه يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار نور على نور ويضرب الله الأمثال ...(النور24: 34-35)

المشكاة هي المكان الذي يوضع فيه النور وهى كل كتب الله التي تحتوي كلماته التي تضئ الطريق للبشر المصباح المذكر وهو السيد المسيح كلمة الله والزجاجة هي مريم العذراء التي حوت المصباح بنوره داخلها والملاحظ أن المصباح له صفتان أنه من زجاج (ولقبه في القرآن إبن مريم) وهو الناسوت الذي أخذه من الزجاجة، وهو أيضا النور أي اللاهوت(ولقبه في القرآن كلمة الله ألقاها فهو موجود قبل أن يولد وروح من ذاته تعالى)، لذلك قال القرآن مثلا من الذين خلوا من قبلكم وقال أنزلنا آيات مبينات وجاء في القرآن ، وجعلنا أبن مريم وأمه أية ..(المؤمنون50:23) وليست هناك أم ينطبق عليها لفظ شجرة مباركة غير مريم حيث أنها من النسل المبارك نسل الأنبياء والوحيدة في القرآن التي جاء فيها ، اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3) وهكذا تكلم الله من النار والشجرة ولم تحده النار والشجرة وأيضا نور الله كان في الزجاجة ولم تحده الزجاجة وهكذا المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله تحدث من بطن مريم ومن الجسد ولم يحده بطنها ولا الجسد. لكن السؤال المهم لو لم ينطبق مثل الزجاجة على المسيح وأمه على من ينطبق من الذين قبل الإسلام والقرآن؛ لكن هل لهذا المثل من أثر في كتب السابقين ؟

قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (اشعياء60: 1-3)

نعم الله القادر على كل شئ يستطيع أن يتجسد ويكلمنا كما كلم ادم وإبراهيم وموسى .

 

تجسد الله في القرآن :

لله وجه : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال ... ( الرحمن26:55-27)

لله أعين : وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (الطور49:52)

اصنع الفلك بأعيننا و وحينا (المؤمنون27:23)

لله أيادي : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي(ص 75:38)

أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما (يس71:36)

الله يكتب : وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ (الاعراف145:7)

الله يتكلم : وكلم الله موسى تكليما (النساء164:4)

 يا موسى إني اصطفيتك على الناس بكلامي(الاعراف144:7)

الله ينسى: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومكم هذا (الاعراف51:7)

 وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهى رميم(يس78:36)

الله يتحسر: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون (يس30:36)

 وإنه لحسرة على الكافرين(الحاقة50:69)

الله يحب : إن الله يحب المحسنين(البقرة195:2)

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص(الصف4:61)

الله ينفخ : التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (التحريم12:66)

أحصنت فرجها فنفخنا فيها (الأنبياء91:21)

الله يمكر : ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ...(النمل27: 50)

 افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (الاعراف99:7(

الله يخادع : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم (النساء142:4)

لله ساق : يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون (القلم42:68)

لله عرش: يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)

 وترى الملائكة حافين من حول العرش (الزمر75:39)

مما تقدم نجد أن لله وجه وأعين وأيادي وساق يكشف عنه ويكتب ويتكلم ويسمع ويرى وينفخ ويحب ويكره ويمكر ويخادع ويجلس على عرش  يحمله ثمانية ويحوطه ملائكة حوله وغيرها كثير ترى كيف يتخيل أي إنسان هذا الإله ؟ نعم لا نستطع أن نتخيله إلا على شبهنا ومثالنا لكن في أحسن تقويم أي له المطلق في الحب والعدل والسمع والنظر والكلام و.......

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين (التين95: 4-5)

وعندما يقول القران أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك.. .. (الرحمن55: 26) هل معنى ذلك أن فقط وجهه هو الباقي وستفنى يده وساقه وأعينه وغيرها؟ بالطبع لا فهنا يطلق الجزء على الكل أي بقاء وجه الله هو بقاء ليد الله وأعين الله وساق الله وهكذا فإذا كان لله روح وكلمة فيحق لنا أن نقول أن روح الله هو الله وكلمة الله هو الله أليس كذلك؟

عن أبي هريرة عن النبي صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.بابمسند أبي هريرة رضي الله عنه.

عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته.

نفس المرجع السابق.كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

نعم لقد خلق الله الإنسان على أحسن صورة ولكن الإنسان بعصيانه سقط إلى تلك الصورة من الشهوة والخطية، وهذا ما جاء في التوراة:

قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا (تكوين1: 26)

هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله (الزخرف84:43)

هو الأول والأخر والظاهر والباطن (الحديد3:57)

نعم في الباطن وفي السماء إله ندركه ولا نراه نعم في الظاهر وفي الأرض إله رأيناه عندما ظهر على الأرض ، وهذا ما جاء في الإنجيل

عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (تيوثاوس الأولى16:3)

للأسف نكرر ذلك في حياتنا كثيرا بدون فهم عندما نطلق شعارات الحرية العدل المساواة الإخلاص وغيرها ونقول نريد هذه الكلمات أن تتجسد في الواقع ولا نفهم أو نتعامى عن قول الله بأن كلمته تجسد :

الكلمة صار جسدا وعاش بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الأب (يوحنا14:1)

 

الثلاثة والثالوث :  

لقد رفض القرآن الثلاثة ألهه كما لم تقل بها المسيحية ولم يذكرها أي من الأناجيل وأقر القرآن الثالوث كما جاءت به المسيحية :

إذ قال الله يا عيسى أبن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله (المائدة116:5)

كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (المائدة73:5)

وهنا يكفر القرآن من يؤمن بثلاثة ألهه وهم الله والمسيح ومريم وهذا لم يقله أي من الأناجيل أو المسيحيين من مولد المسيح وإلى اليوم .

أما الثالوث المسيحي فقد أقره القرآن وصادق عليه :

يا أهل الكتاب(اليهود والنصارى) لا تغلوا ... إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)

وهنا تحدث القران عن الله وعن كلمته وعن روحه وهذا هو الثالوث المسيحي الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة مع الملاحظة أن الخطاب القرآني موجه لليهود والنصارى فهو يوضح ذلك لليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى ويصادق على صحة إيمان النصارى بأن الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة.

كما أن القرآن تحدث عن المسيح بأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وهذا يعني أن كلمة الله موجود عنده قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به، نعم المسيح بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم فهو أبن مريم (الناسوت) فهو عبد الله ورسول الله يأكل ويشرب وينام ويتألم ككل البشر لكنه أيضا هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فخلق وأقام الموتى وعلم الغيب ويأتي ليدين العالم .

 

الله رب والمسيح رب :

قل يا أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تعالوا إلى كلمة سواء.إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله (آل عمران64:3)

في هذه الآية أكد القران على أن لا يتخذوا بعضهم أرباب بعض .

قالت اليهود عزير ابن الله (من هو؟) وقالت النصارى المسيح ابن الله يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا قاتلهم الله اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا(التوبة31:9)

في هذه الآية (اليهود والنصارى) اتخاذهم أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم فالمسيح معطوف على الله وليس على الأحبار والرهبان أي يجب أن يتخذوا الله والمسيح ربا واحدا.

 

مجيء الله والمسيح :

إنه (المسيح) لعلم للساعة(القيامة) فلا تمترون (تشكون) بها وأتبعون هذا صراط مستقيم (الزخرف61:43)

وفي نفس سورة الزخرف وفي مجال الحديث عن المسيح يتحدث القرآن عن الله ويقول :

وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ....وعنده علم الساعة (الزخرف43: 84-85)

الآيتان في نفس السورة والحديث عن علم الساعة والقضية بين الله والمسيح والاختلاف في التشكيل الذي جرى للقران بعد موت محمد وكل الصحابة بقرابة المائتي عام ، لكن حسبنا ما هي عليه الآن، فالآية الأولى تقول أن مجيء المسيح هو علامة يوم القيامة، ترى لماذا المسيح فقط هو الذي يعود يوم القيامة وليس غيره؟ ماذا سيفعل في عودته الثانية؟ هل ليدين العالم وتنحني له كل ركبة ويراه الجميع فهو في الأرض اله كما جاء في الإنجيل ؟ هل سيأتي ليصلي وراء محمد كما يزعم البعض؟ هل هناك آية تشير إلى عودة محمد ليصلي المسيح خلفه أم أنه محض خيال ؟ لكن ترى هل لعودة المسيح يوم القيامة علاقة بتلك الآيات :

مالك يوم الدين إياك نعبد (الفاتحة1: 1-4)

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل (الانعام158:6)

الواضح أن الله يأتي يوم القيامة يوم لا ينفع نفس إيمانها إلا التي أمنت من قبل .

إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملائكة صفا صفا ....(الفجر89: 21-23)

وهنا يأتي الله والملائكة يوم القيامة والمسيح كذلك ؟ نعم سيأتي المسيح يوم القيامة ليدين العالم وذلك مثبت في كل كتب الأحاديث الموثوق فيها لدى المسلمين ومنها صحيح البخاري وسنن الترمزي وسنن أبن ماجة ومسند أبن حنبل تري من هو المسيح؟

عن أبي هريرة قال :قال صلعم لو يؤاخذني ربي وعيسى أبن مريم بما جنت هاتان يعني اصبعيه لعذبنا ولا يظلمنا شيأ.

الحلية لأبي نعيم ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة لو أن الله عز وجل يؤاخذني وعيس أبن مريم بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شئا.

الأفراد للدار قطني ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.

عن أبي هريرة قال صلعم والذي نفسي بيده ليوشك أن ينزل فيكم أبن مريم حكما عادلا وإماما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبلها أحد.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه

مما تقدم من الأحاديث وغيرها فإن السيد المسيح هو الذي سيدين العالم بالعدل المطلق وهو الذي له السلطان أن يعذب البشر بما فيهم محمد.

أن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين (الانعام6: 57)

 إن الله قد حكم بين العباد (غافر48:40)

هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور(البقرة210:2)

 وهنا الله سيأتي مع الملائكة على السحاب والله سيحكم بين العباد، وهذا ما قاله الإنجيل :

وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب السماء بقوة ومجد فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء(مرقس13: 26-27)

متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء ...(متى25: 31-34)

ترى من هو المسيح الذي سيقف أمامه الأنبياء ومليارات البشر من آدم وإلى قيام الساعة ليدينهم ويكون حكما عدلا مقسطا بنص كل الأحاديث الإسلامية أبشر هو؟

أن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله(البقرة2: 284)

نعم سيعرف المسيح خفايا الأنفس وإلا كيف يدين العالم؟

 

المسيح الشفيع : 

لكي نفهم معنى الشفاعة لابد أن نفهم هذا المثل ، كان لملك عبيد فخالفوا أوامره فطردهم من مملكته ولكي يعودوا لابد لهم من شفيع أو وسيط ، فهل ينفع أن يتشفع فيهم خاطئ مثلهم ؟ بالتأكيد لا . لابد من واحد بار لم يخطئ لكي يرضي قلب الملك ؛ ترى هل بين البشر من معصوم يرضي قلب الله فتكون له الشفاعة؟

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (ق 50: 16)

ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...(يوسف53:12)

وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ... (الانعام98:6)

مما تقدم نجد أن الله خلق النفس وألهمها الفجور والتقوى(؟) وهي أمارة بالسوء والجميع خلق من نفس واحدة وهى نفس آدم فالكل مخطئ حتى الأنبياء لم يكن أحدا منهم معصوما بل الكل أخطأ وأستغفر .

آدم : عصى ربه فغوى(طه121:20)

هو الذي خلقكم من نفس واحدة فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء ...فتعالى الله عما يشركون (الاعراف7: 189-190)

نوح : قال رب إني أعوذ بك ... وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين(هود47:11)

رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي(نوح28:71)

إبراهيم : لأكيدن أصنامكم ..فجعلهم جذاذا(قطع)... قالوا أأنت فعلت هذا ..يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم (الأنبياء21: 57-63)

فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه... فراغ إلى آلهتهم... فراغ عليهم ضربا باليمين (الصافات37: 88-93)

فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي...فلما رأى الشمس قال هذا ربي (الانعام6: 77-78)

إن إبراهيم أقل ما يوصف به أنه كذاب وورد ذلك في حديث محمد لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كلها في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم وقوله لسارة هي أختي ،كما لا يغيب عن الذهن أنه قال عن القمر والشمس هذا ربي ونظره للنجوم  مخالفا عبادة قومه الذين كانوا يعبدوا الأصنام .

والأغرب والأعجب: واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا(مريم41:19)

وجاءت كلمة صديقا على سبيل المبالغة ترى بعد هذا الكذب يجوز أن نقول أن إبراهيم صديقا أو حتى صادقا ؟ نعم لابد له من الاستغفار.

إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون (النحل105:16)

لوط : وجاء أهل المدينة(الفاسقين الأشرار) يستبشرون(يريدون فعل ألإثم مع ضيوفه) قال هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين (الحجر15: 67-71)(هود11: 77-87)

وهنا لوط يعرض بناته للزنى مع قوم فاسقين وليس للزواج كما يدعي البعض فلم يأت أهل المدينة الأشرار للزواج بل جاءوا للواط هل يرضى نوح أن يزوج بناته من فجار فسقه؟ .

يوسف : وراودته التي هو في بيتها . ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه (يوسف12 :23-24)

وهنا نرى يوسف استجاب وأصغى إلى شيطان الغواية كما أصغت تلك المرأة العاهرة وهم بها كما همت هي به قبلا أما كلمة لولا أن رأى برهان ربه فإن عتاة الإجرام والعهر والدعارة سيتوقفون أيضا ويتوبون عندما يرون برهان ربهم .

موسى :..فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفرنا له...فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس (القصص28: 15-19)

وهنا موسى قتل وقال هذا عمل الشيطان الذي وسوس لموسى بالقتل وتبعه موسى وغفر الله له ثم كاد يعيد الكرة مرة أخرى ويقتل .

داود : وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ... (ص38: 24-25)

وهنا داود استغفر ربه فغفر الله له ومن يريد أن يفهم القصة فعليه بكتاب الله التوراة (صموئيل الثاني12: 1- 15) لأن سياقها في القران غاية في الغموض.

سليمان : ووهبنا لداود سليمان ...إذ عرض عليه بالعشى الصافنات(الخيل)الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق... ولقد فتنا سليمان ...ثم أناب...قال رب اغفر لي ... (ص38: 31-35)

وهنا سليمان أحب الخيل وتلاها بها عن ذكر الله واستغفر الله بقوله رب اغفر لي ، ولهم في تفسيرها حكايات وأحاديث غريبة عجيبة .

يونس ‎‎: وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر عليه أني كنت من الظالمين (الانبياء21: 87)

وهنا يونس أنكر وشك في قدرة الله وظن أن الله لن يقدر عليه.

محمد : ووجدك ضالا فهدى(الضحى93: 7-8)

 يأيها النبي اتق الله(الاحزاب33: 1)

يأيها النبي لما تحرم ما أحل الله تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم1:66)

استغفر لذنبك وللمؤمنين(محمد19:47)

 ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح2:48)

وهنا يستغفر لذنوبه ما مضى منها وما سيأتي فهو أبدا لن يتوب كما أنه يحرم ما حلله الله ليرضي نسائه ومن حرم حللا كمن أحل حراما كما أنه لم يتق الله.

أين عصمة الأنبياء ؟ فالكل أخطأوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله نعم عصمة البشر والأنبياء محض خيال من آدم وإلى أخر الدنيا كل ابن آدم خاطاؤون حتى الأنبياء منهم ، لكن هل أخطأ المسيح عيسى ؟ لقد أفاض مفسرون القرآن عن معني كلمة المسيح ذلك الاسم الذي أسماه به الله قبل أن يولد؛ الكل أجمع على أنه مسح من الخطايا أي لم يخطئ ،حتى في ولادته لم يستطع أن ينخسه الشيطان كما نخس كل البشر والأنبياء واستشهدوا بكثير من الأحاديث وأكدوها بتلك الآية من القران :

وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (آل عمران36:3)

ترى بعد كل ما تقدم من الآيات من من الرسل والأنبياء يحق له الشفاعة لكي يرضي الله ؟ المسيح بالطبع هو وحده دون سواه

لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(الزخرف86:43)

أجمع مفسرون القران على أن هذه الآية تنطبق على عيسى .

 ذلك عيسى ابن مريم قول الحق (مريم34:19)

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ...وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (آل عمران45:3)

لم تنطبق هذه الآية على أحد غير المسيح فهو مطلق الوجاهة في الدنيا لم يخطئ وفي الآخرة هو الشفيع .ترى من غير المسيح شفيع؟ لا أحد غيره، وجاء في الإنجيل :

إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار (رسالة يوحنا الأولى1:2)

 

المسيح عيسى هو الحق :

ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (يشكون) (مريم34:19)

نعم عيسى هو الحق وقول الحق لأنه كلمة الله ولا يأتي من الله الحق إلا الحق .

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى(الحج6:22) .

نعم الله الحق يحي الموتى وعيسى كذلك هو الحق ويحي الموتى.

ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق (الروم8:30) (الحجر85:15)

نعم الله خلق السموات والأرض بكلمته وعيسى هو كلمة الله ،وقال السيد المسيح عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة(يوحنا6:14)

 

كل من يؤمن بعيسى يغيره الله :

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى أبن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة (الحديد27:57)

الذين أتيناهم الكتاب من قبله (قبل القرآن أي النصارى)... يدرءون(يدفعون ويجازون) بالحسنة السيئة...إذا سمعوا اللغو(السب والأذى) أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم (القصص28: 52-55)

هنا كل من يتبع عيسى المسيح يضع الله في قلوبهم الرأفة والرحمة ، لماذا أتباع عيسى والمؤمنين به فقط دون غيرهم؟ كما أنهم لا يعيشون بقانون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (البقرة2: 194) نعم المعتدي سارق ومغتصب وقاتل أي من قتلك أقتله ومن سرقك اسرقه وخذ ماله غنائم إن أتباع المسيح فقط يبادلون من يسئ إليهم بالحسنة، وهذا ما جاء في الإنجيل .

إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (كورونثوس الثانية17:5)

نعم في المسيح وبالمسيح تخلع الإنسان القديم الذي يعامل الآخرين الخطاة بنفس معاملتهم ولا يتحمل أن يسامح أو يغفر أو يرحم من أساء إليه نعم كل من يؤمن بعيسى المسيح يصير خليقة جديدة يملأ قلبه الرحمة والرأفة فيحسن لمن يسئ إليه بينما أوامر القرآن لمحمد وأتباعه :

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخذهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ...(التوبة9: 14-15)

وهنا قلوب المؤمنين بمحمد وقرأنه فيها غيظ وغل ولا تشفى صدورهم إلا بتعذيب غير المسلمين وقتلهم تلك أوامر القرآن للمؤمنين به. 

 

أخيرا

ترى من هو السيد المسيح؟ هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فهو موجود قبل إلقائه إلى مريم وقبل أمه وقبل البشر،ولد متعلما من الله قبل أن يولد ،تحدث في البطن والمهد ، الخالق،الحي ، المحيي القدوس الذي لم يخطئ السلام من مولده وإلى بعثه الحق الديان الشفيع ترى ماذا بقى من صفات الله وطبيعته ؟ لا شئ المسيح هو الله الظاهر في الجسد :

الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع(يوحنا31:3)

الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال صدقوني إني في الآب والآب في وإلا صدقوني لسبب الأعمال نفسها (يوحنا14: 10-11)

لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(يوحنا24:15)

هنا لم يكتف السيد المسيح بأقواله فقط بل يستشهد بأعماله أيضا أنها أعمال الله الآب ولم يعملها أحد غيره فإن لم تؤمنوا به فأنتم خطاة تموتون في خطاياكم ولا عذر لأحد يوم الحساب.

 

التوراة الإنجيل القرآن

جاء في القرآن عشرات الآيات التي تتحدث عن التوراة والإنجيل وأنهم كتب الله المنزلة فيها حكم الله متطابقة مع بعضها محفوظة من التبديل والتحريف ثم جاءت آيات تقول أنها تحرفت وتبدلت فكيف معرفة السبيل إلى ذلك ؟

 

كلام الله المنزل:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... (الشورى51:42)

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو عن طريق غير مباشر(جبريل) وهو أدنى درجات الوحي .

نزل عليك الكتاب (القران) بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان (ال عمران3:3)

يأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده (آل عمران65:3)

 مما تقدم نجد أن القران التوراة والإنجيل والفرقان (؟) كتب الله المنزلة والقران جاء مصدقا لهم مع اختلاف التنزيل فعن القران قال نزل يعني متفرقا وعنهما قال أنزل يعني  مرة واحدة ، والملاحظ أن هذه الآية مدنية أي بعد ظهور محمد بأكثر من ثلاثة عشر سنة .

 

التوراة إمام ونور وهى بخط الله :

من قبله كتاب موسى إماما ورحمة ... فلا تك في مريه(شك) منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (هود17:11)

لقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل (السجدة23:32)

من قبله كتاب موسى إماما (قائد ودليل) ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا (الأحقاف12:46)

ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (الانعام154:6)

قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (الانعام91:6)

كتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة (الاعراف145:7)

هنا يشهد القرآن أن كتاب موسى هو المرجع والدليل والإمام لكل كتب الله ويشدد القران على محمد أن لا يشك في كتاب موسى ولا يكون في مريه من لقائه وهو على أحسن تفصيلا وموعظة لكل شئ وهدى ونور للناس وهو بخط الله في الألواح والألواح جاءت معرفة وليس نكرة كما جاء عن القرآن : 

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21- 22)

 

الإنجيل كتاب منير فيه هدى ونور:

فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر(كتاب داود) و الكتاب المنير  (الإنجيل) (آل عمران184:3)(فاطر25:35)

وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور(المائدة46:5)

وهنا نجد الإنجيل هو الكتاب المنير فيه هدى ونور مطابق للتوراة ومصدقا لها ومصادقا عليها

 

ضرورة إيمان المسلم بالإنجيل والتوراة:

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القرآن) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (النساء136:4)

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

في الآية الأولى يجب على المسلم أن يؤمن بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله وهو الإنجيل وفي الثانية آمن محمد والمسلمين بكل كتب الله ، ترى أين تلك الكتب التي آمن بها محمد والمسلمين ؟ هل آمن محمد بكتب محرفة غير موجودة كما يدعي البعض أنها نسخت أو رفعت هل تؤمن بالقران ولا تقرأه ولا تعمل به ولا تطبق شرائعه؟ ما معنى أن تؤمن بالتوراة والإنجيل ولا تقرأهما أو تعمل بما فيهما؟ انه إيمان شكلي سياسي نفاقي.هل تخدع نفسك أم تخدع الله أم تخدع غيرك؟

 

التوراة والإنجيل حكم الله:  

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ...إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا(؟) للذين هادوا(المائدة5: 43-44)

إذا كانت التوراة والقران من عند الله فأحكام الله واحدة فلماذا نجد القران يرفض حكم محمد وشريعته في اليهود ويقول عندهم التوراة فيها حكم الله ؛هل القران ليس من عند الله؟ لكن ترى هل يطالبه ويطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع ؟ كما أن هذه الآية تدل على بقاء حكم التوراة في عهد محمد فالقول أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية والإسلام نسخ المسيحية هو قول باطل وضد القرآن فكيف يقول القران عندهم التوراة فيها حكم الله ويدعي البعض أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية؟

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون (المائدة47:5)

وهنا يأمر القران نبيه بأن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بأحكام الإنجيل فاسق، ترى الله يأمر بتطبيق أحكام كتاب تحرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع حكمه ؟ لو الإنجيل تحرف ، هل الله كان يجهل ذلك ؟ وهذا يؤكد بقاء حكم الإنجيل وأنه لم ينسخ بالقران حسب إدعاء البعض بأن المسيحية نسخت اليهودية والإسلام نسخ اليهودية والمسيحية ، فكيف نسخت المسيحية بينما القران يطالب بتطبيق حكم الله الإنجيل ؟ نعم أكد القران أن التوراة والإنجيل حكم الله وهما يختلفان عن القران ولا يجوز أن يطبق آيات القران وحكمه عليهم ولكن الأغرب تلك الآية

قاتلوا الذين لا يؤمنون ويحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق (الإسلام)(التوبة9: 29)

وهنا يرفض محمد أن يطبق أهل الكتاب أحكام كتبهم بل يحرمون ما حرم محمد ويدينون بالإسلام والآية السابقة تقول أن من لا يطبق أحكام الإنجيل فهو فاسق ترى من الفاسق؟

وانزل إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم(المائدة48:5)

وفي هذه الآية يقول أن شرائع الله ليست واحدة فهي تختلف باختلاف الأمم ‍‍.

الفرقان والقرآن والجن:  

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان(آل عمران3: 3-4)

وهنا كلمة نزل الكتاب أي القران تعني متفرقا وأنزل للتوراة والإنجيل والفرقان تعني نزل دفعة واحدة .

تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان1:25) 

 وهنا الفرقان هو القران

وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (البقرة53:2) 

وهنا الكتاب والفرقان تزلا على موسى

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين (الأنبياء48:21)

 وهنا موسى وهارون آتاهما الفرقان

ترى ما هو الفرقان الذي نزل مرة على موسى ومرة نزل على موسى وهارون ومرة نزل على محمد ولم ينزل على عيسى أو غيره؟

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا ...إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله وأمنوا به (الأحقاف46: 29-30)

هنا الجن الذي استمع للقران آمنوا به ودعوا قومهم من الجن للإيمان به وقالوا كتاب أنزل من بعد موسى ،هل لم يعترف الجن بالإنجيل ؟هل الجن كان يقصد الكتاب الذي أنزل بعد موسى أي الإنجيل ؟ هل يقصدون القران ويجهلون أن الإنجيل هو الذي جاء بعد موسى؟ ولكن الأكثر عجبا جملة مصدقا لما بين يديه ، يدي من؟هل يدي الله أم يدي محمد ؟ إن كان يدي الله هل يطلع الله الجن على الكتاب الذي بين يديه؟ متى عرفوا أنه مصدقا لما بين يديه قبل إسلامهم أم بعده؟ هل يقصدون مصدقا لما بين يدي محمد ترى ما هو الكتاب الذي كان بين يديه وجاء القران مصدقا له؟

 

ما هو الذكر؟ وحفظ الله له:

وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل44:16)(مكية)

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (الحجر6:15)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (طه99:20)

وهنا نرى الذكر يبين للناس ما أنزل إليهم سابقا ويحكي أنباء السابقين وكلمة الذكر مشتقة من ذكر وتذكرة وذكرى أي أنه يذكر بما سبق والذكر نزل على محمد وقال عنه العرب أنه مجنون  .

االقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم (القمر54: 23-27)

وهنا الذكر نزل على صالح نبي ثمود وهو صاحب الناقة المرسلة من الله فتنة للناس أهل ثمود .

لقد كتبنا في الزبور(كتاب داود) من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء 105:21)

وهنا كتب الله في الزبور ومن قبله الذكر أن الأرض يرثها عباد الله الصالحين فالذكر هو أيضا ما قبل داود .

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر9:15)

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (النحل16: 43)

هنا الله يحفظ الذكر من التبديل والتغيير وأهل الذكر هم المرجع عندما يجهل جاهل شيئا ؛ لكن بقى أن نعرف أن هذه الآيات مكية

 

أهل الكتاب يحفظون كتبهم وهم المرجع لمحمد:

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير (الاعراف169:7)

ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون (آل عمران79:3)

إنا أنزلنا التوراة .... يحكم بها النبيون... والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء(المائدة44:5)

كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل... قل فأتوا بالتوراة فأتلوها إن كنتم صادقين (آل عمران93:3)

كل تلك الآيات تدل على أن أهل الكتاب كانوا يدرسون كتبهم وأستحفظهم الله عليها ومحمد يطالبهم أن يأتوا بالتوراة سيجدون فيها ما حرم وما أحل لهم ولم يشكك محمد في صحتها بل إنتقد سلوكهم واستشهد بالتوراة ، ترى هل كان يستشهد بوهم أو كتاب رفع أو نسخ ؟

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس94:10)

وهنا أهل الكتاب هم المرجع لمحمد عندما يشك فيما أنزل إليه ، ترى هل يطالب القران محمد ويأمره أن يسأل ويتأكد من كذابين محرفين لكتبهم ؟

 

أهل الكتاب يكتمون كتبهم عن محمد:  

يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (آل عمران71:3)

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب... أولئك ما يأكلون ...إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة (البقرة174:2)

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم (آل عمران187:3)

نعم كل هذه الآيات مدنية وهى جاءت في حوار محمد مع أهل الكتاب في المدينة حيث كان كثير من العرب يعتنقون النصرانية واليهودية فهم لم يحرفوا كتابهم بل حجبوه عن محمد لكي لا ينقل منه وهو تارة يستجديهم وأخرى يهددهم.

 

اللاتبديل والتبديل في القران:

لا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (الانعام34:6) (الكهف18: 27)

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الانعام115:6)

سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الفتح48: 23)

سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الاحزاب62:33)

ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد (ق29:50)

هنا نجد القرآن يؤكد بكثير من الآيات وبصورة قاطعة أنه لا تبديل ولا تحويل ولا تغيير لكلام الله وشرائعه فهي نفس سنة الذين خلوا والله ليس بظالم للبشر حتى يقول قولا ويبدله ويغيره ، لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد ؟

قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (يونس15:10)

في هذه الآية لا نرى التشدد في عدم التبديل والتغيير كما في الآيات السابقة بل نلاحظ روح التفاوض والمماطلة ، ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، ثم جاءت تلك الآيات :

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (النحل101:16)

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير(البقرة106:2)

أي مقدرة تلك التي تعد بأن الله لا يبدل القول ولا يظلم العبيد ثم يرجع عن وعده ويبدل ،ألا يكون الله حقا ظلاما للعبيد؟

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى)أنه الحق من ربك فيؤمنون به ( الحج22: 52-54)

من كل ما تقدم نجد أن الله تراجع عن وعده بأنه لا يبدل كلمته ثم يبدل ما يشاء ويلغي ما يشاء بل من المذهل حقا أن محمدا يتلقى آيات من الشيطان ثم يعود الله ينسخها ويلغيها ويحكم آياته وينقيها ،أين روح النبوة التي تميز كلام الله من كلام الشيطان ؟ ترى ما الفارق بين البشر الفاسقين الذين يمنيهم الشيطان وبين الأنبياء الصالحين؟والأغرب أن هدف الله من ذلك أن يعلم أهل الكتاب انه الحق وللحق نقول أن أهل الكتاب يزدادون يقينا بعد هذه الآيات انه ابعد ما يكون عن الحق بل ليس فيه شئ من الحق أليس كذلك؟

 

مصدق وغير مصدق:

جاء في القرآن آيات تقول أنه مصدق ومطابق لما جاء قبله وآيات تقول أنه مغاير لما قبله .

وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم   (البقرة41:2)

ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم   (البقرة91:2)

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها (النساء47:4)

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم (البقرة101:2)

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم (النساء26:4)

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا(الشورى13:42)

مما تقدم نجد القرآن مصادق ومطابق لما قبله والله يهدي المسلمين إلى سنن وشرائع من قبلهم .

ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم(المائدة48:5)

هنا يصرح القران أن لكل أمة شريعتها ومنهاجها الخاص وتلك إرادة الله ليبلوا الناس فيما أنزل إليهم .

وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (النحل118:16)

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ...(غافر78:40)

ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ...(النساء164:4)

مما تقدم نجد هناك اختلاف بين ما نزل على اليهود وما جاء به محمد وهناك رسلا لا يدري محمد عنهم شيئا ، ثم جاءت تلك الآية المحيرة :

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

وهنا يبرز سؤال كيف يؤمن المسلم برسل لم يقصصهم القرآن ؟ هل يكفي أن يقول آمنت برسل الله ؟ كيف يؤمن بكتب الله إن لم يقرأها ويعمل بها؟ هل يكفي أن يقول آمنت بكتب الله؟ إن كان هكذا لماذا يقرأ المسلم القرآن؟ لماذا لا يعمل به ؟ إذا كان حقا يؤمن بكتب الله فعليه أن يقرأها ويعمل بها أليس كذلك؟

وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق (الرعد37:13)

هنا نجد أن القرآن هو حكم العرب وتاريخ العرب يحكي أن الحج والحجر الأسود والتلبية في الحج وقطع يد السارق ونظام السبايا وملك اليمين والزواج بالمهر والطلاق والكثير من أحكام عرب الجاهلية هي مثل ما جاء به القرآن، ترى هل التوراة والإنجيل هي أيضا حكما عربيا لكي يكون القرآن مصدقا لها؟

 

تحريف الكتاب وأهل الكتاب: 

افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعملون (البقرة75:2)

وهذه الآية تدل على أن كلام الله صحيح لم يحرف؛ وأن اليهود سمعوه وعقلوه لكنهم حرفوا تفسيره فالحوار في الآيات كان مع اليهود وكلمة سمعوه تدل على سلامة التوراة من التحريف.

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل... يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ...فاعف عنهم وأصفح(المائدة13:5)

وهنا حوار مع اليهود ينسب إليهم التحريف ونسيان ما ذكرهم به محمد وفي النهاية يطلب منه أن يصفح عنهم ويعفو ورفض تطبيق أحكامه عليهم لآن التوراة عندهم فيها حكم الله .

يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ...من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله  (المائدة41:5-43)

وهنا الحوار مع اليهود الذين يسمعون من العرب بعض ما جاء به محمد فيفتون ويحرفون بالقول إن أتاكم هذا خذوه وإن لم تؤتوه فاحذروه.

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ...وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين وطعنا في الدين (الإسلام) ولو انهم قالوا سمعنا واطعناخيرا لهم (النساء46:4)

هنا الحوار مع اليهود وهو تحريف بالقول وليا بألسنتهم وطعنا في الإسلام ، تلك هي كل الآيات التي تتحدث عن التحريف كلها حوار مع اليهود ولا تتخطى سوء فهمهم أو ليا بألسنتهم لكنها لم تتطرق إلى النصارى وإنجيلهم ، بل أكدت على صحة التوراة وأنها تحتوي حكم الله فلا تحريف ولو تحرفت التوراة فكيف يطالبهم بتطبيق أحكامها ورفض أن يطبق عليهم حكمه قائلا عندهم التوراة فيها حكم الله؟ ترى هل كان يطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف؟.

محمد يتبع التوراة والإنجيل معا ويدعو لإتباعهما:  

قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك(المائدة68:5)

أهل الكتاب تشمل اليهود والنصارى يطالبهم بتطبيق التوراة والإنجيل معا، اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ترى هل كان محمد مبشرا لليهود بالإنجيل ؟.

ولو أن أهل الكتاب .ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة (المائدة5: 65-66)

وهنا أيضا حديث مع أهل الكتاب ولم يقل التوراة أو الإنجيل فقط بل قال التوراة والإنجيل والغريب أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل فلماذا يدعوهم لكي يتبعوا الإنجيل بجانب التوراة؟ لآن هذا إيمان الأمة المقتصدة حسب تسمية القرآن وهذا هو إيمان النصارى .

قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما(الكتابين) أتبعه إن كنتم صادقين(القصص49:28)

محمد يتبع الكتابين ويتحداهم أنه ليس هناك أهدى منهما ويطالبهم أن يأتوا بكتاب أهدى منهما لكي يتبعه، ما هما الكتابين اللذين اتبعهما محمد؟ هل اتبعها دون أن يقرأهما أو يعمل بأحكامهما؟

وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ....(سباء31:34)

وهنا نرى محمد يدعوهم للإيمان بالقرآن أو بالذي بين يديه وكان ردهم لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه، ترى ما هو الكتاب الذي بين يديه(غير القرآن) ويدعوهم للإيمان به ؟.

 

وقفة وسؤال:

يأيها الذين أمنوا(المسلمين) آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القران) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(النساء136:4)

هنا يطالب القرآن المسلمين بالإيمان خاصة بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله هو الإنجيل، ترى هل يخدعهم ويطالبهم بالإيمان بكتاب محرف أو رفع؟ كما أنه يطالبهم بالإيمان بكل الكتب والرسل ومن لم يؤمن بذلك ففي الضلال البعيد ترى هل يكفي أن تقول أمنت بلسانك ولا تقرأ تلك الكتب وتثق فيها وتعمل بها ؟ لو كان نعم ترى أي إيمان ذلك؟ كثيرون يؤمنون بالله ولا يعملون بما قال هل هؤلاء مؤمنين ؟

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا  (النساء4: 150-151)

رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك (النساء164:4) (غافر78:40)

وهنا مطالب المسلم بالإيمان بكل الرسل وإلا اصبح كافرا حقا ، ترى كيف يعرف ويؤمن بهؤلاء الرسل الذين لم يقصصهم القرآن؟

لقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا (الإسراء 55:17) (النساء163:4)

ترى أين زبور داود الذي يجب على المسلم الإيمان به ؟هل تحرف زبور داود وفي أي الآيات نجد ذلك ؟

أشياء انفرد بها القران:

انفرد القران باشياء لم تحدث ولم توجد في كتب الله التوراة والإنجيل فالمطالع للقرآن يجد أنه كتاب مقلوب غير منظم أو مرتب وبلا شاهد.

 كتاب مقلوب:

المطالع للقرآن يجد أن من جمع القرآن وضع الكثير من السور المدنية في بدايته وهي التي جاء بها محمد مؤخرا أي بعد ظهور محمد بثلاثة عشر سنة ووضع كثير من السور المكية في آخر القرآن وهي الآيات التي جاء بها محمد أولا فالوضع الصحيح هي السور المكية أولا ثم السور المدنية بعدها ، ترى لماذا فعلوا ذلك؟ هل من رتبه هكذا كان جاهلا أو كان يعرف ولم يكن أمينا، فهل يأتمنوا جاهلا أو غشاشا على كتابة القرآن ؟ هل نثق فيما كتب؟

 

كتاب غير مرتب:

 تجد القران في كثير من السور يتحدث عن إبراهيم وعيسى وآدم مثلا فيجد القارئ نفسه فقد الترابط وهو أبسط قواعد الكتابة أن يكون الكتاب مترابطا فما بالك بكتاب الله :

إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا(النساء163:4) (الانعام6: 84-86)

كما أنك لا تستطع معرفة قصة متكاملة من سورة واحدة فذكر آدم في تسعة سور ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، نوح ذكر في ثمانية وعشرين سورة ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، وقس على ذلك باقي القصص ، كما افتقد الترتيب التاريخي كما كتب الله التوراة والإنجيل.

 

كتاب غير قاطع:  

يختلف القرآن عن كتب الله ففي الكثير من آياته تجد أنه غير قاطع فتجد في كثير منها تلك الكلمات والحروف أو ولو إلا حتى لعل عسى لولا وغيرها.

 

كتاب كتب بالتواتر:

ففي التعريف الموجود في نهاية المصحف تجد أنه كتب على مايوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة(أي عن) عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم،ترى ما هي المسافة بين رواية حفص وبين محمد؟ماذا حدث في كل تلك الفترة ومع كل هؤلاء ،ومن أرد معرفة العجب فعليه بكتاب المصاحف للساجستاني والإتقان في علوم القران للسيوطي والمصاحف لأبي داود وغيرهم.

 

كتاب غير منقط:

كتب القرآن الأصلي بدون تنقيط أو تشكيل ولكنه نقط على يد يحي ابن يعمر العدواني بعد موت محمد بما يزيد عن المائتي عام والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب،ما هي الضمانة على مطابقة القرآن الحالي بالأول؟ فالتشكيل هو الذي غير القراءات حتى اقتتل العرب وهذا الذي دفع عثمان أن يوحدهم على قراءة واحدة مخالفا أحاديث محمد على أن للقران سبع قراءات أين وما هي السبع قراءات؟.

كتاب بلا تاريخ:

عندما جمع عثمان القرآن أحرق ما كان بحوزة كل الصحابة من نسخ اختلفت عن قرانه،فكان هناك أكثر من عشرة نسخ منه تختلف اختلافا شاسعا فيما بينها كما أن كثيرين كانوا يطلقون على عثمان حراق المصاحف لماذا فعل تلك الفعلة الشنعاء وأضاع هذا الأثر المهم؟ ثم جاء الحججاج ابن يوسف الثقفي وغير في القرآن إحدى عشر موضعا ويمكن الرجوع إلى المصاحف للساجستاني والخلافة الإسلامية للمستشار محمد سعيد العشماوي ،نعم ضاع كل أثر للقرآن الأول وأيضا ضاع مصحف عثمان فاقدم النسخ هي بعد مئات السنوات من الهجرة رغم وجود دولة إسلامية قوية منذ هجرة محمد ولعدة قرون ، السؤال المهم لماذا طمسوا كل أثر للقرآن الأول؟

 

كتاب بلا شاهد:

يظل القران هو الكتاب الوحيد بلا شاهد فلقد شهد القرآن عن التوراة والإنجيل بأنهم كتب الله :

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله...(المائدة43:5)

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه (المائدة47:5)

رغم أن الفاصل الزمني بين التوراة والقرآن أكثر من عشرين قرنا وبينه وبين الإنجيل قرابة سبعة قرون إلا أن القرآن شهد بصحتهما وتطابقهما مع بعضهما وأي إدعاء بتحريفهما لا يصدقه عقل لآن هذه المدة الطويلة كافية بانتشار ملايين النسخ منهما فأي تحريف سهل فضحه بمجرد إظهار النسخ القديمة حيث يوجد العديد من النسخ قبل القرآن بمئات السنين ومنها مخطوطة وادي قمران بالأردن لسفر أشعياء قبل محمد بقرابة عشرة قرون وهي تشهد على تطابقها مع ما هو موجود بين أيدينا الآن أما تطابق التوراة والإنجيل فشهد له محمد :

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ... وأتيناه الإنجيل ... مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة46:5)

وهنا أكد محمد على تطابق التوراة والإنجيل كما أن السيد المسيح وتلاميذه استشهدوا بمئات الآيات من التوراة تأكيدا لصحتها كما أن التوراة تنبأت وشهدت للمسيح أنه يولد من عذراء ويذهب إلى مصر ويشفي المرضى ويفتح عيون العمي ويصلب بين أثمه لصوص وكثير من النبوات التي تحققت في شخص المسيح  ومن هنا يقف القران بلا شاهد فلا الإنجيل شهد له ولا التوراة شهدت له وحتى شهادة التاريخ التي كان على العرب التمسك بها فهي أيضا شهادة مطموسة مشوشة مشوهة .

 

كتاب لا يجتمع حوله كل المسلمين:

 يجمع كل المسلمون على أن القران الحالي هو ليس كل القران الذي جاء به محمد فكتب السنة مملوءة بالأحاديث التي تعترف أن هناك آيات وسور ضاعت ولم تكتب مثل آية الرجم للزاني والزانية وآية رضاعة الكبير التي كانت تعمل بها عائشة لكي تسمح للغرباء أن يصيروا أخوتها من الرضاعة فيدخلوا عليها وقتما شاءت وشاءوا وفي أي وضع كانت وكانوا وحتى لو كانت وحدها ولكن ذلك بعد موت محمد كما أن هناك الكثير من السور التي ضاعت ومن اشهرها ما أخرجه الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق. من كتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي.

كما أن قرآن الشيعة يشتمل على سورة الولاية التي يحذفا السنة من قرانهم حسب قول الشيعة أو يزيدها الشيعة في قرانهم حسب قول السنة وهي

بسم الله الرحمن الرحيم

يأيها الذين أمنوا بالنبي والولي نبي وولي بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين.

وللمزيد عليك بكتاب فصل الخطاب في معرفة تحريف كتاب رب الأرباب للأمام النوري.

أهل الكتاب والقران

أهل الكتاب بالتحديد حسب القرآن هم اليهود والنصارى ، ولقد جاء في القرآن المئات من الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب وأنبياء أهل الكتاب وكتب أهل الكتاب جملة وتفصيلا بل أن أغلبية قصص القرآن وصفحاته جاءت لتحكي قصص وحكايات وأنبياء أهل الكتاب؛ فكلمة موسى تكررت قرابة مائة وثلاثين مرة في أكثر من بضع وعشرين سورة وغيره من أنبياء ورجالات أهل الكتاب، هناك آيات في القرآن تصف أهل الكتاب بأن لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن في الآخرة وإلههم وإله محمد واحد؛ ثم هناك آيات تصفهم بأنهم كفار وتصفهم بأسوأ درجات الكفر وتحرم المسلم من صداقتهم ومودتهم؛ بل تطور الأمر إلى حد طردهم من بلادهم في جزيرة العرب؛ كما أن أهل الكتاب في البلاد التي فتحها العرب أي احتلها العرب ألزموهم بدفع الجزية أذلاء في بلادهم على غرار ما فعله كل المحتلين بل حرموهم من لغاتهم وعربوهم وكأن الله لا يفهم غير العربية.

 

لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن:  

إن الذين آمنوا(المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والنصارى والصابئين(الذين يعبدون الأجرام السماوية والنجوم) من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون(الصحيح لغويا الصابئين) والنصارى من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون(المائدة69:5)

نرى هنا أن اليهود والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولهم أجرهم عند ربهم ولا شرط؛حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرانه.

 

في اليهود النبوة وهم أفضل العالمين:

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين(البقرة47:2)

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة122:2)

ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين الجاثية(16:45)

وهنا الله فضل بني إسرائيل على العالمين وهم الذين أنعم الله عليهم؛ بل وقمة ما يبتغي المسلم هو أن يكون مع بني إسرائيل على الصراط المستقيم.

صلاة المسلم ليهديه الله صراط اليهود:

ولقد مننا على موسى وهارون ... وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم. سلام على موسى... (الصافات37: 114-120)

مالك يوم الدين إياك نعبد أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(الفاتحة1: 4-7)

الآية الثانية هي التي يصلي بها المسلم خمس مرات كل يوم يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم الذي لموسى وهارون وصراط الذين أنعم الله عليهم وهم بني إسرائيل فالقرآن تشهد آياته أن الله أنعم على بني إسرائيل دون سواهم .

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة47:2)(البقرة122:2)(البقرة40:2)

 

الثقة التامة في علماء بني إسرائيل:

وانه لفي زبر الأولين أولم يكن آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل (الشعراء26: 196-197)

هنا يقول محمد أن قرانه موجود في كتب الأولين وليس جديدا؛ كما انه يقول لقريش أنها آية ومعجزة لهم أن علماء بني إسرائيل يعلمونه وهنا ثقة تامة في علماء بني إسرائيل.

 

مودة النصارى وعلى هديهم يسير محمد:

يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة(آل عمران55:3)

ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا(المسلمين)الذين قالوا إنا نصارى...منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون (المائدة82:5)

أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة(اليهود) فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوم ليسوا بها بكافرين أولئك(إشارة للبعيد أي النصارى) الذ